المغرب يُسبّح الرب

شهادات أبناء المغرب

شباب المغرب يسبّحون الله
المسيح منقذي
حصلت على أعظم بركة يمكن أن يحصل عليها الإنسان
وجدت ضالتي في الإنجيل الشريف
نور الإنجيل أشرق علي
أنقذني من الظلام
من آمن بي ولو مات فسيحيا
عليك اعتمادي يا مخلّصي
سمعت فآمنت بالقلب. واعترفت بالفم
المسيح هو حبيبنا يسكن في قلوبنا
يملك المسيح بقوة قيامته في حياتي
الرب سمعني وغفر لي ذنوبي
انشر كلمة الرب بفرح
صالحني المسيح مع الله
يسوع هو ربي
لم أتخل عن المسيح
الدنيا في يد المسيح
حصلت على نهاية السعادة
أخدم الرب بفرح
اشتريت نسخاً من الإنجيل ووزعتها على تلاميذ المدرسة

شباب المغرب يسبّحون الله

صفارة الإنذار تنذرنا بالخطر الذي على مقربة منا. إنّ الزلازل والحروب والأمراض الفتاكة، وعبادة المادة، ما هي إلا إشارة حمراء للخطر الذي يهدد بكارثة للجنس البشري برمته.

وحتى في هذا العالم الذي يرزح تحت شر الخطية، يوجد من الشباب الذي يشتاق إلى معرفة الحق، والمصالحة مع العلي، ويطلبون الإجابة على أسئلة قلوبهم لكي يعرفوا الحق الذي يحررهم من كل باطل زائف.

في صفحات هذا الكتيب تجد عزيزي القارئ اختبارات حيّة كُتبت بأقلام أصحابها من شمال أفريقيا، يتحدثون فيها عن نعمة الله لهم والحياة الجديدة التي اختبروها في المسيح الذي أعتقهم من كل قيود الشر، وجعلهم من المقربين إليه، واضعاً في قلوبهم نسمة من نسماته وقوة علوية من لدنه تعالى.

إنّ كل من يعرف ويقبل كلمة الله المتجسد في المسيح، تتفجر في أعماق قلبه ترنيمة الحمد والسرور، وينال عربون الحياة الأبدية.

إنّ الشهادات المدوّنة في هذا الكتيّب، ما هي إلا صيحة الفرح والابتهاج وتمجيد الحي الذي يدعو الجميع للاحتماء به، والاستسلام الكلي له. ونشكر الله الذي أشرق بنوره على عدد من أبناء المغرب العزيز، فاستجابوا لدعوته ودخلوا إلى رحاب سلامه.

من المعلوم أنّ المدعوين من المغرب غير كاملين في ذواتهم، لذا نقترح عليك إن كنت من المصلين أن تصلي من أجل كل الذين يشهدون للمسيح في المغرب، كي تمتلئ قلوبهم من محبة الله، ولا يعيشوا فيما بعد لذواتهم بل للذي دعاهم من الظلمة إلى نوره العجيب.

هل أنت مؤمن بالمسيح؟ فليتحد حمدك لله مع شكر الكنيسة الناشئة في المغرب، ونتبع جميعنا حمل الله الوديع في أيامنا الحاضرة.

الناشرون

المسيح منقذي

تائهة الطريق، حائرة الخطى، تلفها الظلمة. غريقة في بحر الضياع، صورة سوداء في إطار أشد سواداً. فكأنها تبرنست ببرنس الليل، وتبرقعت ببرقع الظلام. وأوشكت الغريقة أن تبتلعها اللجة، فإذا بيد تمتد فتنتشلها. وإذا الظلمة نور، وإذا الخطوات الحائرة تخلفها خطوات ثابتة، ونفس ملؤها الإيمان واليقين. وإذا الطريق واضح مريح لأن من يعرف المسيح، لا يعرف الظلام. وما ذاك إلا لأن المسيح هو نور العالم من يتبعه فلا يمشي في الظلمة، بل يكون له نور الحياة. ضللت فهداني الله. هويت فأمسكت بي يد المسيح انتشلتني من بحر الضياع وقادتني في الطريق، فمشيت بنفس مطمئنة بخطى واثقة نحو الأمام.

وتعود معرفتي بالمسيح، إلى سنتين خلتا. وذلك حين كنت أتحدث مع صديقاتي، والحديث ذو شجون. فتساءلن عن التوبة والحقيقة والروح. فقلت لهن: «إن المسيح بذل دمه في سبيل البشر، ليغسلهم من خطاياهم». وهو قول كنت قد قرأته صدفة فسخرن من قولي، وزدن سخرية لما أضفت بأن المسيح قال إن الله يفرح بالابن التائه الذي يعود أكثر من المهتدي. ولما أصررن على رفض أقوالي هذه، اتفقت معهن على أن أراسل جمعية مسيحية، وأخبرهم بأقوالها في اجتماع آخر. وفعلاً راسلت جمعية مسيحية تعمل في مدينة من بلدنا الحبيب، ودعوتهن وناقشتهن على ضوء ما تلقيت من كتب. فانقسمن فئتين: فئة سخرت مني واتهمتني بالإلحاد، وفئة آمنت بما جاء في تلك الكتب.

