عائشة مفترية أم مفترى عليها

  

توجد عدة أحداث مهمة في حياة النبي لم تعطَ حقها من البحث والكشف عن حقيقتها ! من ذلك ، سبب هجر النبي لنسائه شهراً . . .

وسكناه في بيت مارية القبطية ! ! وقد حاولوا تصوير السبب بأنه أمور شخصية بين النبي ونسائه !!

 

ومن ذلك ، سبب نزول سورة التحريم ، والتي يدين الله  فيها عائشة وحفصة بأنهما قد انحرفتا ، ويهددهما بقوله ( وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وصالح المؤمنين ، والملائكة بعدذلم ظهير ) وهو تهديد من رب العالمين !!

 

ثم يضرب لهما مثلاً بخيانة امرأتي نوح ولوط لزوجيهما ودخولهما النار !!!

ومع ذلك حاولوا تصوير السبب بأنه أمور شخصية بين النبي ونسائه !!

 

 ومن ذلك ، المؤامرة على حياة النبي ومحاولة قتله في رجوعه من تبوك ، ( مؤامرة ليلة العقبة ) التي كان أبطالها سبعة عشر من شخصيات الصحابة ، لم يكشفهم النبي ، إلا لحوارييه المعتمدين لديه مثل : علي وعمار وحذيفة !!

 

وقد حرصت السلطة بعد النبي على أن تغطي عليهم ، لأنهم كانوا من تحالف قبائل قريش الذي حكم !!

 

ومنها ، حادثة غريبة في مرض النبي ، تقول إنه أحس بأنه من الممكن أن يعطوه ( دواء ) بالقوة في حال إغمائه من الحمى فنهاهم عن ذلك ، ولكنهم اغتنموا غياب بني هاشم وفعلوا !!

 

ولما أفاق النبي أو أحس بفعلهم ، وبخهم بشدة ، وأمر أن يسقى من ذلك الدواء الذين سقوه الدواء أوحضروا ، إلا بني هاشم !!

 

وفيما يلي نذكر رواياتهم عن لد النبي ، والبطل فيه عائشة وحفصة ومعهما رجال !!!

 

قال البخاري ج 7 ص 17 :عن ابن عباس قالت عائشة : لددناه في مرضه فجعل يشير الينا أن لا تلدوني، فقلنا كراهية المريض للدواء . فلما أفاق قال : ألم انهكم أن تلدوني ؟!

 

قلنا : كراهية المريض للدواء . فقال : لا يبقى في البيت أحد إلا لدّ ، وأنا أنظر إلا العباس ، فإنه لم يشهدكم !!

 

ورواه في ج 8 ص 40 و42 ، وفيه أنه أحس باللدّ فنهاهم ولكنهم لم يمتنعوا فعاقبهم ( قالت عائشة : لددنا رسول الله في مرضه وجعل يشير الينا لا تلدوني ، قال : فقلنا : كراهية المريض للدواء ، فلما أفاق قال : ألم أنهكم أن تلدوني ؟!) .

ورواه الحاكم في المستدرك ج 4 ص 202 ، وفيه : والذي نفسي بيده لا يبقى في البيت أحد إلا لد ألا عمي . قال فرأيتهم يلدونهم رجلاً رجلاً .

 

قالت عائشة رضى الله عنها : ومن في البيت يومئذ فيذكر فضلهم ، فلدّ الرجال أجمعون ، وبلغ اللدود أزواج النبي فلددن امرأة امرأة !! ...

هذا حديث صحيح الاسناد ، ولم يخرجاه .

 

وقال النووي في شرح مسلم ج 14 ص 198 : قولها : ( لددنا رسول الله في مرضه فأشار أن لا تلدوني . . . ) قال أهل اللغة: اللدود : بفتح اللام هو الدواء الذي يصب في أحد جانبي فم المريض ويسقا ، أو يدخل هناك بأصبع وغيرها ويحنك به . ويقال منه : لددته ألده .

 

وحكى الجوهرى : أيضاً ألددته رباعياً والتددت أنا .

