عمر اخزيا

إعداد الاخ ساويرس

قبل ان نبدأ فى الطرح حول عمر الملك اخزيا , دعونا نأخذ فكرة شاملة حول من هو اخزيا فى الكتاب المقدس و كم ملك دُعى اخزيا و من هو المقصود فيهم؟ [1]

اخزيا هو اسم عبري معناه " من يسنده الرب أو من يمسكه الرب " وهو اسم لملكين :

أخزيا بن أخآب وإيزابل

الملك الثامن لإسرائيل ( 1 مل 22 : 51 - 2 مل 1 : 18 ) .

أ‌- ملكه : ملك على إسرائيل في السنة السابعة عشرة ليهوشافاط ملك يهوذا ، وملك سنتين على إسرائيل ( حوالي 852 - 850 ق.م ) ، وهناك ثمة صعوبة في الترتيب الزمني ومدة حكم هؤلاء الملوك ، فقد بدأ يهوشافاط الحكم في السنة الرابعة لأخـــــآب ( 1 مل 22 : 41 ) ، وملك أخآب  22 سنة ( 1 مل 16 : 29 ) ، وبناء عليه يجب أن تكون السنة الأولي للملك أخزيا هي السنة التاسعة عشرة ليهوشافاط .

ب‌- أخلاقه : كانت على النقيض من اسمه " من يسنده الرب " فقد عبد أخزيا البعل وسجد له وأغاظ الرب إله إسرائيل حسب كل ما فعله أبوه ، ويبدو أنه كان ضعيفاً توالت عليه المصائب .

ج- تمرد موآب : " عند موت أخآب عصى ملك موآب على ملك إسرائيل " ، ويبدو أن أخزيا كان أضعف من أن يقاوم . نعلم من النقوش التي وجدت على  حجر موآب أن عصيان موآب حدث في أواخر أيام أخآب ، والأرجح أنه حدث عندما كان أخآب يحارب أرام .

د- تحالفه بحرياً : نعلم من ( 1 مل 22 : 48 و 49 ) أن أخزيا حاول أن يعقد حلفا مع يهوشافاط ملك يهوذا  لإحياء التجارة البحرية ، ولكنه فشــــل في ذلك إذ نقرأ في ( 2 أخ  20 : 35 - 37 ) أن السفن قد تكسرت في عصيون جابر على خليج العقبة .

أ‌- مرضه : " وسقط أخزيا من الكوة التي في عليته التي في السامرة فمرض " ولما كان ابناً لأخآب وإيزابل ، فإنه أرسل رسلاً ليسألوا بعل زبوب إله عقرون عما إذا كان سيبرأ من مرضه . ولكن إسرائيل كان ينتسب للرب ، فأرسل الرب النبي إيليا للقاء رسل أخزيا ، لينذره لآخر مرة بالنتائج الرهيبة لعبادة البعل  ، وقال للرسل : " هكذا قال الرب " ……. " أليس لأنه لا يوجد في إسرائيل إله ، تذهبون لتسألوا بعل زبوب إله عقرون ؟  فلذلك … إن السرير الذي صعدت عليه لا تنزل عنه بل موتاً تموت " وقد مات الملك فعلاً ، ولم يكن له ابن فملك أخوه ، يهورام بن أخآب عوضاً عنه ( 2 مل 1 : 17 ) .

أخزيا بن يهورام

الملك السادس من ملوك يهوذا ( 2 مل 8 : 25 - 29 ، 9 : 16 - 29 ، 2 أخ 22 : 1 -9 ) ويذكر أيضاً باسم يهوآحاز ( 2 أخ 21 : 27 ، 25 : 23 ) باحداث تقديم وتأخير في المقطعين المكون منها الاسم . ويسمي أيضاً عزريا في ( 2 أخ 22 : 6 وإن كانت هناك خمس عشرة مخطوطة عبرية تذكره باسم أخزيا في هذا الموضع ) .

أ‌- حكمه القصير : وأخزيا هو الابن الأصغر للملك يهورام بن يهوشافاط ، وقد بدأ حكمه في السنة الثانية عشرة ليورام ملك إسرائيل ( 2 مل 8 : 25 ) , لكن في ( 2 مل 9 : 29 ) يذكر أنه ملك في السنة الحادية عشرة ليورام بن أخآب ، ويبدو أن الأولي حسب الأسلوب العبري ، أما الثانية فحسب الأسلوب اليوناني في حساب السنين ، إذ يذكر في الترجمة السبعينية في ( 2 مل 8 : 25 ) على أنه " ملك في السنة الحادية عشرة ".وكان ابن اثنتين وعشرين سنة حين ملك ، وملك سنة واحدة (  2 مل 8 : 26 ) .