وطالبتني رفيقاتي بالمزيد من الكتابة، ففعلت. وهكذا بدأت أتعرف على الرسالة المسيحية. ثم اتصلت بعدئذ بجمعية تقيم في مرسيليا بفرنسا. وحصلت منها على منشورات، زادتني ومن تبعنني من صديقاتي تعمقاً في الديانة المسيحية، وتعمقاً في كلمات المسيح، تلك الكلمات السامية. على أنه إن كانت أولى لقاءاتي مع المسيح صدفة فإن لقاءاتي معه بعد ذلك كانت لقاءات سعيت من أجلها، لأنها تقربني من نبي الله وكلمته.

ولقد كان لأبحاثي المتعلقة بالمسيحية صدى كبير، بين أوساط صديقاتي، مما سبب لي كثيراً من المتاعب. كما سبب لي سخط عدد من الناس، لأن طريق الإيمان محفوفة بالأشواك والمخاطر. لكن في نهايتها السلام الأبدي والسعادة الدائمة النور الذي لا ينطفئ. فإلى الذين تعبوا من السير في هذه الطريق أقول: «تابعوا طريقكم، ولا تهنوا واملأوا نفوسكم ثقة وإيماناً». لأنه «لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ الله» (متّى 4: 4).

كنت أستعد لامتحان الشهادة الثانوية، ولا يُخفى عليكم ما يرافق الممتحن من قلق وخوف، خصوصاً ليلة الامتحان. فقد أصابني أرق، أذهب الكرى من جفوني. وإذا أنا كذلك أصابتني سنة من النوم، فإذا بي أرى شيخاً شديد بياض الوجه، شديد بياض الثوب، مع بساطة. ينتعل خفاً وهو يقول: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ»(يوحنا 8: 12). ويرددها فصحت به: «أعطني قبساً من نورك». فأجاب: «نوري يغمر كل مكان يا بنية. فاقتبسي منه أنّى شئت». وتباع سيره وهو يصيح: أنا هو نور العالم.. فاستيقظت من نومي، وقد تبدل قلقي هدوءاً، وخوفي أمناً. وامتلأت نفسي ثقة وإيماناً، وذهبت للامتحان بخطة واثقة، لا تعرف التردد ولا الفشل. فكان النجاح من نصيبي وكانت درجتي جيدة جداً.

ومنذ ذلك اليوم وصورة الشيخ تتراءى في خيالي دوماً، وأصلي أن أراه مرة ثانية. والآن وها أنا على أبواب البكالوريا، أمل أن أراه كرة أخرى؟!

إنني إذا قصصت كل ما فعل المسيح من أجلي، وكيف قادني رغم الصعوبات إلى الإيمان الحي، لا تكفيني آلاف الكلمات ولا مئات الصفحات.

ولئن سألني سائل: «لماذا أؤمن بالمسيح؟» فسأجيبه بإيمان وثقة: «بما أن الإيمان هو الاعتقاد، وبما أنني أعتقد اعتقاداً جازماً أن المسيح منقذي وهاديني ومسدد خطاي لذا فإني أؤمن به». قد تكون كلمات جوابي بسيطة، كبساطة المسيح، لكنها عظيمة كعظمته. ومهما تكن الكلمات فخمة وعظيمة، فإنها لن تكفي للجواب على سؤال كهذا.

وأختم كلمتي هذه بالدعاء لكل ضال، أن يهتدي إلى الطريق، طريق الإيمان. فاللهم أمين..

نزهة من مكناس - المغرب

حصلت على أعظم بركة يمكن أن يحصل عليها الإنسان

أنا شاب مغربي من قبائل محدودين. ومنذ أربع سنوات انتقلنا من الساقية الحمراء وأتينا إلى الأطلس أمازيغ. ولما بلغت من العمر سبع سنوات دخلت المدرسة.

وكان لي صديق، عنده ورقة مكتوب عليها: هل تريد دراسة الكتاب المقدس مجاناً عن حياة السيد يسوع المسيح؟ فأخذت العنوان، وكتبت رسالة، وأرسلتها إلى العنوان المذكور. وفي يوم من الأيام وصلتني دروس عن حياة المسيح حسب إنجيل لوقا. وهكذا بدأت أدرس الكتاب المقدس بانتظام، وحصلت على عدة جوائز.

وحمداً لله، الذي لم يصم أذنيه عن سماع دعائي الحار، لأنني حصلت على أعظم بركة يمكن أن يحصل عليها الإنسان. فعرفت أن السيد يسوع المسيح هو المخلص الوحيد والطبيب الشافي.

عندئذ دعوت من صميم قلبي لسيدي يسوع المسيح، إني أتيت إليك متضعاً، تائباً إلى الله، وأصرخ إليك: إني كالإناء المحطم. ولكن عليك توكلت يا رب. إلهي أنت. في يدك أجلي.

وهكذا أتيت إلى الله تائباً مخلصاً، وجلعت رجائي فيه، لا في أعمالي. فنلت منه رحمة وغفراناً، لأن الذبائح المرضية أمام الله هي الروح المنسحق والقلب المنكسر. فيا الله، لا تحتقرني.