قال الجوهرى : ويقال للدود لديد أيضاً ، وإنما أمر صلى الله عليه وسلم بلدهم عقوبة لهم حين خالفوه في إشارته اليهم ، لاتلدوني .

ففيه أن الاشارة المفهمة تصريح العبارة في نحو هذه المسألة .

وفيه تعزيز المتعدى بنحو من فعله الذى تعدى به . انتهى . !!!

وقد ذكر المحدثون أن حادثة اللد هذه كانت يوم الأحد ، بعد تأكيد النبي صلى الله عليه وآله على إنفاذ جيش أسامة ، ولعنه من تخلف عنه !

وكان في جيشه كل زعماء تحالف قريش ، وإنما تخلفوا عن سفرهم رغم أن النبي صلى الله عليه أكد على حركتهم ولعن من تخلَّف ..

لأنهم حسبوا أنه لو مات في غيابهم لم يكن لعلي منازع ، ولتم تنفيذ وصية النبي في أهل بيته بسهولة !! والأسئلة في هذه الحادثة ثيرة ، منها :

- هل يمكن نفي وجود محاولة لسم النبي ؟ .

- وهل وجد اللوبي اليهودي طريقاً الى بيت النبي ، وهيأ له ( دواء ) وأقنع بعض نسائه واصحابه أن يلدوه به ؟!!

- هل أن عمل النبي عقوبة ؟ .

وهل يجوز معاقبة الجميع غير بني هاشم ؟!

- أم هو إعلان عن شكه فيما سقوه إياه ، فأمره جبرئيل أن يسجل هذا الشك بهذه الصورة ، لعلم من يفهم من الأجيال فقط ؟!! الخ .

 

هناك نقطة مهمة في الرواية التي تفضلت بنقلها وهي :

وقالت عائشة لددناه في مرضه فجعل يشير الينا : أن لا تلدوني ، فقلنا كراهية المريض للدواء ، فلما أفاق قال : ألم أنهكم أن تلدوني ؟!

 

لقد مات رسول الله وعائشة وحزبها لا يعتقدون بعصمته! فلو كانوا يعتقدون لما قالت فقلنا كراهية الدواء . إنهم لا يعتقدون بكلام الله حين يقول : وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى !!

 

بل الأكثر من ذلك أنها عصت أمر رسول الله كالعادة .

 

الرواية تقول: وقالت عائشة لددناه في مرضه فجعل يشير الينا: أن لاتلدوني فقلنا : كراهية المريض للدواء ، فلما أفاق قال : ألم أنهكم أن تلدوني ؟!!!

نقول : هل هذه أول مرة يمرض فيها الرسول ؟

وهل سبق للرسول أن أعطي أي دواء وبدت منه كراهية لذلك ، ثم لما شفي قال العكس ؟

 

وهل الرسول كغيره من البشر إذا مرض لا يعقل ما يقول ؟

أم أن هذه الخطة التي كان متفق عليها ( غلب عليه الوجع أو يهجر ) ؟!

أم أن في هذا اللد شئ أراد أن يفضحه الرسول ؟

أم أراد أن يخبر الناس بأن عائشة خالفته حتى وهو على فراش الموت ؟

وأخيراً ، كل الرويات تقول إن النبي مات مسموماً ، فمن سم النبي ؟

 

 

في مسند أحمد عن عائشة قالت: أهوى اليّ رسول اللّه ليقبلني فقلت: انّي صائمة قال: وأنا صائم فأهوى إليّ فقبلني. مسند أحمد ج 6/ 134 و 176.

 

وقالت: ان رسول اللّه ليظلّ صائماً ثمّ يقبل ما شاء من وجهي حتّى يفطر. ن. م، ص 101 و 254 و 263.

 

وفي رواية ان رسول اللّه كان يباشرها وهو صائم ثمّ يجعل بينه وبينها ثوباً يعني الفرج. مسند أحمد ج 6/ 59. ورواية يباشرها وهو صائم في مسند أحمد ج 6/ 230 و 128.

