هل يتحدث الخالق القدير مع خلائقه؟ ولماذا وهو سبحانه لا يحتاج إلى الإنسان

لماذا جاء الروح القدس على هيئة حمامة بالذات، واستقر على السيد المسيح في المعمودية؟ عدد 35 و 36 من الأصحاح الأول من الإنجيل بحسب البشير يوحنا يقول: "وفي الغد أيضاً كان يوحنا واقفاً هو واثنان من تلاميذه، فنظر يسوع ماشياً فقال، هوذا حمل الله". استرعت انتباهي الكلمات: كان يوحنا واقفاً هو واثنان من تلاميذه، وبالذات كلمة واقفاً، فما دلالة هذه الكلمة في هذه الآية؟

لهذه الآية أهمية كبرى في حياة كل من نبي الله يوحنا ابن زكريا والسيد الرب يسوع المسيح من الناحية الروحية. فالمشهد هنا كما يسجله البشير يوحنا خاطط هذا الإنجيل، وهو كما قلنا غير نبي الله يوحنا ابن زكريا. كمشهد يصور لقاء بين آخر نبي للعلي تبارك اسمه في العهد القديم، وأول وآخر نبي جاء أو سيجيء للناس في العهد الجديد. والمشهد أيضاً يصور لقاء بين عهدين، عهد قديم متمثل في يوحنا ابن زكريا وعهد جديد متمثل في ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. عهد قديم توقف عن السير والحركة والمتمثل في كلمة " واقفا" في عبارة كان يوحنا واقفا هو واثنان من تلاميذه. وكان نبي العلي يوحنا ابن زكريا يعلن لتلاميذه عن توقفه وإخلائه الطريق لرسول العهد الجديد وهو الرب يسوع المسيح له كل المجد الذي قيل فيه في نفس هذا الجزء "فنظر يسوع ماشياً". فالصورة هنا تشمل نبياً واقفاً ورسول الله حمله ماشياً مكملاً مسيرته بعد وقف القديم. الصورة أيضاً تعلن عن نهاية زمن تقديم ذبائح حيوانية دموية متمثلة في حمل أو خروف الفصح، وبداية عهد حمل جديد. ليس هو حمل من الناس بل حمل الله وغيرها من الدلالات.

هذه هي المرة الثالثة التي يتكلم نبي الله يوحنا ابن زكريا عن الرب يسوع المسيح ويشهد له انه هو حمل الله الذي يرفع خطية العالم في عدد29. ثم هذا هو ابن الله أي الله ظاهراً في جسد إنسان وهذا في عدد 34. ثم يكرر مرة أخرى هوذا حمل الله في عدد 36، فواضح أن نبي المولى تبارك اسمه يوحنا ابن زكريا لم يدع فرصة تفوت إلا وشهد عن السيد الرب يسوع المسيح له المجد.

لهذا جاء يوحنا المعمدان أو يوحنا ابن زكريا إلى الأرض. جاء ليشهد للنور الذي هو الرب يسوع المسيح لذلك لم يدع أية فرصة تفلت منه إلا وشهد له كل المجد.

في عدد37 من الأصحاح الأول من الإنجيل بحسب البشير يوحنا، وبعد شهادة يوحنا ابن زكريا للسيد المسيح أنه حمل الله، يقول تنزيل الحكيم العليم: " فسمعه التلميذان يتكلم فتبعا يسوع". وسؤالي هنا لماذا ترك هذان التلميذان معلمهما- وهو يوحنا ابن زكريا- وتبعا يسوع؟

واضح أن يوحنا ابن زكريا كان يتكلم كثيرا جدا حتى مع تلاميذه عن هذه الشخصية الفريدة شخصية الرب يسوع المسيح تبارك اسمه في كل مناسبة، كما ذكرنا وعن عظمته. فمرة يقول عنه أنه في المكانة أعظم مني ومرة يقول لسامعيه: انه ينبغي أن الرب يسوع المسيح يزيد في المكانة وأنا( يوحنا) انقص. وأخرى بصيغة بأنه حمل الله الذي يرفع خطية العالم. وهنا نرى أن يوحنا ابن زكريا بنفسه يشجع تلاميذه وأتباعه على الالتفاف حول الرب يسوع المسيح، لأن هذه كانت رسالته التي جاء ليعلنها إلى العالم. لذلك عندما سمعه التلميذان يتكلم في هذا اليوم، تبعا يسوع كما يقول الكتاب المقدس.