شاميسي من خنيفرة - المغرب

وجدت ضالتي في الإنجيل الشريف

تابعت تعليمي الثانوي في جامعة القرويين بالمغرب. وكنت أحلم بالحياة السعيدة التي تنتظرني، وولجت ميدان العمل في سلك التعليم. ورغم أنني كنت في وسط أكبر مدينة في المغرب، العاصمة التجارية والصناعية... فقد وجدت نفسي في بيئة متزمتة، ترزح تحت تقاليدها البالية ونظرتها المادية. أردت الاندماج في وسط هؤلاء القوم وقررت الزواج، فوجدت مطالب القوم باهظة. وطرقت أبواباً عدة، مع أنه لم ينقصني شيء، ولكني لم أجد من يفهمني. فانتابني قلق كثير، وهواجس مخيفة، ونظرة قاتمة للحياة. وبقيت على هذه الحال حوالي ثمان سنوات حتى بلغت الثلاثين، وحالتي لا تزداد إلا سوءاً رغم أن من ينظر إلى أحوالي الخارجية يعتقد أنني أسعد مخلوق. وبقيت تعذبني الحيرة والقلق والاضطراب، والخوف من المصير المجهول يكاد يقتلني. لم أجد راحة البال ولم أعد أطيق الحياة، رغم توفر كل أسباب الحياة، إلى أن أتاني الفرح يوم اهتديت إلى المسيح. قادني إليه الإسلام.

استقصيت جميع أخباره الواردة في القرآن، وفي التفاسير المطولة، ومجلدات الشروح العديدة، فلم أجد فيها ما يشفي غليلي. وبدا لي أن من المستحيل أن تأتي مثل هذه الشخصية الفريدة من نوعها إلى العالم، بعد ظهور آدم وزرعه بذرة الخطية في ذريته كلها، وتمر هكذا بسرعة، من غير أن يكون لها دور في استئصال الشر من القلوب المؤمنة. وكثيراً ما التجأت إلى كتب الفلسفة، ولم أجد ضالتي إلا في الإنجيل الشريف وتعاليمه السامية. وقد وجدت في دور التبشير بالمسيح، أفضل مشجع لي على الحياة الحقة، في ظل المسيح الرب، حيث أعيش الآن مطمئن البال، مرتاح الضمير، أنتظره أن يأخذني معه إلى السماء.

أحمد من الدار البيضاء - المغرب

نور الإنجيل أشرق علي

ران الصمت وشمل البيت سكون مهيب، إذ كان الكل قد نام. وكنت ممداً في فراشي وقد أطفأت النور وإن لم أنم بعد، وفجأة سمعت صوتاً يقرأ: «فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضًا رَحِيم. وَلاَ تَدِينُوا فَلاَ تُدَانُوا. لاَ تَقْضُوا عَلَى أَحَدٍ فَلاَ يُقْضَى عَلَيْكُمْ. اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ» (لوقا 6: 36 و37).

كانت كلمات حية تخاطب روحي وتسمو بها نحو العلاء، مزيلة عني ثوب البشرية المدنس بالخطايا لتطهرني حتى أتقبل كلمة الله.

نهضت من فراشي برفق أتابع مصدر الصوت فإذا به صادر من غرفة أختي. فتحت الباب، كانت أختي جالسة في فراشها، وقد أمسكت بيدها كتاباً تقرأه، وعبراتها تتلألأ على خدها. ولما أحسّت بي فوجئت وتملكها خوف ورهبة، ووضعت الكتاب تحت وسادتها محاولة إخفاءه عني فقلت لها:

«أرجوك أن تعطيه لي».

فأجابت: «كلا لن أعطيه لك».

سألتها: «ولم؟»

فقالت: «لئلا تمزقه».

فكانت إجابتي: «أقسم لك ألا أمزقه فاعطني إياه».

أعطتني إياه، كان كتيباً صغير الحجم عديد الصفحات، ذا ورق شفاف، كُتب عليه «العهد الجديد». وكانت هي تقرأ الأصحاح السادس من إنجيل لوقا. رجوتها أن تمنحني إياه لأقرأه فقبلت.

وقضيت ليلتي ساهراً ألتهم صفحات الكتاب وكلما قرأته أشرقت روحي بنور ربنا، وازداد حب المسيح في قلبي وازددت رغبة في التعرف عليه وسلّمته نفسي.

ومنذ تلك الليلة، أخذت على عاتقي مهمة هداية أبناء وطني، وإرشادهم إلى طريق الخلاص، لتكون لهم الحياة الأبدية.

لقد عمدت إلى الاتصال بجماعة من أصدقائي وتحدثت إليهم في موضوع الروحيات وبعد المناقشة في الإيمان ومعرفة الرب وخلود الروح اقتنصت الفرصة لكي أبرهن لهم أن ليس في دراسة الإنجيل أي ضرر أو خروج عن جادة الإيمان. أليس الدين أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله؟ إذن فدراستنا للكتاب المقدس وللمسيح لا تكفرنا. بل بالعكس تثبت إيماننا في الله. فوافقوا معي، وتدريجياً بدأنا ندرس ونتفقه، إلى أن أنست منهم ميلاً إلى الروحيات فقرأت عليهم أول آية من إنجيل يوحنا. وقد اخترت هذا الإنجيل لأنه كان أقرب إلى نفسي من بقية الأناجيل: «فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ الله» (يوحنا 1: 1).

ثم تابعت القراءة وكنت كلما تقدمت فيها، يزدادون تلهفاً واهتماماً. فلا نأمة ولا حركة، وإنما سكون شامل، تشقه كلمات الرب في روعة وجلال، حتى خيل إليّ إنني أسمع حفيف الملائكة، أو أكاد أرى وجه المسيح.

الأرض الطيبة، تخرج نباتها بإذن ربها، وهكذا كانوا أرضاً طيبة، ما أن ألقيت فيها البذرة الأولى حتى نبتت وأينعت وأثمرت. أي أنهم قبلوا كلمة الرب بفرح وحماس. وما لبثوا أن صرّحوا لي بإيمانهم، وأذاعوا الكلمة بين أقربائهم وأصدقائهم. وقد عملت كلمة الرب فيهم. فنقت قلوبهم من الأدران والإثم.

