أساف ونائلة اللذان فعلا الفحشاء بالكعبة ما زال يحج إليهما المسلمين بالصفا والمروة
أساف ونائلة اللذان فعلا الفحشاء بالكعبة على الحجر الأسود فمسخا حجرين ونقلت تماثيلهم إلى الصفا والمروة ما زال يحج إليهما المسلمين
اساف ونائلة
وللأخبارين قصص في اساف ونائلة، وهما في زعم بعضهم إنسانان عملا عملاً قبيحاً
في الكعبة، فمسخا حجرين، ووضعا عند الكعبة ليتعظ الناس بهما. فلما طال مكثهما،
وعبدت الأصنام، عبدا معها. وكان أحدهما بلصق الكعبة، والآخر في موضع زمزم.
فنقلت قريش الذي كان بلصق الكعبة إلى الآخر، فكانوا ينحرون ويذبحون عندهما. وفي
رواية أن اسافاً كان حيال الحجر الأسود. وأما نائلة، فكان حيال الركن اليماني.
وفي أخرى أنهما "أخرجا إلى الصفا والمروة فنصبا عليهما ليكونا عبرة وموعظة،
فلما كان عمرو بن لحي، نقلهما إلى الكعبة ونصبهما على زمزم: فطاف الناس بالكعبة
وبهما حتى عبدا من دون الله".وذكر "اليعقوبي"، أن "عمرو بن لحي" وضع "هبل" عند
الكعبة، فكان أول صنم وضع بمكة. ثم وضعوا به اساف ونائلة كل واحد منهما على ركن
من اركان البيت. فكان الطائف إذا طاف بدأ بأساف فقبله وختم به. ونصبوا على
الصفا صنماً يقال له مجاور الريح وعلى المروة صنماً. يقال له مطعم الطير".
فاليعقوبي ممن يرون إن اسافاً ونائلة كانا عند
الكعبة، لا على الصفا والمروة.
وتذكر رواية أخرى ان أساف صنم وضعه عمرو بن لحي الخزاعي على الصفا، ونائلة على
المروة. وكانا لقريش. وكان يذبح عليهما تجاه الكعبة. أو هما رجلان من جرهم،
أساف بن عمرو ونائلة بنت سهل فجرا في الكعبة، وقيل أحدثا فيها، فمسخا حجرين،
فعبدتهما قريش. وورد ان موضع أساف ونائلة عند الحطيم. وورد ان اسافاً رجل من
جرهم، يقال له اساف بن يعلى، ونائلة امرأة من جرهم يقال لها نائلة بنت زيد،
وكان اساف يتعشقها في أرض اليمن، فأقبلا حجاجاٌ، فدخلا الكعبة، فوجدا غفلة من
الناس وخلوة في البيت، ففجر بها في الكعبة، فمسخا حجرين، فأصبحوا فوجدوهما
ممسوخين،فوضعوهما موضعهما. فعبدتهما خزاعة وقريش، ومن حج البيت بعد من العرب.
وذكر "محمد بن حبيب" ان اسافاً كان على الصفا. وأما نائلة، فكان على المروة.
"وهما صنمان وكانا من جرهم. ففجر اساف بنائلة في الكعبة، فمسخا حجربن، فوضعا
على الصفا والمروة ليعتبر بهما.، ثم عبدا بعد". وكان نسك قريش لأساف: "لبيلك
اللهم لبيلك، لبيلك، لاشريك لك إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك ".
وورد اسم اساف في بيت شعر ينسب إلى بشر بن أبي خازم الأسدي، هو:
عليه الطير ما يدنون منـه *** مقامات العوارك من اساف
وورد ان نائلة حين كسرها الرسول عام الفتح ، خرجت منها سوداء شمطاء تخمش وجهها
وتنادي بالويل والثبور.
ويظهر أن مردّ هذا القصص الذي يقصه علينا أهل الأخبار عن الصنمين، إنما هو إلى
شكل الصنمين. كان "اساف" تمثال رجل على ما يظهر من روايات الأخباريين، وكان
"نائلة" تمثال إمرأة. يظهر أنهما استوردا من بلاد الشام، فنصبا في مكة، فتولد
من كونهما صنمين لرجل وامرأة، هذا القصص المذكور ولعله من صنع القبائل الكارهة
لقريش، التي لم تكن ترى حرمة للصنمين.
