عائشة مفترية أم مفترى عليها

  

ام المؤمنين وحربها للمؤمنين

التذبذب في الآراء والمواقف صفة أساسية من صفات شخصية ام المسلمين عائشة .

فهي التي كانت  تحرض المسلمين على قتل خليفتهم .

وهي التي أصدرت فتوتها الشهيرة بقتله (( اقتلوا نعثلاً فقد كفر)) رغم هذا كله اخذت عائشة تطالب بدمه انتقام له !.

فلما قتل عثمان ووصلها خبر خلافة علي قالت كلمتها المشهورة: ليت هذه أطبقت على هذه ! أي ليت السماء أطبقت على الأرض.

اخذت عائشة تجمع الجيوش للخروج للمطالبة بدم عثمان التي أفتت بقتله .

جمعت المسلمين وخرجت هي وطلحة والزبير لمحاربة علي تحت شعار المطالبة بدم عثمان .

وقامت الحرب بين المؤمنين  وتبارز الفرسان وجالت الشجعان فنشبت الحرب وتوافق الفريقان وقد اجتمع مع علي عشرون ألفا وألتف على عائشة ومن معها نحوا من ثلاثين ألفا .

وجاء كعب بن سوار قاضي البصرة فقال يا أم المؤمنين أدركي الناس لعل الله أن يصلح بك بين الناس فجلست في هودجها فوق بعيرها وستروا الهودج بالدروع وجاءت فوقفت بحيث تنظر إلى الناس عند حركاتهم فتصاولوا وتجاولوا وكان في جملة من تبارز الزبير وعمار فجعل عمار ينخره بالرمح والزبير كاف عنه ويقول له أتقتلني يا ابا اليقظان فيقول لا يا ابا عبد الله وإنما تركه الزبير لقول رسول الله تقتلك الفئة الباغية وإلا فالزبير أقدر عليه منه عليه فلهذا كف عنه وقد كان من سنتهم في هذا اليوم أنه لا يزفف على جريح ولا يتبع مدبر وقد قتل مع هذا خلق كثير جدا حتى جعل على يقول لابنه الحسن يا بني ليت أباك مات قبل هذا اليوم بعشرين عاما فقال له يا ابت قد كنت أنهاك عن هذا " . البداية والنهاية ج 7 ص 238 .

" وتقدمت عائشة  في هودجها وناولت كعب بن سوار قاضي البصرة مصحفا وقالت دعهم إليه وذلك أنه حين اشتد الحرب وحمى القتال ورجع الزبير وقتل طلحة فلما تقدم كعب بن سوار بالمصحف يدعو إليه استقبله مقدمة جيش الكوفيين فلما رأوا كعب بن سوار رافعا المصحف رشقوه بنبالهم رشقة رجل واحد فقتلوه ووصلت النبال إلى هودج عائشة فجعلت تنادى الله الله يا بني اذكروا يوم الحساب ورفعت يديها تدعو على اولئك النفر من قتلة عثمان فضج الناس معها بالدعاء حتى بلغت الضجة إلى علي فقال ما هذا فقالوا أم المؤمنين تدعو على قتلة عثمان وأشياعهم فقال اللهم العن قتلة عثمان وجعل اولئك النفر لا يقلعون عن رشق هودجها بالنبال حتى لقى مثل القنفذ وجعلت تحرض الناس على منعهم وكفهم فحملت معه الحفيظة فطردوهم حتى وصلت الحملة إلىالموضع الذي فيه علي بن أبي طالب فقال لابنه محمد بن الحنفية ويحك تقدم بالراية فلم يستطع فأخذها علي من يده فتقدم بها وجعلت الحرب تأخذ وتعطى فتارة لأهل البصرة وتارة لأهل الكوفة وقتل خلق كثير وجم غفير ولم تر وقعة أكثر من قطع الأيدي والأرجل فيها من هذه الوقعة وجعلت عائشة تحرض الناس على اولئك النفر. من قتلة عثمان " البداية والنهاية  ج 7 ص242- 244 .