لقد اعترضتني عدة مشاكل في البداية. فاتهمت بالخروج عن الدين. ورميت بشتائم أخجل من ذكرها. غير أنني لم أجعل تلك العقبات تثنيني عن السير قدماً في رسالتي. بل آليت على نفسي بالجهاد في سبيل إعلاء كلمة الرب.

انتهيت من بناء صرح إيماني شامخاً نحو الذرى. وامتلأ قلبي نوراً. وحرصت على تنفيذ أوامر الرب بدقة. فاجتنبت ما نهاني عنه، وأقبلت على ما حضني عليه. إلا أن إيماني هذا الصرح الضخم، الذي شيّدته حجراً حجراً، أوشك أن ينهار، حين هبت عليه زوبعة الوجودية. كان ذلك حين هداني صديق بمناسبة عيد ميلادي مجموعة من كتب جان بول سارتر، وألبير كامو. فما أن طالعت هذه الكتب، حتى غزت الشكوك خاطري، وأخذت الأفكار الإلحادية تتسرب إلى نفسي. ولكن الله الذي آمنت به لم يتركني أتمادى في هذا الاتجاه. فسرعان ما وضع فيّ كرهاً لتلك الكتب، ولم أعتم حتى أحرقتها.

وهكذا انتصر الإيمان فيّ وتبلور، والرب أعانني، فألفت وأختي رابطة لدراسة الكتاب المقدس. وقد أطلقنا عليها اسم «جمعية النور المسيحي».

شوقي من مكانس - المغرب

أنقذني من الظلام

كنت أعيش في أسرة محافظة متدينة وكنت في غيرة شديدة على نهج أجدادي، مدافعاً عن معتقدي بالعنف. مرة تعرفت على قس وسمعت كلامه عن عيسى وأوامره ولكن لم أهتم بالأمر.

وذات يوم تلقينا في المدرسة درساً دينياً عنوانه معجزات الرسل. وقد استغربت لمعجزات سيدنا عيسى، وقلت: «لماذا لم يعملها الأنبياء الآخرون بدلاً من المسيح؟» وكنت شديد الحقد والحسد لذلك. وإنما بدأت أفهم الكتاب المقدس وأستمع لكلام المبشر بكل جوارحي أحسن من السابق. وفي النهاية أدركت واستنتجت أن طريق الخلاص والحق، الذي يجب أن يحياه الإنسان، هو الحياة التي سلكها يسوع، وعاشها بيننا نحن المذنبين، وهو الوحيد الذي غلب الموت وفاز على الذنوب. وكذا وجدت في آياته نوراً وراحة لبالي وخلاصاً من خطاياي التي وقعت فيها سابقاً. فسلمت له قلبي، وقبلته كما سررت وحمدت الله الذي أنقذني من الظلام مثلما نقرأ: «هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ» (يوحنا 3: 16). فبدونه ليس لنا الخلاص من الخطايا، ولا نستطيع أن ننجح بأعمالنا الذاتية، لأنها غير صالحة. ونحمد الله الذي خلّصنا بابنه يسوع.

وقد آمنت بالرب منذ مدة، وتعمدت أخيراً، بعدما درست الإنجيل بإرادة وتعمق. وأتمنى أن يصل الحق السماوي إلى جميع القلوب، كما اعترف بأن طريقاً واحداً يؤدي إلى المحبة ويسرني الشهادة بأن الديانة الحقيقية لا تدخل بالسيف والعنف بل بالسلام كما رأينا في سيرة يسوع.

عمر من الدار البيضاء - المغرب

من آمن بي ولو مات فسيحيا

أنا شاب بربري نشأت في بيئة فاسدة، مع أهلي وإخواني... وكنت في حداثتي أجهل ما يحويه الكتاب المقدس عن الله. ولكن مشيئة الله جمعتني إلى نفر من زملائي في المدرسة، الذين يتمتعون بعلاقة مع الرب يسوع. كانت حياتهم تمتاز بالمحبة والأمانة. فتاقت نفسي إلى أن أصير مثلهم. ولكن الشيطان تصدى لي، وهمس في أذن ذهني ذلك القول الذي يتداوله بعض الناس، وهو أن المسيح لم يُصلب. فأحجمت عن قبول الحقائق الواردة في الإنجيل والتي تؤكد أنّ المسيح مات على الصليب فعلاً. إلى أن وصلتني ذات يوم ورقة زرقاء، مكتوب عليها نبذة دينية، مصدرة بهذه الكلمات: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا. وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَد» (يوحنا 11: 25 و26).

في المساء حين آويت إلى فراشي، كانت أفكاري مشوشة. لأن ما ورد في تلك الورقة الزرقاء، أثار وجداني. وعبثاً حاولت النوم، لأن تلك العبارات كانت تتردد في خاطري وتشغل أفكاري.

وفي الصباح ذهبت كعادتي إلى المدرسة، وهناك دبرت مشيئة الله أن أجتمع بأولئك الأصدقاء. فشرحوا الأمر ببساطة، إذ قالوا: «إن المسيح هو كلمة الله، وقد تجسد ومات عوضاً عنا. ولكنه لم يبق في القبر بل قام بعد ثلاثة أيام وصعد إلى السماء. وهو الآن جالس عن يمين الله، وقد أعد لنا مكاناً في السماء». حينئذ فتح الرب ذهني وآمنت بيسوع المسيح مخلصاً.