هل يكفي أن يسمع التلميذان أو أي إنسان عن الرب يسوع المسيح حتى يترك كل شيء ويتبعه ويصبح من تلاميذه؟

الحقيقة أنا أرى أن هذين التلميذين عملا ما لا بد أن يعمله كل إنسان، وخاصة كل شخص يقرأ هذه الدراسة الآن وهو أن يتبع السيد المسيح من كل قلبه. لأنه ماذا يحتاج الإنسان المخلص الباحث عن الحق والمتعطش لمعرفة المولى القدير والطالب لغفران الله وعفوه حتى يفلت من عذاب القبر والنار. ماذا يحتاج هذا الإنسان أكثر من أن يشير إليه إنسان نظيره مثلي أو مثلك ويرشده إلى السيد الرب يسوع المسيح، ويقول له أننا اختبرنا العيش معه والسير وراء السيد الرب يسوع المسيح المخلص الوحيد للبشرية من المعاصي والذنوب والماحي لخطايانا وآثامنا بفدائه لنا. وأنه هو كما شهد عن نفسه الطريق والحق والحياة للسماء، وأنه ليس بأحد غيره الخلاص وله يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا ويفلت من عذاب القبر والنار.وأنه هو له المجد القادر على كل شيء؛ لأنه حي إلى أبد الآبدين ليشفع فينا لدى عدالة المولى عز وجل، ونحن شهود لذلك. فمن يسمع ويتبع السيد تبارك اسمه كما فعل هذان التلميذان نجى من عذاب القبر والنار وضمن الخلود والهناء في النعيم وقد أفلح المؤمنون. ومن يسمع ويظل متمسكا بما هو فيه ولا يتبع السيد المسيح فسيعرف يوم لا ينفع مال ولا بنون انه والعياذ بالله من الخاسرين.

أليس غريباً أن يترك هذان التلميذان معلمهما ويمشيان تابعين للرب يسوع دون أن يكلماه أو دون أن يسألاه عن شيء، فقط تبعاه حتى التفت يسوع ونظرهما يتبعان فقال لهما: "ماذا تطلبان"؟

لا، الحقيقة ليس غريباً عليهما كما قلنا أن يتبعا الرب يسوع المسيح، وليس غريباً أيضاً أن يمشيا وراءه دون أن يتكلما معه، وهذا عادي جداً أن يحدث في محضر شخص عظيم كالرب يسوع المسيح. فلربما كان التلميذان يفكران في أوصاف وعظمة وتعاليم الرب يسوع المسيح والمحيطين به وخصوصاً لأنهما لا بد أن يتكلما إليه. لكن عظمة وتعاليم الرب يسوع المسيح تبارك اسمه تظهر في أنه وهو العظيم الذي تخافه الأرض والسماء والقائم بذاته دون حاجة إلى من حوله، هو الذي نظر والتفت إليهما وبدأ الحديث معهما. وليست هذه المرة الأولى التي أبتدأ فيها الرب يسوع المسيح بالمبادرة والحديث مع كل إنسان يحتاجه أو يطلبه أو يتطلع لرؤيته، وهذا يضيف إلى عظمته ولا يقلل من مكانته.

هل ممكن أن تذكر لنا بعض الوقائع الأخرى التي أخذ الرب يسوع المبادرة وابتدأ في الحديث مع شخص كان يريد أن يراه أو يتكلم معه؟

تنزيل الحكيم العليم يخبرنا عن شخص اسمه زكا، ويقول في وصفه الوحي المقدس، أنه كان قصير القامة وطلب أن يرى يسوع يسير بالجسد على الأرض والجموع تزحمه، كان من المتعذر على زكا هذا أن يرى يسوع لقصر قامته فتسلق جميزة وانتظر لمجرد أن يرى يسوع له المجد وهو يمر تحت الشجرة. ولكن الرب يسوع المسيح له المجد، وهو العليم بكل شيء يقول عنه الوحي في الكتاب المقدس: "نظر إلى فوق إلى زكا وقال له: يا زكا أسرع وانزل لأنه ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك". فالسيد المسيح له المجد، ليس فقط يبدأ ويأخذ المبادرة ليتحدث مع من يطلبه، بل يمكث معه أيضاً. وهذا يتطابق مع ما حدث من العلي القدير تبارك اسمه مع آدم في الجنة.

