ما هوالتثليث ؟

ان المسيحيين هم أهل توحيد، فهم يؤمنون بأن لا اله الا الله وحده لا شريك او مثيل له. وشرحنا ان وحدانيته تبارك أسمه هي وحدانية جامعة، فالاب والابن والروح القدس هم الله الواحد سبحانه الجالس على العرش كما فسرنا معنى وسبب تسمية السيد المسيح له المجد بالابن. وأن ما جاء بالقرآن الكريم من حديث عن رفض ومقاومة التثليث نحن نتفق معه لآنه لا يتكلم عن الثالوث كما تعلمه المسيحية. بل عن تثليث دخيل عليها قاومته المسيحية في بداية ظهور الاسلام حتى أنتهى. وأحب ان اقول اننا على أستعداد لآرسال هذه الحلقات لآي مستمع كريم يريد أن يعرف الحقيقة.

كنا قد بدانا شرح الاية الرابعة عشر من الاصحاح الاول من الانجيل بحسب البشير يوحنا والتي تقول: " والكلمة صار جسدا وحل بيننا، ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملؤا نعمة وحقا". فما معنى مملؤا نعمة وحقا، وماهي النعمة وماهو الحق؟

النعمة هي عطية مجانية لشخص لا يستحقها، فنعمة الله المتجسدة في السيد المسيح تبارك اسمه أتجهت نحونا نحن البشر المزدرى وغير الموجود ونحن لا نستحقها. وأحب ان اوضح ان السيد المسيح له المجد ليس منعم عليه بل هو مملؤ نعمة، اي مصدر النعمة ومنشأها. فكالله الظاهر في الجسد هو مصدر كل نعمة، فهو الموصوف بالانجيل " بآله كل نعمة".

ياترى ماهي في رأيك أهم ما أنعم به المولى تبارك اسمه علينا كبشر، لآنه معروف ان الله سبحانه وتعالى هو المنعم الجواد. ونعمه وأفضاله كثيرة علينا ومتجددة لنا في كل صباح جديد؟

في راي ان اهم واخطر واروع نعم المولى عز وجل علينا هي نعمة الخلاص من الذنوب والمعاصي والافلات من عذاب القبر والنار وورود النعيم الابدي الذي أعده سبحانه للمؤمنين به، فهذه اساس كل نعمة أخرى. وكل ما عداها يصغر أمامها.

هل من الممكن ان تشرح لنا هذه النعمة، وهي نعمة الخلاص من الموت وورود النعيم الابدي، ولماذا تعتبرها أساس كل النعم؟

نعمة الخلاص من الذنوب والمعاصي هي أساس كل نعمة أخرى. لآنه كما يقول الكتاب المقدس تنزيل الحكيم العليم: " ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه، أو ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه". فلو أنعم الله سبحانه وتعالى علي بنعمة الصحة والشباب المتجدد لمدة 100 او حتى 200 سنة وبعدها ألقيت في جهنم النار، فما الفائدة من صحتي التي أستمتعت بها لمدة 100 سنة لأواجه أبدية مخيفة ومصير مرعب لملايين من السنين. وماذا لو ان المولى تبارك أسمه جعلني أغنى رجالات العالم وبعدها واجهت مصيري الاليم، يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا تملك نفس شيئا. اذا فنعمة الخلاص والافلات من الذنوب والمعاصي وعذاب القبر والنار هي أساس أم النعم وكل ما بعدها من نعم نشكره سبحانه عليها ونعترف بجميله جل شأنه.

دكتور ناجي، حضرتك قلت في تعريفك للنعمة أنها عطية مجانية لشخص لا يستحقها، فكيف يمكن ان يحصل الانسان على هذه النعمة وما معنى أنها مجانية؟

معنى ان نعمة الخلاص من الذنوب والمعاصي وأتقاء عذاب القبر والنار أنها مجانية، اي غير مطلوب من الانسان ان يدفع شيئا او يعمل شيئا للحصول عليها. فهي مجانية ويقول عنها الكتاب المقدس كتاب الله عز وجل: " لأنكم بالنعمة مخلصون ، بالايمان وذلك ليس منكم. هو عطية الله ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد". اي ان خلاصنا وأفلاتنا من الذنوب والمعاصي وعقابها ليس اعمالنا وليس منا. والا لكان القادر فينا بقوته الذاتية يمكن ان يخلص، وغير القادر يكتب عليه عذاب القبر والنار. وأيضا يمكن للقادر ان يفتخر على المولى تبارك أسمه بأنه عمل صالحا وخلص ونجى.