 

عن سعد بن أوس عن مصدع بن يحيى الأنصاري عن كان رسول الله يقبلها (عائشة وهو صائم ويمص لسانها. أبي داود 2038 . 23775. مسند احمد. 23769.

 

عن علقمة وشريح بن أرطاة رجلان من النخع كانا عند عائشة , فقال أحدهما لصاحبه سلها عن القبلة للصائم , قال : ما كنت لأرفث عند أم المؤمنين . فقالت " كان رسول الله يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم, وكان أملككم لإربه " . صحيح البخاري1792 .

 

عن عائشة إن النبي كان ليقبل بعض أزواجه وهو صائم.صحيح البخاري1793 .

 

عن عائشة قالت بينما أنا مع رسول الله في الخميلة إذ حضت فانسللت فأخذت ثياب حيضتي فقال ما لك أنفست قلت نعم فدخلت معه في الخميلة وكانت هي ورسول الله يغتسلان من إناء واحد وهو صائم وكان يقبلها . البخاري 1794 . البخاري 1819 1843 مسلم مسلم 1851.

 

عن عائشة أن النبي كان يقبلها وهو صائم . مسلم 1852 .

 

عن عائشة كان رسول الله يقبلني وهو صائم وأيكم يملك إربه كما كان رسول الله يملك إربه . مسلم 1853.

 

عن عائشة قالت كان رسول الله يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم أملككم لإربه . صحيح مسلم 1854

 

عن عائشة قالت أن رسول الله كان يقبل وهو صائم وكان أملككم لإربه . مسلم 1855 .

 

عن ابي سلمة أن عمر بن عبد العزيز أخبره أن عروة بن الزبير أخبره أن عائشة أم المؤمنين قالت أن رسول الله كان يقبلها وهو صائم. صحيح مسلم 1858.

 

عن عائشة كان رسول الله يقبلني في رمضان وهو صائم . مسلم 1860 .

 

عن علي بن الحسين عن أن النبي كان يقبل عائشة وهو صائم. مسلم 1861 .

 

وقد نزلت آيات عديدة في نساء النبي منها: ( يا نساءَ النَّبِيِّ مَن يأتِ مِنكُنَّ بفاحشةٍ مُّبَيّنَةٍ يُضاعف لها العذابُ ضِعفَينِ... وَمَن يقنُت منكُنَّ للهِ ورسُولهِ وتعملْ صالِحاً نُؤتِها أجرَها مَرَّتين وَأعتدنا لها رِزقاً كريماً ) . سورة الاَحزاب 33 : 30 ـ 31 .

 

قال القرطبي : (لما كان أزواج النبي في مهبط الوحي وفي منزل أوامر الله ونواهيه ، قوي الاَمر عليهنّ ولزمهنَّ بسبب مكانتهنَّ أكثر ممّا يلزم غيرهن فضوعف لهنّ الاَجر والعذاب ، وقيل : إنّما ذلك لعظم الضرر في جرائمهنَّ بإيذاء رسول الله فكانت العقوبة على قدر عظم الجريمة في إيذاء رسول الله. الجامع لاَحكام القرآن 14 : 174 .

 

والأخطاء التي ارتكبت من قبل بعض نساء رسول الله أمر واقع، فعن عائشة أنّها قالت : (إنَّ رسول الله كان يمكث عند زينب بنت جحش... فتواطأت أنا وحفصة أن أينّا دخل عليها النبي فلتقل إني أجدُ منك ريح مغافير ، أكلت مغافير.. فقال النبي: «لا بل شربتُ عسلاً عند زينب» . سير أعلام النبلاء 2 : 214 . وبنحوه في المعجم الكبير 23 : 310 .

 

ومنها أيضا :  (... وما كانَ لكُمْ أنْ تُؤذُوا رسُولَ اللهِ ولا أن تنكِحُوا أزواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أبداً إنَّ ذلكُم كانَ عند اللهِ عظيماً ) . سورة الاَحزاب 33 : 53 .

