مــــنـاة الثالثـــــــــــــة

مــــنـاة

قال ابن إسحاق : وكانت مناة للأوس والخزرج ، ومن دان بدينهم من أهل يثرب ، على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد .

صنم مناة

ومن أقدم أصنامهم مناة . جاء قى مختصر السيرة وكان منصوبا على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد بين مكة والمدينة . وكانت العرب تعظمه قاطبة ولم يكن أحد أشد تعظيما له من الأوس والخزرج ، وبسبب ذلك أنزل الله تعالى ( 2 : 158 ) إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما - الآية فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا رضي الله عنه فهدمها عام الفتح

قال ابن هشام : وقال الكميت بن زيد أحد بني أسد بن خزيمة بن مدركة

وقد آلت قبائل لا تولى = مناة ظهورها متحرفينا

وهذا البيت في قصيدة له قال ابن هشام<86> : فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها أبا سفيان بن حرب فهدمها . ويقال علي بن أبي طالب

مناة آلهه وثنية كان يعبدها بنى هلال , وقال هشام : فكانت مناة لهذيل وخزاعة .

ويقول إبن كثير : وأما مناة فكانت بالمشلل عند قديد بين مكة والمدينة / يثرب على بعد 7 أميال من المدينة وكانت خزاعة والأوس والخزرج في جاهليتها يعظمونها ويهلون منها للحج إلى الكعبة . قال ابن إسحاق وكانت مناة للأوس والخزرج ومن دان بدينهم من أهل يثرب على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد .

وقد عبد العرب أيضاً مناة وتسموا بها؟ ولكن الأخباريون اختلفوا في هيئة مناة وشكلها؟ فمنهم من قال: إن مناة صخرة؟ سُميت بذلك لأن دماء النساك كانت تمنى عندها (أي تراق), ومنهم من يقول: إنها صنم كان منصوباً على ساحل البحر , وقد جعله بعض الرواة في الكعبة مع بقية الأصنام (المفصل - جواد علي - ج 6 ص 247),

وقد كان كل العرب يعظمونها ولكن أكثرهم تعظيماً لها الأوس والخزرج؟ وقد كانوا يذبحون لها؟ ويطوفون حولها,

وقد قال بعض الباحثين والمؤرخين: أن اللات والعزى ومناة تدل على معبود واحد هو الزهرة (النصرانية وآدابها - لويس شيخو - ص 10), ومع تقديري لشيخو ومن ذهبوا مذهبه إلا أني لا أتفق معهم؟ فهذه الأسماء الثلاثة وردت في القرآن على نحو يخالف ما ذهبوا إليه ففي سورة النجم 53:19 و20 يقول القرآن: أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُّزَى , وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى وليس من المعقول ولا المستساغ أن يكون المعنى (أفرأيتم الزهرة والزهرة والزهرة الثالثة الأخرى), إذن هذه الأصنام ثلاثة معبودات وليست معبدواً واحداً؟ فالعرب قبل الإسلام لم يكن لهم معبود واحد؟ ولم تكن وثنيتهم توحيدية, وقد ذكر ابن هشام في السيرة أن أصنام العرب بلغت 360 صنماً؟ وكانوا لا يفعلون شيئاً قبل سؤال أصنامهم؟ وكانوا يستسقون ويتشفعون ويقسمون بها, وكان من أصنام العرب حسب ما يذكر ابن هشام يغوت: عبده طئ وجرش من مذحج؟ ويعوق: عبده همدان؟ وود عبده كلب بن وبرة من قضاعة؟ وسواع: عبده هُذيل؟ ونسر: عبده ذو الكلاع بحمير؟ وسعد: عبده بنو ملكان؟ وذو الخلصة: عبده دوس وخثعم وبجيلة (ابن هشام ج 1 ص 81),

ويقول إبن الكلبى إبن الكلبى – الأصنام ص 13 – 15 و 27 وقارن السيرة – إبن هشام ج1 ص 85 وقارن معجم البلدان ( مناة ) ج4 ص 652- 654 هو ثالث ثلاثة من أصنام الحجاز التى كان لها التفوق على غيرها من الآلهة الوثنية , ومع أن مناة كان صنم هزيل عبدته قبائل هذيل وخذاعة إلا أنه أعتبر إله الخرزج والأوس وكانوا أشد العرب إعظاماً له , وكان يعظمه أيضاً أهل مكة وسائر عرب المنطقة حول مكة ويذبحون له ويقدمون الهدايا , ويقول الشاعر عبد العزى بن وديعة المزنى على ما يظن ممجدا مناة : إنى حلفت يمينى صدق برة بمناة عند محل آل الخرزج

ويقول القرطبى فى تفسير الآية رقم 19 من سورة النجم

" وسميت مناة بذلك ; لأنهم كانوا يريقون عنده الدماء يتقربون بذلك إليه. وبذلك سميت منى لكثرة ما يراق فيها من الدماء. "

بعث سعد بن زيد لهدم مناة ثم بعث سعد بن زيد بن مالك بن عبد بن كعب بن عبد الأشهل الأشهلي الأنصاري في شهر رمضان إلى مناة . وكانت عند قديد بالمشلل للأوس والخزرج وغسان وغيرهم .

فخرج في عشرين فارسا ، حتى انتهى إليها . وعندها سادنها ، فقال ما تريد ؟ قال هدمها . قال أنت وذاك . فأقبل سعد يمشي إليها ، وتخرج إليه امرأة عريانة سوداء ثائرة الرأس تدعو بالويل وتضرب صدرها . فقال لها السادن مناة دونك بعض عصاتك .

فضربها سعد فقتلها ، وأقبل إلى الصنم فهدمه . ولم يجدوا في خزانتها شيئا .

