عائشة مفترية أم مفترى عليها

  

حيض عائشة

يحتل حيض عائشة حيزا كبيراً من مروياتهم والذي يقرأ الروايات المتعلقة بحيض عائشة لا يجد لها أي مبرر موضوعي ,

بل ما يخلص إليه من يقرأ هذه الروايات إن عائشة مصابة بمرض نفسي

فلذلك اضطرت لملأ هذا الفراغ النفسي الهائل بهذه الروايات

ذنب الكبير الذي أراقت به دماء المئات من المسلمين في معركة الجمل التي هي الناتج الطبيعي لنشاطها السياسي الذي أخرجها عن الحدود التي رسمتها لها الشريعة السمحاء باعتبارها واحدة من أزواج النبي

 

والمتتبع يجد هذه المسألة واضحة فلم ترو عن واحدة من أزواج النبي

ما روي عن عائشة , وليت المروي عنها يكشف عن تضلعها في الفقه أو العقائد بل الذي يقرأ رواياتها يجد إنها مصابة بعقدة حب الظهور الذي يخرجها عن حد الاعتدال , هذا في فرض صحة النسبة إليها في ما روي عنها .

 

أما إذا كانت النسبة إليها مكذوبة وكانت هناك أهداف سياسية وراء محاولة الطعن في عائشة فان روايات البخاري ومسلم وغيرهما من كتب أبناء العامة التي يعتبرونها المصدر الوحيد للسنة النبوية المطهرة تسقط عن الاعتبار ولا يجوز والحال هذه الرجوع إليها لأنها تطعن في أهم الشخصيات والبيوتات إذ تطعن في النبي وأزواجه بالدرجة الأساس
ومن رواياتهم في هذا المجال

 

عن منصور بن صفية إن أمه حدثته إن عائشة حدثتها إن النبي كان يتكأ في حجري وأنا حائض ثم يقرأ القران )) البخاري كتاب الحيض ح 290 , 291 , التوحيد 6994 , مسلم الحيض 454 ,ز سنن النسائي الحيض والإستحاضة 378 , سنن أبي داود الطهارة 227 , سنن ابن ماجة الطهارة وسننها 626 , مسند احمد باقي مسند الأنصار 23261 , 23298 , 23717 , 23881 , 23998 , 24087 , 24397 , 24502 , 25024

 

وهذه الرواية تدل على قلة أدب راويها وقلة ذوقه وجهله المطبق بالخصوصيات العظيمة للرسول الأكرم  وإلا فأي امرأة مستقيمة الخلق ترضى أن يفش بين الناس حديث حيضها , كما إن الوارد في الروايات إن الملائكة تنزل عند قراءة القران ومن أولى من رسول الله في نزول الملائكة لقراءته القران وهل تحضر الملائكة عند الرسول  لتشم رائحة حيض عائشة ؟؟؟؟؟؟؟

؟؟؟!!!

والسؤال الذي يزيد الشك في هذه الرواية إن النبي يتكأ في حجر عائشة وهي حائض وبعد أن يتكأ يشرع في قراءة القران دون أن يكون هناك سبب موضوعي وهو ما يؤكد ما ذهبت إليه في كون هذه المرأة تعيش وضعا نفسياً متأزماً

 

عن عروة عن عائشة إنها كانت ترجل شعر النبي  وهي حائض وهو معتكف في المسجد وهي في حجرتها يناولها رأسه )) البخاري الاعتكاف ح 1888 , 1889 , 1890 , 1905 , الحيض 286 , 287 , 290 , اللباس 5470 , سنن النسائي الطهارة 274 , 275 , 276 , الحيض والاستحاضة 383 , سنن أبي داود 2111 , 2112 , سنن ابن ماجة الطهارة وسننها 635 , الصيام 1768 , مسند احمد باقي مسند الأنصار 24501 , 24553 , 24782 , 25047 , 25067 , الموطأ الطهارة 120 , الاعتكاف 605 , سنن الدارمي الطهارة 104
واترك التعليق للقارئ