" فكلما قتل واحد ممن يمسك الجمل يقوم غيره حتى قتل منهم أربعون رجلا قالت عائشة ما زال جملى معتدلا حتى فقدت أصوات بني ضبة ثم أخذ الخطام سبعون رجلا من قريش وكل واحد يقتل بعد صاحبه "

" ثم تقدم عبد الله بن الزبير فأخذ بحطام الجمل وهو لا يتكلم فقيل لعائشة إنه ابنك ابن أختك فقالت واثكل أسماء وجاء مالك بن الحارث الأشتر النخعي فاقتتلا فضربه الأشتر على رأسه فجرحه جرحا شديدا وضربه عبد الله ضربة خفيفة ثم اعتنقا وسقطا إلى الأرض يعتركان فجعل عبد الله بن الزبير يقول اقتلوني ومالكا * واقتلوا مالكا معي فجعل الناس لا يعرفون مالكا من هو وإنما هو معروف بالأشتر فحمل اصحاب علي وعائشة فخلصوهما وقد جرح عبد الله بن الزبير يوم الجمل بهذه الجراحة سبعا وثلاثين جراحة وجرح مروان بن الحكم ايضا ثم جاء رجل فضرب الجمل علي قوائمه فعقره وسقط إلى الأرض فسمع له عجيج ما سمع أشد ولا أنفذ منه وآخر من كان الزمام بيده زفر بن الحارث فعقر الجمل وهو في يده ويقال إنه اتفق هو وبجير بن دلجة على عقره ويقال إن الذي أشار بعقر الجمل علي وقيل القعقاع بن عمرو لئلا تصاب أم المؤمنين فإنها بقيت غرضا للرماة ومن يمسك بالزمام برجاسا للرماح ولينفصل هذا الموقف الذي قد تفاني فيه الناس ولما سقط البعير إلى الأرض انهزم من حوله من الناس وحمل هودج عائشة وأنه كالقنفذ من السهام ونادى منادى علي في الناس أنه لا يتبع مدبر ولا يذفف على جريح ولا يدخلوا الدور وأمر على نفرا أن يحملوا الهودج من بين القتلى وأمر محمد بن أبي بكر وعمارا أن يضربا عليها قبة وجاء إليها أخوها محمد فسألها هل وصل إليك شيء من الجراج فقالت لا وما أنت ذاك يا ابن الخثعمية وسلم عليها عمار فقال كيف أنت يا أم فقالت ليس لك بأم قال بلى وإن كرهت وجاء إليها علي بن أبي طالب مسلما فقال كيف أنت يا أمه قالت بخير فقال يغفر الله لك وجاء وجوه الناس من الأمراء والأعيان يسلمون على أم المؤمنين ويقال إن أعين بن ضبيعة المجاشعي اطلع في الهودج فقالت إليك لعنك الله فقال والله ما أرى إلا حميراء فقالت هتك الله سترك وقطع يدك وأبدى عورتك فقتل بالبصرة وسلب وقطعت يده ورمى عريانا في خربة من خرابات الأزد فلما كان الليل دخلت أم المؤمنين البصرة ومعها أخوها محمد بن ابي بكر فنزلت في دار عبد الله بن خلف الخزاعي وهي أعظم دار بالبصرة .

" وأقام علي بظاهر البصرة ثلاثا ثم صلى على القتلى من الفريقين وخص قريشا بصلاة من بينهم ثم جمع ما وجد لأصحاب عائشة في المعسكر وأمر به أن يحمل إلى مسجد البصرة فمن عرف شيئا هو لأهلهم فليأخذه إلا سلاحا كان في الخزائن عليه سمة السلطان وكان مجموع من قتل يوم الجمل من الفريقين عشرة آلاف خمسة من هؤلاء وخمسة من هؤلاء . وقيل اكثر من هذا .

وقد سأل بعض أصحاب على عليا أن يقسم فيهم أموال أصحاب طلحة والزبير فأبى عليه فطعن فيه وقالوا كيف يحل لنا دماؤهم ولا تحل لنا أموالهم فبلغ ذلك عليا فقال أيكم يحب أن تصير أم المؤمنين في سهمه فسكت القوم ولهذا لما دخل البصرة فض في أصحابه أموال بيت المال فنال كل رجل منهم خمسمائة وقال لكم مثلها من الشام ".

وذكر الطبري في ج 3 ص 39  و 43:

في البصرة تصالح طلحة والزبير مع عثمان بن حنيف على عدم الاقتتال ، إلاّ أنهم هجموا عليه ليلاً واقتادوه أسيراً ، وحينما سألوا عائشة عن أمره قالت : (اقتلوه) فقالت لها أمرأة : (نشدتك بالله يا أم المؤمنين في عثمان وصحبته لرسول الله . فأمرت بحبسه بعد أن ضربوه أربعين سوطاً ونتفوا شعر لحيته . تاريخ الطبري 4 : 269 . والكامل في التاريخ 3 : 216 .

الصفحة الرئيسية