ب‌- أخلاقه :  ( انظر 2 مل 8 : 27 ، 2 أخ 22 : 3 و 4 ) نتيجة للكارثة التي حلت بالبيت الملكي ، ملَّك سكان أورشليم أخزيا الابن الأصغر عوضاًً عن أبيه . وقد " سلك في طرق بيت أخآب " لأن أمه عثليا ابنة أخآب وإيزابل ، " كانت تشير عليه بفعل الشر " مثل بيت أخآب  لإبادته . لقد ظهر تأثير إيزابل الشرير في يهوذا . لقد قدس أخزيـا " أقداساً للرب " ( 2 مل 12 : 18 ) ولكنه فعل الشر في عيني الرب .

ج- تحالفه مع يهورام : ( انظر 2 مل 8 : 28 و 29 ، 2 أخ 22 : 5 و6 ) . لقد دعم أخزيا العلاقات التي قامت بين المملكتين في عهد أخآب ، فانضم إلى خاله يهورام ملك إسرائيل في محاربة حزائيل ملك أرام ، واستطاعا الاستيلاء على راموت جلعاد ( 2 مل 9 : 14 ) . وحدث أن جرح يهورام ملك إسرائيل فرجع إلى يزرعيل ليبرأ من جروحه ، ويبدو أنه ترك جيشه تحت قيادة ياهو في راموت جلعاد ، كما عاد أخزيا إلى أورشليم ومنها إلى يزرعيل لزيارة يهورام ، وفي ذلك الوقت قام ياهو بمؤامرته ضد يهورام .

د- موته : نقرأ في ( 2 أخ 22 : 7 - 9 ) " فمن قبل الرب كان هلاك أخزيا بمجيئــه إلى يورام ، فإنه حين جاء خرج مع يهورام إلى ياهو بن نمشي الذي مسحه الرب لقطع بيت أخآب . وإذ كان ياهو يقضي على بيت أخآب وجد روؤساء يهوذا وبني إخوة أخزيا الذين كانوا يخدمون أخزيا فقتلهم ، وطلب أخزيا فأمسكوه وهو مختبئ في السامرة وأتوا به إلى ياهو وقتلوه ".

لقد عمل الشر في عيني الرب كبيت أخآب لأنه كان صهراً لبيت أخآب ( 2 مل 8 : 27 ) ، فإن من أدهي حيل الشيطان أن يجمع بالزواج بين فرد من عائلة تقية وآخر من عائلة شريرة . لقد أخطأ يهوشافاط خطأ جسيماً بأخذ عثليا ابنة أخآب وإيزابل زوجة لابنه يهورام ، كان هذا تحالفاً شريراً . لقد كانت عثليا حفيدة أثبعل ملك وكاهن الصيدونيين من الكنعانيين ، لقد كان الناموس صريحاً في منع الزواج المختلط بين شعب الله وشعوب كنعان ، لما يجره من نتائج وخيمة ، فكانت نتيجة العصيان رهيبة مدمرة ، وهي كذلك دائماً.

و هذا الثانى هو محل البحث و محور حديثنا , اخزيا بن يهورام!

المشكلة :

سفر ملوك الثاني  8 : 26 "وَكَانَ أَخَزْيَا ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سَنَةً وَاحِدَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَاسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي مَلِكِ إِسْرَائِيلَ."

 

سفر أخبار الأيام الثاني 22 : 2 "كَانَ أَخَزْيَا ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ وَمَلَكَ سَنَةً وَاحِدَةً فِي أُورُشَلِيمَ وَاسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي."

فكيف نوفق بين الآيتين؟

الإجابة:

مسح الرب ياهو لقطع بيت أخاب. وأخاب كان ملك إسرائيل ولم يكن ملكاً ليهوذا، لكن أخزيا كان صهراً لأخاب لأن أبيه يهورام "سَارَ فِي طَرِيقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ كَمَا فَعَلَ بَيْتُ أَخْآبَ لأَنَّ بِنْتَ أَخْآبَ كَانَتْ لَهُ امْرَأَةً. وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ" (2 أخ 21 : 6)

وفي أخبار الأيام الثاني 22 : 7 نقرأ : "فَمِنْ قِبَلِ اللَّهِ كَانَ هَلاَكُ أَخَزْيَا بِمَجِيئِهِ إِلَى يُورَامَ. فَإِنَّهُ حِينَ جَاءَ خَرَجَ مَعَ يُورَامَ إِلَى يَاهُوَ بْنِ نِمْشِي الَّذِي مَسَحَهُ الرَّبُّ لِقَطْعِ بَيْتِ أَخْآبَ."