 

والذي يدلنا على إن عائشة كانت تعيش هذه الأزمة النفسية ما رواه البخاري في كتابه
سمعت القاسم بن محمد قال قالت عائشة وارأساه فقال رسول الله ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعوا لك فقالت عائشة واثكلياه والله اني لأظنك تحب موتي ولو كان ذاك لظللت آخر يومك معرساً ببعض أزواجك فقال  بل أنا وارأساه الله.....)) كتاب المرضى 5234 , الأحكام 6677

 

 

من الروايات المنسوبة إلى عائشة التي يشم منها بوضوح رائحة الطعن في شخصية الرسول الرواية التي نصت على شهوانية الرسول  ووصفته بأنه إنسان لم يكن يملك نفسه ولم يستطع الصبر لليلة واحدة عن وطء عائشة

عن عائشة قالت كنت اغتسل أنا والنبي (من إناء واحد كلانا جنب وكان يأمرني فأتزر فيباشرني وأنا حائض وكان يخرج رأسه الي وهو معتكف فأغسله وأنا حائض )) البخاري الحيض 290 , 291 , سنن الترمذي الطهارة 122 , النسائي كتاب الحيض والاستحاضة ح 370 , 371

 

وورد في سنن النسائي ....عن جميع بن عمير دخلت على عائشة مع أمي وخالتي فسألتاها كيف كان رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) يصنع إذا حاضت إحداكن قالت كان يأمرنا إذا حاضت إحدانا أن تتزر بإزار واسع ثم يلتزم صدرها وثدييها)) ح 372
سنن أبي داود الطهارة 234 الدارمي 1015 , 1019 , سنن ابن ماجة الطهارة وسننها 628 الموطأ الطهارة 116 , مسند احمد باقي مسند الأنصار 23872 , 24114 , 24366 , 24568

 

وهذه الروايات لا تخلوا إما إن تكون كذباً من عائشة أو كذباً من الرواة وإلا فان الرسول ابعد شأواً من أن لا يملك نفسه لليلة واحدة , مع إن له سوى عائشة ثمانية من الزوجات , ومن البعيد جداً أن تطمث نسائه جميعاً في فترة واحدة , ولو فرضنا ذلك فنحن نرى إن هناك أناس عاديون قد يعزفون عن النساء طيلة حياتهم دون أن يتحقق أي خلل في حياتهم الاجتماعية وتدينهم وتقواهم , بل إن النبي عيسى ( عليه السلام ) خير دليل على ذلك .
وبالتالي فان سقوط هذه الروايات عن الاعتبار وسقوط كتاب البخاري بسقوطها مما لا شك فيه

 

 

 

الرواية الثانية


تدعي بعض روايات البخاري إن عائشة قالت : لما ثقل النبي واشتد به الوجع استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي فأذن له فخرج بين رجلين تخط رجلاه الأرض وكان بين العباس ورجل آخر . قال عبيد الله فذكرت لإبن عباس ما قالت فقال لي وهل تدري من الرجل الذي لم تسم عائشة , قلت : لا , قال : هو علي بن أبي طالب ))

البخاري ح191,625 , 2399 كتاب الهبة , 2868 فرض الخمس , 4088 المغازي , وروى مسلم ذلك في كتاب الصلاة ح630 , 631 , وروى ابن ماجة في سننه كتاب ما جاء في الجنائز ح1607 , احمد في مسنده في باقي مسند الأنصار ح 22932 , 22974 , 23713 , 24725


بينما ورد عنها في رواية أخرى قالت : توفي رسول الله في بيتي وفي نوبتي وبين سحري ونحري وجمع الله بين ريقي وريقه . قالت دخل عبد الرحمن بسواك فضعف النبي عنه فأخذته فمضغته ثم سننته به )) باب فرض الخمس ح 2869 , المغازي ح4091 , النكاح 4816 ومسلم كتاب فضائل الصحابة 4473 ومسند احمد باقي مسند الأنصار 23083