 

نزلت هذه الآية في بعض الصحابة الذين آذوا رسول الله، فقد روى الطبرسي : (انّ رجلين قالا : أينكح محمد نساءنا ولاننكح نساءه ، والله لئن مات لنكحنا نساؤه ، وكان أحدهما يريد عائشة، والآخر يريد أُم سلمة) . مجمع البيان 4 : 366 .

 

عن عبدالله بن عباس قال : (إنَّ رجلاً أتى بعض أزواج النبي فكلمّها وهو ابن عمها ، فقال النبي : لا تقومنَّ هذا المقام بعد يومك هذا... فمضى ثم قال : يمنعني من كلام ابنة عمّي ، لاَتزوجنّها من بعده ، فأنزل الله هذه الآية... فأعتق ذلك الرجل رقبة ، وحمل على عشرة أبعرة في سبيل الله ، وحجَّ ماشياً توبةً من كلمته) . أسباب النزول ، للسيوطي : 307 .

 

وعن السدي أنّه قال : (بلغنا أنّ طلحة بن عبيد الله قال : أيحجبنا محمد عن بنات عمِّنا ويتزوج نساءنا ، لئن حدث به حدث لنتزوجنَّ نساءه من بعد . أسباب النزول ، للسيوطي : 306 .

 

وفي رواية أنّ محمد بن عمرو بن حزم ، قال : (إذا توفي رسول الله تزوجت عائشة). أسباب النزول ، للسيوطي : 306. والدر المنثور 5 : 215 .

 

ومنها أيضا : ( إنَّ  تَتُوبَا إلى اللهِ فقد صَغَت قُلُوبُكُما وإن تَظَاهَرا عليهِ فإنَّ اللهَ هوَ مولاهُ وجبرِيلُ وصَالحُ المؤمنينَ والملائكةُ بَعدَ ذَلكَ ظَهيرٌ * عسى ربُّهُ إن طَلَّقَكُنَّ أن يُبدِلهُ أزواجاً خيراً مِّنكنَّ...) . سورة التحريم 66 : 4 ـ 5 .

 

قال الزمخشري في تفسيره للآية  : (... وفي طيّ هذين التمثيلين تعريض بأمّي المؤمنين ـ يعني عائشة وحفصة ـ وما فرط منهما من التظاهر على رسول الله بما كرهه ، وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشده لما في التمثيل من ذكر الكفر... وإشارة إلى أنّ من حقهما أن تكونا في الاِخلاص والكمال ، وأن لا تتكلا على أنّهما زوجا رسول الله ، فإنَّ ذلك الفضل لا ينفعهما إلاّ مع كونهما مخلصتين...). الكشّاف 4 : 131.

 

 فالصحبة الطويلة والكثيرة لرسول الله فضل وشرف ولكنّها غير عاصمة من الزلل ، فلو كانت عاصمة لعصمت أمرأة نوح وامرأة لوط ، فكان مصيرهما النّار ، ولم تنفعهما صحبتهما للنبي .

 

عن عبدالله بن عباس قال لم ازل حريصا على ان اسأل عمر عن المرأتين من ازواج النبى اللتين قال الله لهما ان تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما فحججت معه فعدل وعدلت معه بالاداوة فتبرز حتى جاء فسكبت على يديه من الاداوة فتوضأ فقلت يا امير المؤمنين من المرأتان من ازواج النبى اللتان قال لهما ان تتوبا إلى الله فقال واعجبى لك ياابن عباس عائشة وحفصة . صحيح البخارى مجلد: 3 ص 103. سنن النسائى مجلد: 4 ص 137.

 

وفي رواية أنّ عمر بن الخطاب قال لحفصة : (أتغاضبنَّ إحداكنَّ رسول الله يوماً إلى الليل ؟) قالت : نعم ، قال : (أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسوله فيهلكك ؟) . الطبقات الكبرى ، لابن سعد 8 : 182 . وبنحوه في المعجم الكبير 23 : 209 .

الصفحة الرئيسية