ومن هذا الأصل أيضاً إشتق إسم وادى منى بالقرب من مكة حيث ينحر الحجاج المسلمين هدَيهم حتى يومنا هذا .

وفي الصحاح: ومناة اسم صنم كان لهذيل وخزاعة بين مكة والمدينة راجع مختار الصحاح والهاء للتأنيث ويسكت عليها بالتاء وهي لغة, والنسبة إليها منوي. وعبد مناة بن أد بن طابخة, وزيد مناة بن تميم بن مريمد ويقصر; قال هوبر الحارثي :

ألا هل أتى التيم بن عبد مناءة على الشنء فيما بيننا ابن تميم

وقد ذكر القرآن خمسة أصنام للعرب وهى : ود – سواع - يغوث – يعوق – نسر

ويقول كتاب السيرة النبوية - تأليف: عبد الملك بن هشام المعافري - الجزء الثانى - 28/116 عن قصة صنم عمرو بن الجموح - عدوان قوم عمرو على صنمه
فلما قدموا المدينة أظهروا الإسلام بها ، وفي قومهم بقايا من شيوخ لهم على دينهم من الشرك ، منهم عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة ، وكان ابنه معاذ بن عمرو شهد العقبة ، وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بها ، وكان عمرو بن الجموح سيدا من سادات بني سلمة ، وشريفا من أشرافهم ، وكان قد اتخذ في داره صنما من خشب ، يقال له ‏‏:‏‏ مناة ، كما كانت الأشراف يصنعون ، تتخذه إلها تعظمه وتطهره ، فلما أسلم فتيان بني سلمة ‏‏:‏‏ معاذ بن جبل ، وابنه معاذ بن عمرو بن الجموح ، في فتيان منهم ممن أسلم وشهد العقبة ، كانوا يدلجون بالليل على صنم عمرو ذلك ، فيحملونه فيطرحونه في بعض حفر بني سلمة ، وفيها عِذَر الناس ، مُنكَّسا على رأسه ؛ فإذا أصبح عمرو ، قال ‏‏:‏‏ ويلكم ‏‏!‏‏ من عدا على آلهتنا هذه الليلة ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ ثم يغدو يلتمسه ، حتى إذا وجده غسله وطهره وطيبه ، ثم قال ‏‏:‏‏ أما والله لو أعلم من فعل هذا بك لأُخزينَّه ‏‏.‏‏ فإذا أمسى ونام عمرو ، عدوا عليه ، ففعلوا به مثل ذلك ؛ فيغدو فيجده في مثل ما كان فيه من الأذى ، فيغسله ويطهره ويطيبه ؛ ثم يعدون عليه إذا أمسى ، فيفعلون به مثل ذلك ‏‏.‏‏
فلما أكثروا عليه ، استخرجه من حيث ألقوه يوما ، فغسله وطهره وطيبه ، ثم جاء بسيفه فعلقه عليه ، ثم قال ‏‏:‏‏ إني والله ما أعلم من يصنع بك ما ترى ، فإن كان فيك خير فامتنع ، فهذا السيف معك ‏‏.‏‏ فلما أمسى ونام عمرو ، عدوا عليه ، فأخذوا السيف من عنقه ، ثم أخذوا كلبا ميتا فقرنوه به بحبل ، ثم ألقوه في بئر من آبار بني سلمة ، فيها عذر من عذر الناس ، ثم غدا عمرو بن الجموح فلم يجده في مكانه الذي كان به ‏‏.

*********************************

الفقرة التالية للمؤرخ العلامة جــــواد عــلى فى موضع آخر من كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام دار العلم للملايين ، بيروت ، الطبعة الثانية الجزء الثالث 1980م الفصل السبعون أَصنام الكتابات ص 739

ونرى أثر عبادة الإلهَ "مناة" عند اللحيانيين من دراستنا للأعلام المركبة أيضاً، مثل: "عبد مناة" "عبد منت"، و "اسمنت" "اوس منت"، أي "أوس مناة"، و "عبمنت" اختصار "عبد مناة" و "عبدة مناة "، و "عذ منت"، أي "عوذ مناة"، و "عابذ مناة"، و "هون منت" "هون مناة"، و "نعم منت" "نعمت" أي "نعم مناة"، و "نسمنت" "نسأ مناة" " و "قن منت" "قنمنت"، أي "قين مناة "، و "سنفمنت" "سنف مناة"، و "تهنمنت" "تهنأ مناة"، إلى غير ذلك من أعلام مركبة، ورد فيها اسم ذلك الإلهَ الذي هو إلهة، أي أنثى عند العرب. وقد ذكرت.
في القرآن الكريم. ولا أستبعد ان يكون أنثى عند اللحيان ين أيضاً. ولعل لأصل الكلمة التي أخذ اسم هذه الإلهة منه، وهو "منوتو" Manotu في النبطية، وتعني "منية" في عربيتنا صلة، بجعل الإلهَ إلهة، أي تحويلها إلى إلهة أنثى
الفقرة التالية للمؤرخ العلامة جــــواد عــلى فى موضع آخر من كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام دار العلم للملايين ، بيروت ، الطبعة الثانية الجزء الثالث 1980م الفصل السبعون أَصنام الكتابات ص 742

وأما "منوتو "، فإنه "مناة" المذكور في القرآن. وكان له معبد في "قديد"، بين مكة و المدينهَ، وقد صنع من حجر، وتعبدت له الأوس والخزرج، وهذيل، وخزاعة، وتعبد له النبط كذلك، وأقاموا له معبداً أشير اليه في كتابات "مدائن صالح"، كما تعبدت له ثمود ولحيان ونبط تدمر. وهو أنثى في نظر أهل الأخبار، والظاهر ان بينه وبين المنية صلة، كما بينت ذلك قبلا.

الصفحة الرئيسية