وكانت قريش خاصة تعظم ذينك الصنمين وتتقرب اليهما، وتذبح عندهما وتسعى بينهما.
أما القبائل الأخرى، فلم تكن تقدسهما، لهذا لم تكن تتقرب اليهما، ومن هنا لم
يكن الطواف بهما من مناسك حج تلك القبائل.
وكانت قريش تحلف عند هذين الصنمين. ولهما يقول "أبو طالب"، وهو يحلف بهما حين
تحالفت قريش على بني هاشم:
أحضرت عند البيت رهطي ومعشري *** وأمسكت من أثوابـه
بـالـوصـائل
وحيث ينخ الأشعـرون ركـابـهـم بمغضي *** السيول من أسـاف ونـائل
فكانا على ذلك الى أن كسرهما الرسول يوم الفتح فيما كسر من الأصنام. ويظهر من
الشعر المتقدم، أن أسافاً ونائلة كانا في موضعين مكشوفين،وعندهما كان. ينيخ
الأشعرون. ويؤيد ذلك هذا الشعر المنسوب إلى بشر بن أبي خازم الأسدي:
عليه الطير ما يدنون منـه *** مقامات العوارك من أساف
حيث يظهر أن الطير كانت تقف مكتظة،عليه، لا تخاف من أحد، ولا تفزع من قادم،
لأنها في حرمة صنم.
**************************************************************************
إساف ونائلة ... فكانا من أشهر أصنام العرب؟ وقد
زعموا أنهما رجل وامرأة من جرهم؟ زنيا في الكعبة؟ فمُسخا حجرين؟ ووضعا على
الصفا والمروة, فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ما زلنا نسمع أن إسافاً
ونائلة كانا رجلاً وامرأة من جرهم؟ أحدثا في الكعبة؟ فمسخهما الله تعالى حجرين
(ابن هشام ج 1 ص 80),
[قال ابن إسحاق : ، اتخذوا إسافا ونائلة على موضع زمزم ينحرون عندهما وكان إساف
ونائلة رجلا وامرأة من جرهم - هو إساف بن بغي ونائلة بنت ديك - فوقع إساف على
نائلة في الكعبة ، فمسخهما الله حجرين .
قال ابن إسحاق : حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن عمرة
بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة أنها قالت
سمعت عائشة رضي الله عنها تقول : ما زلنا نسمع أن إسافا ونائلة كانا رجلا
وامرأة من جرهم ، أحدثا في الكعبة ، فمسخهما الله تعالى حجرين والله أعلم .
وأخرجه رزين في فضائل مكة عن بعض السلف ما أمهلهما الله إلى أن يفجرا فيها ،
ولكنه قبلها ، فمسخا حجرين فأخرجا إلى الصفا والمروة ، فنصبا عليهما ، ليكونا
عبرة وموعظة فلما كان عمرو بن لحي نقلهما إلى الكعبة ، ونصبهما على زمزم ، فطاف
الناس بالكعبة وبهما ، حتى عبدا من دون الله . قال ابن إسحاق : وقال أبو طالب
وحيث ينيخ الأشعرون ركابهم *** بمفضى السيول من إساف ونائل
وذكر إسافا ونائلة وأنهما رجل وامرأة من جرهم ، وأن إسافا وقع عليها في الكعبة
فمسخا ، وذكر الواقدي أن نائلة حين كسرها النبي - صلى الله عليه وسلم - عام
الفتح خرجت منها سوداء شمطاء تخمش وجهها ، وتنادي بالويل والثبور وذكر باقي
الحديث . وقول عائشة أحدثا في الكعبة أرادت الحدث الذي هو الفجور كما قال -
عليه السلام - من أحدث [ فيها ] حدثا ، أو آوى محدثا ، فعليه لعنة الله [
والملائكة والناس أجمعين ]
هذا الفصل للمؤرخ العلامة جــــواد عــلى فى موضع آخر من كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام دار العلم للملايين ، بيروت ، الطبعة الثانية الجزء الثانى 1980م ص 21 - 22 الفصل التاسع والستون - الاصنام
ملاحظة من الموقع : لم نضيف أى كلمة وقد وضعنا عناويين لكل فقرة فقط للتسهيل على القارئ والباحث الدارس
***************************************************************************************************************