هل من الممكن أن تعطينا فكرة سريعة عما حدث مع آدم في الجنة؟

يقول تنزيل الحكيم العليم الكتاب المقدس في أول أسفاره وهو سفر التكوين والأصحاح الثالث، عندما أخطأ أبوانا آدم وحواء وأكلا من الشجرة المحرمة وعرفا خطيتهما، اختبأ من المولى القدير وسط شجر الجنة. فجاء إليهما القدير تبارك اسمه ونادى الرب الإله آدم وقال:" أين أنت؟" أي أنه هو الذي أخذ المبادرة ليتحدث مع الإنسان.

 

هل تعتقد أن الله سبحانه وتعالى يتحدث مع الناس في هذه الأيام ويتكلم معهم؟

بكل تأكيد فهو إله غير صامت، فالكتاب المقدس يؤكد على هذه الحقيقة أن المولى تبارك اسمه تكلم مع عبيده الأنبياء. وكلمنا في شخص السيد المسيح له المجد ويكلمنا في ضمائرنا وأفكارنا وقلوبنا على حدة.

لماذا يتكلم المولى القدير وهو الجبار المخوف العظيم المستوي على العرش مع الإنسان؟ فهو لا يحتاج للإنسان وهو منفصل عن خلائقه؟ ففكرة حديث الله سبحانه وتعالى مع البشر فكرة تحد المولى تبارك أسمه واستغفر الله العظيم تقلل من مكانته؟

الحقيقة أنا لا أتفق معك في هذا فمع أن الجبار المخوف العظيم المستوي على العرش لا يحتاج للإنسان، فهو قائم بذاته. إلا انه هو الذي خلق الإنسان ليمجده ويعبده ويتكلم سبحانه وتعالى وهو فعال لما يريد مع الإنسان، حتى انه قال في الكتاب المقدس عن نفسه أنه محبة وأنه أبونا. فكيف لآب محب ألا يتكلم مع أبنائه، والحقيقة أنا لا أتفق معك بأنه جل شأنه منفصل عن خلائقه. فهذا ما لا يعلمنا إياه الكتاب المقدس بل على العكس يعلمنا انه جل شأنه يسر بأن يتكلم مع الإنسان من خلال كتابه المقدس أو الطبيعة والسموات والأفلاك والمصنوعات أو داخل الضمائر والأذان.

هل تحد فكرة حديث المولى مع خلائقه كونه من يملأ السماوات والأرض وهل تقلل من مكانته؟

على العكس، ففكرة أن يتكلم الخالق الأعظم مع خلائقه لا تحده بمحدودية خلائقه. فهو يتكلم معها لكنه لا يصير في محدوديتها، فمع الفارق الكبير جداً في التشبيه فإن يتكلم عالم الفضاء أو الذرة مع طفل صغير عمره أربع أو خمس سنوات، لا يحد من قدرة وإمكانيات هذا العالم ولا يقلل من مكانته، بل على العكس فهذا يزيد من مكانته وخاصة عندما نتكلم عن القدير جل شأنه. ولكن هذا يظهر عظمته الفائقة فهو مع انه من يملأ السموات والأرض، لكنه يظهر عظمته في التنازل والحديث مع خلائقه الضعيفة المحتاجة إليه.

هل حاضر في ذهنك الآن أية أمثلة عملية لأناس مازالوا أحياء يستطيعون القول والشهادة الصادقة بأن الله تبارك أسمه تكلم إليهم بأي شيء، وتحقق هذا الشيء؟

الحقيقة في ذهني أمثلة عديدة من مختلف البلاد والخلفيات، كما أستطيع أن أقول الصدق في المسيح وأمام الله وأعطي كل المجد للرب يسوع المسيح أن ما حدث معي أنا شخصيا عدة مرات.