ربي أنا عبدك رجعت إليك تائباً مستغفراً فاقبل توبتي ولا تطردني من باب رحمتك واغفر لي ما اقترفت من الذنوب والآثام. فلقد رجعت إليك بعد طول غيبتي في اللهو، وتوغلي في المعاصي والمفاسد.

إلهي إن نفسي لتذوب خجلاً وإن قلبي يتوجع ألماً من كثرة الذنوب التي لا يقدر كاهلي أن يحملها وقد جئتك راكعاً ألتمس الصفح والغفران فهل تقبل ضراعتي؟

لقد انزلقت نفسي في طريق الشهوات والملذات الدنيوية التي لا تدوم فغصت فيها حتى غرقت قدماي وانهارت قواي والآن أثق وأؤمن بأنك أنت هو ابن الله الذي يغفر الخطايا للبشر بدمه المسفوك على الصليب. فاغفر لي أيها الرب يسوع.

محمد من خنيفرة - المغرب

عليك اعتمادي يا مخلّصي

أنا شاب لي من العمر ست عشرة سنة، أعيش بين أسرة متوسطة تتكون من سبع أنفس. وكنت في دراسة مستمرة. عشت منذ طفولتي في شبه تشرد مرير. فكنت تجدني مع مجالس العابثين المستهزئين الذين قذفت بهم أمواج الحياة على الشاطئ القذر، أسير على غير هدى، ولا أسعى إلى الحياة الأبدية. فكم كنت أستهزئ برجال الدين حتى والديّ لم أكن أحترمهما أو أطيعهما.

وفي يوم اشتد حره، كنت أفتش عن أصدقائي لم أجدهم. إلى أن أتى بي القدر الرحيم إلى زميل، كنت أحسبه شريراً مثلي. وبدأنا نتحدث سوية بلطف ورزانة، والجميع يصغون. وكان في مكتبته كمية من الكتب المتنوعة، وخاصة الكتب التي تدلنا على عظمة مولانا المسيح. أعجبني حديثه لأنه كان جديداً عليّ ولم أكن قد سمعته بعد. فقلت له بلهفة شديدة: زدني منه. فجذبني إليه وأخذ يقرأ لي من الكتاب المقدس، فأصغيت إلى أول جملة تعبيرية، الله يعلم: «كلنا خطاة وبالخطيئة الموت. خطايانا صارت حاجزاً بيننا وبين الله ينبغي أن نخلص من خطايانا لأن يوم الدينونة قريب».

حديث عن الله والإنسان معاً، لم أسمعه قط بل كان جديداً عليّ، ومع ذلك لم أعره أي اهتمام، ونسيته حالما انتهى صديقي من تبشيري، فدفعني فضولي وسألته: «ما هذا الكلام الذي تقوله؟ وما هو هذا المجتمع الذي حولك؟» فقال: «إنني أبشرك بالكتاب المقدس، وإنني أدعوك لزيارتي كل سبت فهذه جمعية نجتمع فيها لتأدية الصلاة والتبشير بالكتاب المقدس». فوافقت في الحال فوراً.

وفي اليوم الثاني كنا نسمع حديثه مرة أخرى، بعدما أدينا الصلاة والترانيم. ولكن كنت بين الحين والحين، أتفوه بعبارات الهزء والسخرية. خصوصاً حين قال: «إن الخطية دخلت إلى العالم برجل واحد هو آدم، فأصبحنا كلنا خطاة بالطبيعة، ولا نتطهر من خطايانا إلا بدم بريء يُسفك من أجلنا. ولا نخلص إلا بملجأ أمين نلتجئ إليه». كنت بليداً أدفع التهمة إلى إخواني، وأقول أنا بريء وليس لي علاقة بخطية آدم ما دام يفصل بيننا آلاف السنين. إن الله لغفور رحيم، لم يخلقنا لكي يميتنا بخطايانا. نعم هذا أمر صحيح، ولكن مع أنه غفور رحيم إلا أنه عادل وقدوس، يكره الشر والإثم ولا يقبل الخطية، بل يعاقب عليها. إنه لغفور رحيم عندما نتقدم إليه بالوسيلة التي دبرها لإنقاذ الإنسان.

كنت أحس بهذه الكلمات تقرع أذني، كلما خلوت بنفسي مفكراً ومتأملاً بؤسي وحالي الحاضر من التشرد والهموم والضياع. ولبثت أسابيع عديدة لوحدي، أدفع هذه الأفكار عني، محاولاً التخلص مما يتفاعل في أعماقي ويؤنبني بشدة ولكن دون جدوى.

وسرعان ما وجدتني أتردد إلى منزل صديقي لأجلس معه ساعة من الزمن. نقرأ فصلاً من الكتاب المقدس ونتأمل فيه، فأحس براحة وطمأنينة وعزاء. وفي يوم ثقلت علي وطأته، واشتدت مقاومة الشيطان لعمل كلمة الله في قلبي، وانتابتني ساعات عديدة من الاضطراب والتردد. آويت إلى فراشي وخلوت بنفسي، وهناك اتضح لي جلياً مبلغ خطيتي ومدى ضعفي، وحاجتي لمن أعتمد عليه مخلّصاً ومعيناً ومانحاً الحياة الأبدية والسلام الروحي.