الحقيقة هذا موضوع خطير والى حد ما غامض. فكيف يخلص الله سبحانه الناس مجانا، ولماذا لا يدفع الانسان ثمن خلاصه؟ فهذا شيء منطقي فحتى تأخذ اي شيء في الارض يجب أن تدفع؟

انا عالم ان منطق الارض حتى تاخذ اي شيء يجب ان تدفع، لكن هذه النعمة ليست من الارض بل هي من السماء. من عرش الله سبحانه وتعالى ومتجهة الى أسفل الى الانسان. لذلك فهي لا تخضع للمنطق الارضي البشري، والحقيقة أن نعمة الخلاص من الذنوب والمعاصي لا تصلح الا ان تكون مجانية للأسباب الاتية:

أولا لأن الانسان وارث لطبيعة أنسانية جسدية فاسدة.

ثانيا لأن الناس يعيشون في مستويات مختلفة وأماكن مختلفة.

ثالثا لأن الخطية والذنوب والمعاصي ليست موجهة ضد الانسان فقط بل ضد المولى القدير تبارك أسمه. ولأن الانسان عاجز عن أصلاح نفسه.

رابعا لو كان ممكنا أن الاعمال الصالحة تدخلني النعيم الابدي، لكان السيد المسيح قد جاء بلا سبب.

أن الانسان وارث للطبيعة الانسانية الفاسدة، ما معنى هذا الكلام؟

عندما خلق الله سبحانه وتعالى الانسان خلقه بطبيعة طاهرة لا تعرف الا الخير فقط وليس الشر. وكان أبوانا آدم وحواء في جنة تجري من حولها الانهار، ونهاهما المولى القدير عن الاكل من شجرة واحدة وحذرهما انه يوم يأكلا منها موتا يموتا. وعصيا ربهما وآكلا من الشجرة المحرمة فطردهما المولى القدير من الجنة وأنفصلا عنه سبحانه وعرفا الشر. وكما يقول تنزيل الحكيم العليم أنه بأنسان واحد، وهنا يتكلم عن آدم، بأنسان واحد دخلت الخطية الى العالم، اي طبيعة الخطية في الانسان، وبالخطية الموت أي الانفصال عن القدير جل شأنه اذ اخطأ الجميع.

الكتاب المقدس هنا يقول: "أذ أخطا الجميع" لم يخطا الجميع لكن آدم وحواء وحدهما فقط أخطأ ؟

في ذلك الوقت عندما أخطا آدم وحواء كانا يمثلان كل البشرية وكل الخليقة، اذ كانا وحدهما في الجنة فعدديا كانا يمثلان الخليقة كلها. وروحيا كانا ايضا يمثلان الخليقة كلها وكل ما جاء بعدهما. وعمليا اخطأ الجميع هما ومن بعدهما، فتنزيل الحكيم يقول: " الجميع زاغوا وفسدوا معا ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد". ومن هنا ورث الجميع من الابوين الاولين طبيعة الخطية. وواضح هذا عمليا لأن أبن آدم وحواء قايين حسد أخاه دون سبب وقام عليه وقتله.

حسب مفهومي ليس كل الاديان الكبرى، وأقصد بها اليهودية والمسيحية والاسلام تؤمن بوراثة فساد الطبيعة البشرية، فما تعليقك لذلك لأنه يبدو ان امر فساد الطبيعة البشرية شيء واضح في تعاليم الكتاب المقدس وأيضا في الحياة الطبيعية العادية؟

الحقيقة ان اليهودية والمسيحية تؤمن بوراثتنا كبشر لفساد الطبيعة الانسانية، لكن الاسلام لا يؤمن بذلك، بالرغم من ورود كثير من الاحاديث والنصوص الاسلامية التي تؤكد ذلك. فمعروف أن " النفس أمارة بالسوء". ومعروف أن كل أبن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون. وكم من مرة سمعنا ربي أغفر لي وللمساومين جميعا. فان لم نكن قد ورثنا الطبيعة الانسانية الفاسدة فلماذا لا يوجد شخص واحد فقط على الارض يمكن ان يقال عنه انه لم يخطيء طيلة حياته منذ آدم الى نهاية العالم، بالطبع أستثناء السيد الرب يسوع المسيح. لأنه كما شرحنا قبل هذا لم يولد كباقي البشر من أب وام بل ولد من الله نفسه سبحانه وتعالى فهو كلمته.

لكن لماذا الاحباء المسلمين يرفضون فكرة فساد الطبيعة البشرية الموروثة؟

البعض منهم يرى أنه ليس من العدل ان يرث الانسان خطية ابوه او أمه او آدم وحواء.

هل نحن كمسيحيين نؤمن ان الانسان يرث خطية ابوه او امه او آدم وحواء؟ بالطبع لا، نحن لا نؤمن ان الانسان يرث خطية آدم بل يرث فساد الطبيعة البشرية القابلة لصنع الخطية، والمجربة بالشرور. ومن هنا من طبيعة الخطية الانسان يعمل الخطية ويدفع حسابها وعقابها. كما يذكر الذكر: " ان كل واحد سيعطي حسابا عن نفسه"، وليس عن أجداده وخطاياهم.

