العنف في الاسلام

 

البداية والنهاية > الجزء الرابع

اعتراض بعض الجهلة من أهل الشقاق والنفاق على رسول الله صلى الله عليه وسلم في القسمة العادلة بالاتفاق

قال البخاري: ثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: لما قسم النبي صلى الله عليه وسلم قسمة حنين قال رجل من الأنصار: ما أراد بها وجه الله. قال: فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فتغير وجهه، ثم قال: " رحمة الله على موسى، قد أوذي بأكثر من هذا فصبر " ورواه مسلم من حديث الأعمش به.

ثم قال البخاري: ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا جرير عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: لما كان يوم حنين آثر النبي صلى الله عليه وسلم ناسا؛ أعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل، وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى ناسا، فقال رجل: ما أريد بهذه القسمة وجه الله. فقلت: لأخبرن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: "رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر". وهكذا رواه من حديث منصور ابن المعتمر به.

وفي رواية للبخاري: فقال رجل: والله إن هذه لقسمة ما عدل فيها، وما أريد فيها وجه الله. فقلت: والله لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم. فأتيته فأخبرته فقال: " من يعدل إذا لم يعدل اله ورسوله؟! رحم الله موسى، قد أوذي بأكثر من هذا فصبر "

وقال محمد بن إسحاق: وحدثني أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، عن مقسم أبي القاسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: خرجت أنا وتليد بن كلاب الليثي، حتى أتينا عبد الله بن عمرو بن العاص وهو يطوف بالبيت معلقا نعله بيده، فقلنا له: هل حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كلمه التميمي يوم حنين؟ قال: نعم، جاء رجل من بني تميم يقال له: ذو الخويصرة. فوقف عليه وهو يعطي الناس، فقال له: يا محمد، قد رأيت ما صنعت في هذا اليوم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أجل، فكيف رأيت؟" قال: لم أرك عدلت. قال: فغضب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ويحك! إذا لم يكن العدل عندي فعند من يكون؟!" فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، ألا نقتله؟ فقال: "لا، دعوه فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية، ينظر في النصل فلا يوجد شيء، ثم في القدح فلا يوجد شيء، ثم في الفوق فلا يوجد شيء، سبق الفرث والدم".

وقال الليث بن سعد، عن يحيى ابن سعيد، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله قال: أتى رجل بالجعرانة النبي صلى الله عليه وسلم منصرفه من حنين وفي ثوب بلال فضة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقبض منها ويعطي الناس، فقال: يا محمد، اعدل. قال: "ويلك! ومن يعدل إذا لم أكن أعدل؟! لقد خبت وخسرت إذا لم أكن أعدل". فقال عمر بن الخطاب: دعني يا رسول الله فأقتل هذا المنافق. فقال: "معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي، إن هذا وأصحابه يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية". رواه مسلم، عن محمد بن رمح عن الليث.

وقال أحمد: ثنا أبو عامر، ثنا قرة، عن عمرو بن دينار، عن جابر قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم مغانم حنين إذ قام إليه رجل فقال: اعدل. فقال: "لقد شقيت ٍن لم أعدل". ورواه البخاري، عن مسلم بن إبراهيم، عن قرة بن خالد السدوسي به.

وفي "الصحيحين" من حديث الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما إذ أتاه ذو الخويصرة رجل من بني تميم، فقال: يا رسول الله، اعدل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويلك! ومن يعدل إذا لم أعدل؟! لقد خبت وخسرت إن لم أعدل" فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، أئذن لي فيه فأضرب عنقه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نصبه -وهو قدحه- فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة تدردر، ويخرجون

الصفحة الرئيسية