وفي صبيحة يوم السبت. انطلقت إلى صديقي العزيز، وتقدمت إليه قائلاً: «لقد تأكد لي أنني خاطئ، وأن الله أحبنا وأرسل لنا من يرفع عنا الخطية بموته الكفاري. أما الآن فلا أخجل، وأقولها بملء فمي: نعم.. نعم.. أنا خاطئ فارحمني يا رب..» ورأيت صديقي يبتسم ويفتح الكتاب المقدس ويقرأ «لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ» (يوحنا 3: 16). ثم يقرأ: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (متّى 11: 28).

نفذت هذه الكلمات إلى صميم قلبي، فأذابت فيه كل جمود وعناد... «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» في الحال خلعت عني أفكاري القديمة من هذا القبيل، وارتميت عند قدمي يسوع وقلت: «عليك وحدك اعتمادي يا مخلّص. خلّصني من خطيتي بدمك الكريم». عندئذ خرجت وقد وضعت عن كاهلي كل أحمالي، وبدلت قلبي القديم بقلب متجدد مملوء بالسلام والمحبة، محبة الله ومحبة كل إنسان. وها أنا أصلي كل يوم من أجل أصدقائي القدامى، ومن أجل الكثيرين أمثالهم.

فأعني يا رب لتكون حياتي شهادة صادقة بعمل المسيح في قلبي من أجل تمجيده. وقد وافقت بأن طريقاً واحداً يؤدي إلى الجنة، وهو طريق النجاة التي فتحها لنا مولانا المسيح كما هو مكتوب في الكتاب المقدس: «لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ. الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً لأَجْلِ الْجَمِيعِ» (1تيموثاوس 2: 5 و6). وهكذا بالرغم من صعوباتي التي اعترضتني في طريق الإيمان، قادني يسوع المسيح إلى الحياة الأبدية.

مصطفى - المغرب

سمعت فآمنت بالقلب. واعترفت بالفم

أنا شاب درست القرآن العظيم في بلدي تابعاً أثر أجدادي وأسلافي السابقين. وبالرغم من هذا كنت أتصرف في المدرسة كأبناء عصري وعهدي. وتعرفت على بعض الأصدقاء كانت هوايتهم المراسلة. وكنت أنا حينذاك لا أعرف ما هي المراسلة، فداومت على صحبتهم مدة من الشهور. وفي يوم من الأيام شاهدتهم يملأون بعض الأوراق الصفراء اللون والمكتوب عليها: إذا كنت ترغب في دراسة الإنجيل بالمراسلة مجاناً، اكتب اسمك و عنوانك بأحرف واضحة ثم أرسل هذه الورقة. فتعجبت كثيراً واشتاقت روحي جداً لقراءة الإنجيل ولمشاهدة هذه الدروس المجانية، طلبت منهم ورقة فملأتها وأرسلتها إلى العنوان، فلم تمر إلا أيام قلائل حتى عادت الرسالة وهي تحمل نسخة من إنجيل لوقا مع الدروس. فرحت أشد الفرح كما سررت بها كثيراً. ومنذ تلك اللحظة أخذت أقرأ الإنجيل والقرآن وأقارن ما فيهما. ولم أجد ما يقوله بعض الناس بمحرف أو ناقص. ولهذا أحاول إقناع أصدقائي الذين يزعمون ويقولون شيئاً لا يسمح به عقل وقلب المؤمن، كما قال السيد المسيح له المجد: «وَالَّذِي فِي الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ، هُوَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ فَيَحْفَظُونَهَا فِي قَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ، وَيُثْمِرُونَ بِالصَّبْر» (لوقا 8: 15).

وإني أكرر عليكم يا إخواني هذا القول، بأنني قارنت الاثنين، القرآن والإنجيل، فلم أجد ما يقال عن الإنجيل من أنه مزوّر. فلا يبقى في قلوبكم شك من الشكوك تجاه هذه الكذبة الشائعة، بل توبوا وآمنوا بالكتاب المقدس، واعترفوا بخطاياكم أمام المسيح، مؤمنين به معترفين بأفواهكم: «لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ لأَنَّ الْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ، وَالْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلاَصِ» (رومية 10: 9 و10).

أحمد من خنيفرة - المغرب

المسيح هو حبيبنا يسكن في قلوبنا

المسيح هو كل شيء بالنسبة لي، لأنه مات لأجلنا، لكي يخلّصنا من الخطايا. ولهذا يجب أن نخدمه بإخلاص، وأن نعمل جميع ما يأمرنا به. إنه مخلّص عظيم يريد السعادة لجميع الناس، وبه عرفنا أن الحياة هي الله، وهو الذي كشف لنا مصير الطغيان.

في أثناء حياته على الأرض كان يكره الفوضى والبغض والكذب، ويحب السلام. وأعلن النظام والمحبة والصدق.

والمسيح هو حبيبنا يسكن في قلوبنا. إنه سيد هذا العالم كله، وقد جاء برسالة الفداء ليطهر جميع الناس من خطاياهم. فطوبى للذين آمنوا به، وتبعوا تعاليمه المقدسة. وأكبر شهادة له نجدها في أعماله التي أجراها على أرضنا حيث أحيا الموتى، وفتح عيون العمي، وطهر البرص.

وطريقه هي طريق الخلاص والمحبة. وعاش بيننا إنساناً متواضعاً محباً للخير. ودعا الجميع للخلاص بكلمته الإلهية.