هل يوجد شيء ثاني يمكن الاستناد عليه في فكرة رفض فساد الطبيعة البشرية؟ الشيء الثاني هو لو انا ورثت فساد الطبيعة البشرية لا بد لحل او لطريقة خلاص من فساد هذه الطبيعة. والمسيحية ترى ان فساد الطبيعة البشرية وأفلات الناس من عذاب القبر النار والمصير الابدي المرعب المخيف هو عن طريق صلب السيد الرب يسوع المسيح له المجد نيابة عن البشرية الساقطة. والاحباء المسلمون لا يؤمنون بان السيد تبارك اسمه قد صلب لذلك يرفضون فكرة وراثة الطبيعة البشرية الساقطة.

النقطة الثانية في حتمية ان يكون خلاص المولى تبارك اسمه للأنسان من الذنوب والمعاصي ان يكون خلاصا مجانيا، والذي حضرتك ذكرتها هي لأن الناس يعيشون في مستويات مختلفة واماكن متفرقة. من فضلك اشرح لنا هذه النقطة؟

لأن الناس يعيشون في ظروف مختلفة ومستويات متباينة وأماكن متفرقة لا يمكن ان يطلب منهم ان يعملوا صالحا كثمن لدخولهم النعيم الابدي. فمثلا هناك ابن او ابنة أخاء الله عليه او عليها بابوين مؤمنين مهذبين صالحين وبالصحة والمال في بلد آمن غنى، فلديها او لديه من الامكانات لصنع الاصلاح وتجنب المعاصي من أبن يعيش مع ابوين فاسدين. وهو عليل مثلا ولا تملك القوت الضروري لسد جوعه فلابد ان يكون الاخير معرض لأرتكاب المعاصي والذنوب والحقد والحسد والغيرة والسرقة وغيرها، أكثر من الابن الاول الذي يعيش في بيت طيب. فلو ان الخلاص من العذاب الابدي وورود النعيم الابدي باعمالنا الصالحة، لكان هذا ظلما لمن يعيش في هذه الظروف القاسية. لذلك قدم المولى تبارك اسمه نعمة خلاصه للبشرية من الخطية مجانا وبسهولة للأنسان. كي لا لا يتهمه احد جل شأنه والعياذ به من انه غير عادل. فلو اراد جل شأنه ان يزن بميزان واحد لكل البشر من عمل الاعمال الصالحة، لكان عليه ان يصنع البشر جميعا في نفس المستوى ونفس الظروف وغيرها.

ماهي النقطة الثالثة التي تؤكد ان الخلاص من الذنوب والمعاصي لا بد ان يكون مجانيا وبنعمة الله سبحانه وتعالى؟

النقطة الثالثة هي أن الخطية والمعاصي موجهة ضد المولى القدير سبحانه وتعالى ليس فقط من ناحية الانسان ونفسه او الانسان واخيه الانسان.

كيف ، فالذي يسرق مثلا يسرق الانسان وليس الله سبحانه وتعالى، والذي يقتل يقتل الانسان أيضا؟

صحيح الذي يقتل ويسرق يضر الانسان لكن من هو الذي وضع القوانين بأن لايقتل او يسرق، اليس هو المولى القدير تبارك اسمه. فعندما أفعل خطية او ارتكب أنا معصية فهذا معناه أني أكسر كلام المولى عز وجل. وبالتالي فانا ارتكب معصية ضده والعياذ به. فلو انا أخطيء في حق المولى سبحانه فماذا يمكن ان أقدم له جل شأنه ليمحو خطيتي ضده. فحتى لو كان الحسنات يذهبن السيئات فهذا لا يطبق على الانسان مع الانسان. لكن ما هي الحسنات التي يمكن أن اقدمها له جل شأنه منقوصة كوني أخطأت في حقه والعياذ بالله. هل يمحو الصوم والصلاة والزكاة خطأي في حق من له السموات والارض وما بينهما. لذلك قال له عبده داود: " أرحمني ياالله حسب رحمتك. حسب كثرة رأفتك أمح معاصي، أغسلني كثيرا من أثمي ومن خطيتي طهرني. لأني عارف بمعاصي وخطيتي أمامي دائما. أليك وحدك أخطأت والشر قدام عينيك صنعت. هنئذا بالاثم صورت وبالخطية حبلت بي أمي".