هل ممكن أن تذكر لنا مثلين، واحد حدث مع شخص آخر وواحد حدث معك أنت شخصياً؟

كنت في زيارة للبلد العظيم وقابلت إحدى السيدات التقيات وكانت من خلفية غير مسيحية. كانت وهي في سن الخامسة عشر تتوق أن تعرف من هو المولى القدير وتتمنى أن تعرف إن كان يتكلم مع عباده أم لا. تتوق أن تعرف أن هناك المولى القدير الذي يسمع دعاءها، ويعتني بها. وظلت ليالي تقرأ كثير من الكتب الدينية وتصلي كل الفروض وتدعو القدير أن يتكلم إليها بأي شكل. ذهبت إلى أحد القادة الدينيين واستشارته في ذلك قال لها أنت صبية صغيرة، كل ما عليك هو أن تطيعي والديك وأن تصلي الفروض وتأمرين بالمعروف وتنهين عن المنكر والفحشاء وتصرفين النظر عن أفكارك هذه. المولى القدير مستوي على العرش منفصل عنا نحن العبيد. قالت لي هذه السيدة الفاضلة لم أقتنع كثيراً بهذا الكلام وقلت في حديث للمولى القدير، لو أنك هناك في مكان ما في السموات أنا أشتاق لمعرفتك. وظلت تدعوا المولى القدير بعد كل صلاة وفي ليلة ما وهي مستيقظة تطلب من المولى أن يتكلم إليها رأت السماء وكأنها انفتحت أمامها، وشعاع من النور كتب لها الكلمات: "أنا هو الطريق والحق والحياة". فقامت تجري إلى صديقة بيتها تتطلع للسماء فلم تجد شيء.

 

هل كانت مستيقظة أم نائمة ورأت الحلم؟

لقد أكدت لي أنها كانت مستيقظة، وكانت تدعوا المولى القدير بأن يظهر لها ذاته ويتحدث إليها.

 

وماذا حدث بعد ذلك؟

قالت لي هذه السيدة من ذلك اليوم عرفت أن القدير تبارك أسمه في السماء يسمعني ويهتم بي ويمكن أن يتحدث أليّ. وبعد أربع سنوات على هذه الحادثة، أعطتها إحدى الأخوات المسيحيات كتاباً مقدساً وهو الإنجيل. وتقول هذه السيدة قرأت الإنجيل بحسب البشير متى والإنجيل بحسب البشير مرقس ولوقا، وجاءت إلى الإنجيل بحسب البشير يوحنا إلى أن وصلت إلى الأصحاح الرابع عشر والعدد السادس منه وقرأت قول الرب يسوع عن نفسه: "أنا هو الطريق والحق والحياة" فسلمته حياتي وعمري ومستقبلي، وهي الآن خادمة للرب يسوع المسيح.

 

هل من الممكن أن تقول لنا خبرتك أنت الشخصية في هذا الموضوع؟

الحقيقة قبل ما أتكلم عن خبرتي الشخصية في سماع صوت المولى القدير، أحب أن أقول أن هذا امتياز ممنوح لكل عباد المولى القدير دون التقييد بجنس أو لون أو دين. كل من يطلب الله سبحانه وتعالى أن يظهر له ذاته ويهديه للحق ويشرح له صدره بالإيمان بالرب يسوع المسيح تبارك أسمه كالفادي والمخلص الوحيد، لابد أن يتكلم إليه القدير تبارك اسمه بطريقة أو بأخرى فليس عند الله محاباة وليس عنده طريقة واحدة يتكلم بها. لكن أن جاز التعبير نقول أن أهم طريقة وهي أوضح وأدق طريقة يتكلم بها المولى تبارك اسمه هي من خلال الكتاب المقدس.