أحمد من القصر الكبير - المغرب

يملك المسيح بقوة قيامته في حياتي

أنا شاب وطالب، عشت في منزلنا بين حنان الأم وعطف الأب. وبعد مرور ثماني عشرة سنة شعرت بقوة خفية تدفعني إلى معرفة ما يجب علي نحو أسرتي ونحو الدين. وبينما كنت أتخبط في حيرتي هذه، عثرت على إذاعة لم أسمعها من قبل، والتي كانت مواضيعها القيمة عسرة الفهم بالنسبة لي، والتي تبين لنا حقيقة المسيح وتضحيته التي لا مثيل لها. ألا وهي إذاعة صوت الغفران التي كان لها أثر فعّال في تكويني واتجاهاتي.

وبينما أنا جالس في إحدى الليالي، وبعد انقضاء الوقت المحدد لإذاعة صوت الغفران، جلست أفكر في النواحي الحساسة. وأنه ليس من السهل على أي منا في هذا العصر الذي نعيش فيه، عصر الشر والإثم، أن يحتفظ بطهارة حياته. وهذا ما نجده تماماً في المسيح، إذ أن الله الآب الإله السرمدي الفائق الوصف، قد أرسل ابنه القدوس الكلمة الأزلي، الرب يسوع المسيح إلى عالمنا الشرير، ليكفّر عن الخطية بذبيحة نفسه، ويطهرنا من كل إثم ويغلب أفكار القلب الباطلة ودوافعه الشريرة، ويسيطر على التفكير كله ويستأسر كل فكر إلى طاعة المسيح.

وليس ذلك فقط بل عندما أرجع إلى الله بالتوبة الحقة عن خطاياي، معتمداً كل الاعتماد على عمل الله الكفاري العظيم، المتمم بالدم الذي سفكه المسيح على خشبة الصليب لأجلي، لا يسامحني الله عن خطاياي فحسب بل يملك المسيح بقوة قيامته في حياتي، بروح الله القدوس المعطى لي. وعندما أشبع عقلي بهذا الحق العظيم، وأتحدث إلى الله في الصلاة يصبح ذهني نظيفاً جداً ويبقى كذلك.

«قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ» (مرقس 1: 15)

عبد الحميد من المحمدية - المغرب

الرب سمعني وغفر لي ذنوبي

إن والديّ مسلمان، وعشت بينهما كمسلم في أيام طفوتي، ولكن عندما وعيت، رافقت بعض أصدقائي إلى إحدى الجمعيات الدينية. ودخلت معهم إلى الكنيسة، لأستمع لكلام المبشر. وحين كنت أنصت كان الرب يفهمني أمامه، ووبخ قلبي على أعمالي القبيحة. فعلمت في تلك اللحظة إني مذنب، واستأهل غضب الله، وأنا تحت عقوبة الذنوب، ومصير الجحيم. وحين أنهى الواعظ كلامه قال لنا: «إذا تكلم الرب يسوع مع أي واحد منكم، وأحب أن يخلص فليقف لكي أراه وأصلي من أجله. والحقيقة أنني لم أتمالك أعصابي، حتى أقف أمام أصدقائي. فذهبت إلى حال سبيلي».

والرب كان يكلمني حتى افتكرت بماذا سمعت في الجمعية. فأدركت أن الواجب عليّ أن أعترف بذنوبي أمام الله، لأن خوف الموت وجهنم قد غلبني. وبكيت على ذنوبي. وفكرت بأني كنت كذاباً. وإنه مكتوب في الإنجيل بأن جميع الكذابين سيطرحون في بحر النار والكبريت، الذي هو الموت الثاني. وعندما كنت أرتكب الأعمال السيئة ظننت بأنه لم يرني أحد، لكن نسيت أن عيني الرب كانتا تنظران إليّ. وعلمت بأن الرب يرى كل أعمالي القبيحة.

فركعت على فراشي، وناديت الرب يسوع ليفتقدني. واعترفت بجميع ذنوبي القبيحة، وطلبت منه أن ينقي قلبي.

وقرأت في كلام الله بأن دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل ذنب. وهكذا علمت من نصوص الإنجيل بأن الرب سمعني وغفر لي ذنوبي. وعرفت أيضاً بأن الرب يسوع المسيح كتب إسمي في سفر الحياة، وحين يعود في المرة الثانية، سيأخذني معه إلى الجنة. الحمد لله لخلاصه اليقين.

عبد الصادق من الدار البيضاء - المغرب

انشر كلمة الرب بفرح

أنا شاب أعيش في بلدتي كسائر الشباب. كنت أصرف وقتي في اللعب واللهو. وذات يوم أنار الله قلبي بواسطة صديقي الوفي، كان هذا الرفيق مسيحياً في الأصل. فصرت أرافقه إلى منزله، حيث كنا نقضي جل أوقاتنا في مطالعة الكتاب المقدس، فكانت لي السعادة أن أكتشف الرفيق يسوع المسيح، ليس صديقاً فحسب، بل رباً ومخلصاً وغفوراً. ولا زلت أذهب إلى صديقي لكي يوضح لي بعض النقط الغامضة في هذا الدين الجديد.

وفي ليلة اعترفت للرب الواحد بذنوبي، وسلّمته نفسي وقلبي، وحتى جوارحي. وكان إذ ذاك عطلة الربيع. فلما عدت إلى متابعة دروسي، لاحظت تفوقي في كل شيء على تلاميذ قسمنا. ومن هنا أدركت أن الرب يسوع هو مصدر السعادة، وأنه مات مصلوباً متحملاً الضرب والمسامير، لكي يطمر ذنوبي وينجيني من عذاب النار، نار جهنم، التي لا تخمد طوال القرون.