 

فنجد إن هاتين الروايتين متعارضتين فيما بينهما إذ الأولى تدعي إن النبي كان يسعى لأن يكون في بيتها كما ذكر ذلك في كتاب المغازي ح 4095 , ح 4091 ,

بينما الثانية تنص على إن وفاته في بيتها كان اتفاقاً بسبب اتفاق نوبتها في ذلك اليوم .
بينما المتواتر إن الرسول توفي وعنده علي بن ابي طالب 

وهناك رواية أخرى في البخاري توضح السبب الذي وضعت لأجله هذه الرواية حيث روى البخاري عنها : ذكر عند عائشة إن النبي أوصى إلى علي فقالت من قاله لقد رأيت النبي واني لمسندته إلى صدري فدعا بالطست فانخنث فمات فما شعرت كيف أوصى إلى علي ))

كتاب المغازي ح 4100

ومن هذه الرواية يتضح إن القول بالنص على علي كان معروفا في ذلك الوقت وإلا لما طرح على عائشة , هذا من جهة ومن جهة أخرى يتضح بما لا مزيد عليه إن دعوى وفاة النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) وهو مستند إلى صدر عائشة سببها محاولة تكذيب النص على علي

وتميزه على بقية من عاصر النبي بأنه إلى جنب النبي عند وفاته .

 

 

روى البخاري
قال حدثني أبو بكر بن حفص قال سمعت أبا سلمة يقول دخلت أنا وأخو عائشة على عائشة فسألها أخوها عن غسل النبي فدعت بإناء نحواً من صاع فاغتسلت وأفاضت على رأسها وبيننا وبينها حجاب )) كتاب الغسل ح 243 , مسلم كتاب الحيض ح 481 , سنن النسائي الطهارة 2375 , مسند احمد مسند الأنصار 23293 وفيها ( أخوها من الرضاعة)
فهل يعقل أن يصدر هذا الفعل من انسانة سوية مالكة لقواها العقلية , فضلاً عن كونها ممن يدعى لها ما يدعى مع منافاة هذا الفعل لأبسط الضوابط الأخلاقية و الشرعية حيث قامت بهذا الفعل أمام أنظار إنسان غريب ليس من محارمها بل والأمر من ذلك انهما سألاها عن كيفية غسل النبي من الجنابة كما هو صريح غير البخاري , مع إن هذا السؤال بنفسه من دواعي الخجل عند المرأة المستقيمة .
وبعد هذا ألا يكون البخاري قد طعن بهذه الروايات في عائشة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!
فمن الذي يطعن في عائشة الشيعة أم السنة أفتونا مأجورين

 

روى البخاري بسنده عن عائشة أنها قالت : إن أزواج النبي كن يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى المناصع وهو صعيد أفيح فكان عمر يقول للنبي حجب نسائك فلم يكن رسول الله يفعل فخرجت سودة بنت زمعة زوج النبي ليلة من الليالي عشاء وكانت امرأة طويلة فناداها عمر ألا قد عرفناك يا سودة حرصا على أن ينزل الحجاب فانزل الله آية الحجاب )) ح191 وكتاب تفسير القران 4421 , النكاح 4836 , الاستئذان 5771 و مسلم كتاب السلام 4035 ومسند احمد باقي مسند الأنصار ح 23155, 24682 , 25126

 

ونرى في هذه الرواية إن عمر كان يطلب من النبي أن يحجب نساءه , ولم يكن النبي يستجيب لطلب عمر , فحاول عمر إلجاء النبي للنزول عند مقترحه وذلك عن طريق إيذاء السيدة سودة وإحراجها أمام ملأ المسلمين , وكانت قد خرجت ليلاً لقضاء حاجتها ,

 

وهذه الرواية إن صحت تدل على قلة ذوق عمر وأدبه في التعامل الاجتماعي وإلا فهل من الذوق التعامل مع امرأة لها موقع اجتماعي خاص قد خرجت في ظلمة الليل لقضاء حاجتها , إذ لم يكن العرب في ذلك الوقت قد اتخذوا في بيوتهم دار الخلاء .