فالبعض يظن أن الله سبحانه وتعالى إله صامت لا يتحدث مع خلائقه، والبعض يؤمن بأن هذا يحد من وجوده جل شأنه. والبعض مثل المذهب الصوفي مثلاً يؤمنون بأن الله تبارك اسمه يتكلم مع خلائقه لكن بعض منهم فقط، وهذا ليس امتيازاً ممنوحاً للجميع بل هو من لمن يعرفونهم بأنهم أولياء الله الصالحين الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وجنوباً. فشكراً على هذا التوضيح والآن ما خبرتك الشخصية؟

الحقيقة عندي عشرات الاختبارات التي يمكن أن أشهد بها أمام الله عن أنه تكلم معي بصورة مؤكدة. ففي يوم كنت أعظ في إحدى الجماعات المسيحية بمدينة سان دييجو بولاية كاليفورنيا الأمريكية. وكانت هناك سيدة تزوجت من تسع سنوات، لكن زوجها كان سيئ الخلق جداً وهذا ليس سراً بل كل أهل مدينته كانوا يعرفونه أنه مجرم محترف. وقد أذاقها هذا الزوج ألوان العذاب لمدة تسع سنوات هي وأولادها، بنتها وأبنها. وكانت دائمة الصلاة لأجله لكي يفتقده المولى برحمته ويشرح له صدره بالإيمان بالرب يسوع المسيح فتتغير أحواله. وبالرغم من أنه كان من السهل عليها جداً أن تطلقه، ألا أنها كانت تشعر أنها لا بد أن تصبر عليه وتصلي من أجله عسى أن يتوب ويرجع إلى الله توبة صادقة نصوحة. وبعد أن أنهيت عظتي في هذه الجماعة وكانت السيدة موجودة بهذا الاجتماع وجدت صوتاً يهمس في أذني قائلاً " قل لها، هكذا قال الرب أن هذا الشخص الذي صليت لأجله كثيراً طوال هذه السنين سوف يرجع إليّ ويعرفني مخلصاً شخصياً له في هذا الأسبوع". وبعد الاجتماع جاءت السيدة وتحدثت معي وقالت، طوال الليلة الماضية كنت أصلي إلى الله وادعوا لزوجي وقلت له ياربي الكريم أرجوك أن تتكلم إليّ في اجتماع الصباح بأية طريقة. وها أنت قلت أن صوت المولى تبارك أسمه قال أن زوجي سيرجع إليّ هذا الأسبوع.

 

ما الذي حصل معها في هذا الأمر خلال الأسبوع؟

اليوم الثاني مباشرة يوم الاثنين كان زوجها يحاول الهرب من البوليس الذي كان يطارده، فذهب إلى بيته. وبالمناسبة احب أن أقول أنه كان يعيش وحده بعيداً عن زوجته وأولاده في تلك الفترة. لكن في هذا اليوم وهو يوم الأحد الذي تكلم معي القدير له السجود والعظمة، ذهب هذا الزوج الشرير إلى بيته وقرع الباب وفتحت له أبنته وعمرها ست سنوات. وبمجرد أن رأته قالت له "بابا يكفي الذي أنت تفعله، وصلي لله سبحانه وسلم حياتك للرب يسوع المسيح وأعترف له بخطاياك لتضمن النعيم الأبدي". ففي تلك اللحظة نفسها صلى مع أبنته وطلب العفو والغفران من الرب، وتغيرت حياة هذا الشخص وهو الآن مبشر باسم الرب يسوع المسيح ويعظ المجرمين الذين شابهوه في خطاياه أن يتوبوا إلى الله ويقبلوا السيد المسيح مخلص شخصي لهم.

هل تريد أن تقول شئياً أخير حول موضوع حديث المولى تبارك أسمه مع البشر؟

في النهاية احب أن أقول لكل قارئ لا تصدق أن الله يجلس في السماوات وهو منفصل عنك. كلا بل هو أقرب إليك من حبل الوريد يلبي الداعي إذا دعاه وأخلص النية له. لا تصدق أن البحث في ذاته شرك وكفر وأننا لا يمكن أن نسمع صوته جل جلاله. أقرأ الكتاب المقدس بخشوع وتواضع وحب في معرفته تبارك اسمه واطلبه من قلبك أن يعلن لك عن ذاتك. وأنا أؤكد لك مهما كانت خلفيتك أو دينك، فلسوف تسمع صوته عز وجل يناديك بالرجوع إليه والتوبة لتضمن النعيم الأبدي فتصبح من المفلحين المؤمنين.

عودة للفهرس