عائشة مفترية أم مفترى عليها

  

مفارقات تاريخية في حديث الإفك

متى نزلت آيات الإفك

لقد وردت آيات الإفك في سورة النور. والظاهر أن سورة النور قد ابتدأ نزولها في السنة الثامنة على وجه التقريب، لأنها نزلت بعد سورة النصر . الإتقان ص 11 ج1، فتح الباري ج9 ص37.

 

وسورة النصر نزلت في سنة ثمان، فقد ورد: أن النبي عاش بعدها سنتين فقط > الكشاف ج4 ص812]

 

وبعد الأحزاب، التي ابتدأ نزولها في سنة خمس وبينها وبين سورة النور حسب رواية ابن عباس عدة سور: فالأحزاب ثم الممتحنة، ثم النساء، ثم إذا زلزلت، ثم الحديد، ثم الرعد، ثم الرحمن، ثم الإنسان، ثم الطلاق، ثم لم يكن، ثم الحشر، ثم إذا جاء نصر الله، ثم النور . الإتقان ج1 ص11.


 أن الإفك قد كان بعد فرض الحجاب، مع أن آيات الحجاب قد وردت في سورة النور، وسورة النور قد نزلت بعد سنة ست كما تقدم

 

ثانيا إن الظاهر من قوله تعالى في أول سورة النور سورة أنزلناها وفرضناها أن السورة قد نزلت كلها دفعة واحدة. وكذلك سائر الشواهد المتقدمة التي تدل على ذلك.

وهذا معناه أن آيات الحجاب قد نزلت مع آيات الإفك في سورة واحدة، دفعة واحدة، فكيف يكون الحجاب قد فرض قبل ذلك؟!! فما في روايات الإفك من افتراض الحجاب ووجوبه قبل نزول سورة النور مما لا يجتمعان

 

ثالثا لقد ذكر في روايات الإفك: أن الإفك كان بعد فرض الحجاب، ويقولون إنه إنما فرض حينما تزوج النبي بزينب بنت جحش، حيث بقي الرجال جالسين، حتى تضايق النبي منهم ففرض الحجاب حينئذ.

 

إذا أخذنا بقول من يقول أن الإفك كان سنة أربع أو خمس، فإنما كان في شعبان منها.. ولا خلاف عندهم في كون الحجاب قد فرض في ذي العقدة سنة خمس، حسبما تقدم، فهو بعد قضية الإفك بلى ريب.

بل نجد أن ابن سعد والطبري يطلقان الحكم هنا، ويقولان
أن تزوج النبي بزينب كان بعد المريسيع . طبقات ابن سعد ج8 ص157، تاريخ الطبري ج2 ص414]

وإن قلنا: أن الإفك كان في السنة السادسة.. فبالإضافة إلى حكم الطبري، وابن سعد المتقدم، نجد رواية تقول أن عمرة بنت عبدالرحمن سألت عائشة: متى تزوج الرسول زينب بنت جحش؟ قالت: مرجعنا من غزوة المريسيع، أو بعده بقليل . طبقات ابن سعد ج8 ص81].

بل يظهر من عبدالرزاق، بل صريحه: أن النبي قد تزوج زينب بعد تزوجه بصفية حيث قال وهو يعدد تزوج النبي ثم نكح صفية بنت حيي، وهو مما أفاء الله عليه يوم خيبر، ثم نكح زينب بنت جحش > مصنف عبد الرزاق ج7 ص490.


والحجاب أنما فرض - كما يقولون - في قصة زينب، ففرض الحجاب إذا يكون بعد المريسيع

إن حديث الإفك يدل على تقدم زواجه النبي بزينب، وفرض الحجاب . فتح الباري ج8 ص351 . السيرة الحلبية ج2 ص300 عن كتابي الأصل والنور، وفي فتح الباري ج2 ص330، ووفاء الوفاء ج2 ص397 أن ابن النجار جزم بهذا، وأما ابن سعد فقد جزم بأنه اتخذ في السابعة.

 

قالت عائشة : ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية ، وذلك أنها كانت جميلة جعدة ، فاعجب بها رسول الله . وكان أنزلها أول ما قدمت في بيت لحارثة بن النعمان ؟ فكانت جارتنا ؟ فكان عامة الليل والنهار عندها ، حتى فرغنا لها ، فجزعت ، فحولها إلى العالية ، وكان يختلف إليها هناك ، فكان ذلك أشد علينا. طبقات ابن سعد ج 1 قسم 1 ص 86 والسيرة الحلبية ج 3 ص 309 .

 

وعن أبى جعفر: أنه قد حجب مارية ، وكانت ثقلت على نساء النبي ، وغرن عليها ، ولا مثل عائشة . طبقات ابن سعد ج 1 قسم 1 ص 86 . والاصابة ج 4 ص 405 .

 

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن أنس بن مالك قال : كانت أم إبراهيم سرية للنبي في مشربتها ، وكان قبطي يأوي إليها ويأتيها بالماء والحطب ، فقال الناس (؟) في ذلك علج يدخل على علجة ! فبلغ ذلك رسول الله فأرسل علي بن أبي طالب فوجده علي على نخلة فلما رأى السيف وقع في نفسه فألقى الكساء الذي كان عليه وتكشف فإذا هو مجبوب فرجع علي إلى النبي فأخبره فقال : يا رسول الله أرأيت إذا أمرت أحدنا بالامر ثم رأى في غير ذلك ***اجعك ؟ قال نعم ،فأخبره بما رأى من القبطي . قال وولدت مارية إبراهيم فجاء جبريل عليه السلام إلى النبي فقال السلام عليك يا أبا إبراهيم فاطمأن رسول الله إلى ذلك . الطبقات ج 8 ص 214 :

 وقال الطبري في تاريخه ج 2 ص 307 : وفيها قدم حاطب بن أبى بلتعة من عند المقوقس بمارية وأختها سيرين وبغلته دلدل وحماره يعفور وكسا وبعث معهما بخصى فكان معهما وكان حاطب قد دعاهما إلى الاسلام قبل أن يقدم بهما فأسلمت هى وأختها فأنزلهما رسول الله على أم سليم بنت ملحان وكانت مارية وضيئة .

 

وقال في ج 2 ص 362 : فبشر به أبو رافع رسول الله فوهب له مملوكاً قال وغارت نساء رسول الله واشتد عليهن حين رزقت منه الولد !

 

ابن الاثير في أسد الغابة ج 4 ص 268 . أسد الغابة ج 5 ص 543 :

عن عائشة قالت ثم أهديت مارية إلى رسول الله ومعها بن عم لها قالت فوقع عليها وقعة فاستمرت حاملا قالت فعزلها ثم بن عمها قالت فقال أهل الإفك والزور من حاجته إلى الولد أدعى ولد غيره وكانت أمه قليلة اللبن فابتاعت له ضائنة لبون فكان يغذى بلبنها فحسن عليه لحمه قالت عائشة  فدخل به على النبي ذات يوم فقال كيف ترين فقلت من غذي بلحم الضأن يحسن لحمه قال ولا الشبه قالت فحملني ما يحمل النساء من الغيرة أن قلت ما أرى شبها قالت وبلغ رسول الله ما يقول الناس فقال لعلي خذ هذا السيف فانطلق فاضرب عنق بن عم مارية حيث وجدته قالت فانطلق فإذا هو على نخلة يخترف رطبا قال فلما نظر إلى علي ومعه السيف استقبلته رعدة قال فسقطت الخرقة فإذا هو لم أصحهما الله عز وجل له ما للرجال شيء ممسوح . المستدرك على الصحيحين ج4 ص 41

الصفحة الرئيسية