وماذا عن النقطة الرابعة؟ النقطة الرابعة هي أنه لو كان الانسان ممكن أن يعمل صالحا فيدفع ثمن عقاب خطاياه، وان الحسنات يذهبن السيئات لكان السيد المسيح تبارك اسمه قد جاء بلا سبب. لأن ما دفع السيد المسيح له المجد أن يأتي الى أرضنا في صورة انسان هو ان يفدي الجنس البشري وينوب عنه في تقديم نفسه ذبيحة بدلا منه. فلو كان الافلات من عذاب القبر والنار والمصير المرعب بأعمالنا الصالحة لما كان هناك أي داعي لمجيئه تبارك أسمه الى الارض.

يعني تريد ان تقول لي أنه لا داعي ان يعمل الانسان اي عمل صالح، اذا فلماذا وكيف يعاملنا المولى القدير في اليوم الاخير؟

لا الاعمال الصالحة واجبة ومهمة لكنها لا تذهب السيئات ولا تنقذ من عذاب القبر والنار ولا دخل لها بغفران الخطايا. أنما هي تعبير عن حبنا لله القدير تبارك أسمه وواجبا علينا تجاه عباده جل شأنه. وهي لا يمكن ان تقبل أمام الله كثمن لغفران المعاصي والخطايا بل هي ثمر التغيير الحقيقي الذي يمكن أن يعمله المولى تبارك اسمه في حياة الانسان. فيصبح بنعمته من آل بيته تبارك أسمه. وهذا يقودنا الى النقطة الخامسة والاخيرة وهي أن الانسان عاجز عن أصلاح نفسه.

لماذا الانسان عاجز عن أصلاح نفسه، الا يوجد أناس كثيرة تقدر ان تعمل اعمال صالحة؟ كما أتفقنا أنه حتى لو كان هناك أمكانية أن يعمل الانسان أعمال صالحة وقدره على ذلك، لكن الله سبحانه وتعالى لا ينظر اليها كثمن لمغفرة الخطايا ومحو المعاصي. بل هو ينظر اليها على انها ثمر طبيعي لأرضائه تبارك اسمه. اما لماذا الانسان عاجز عن أصلاح نفسه فهي ببساطة لأن الانسان ولد في الخطية بالطبيعة الفاسدة. فكيف أطلب من الانسان المولود بطبيعة الخطية الفاسدة أن يعمل اعمال صالحة ليكفر عن خطيته. فكلما حاول الانسان ان يعمل الحسنى كما يقول بولس الرسول: " كلما أردت ان أفعل الحسنى أجد الشر حاضر عندي. لأني لست اعرف ما أنا أفعله اذ لست أفعل ما أريده بل ما أبغضه فأيه افعل. فالان لست بعد لست أفعل ذلك انا بل الخطية الساكنة في( أي طبيعة الخطية التي نتكلم عليها). فأني أعلم أنه ليس ساكن في أي في جسدي شيء صالح، لأن الارادة حاضرة عندي واما ان افعل الحسنى فلست أجد. لأني لست أفعل الصالح الذي اريده بل الشر الذي لست اريده فأياه افعل". وهنا هذا الرجل العظيم الذي أستخدمه المولى القدير تبارك اسمه في نشر المسيحية بالمحبة والموعظة الحسنة وعمل عشرات من المعجزات وانتسرت تعاليمه في شتى ارجاء الارض، يصرخ ويقول: " ويحي أنا الانسان الشقي، من ينقذني من جسد هذا الموت". ويقول كل ما حاول أن يصنع الحسنات يجد السيئات حاضرة عنده. مايريد أن يفعله لا يفعله وما لا يريد ان يفعله يفعله. الانسان عاجز عن أصلاح نفسه.

أذا ما هو الحل، أن كان الانسان مولود بالخطية وعاجز عن عمل الصالح او اصلاح نفسه وفي الوقت نفسه ينتظره عذاب القبر والنار والمصير المرعب المخيف، أذا فأين الحل؟

الحل بسيط جدا ومن بساطته الناس غير قادرة أن تصدقه. وهو ان يقبل الانسان بقلب تائب معترف بأنه خاطيء وأنه مستحق لعذاب القبر والنار وأنه وارث للطبيعة الفاسدة وليس بأمكانه أن يغير من نفسه. ويعترف أن السيد المسيح يسوع بموته على الصليب من اجلنا قد دفع ثمن خطايانا وآثامنا وعقابها. وان كل من يقبل اليه لا يخرجه خارجا، وأنه الطريق الوحيد للسماء والنعيم الابدي. ويرفع صلاة من قلبه لكي يتغمده الله برحمته ويسبغ عليه نعمته. فيشرح له السيد المسيح تبارك اسمه صدره بالايمان به كالمخلص للبشرية ويغير طبيعته. فالاشياء العتيقة تمضي ويصبح الكل جديدا، فينجو الانسان من عذاب القبر والنار ويصبح في الاخرة من الرابحين، والا لأنتظره العذاب الاليم.

عودة للفهرس