أخزيا كان صهراً لبيت أخاب  " وَكَانَ أَخَزْيَا ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سَنَةً وَاحِدَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَاسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي مَلِكِ إِسْرَائِيلَ. وَسَارَ فِي طَرِيقِ بَيْتِ أَخْآبَ، وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ كَبَيْتِ أَخْآبَ لأَنَّهُ كَانَ صِهْرَ بَيْتِ أَخْآبَ." وأخزيا معدود كصهر لأخاب مع أن أبيه هو من تزوج من بيت أخاب وليس أخزيا نفسه.

لذلك فأخزيا يُعد من بيت أخاب عن طريق زواج أبيه من عثليا ابنة أخاب ابن عمري

وعندما تخبرنا الآية الواردة 2 أخ 22 : 2  أن أخزيا كان ابن 42 سنة حين ملك ، فالرقم يشير إلى حكم بيت أخاب.

وبيت أخاب بدأ بأخاب الذي حكم 22 سنة (1مل  16 :  29) وابنه يورام كان في سنته الثانية عشر (2مل  8 :  25) والأخيرة (2مل  3 :  1) عندما ملك أخزيا

22 + 12 = 34

وهذا هو عمر بيت أخاب في حكم مملكة إسرائيل

وعندما ننظر لحكم بيت أخاب في مملكة يهوذا نجد أن هناك 8 سنوات اضافية وهي عمر حكم يهورام أبو أخزيا (2اخبار  21 :  5)

22 + 12 + 8 = 42

وهذا هو عمر ملك بيت أخاب عندما ملك أخزيا

وأخزيا الابن الأخر لأخاب الذي حكم لسنتين ومات بلا نسل تم استبعاده من المعادلة لأن مدة حكمه تشابكت مع مدة حكم أبيه ومدة حكم يورام أخيه كالتالي :

" وَمَلَكَ يَهُوشَافَاطُ بْنُ آسَا عَلَى يَهُوذَا فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ لأَخْآبَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ." (1ملوك 22 : 41)

وأخاب قد ملك 22 سنة (1مل  16 :  29) أي أن عندما بدأ حكم يهوشافاط كان أمام أخاب 18 سنة أخرى.

 عندما خرج أخاب لمحاربة الآراميين ابنه أخزيا صار شريكاً في الملك ويخبرنا سفر الملوك الأول :

"وَمَلَكَ أَخَزْيَا بْنُ أَخْآبَ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي السَّامِرَةِ فِي السَّنَةِ السَّابِعَةَ عَشَرَةَ لِيَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا. مَلَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ سَنَتَيْنِ." (1ملوك 22 : 51).

والسنة السابعة عشرة ليهوشافاط تقابل السنة الواحدة والعشرين من حكم أخاب، وأخاب مات بالحرب فاستمر ابنه أخزيا في الحكم، ولكنه سقط من كوة بعليته في السامرة فمرض (2ملوك 1 : 2) ومات متأثراً بالأمر. فالسنة الأولى لحكم أخزيا معدودة كالسنة الثانية والعشرين والأخيرة من حكم أخاب لأنه كان شريك لأخاب أبيه في الملك.

ونقرأ في ملوك الثاني 3 : 1 "وَمَلَكَ يُورَامُ بْنُ أَخْآبَ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي السَّامِرَةِ، فِي السَّنَةِ الثَّامِنَةَ عَشَرَةَ لِيَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا. مَلَكَ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً." لاحظ أن أخزيا ملك في السنة السابعة عشرة ليهوشافاط وملك سنتين ويورام بدأ ملكه في السنة الثامنة عشرة ليهوشافاط.

نرى أن أخزيا كان شريكاً لأبيه في الحكم لمدة سنة وأخيه كان شريكاً له في الحكم لمدة سنة أخرى أثناء مرضه، ومن هنا نجد أن سنتي ملكه تداخلت في سنين ملك أبيه وأخيه ويتبقى لدينا 22 سنة ملك فيها أخاب و12 سنة ملك فيها يورام و8 سنوات ملك فيها يهورام على يهوذا مما يجعل مدة حكم بيت أخاب 42 سنة.

وتم قطع بيت أخاب بقتل يورام ملك إسرائيل وأخزيا ملك يهوذا بيد ياهو , كان عمر بيت أخاب 42 عندما ملك أخزيا، بينما عمر أخزيا نفسه 22 سنة [2].

 

[1] دائرة المعارف الكتابية , المُجلد الأول , رجال و نساء فى الكتاب المقدس , أ , أخزيا

الصفحة الرئيسية