 

كما إن هذه الرواية لا تثبت المدعى وهو نزول آية الحجاب إذ لم يرو احد إن الذي ترتب على نزول آية الحجاب اتخاذ دارا لقضاء الحاجة في داخل البيوت , بل الذي ترتب على نزول الآية الشريفة منع الرجال من الحديث مع نساء النبي إلا من وراء حجاب , وذلك لان بعض ذوي الأطماع السياسية كانوا يحاولون أن يهيؤا لأنفسهم موطئ قدم في بيت النبي عسى أن يتزوجوا نساءه من بعده ليزداد نفوذهم السياسي . خاصة وان أهم المنافسين قد حظي بالزواج من بنت فان كانت عائشة صادقة في روايتها فهذا يدل على سخف أخلاق عمر وعدم تأدبه مع السيدة سودة  وذيل الرواية موضوع لتبرير فعل عمر لأن الآية لم يثمر عنها منع النساء من الخروج لقضاء الحاجة , سواء كان هذا التبرير من عائشة أم من غيرها .
ونحن نرى إن القران الكريم يصرح بان إيذاء النبي من الكبائر حيث بين إن إيذاءه من الأمور العظيمة , وكما يصرح الكتاب العزيز في نفس الآية إن الذي دعى إلى إنزال آية الحجاب هو تطهير قلوب الناس و نساء النبي ومنع المسلمين من الزواج من نساءه من بعده لا إن الغاية منها منعهن من الخروج لقضاء حوائجهن .
(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً) (الأحزاب:53)

 

وبحسب دلالة رواية عائشة فان عمر كلن يرتكب الكبيرة وهو أمر مخل بالعدالة والتبرير على خلاف القران وهو تحديد سبب النزول بما يخالف القران وهو كذب محرم .
فأما أن تكون عائشة كاذبة , أو يكون عمر إنساناً ساقط العدالة , أو يكون كتاب البخاري ساقطا عن الاعتبار .
والخيار متروك لأصحاب العقول .
ولكنني اعتقد إن في الأمر عداءاً للسيدة سودة والدليل على ذلك ورود رواية عن عائشة تحاول الطعن في مولدة لزمعة والد السيدة سودة  وتقول الرواية كان عتبة بن أبي وقاص أوصى إلى أخيه سعد بن أبي وقاص إن ابن وليدة زمعة مني فاقبضه قالت فلما كان عام الفتح أخذه سعد بن أبي وقاص وقال ابن أخي قد عهد ألي فيه فقام ابن زمعة فقال أخي وابن وليدة أبي ولد على فراشه فتساوقا إلى النبي فقال سعد يا رسول الله ابن أخي كان قد عهد ألي فيه فقال عبد بن زمعة أخي وابن وليدة أبي ولد على فراشه فقال رسول الله هو لك يا عبد بن زمعة ثم قال النبي الولد للفراش وللعاهر الحجر ثم قال لسودة بنت زمعة زوج النبي حتجبي منه لما رأى من شبهه بعتبة فما رآها حشتى لقي الله )) كتاب البيوع 1912 , الخصومات 2066 , 2243 , 2348 , الوصايا 2540 , المغازي 3964 وورد فيه إن أبا هريرة كان يصيح به !!! , 3284 , الفرائض 6252 , 6268 , 6318 , الأحكام 6646 , مسلم الرضاع ح 2654 , السلام 4035 , سنن النسائي الطلاق ح 3430 , 3433 , سنن أبي داود الطلاق 1935 , سنن ابن ماجة النكاح 1994 , مسند احمد باقي مسند الأنصار 22957 , 23827 , 24464 , 24707 , 24808 , 23155 , 24682 , 25126الموطأالاقضية 1224 , سنن الدارمي النكاح ح 2139

الصفحة الرئيسية