إخوتي أطلب منكم أيضاً أينما كنتم أن تصلوا لأجلي بأن يوفقني الله في هذا المبادرة التي أقوم بها، وهي نشر كلمة الرب يسوع المسيح داخل حارتنا أولاً.

عبد المجيد من الدار البيضاء - المغرب

صالحني المسيح مع الله

أنا شاب كنت أعيش بلا هدف في حياتي. وكنت إنساناً شريراً سائراً في طريق الخطية، مدة سنين متوالية في غمرة من المآسي والمشاكل الصعبة. وكنت كالتائه في صحراء قاحلة، أعيش في حزن عميق وألم دفين في قلبي، دون أن أعرف السبب. وأخيراً توصلت لمعرفة حزني وآلامي، وذلك بواسطة إذاعة كلمة الله عن المخلّص. حدث هذا في منزلي، عندما مددت يدي إلى الراديو لأدير مفتاحه على موجة قصيرة. وبعد برهة سمعت صدفة برنامجاً لم أسمعه من قبل. فأثر في نفسي الخبيثة تأثيراً بالغاً. وهذا البرنامج هو برنامج ديني مسيحي صرف. وسمعت وعداً بإهداء كتاب مقدس مجاناً، وطلبته فوصلني وقرأته بشغف عظيم. فأحسست بأنني بدأت أتذوق النعمة، بعدما قرأت أصحاحات من الإنجيل الشريف. وعرفت من هو المخلّص وهو يسوع المسيح، إنه مخلّص العالم.

وتابعت دراسة الكتاب وآمنت بسيدنا المسيح مخلصاً شخصياً من براثن الخطية المؤلمة. وعرفت أن سبب حزني وشقائي كان عدم معرفتي للكتاب المقدس. والحمد لله الذي خلّصني بواسطة ابنه الوحيد، الذي صُلب من أجل خطاياي، يسوع الرب مخلص البشرية ونور العالم. وحين آمنت بالسيد له المجد، بدأت أمشي في طريق النور، تاركاً الظلمة. والآن أعلن بأنني أحيا حياة جديدة، حياة النور وحياة السعادة الأبدية. والروح القدس قادني إلى طريق الحق والحياة، وسكب محبة الله في قلبي.

إن «اَللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ، يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ» (1يوحنا 4: 16). لأن الشرط الأول لدخول المحبة إلى حياتنا، هو الاعتراف بعدم قدرتنا والانكسار أمام الله، لأننا خطاة مستوجبون دينونة الله. لكن القدوس رؤوف ورحيم. الذي خلّصنا بدم ابنه الوحيد. وأعطانا الحياة الأبدية.

وآمنت به، لأنه نقلني من الموت إلى الحياة، ورفع عني الدينونة. ويسوع المخلّص، هو المحيي وينبوع الحياة الأبدية. لأنه مات من أجلي ليطهرني من كل إثم وخطية. وإنني أكرم المسيح، وأعظمه بالسجود له بالروح والحق. وهو الذي حمل خطاياي وغفر لي. ولم يكن في وسع الله، أن يغفر لمن يشاء، لأن قداسته وعدله، يقضيان بموت الخطاة جزاء خطاياهم. ولكن في حبه العجيب صنع تدبيراً عجيباً، وقدم ابنه ليُصلب ويموت ويُقبر، ويقوم في اليوم الثالث، ليكفر عن خطايانا. وبفضل الدرس والمطالعة الدائمة والصلوات وإرشاد الروح القدس آمنت بالسيد المخلّص. واختبرت أن الحياة بدون المسيح موت لا حياة. إن يسوع المسيح قد ذاق الموت على الصليب لكي نستطيع أن نتذوق الحياة.

المسيح وسيط النعمة، ووسيط الصلح بين السماء والأرض. وقد صالحني مع الله بموته كفّارة عن خطاياي. ثم صهرني في بوتقة محبته وجعل من إنساني الشقي خليقة جديدة وفقاً لقول الرسول: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ» (2كورنثوس 5: 17، يوحنا 1: 29).

الحمد لله الآن لقد انقضت أيام الحزن والشقاء، أيام المآسي والآثام، وذلك بالإيمان والسعادة. إن من يقبل المسيح ويتأمل في دعوته، لا بد أن يثق بمحبته وقدرته على الخلاص. ويدرك أن الإيمان بشخص المسيح المبارك يخلّصنا. وهو يريد أن نسلمه حياتنا بلا قيد أو شرط. وهذه ليست طاعة غبية وإنما انتصار لمحبة الله فينا.

العهد مع المسيح ينير الحياة، ومن يقبله فلا يجوع ولا يعطش أبداً لأنه نزل من السماء. والمسيح هو نور العالم، ومن يتبعه فلا يمشي في الظلمة، بل يكون له نور الحياة. والمسيح هو الباب وإن دخل به أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى. والمسيح هو الراعي الصالح، الذي يعرف خاصته وخاصته تعرفه. ويسوع المسيح هو القيامة والحياة. ومن آمن به ولو مات فسيحيا، ومن كان حياً وآمن به فلن يموت إلى الأبد. والمسيح هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي إلى الآب إلا به. والمسيح هو الكرمة ونحن الأغصان إن ثبتنا فيه يثبت كلامه فينا.

والآن أنادي جهراً وأعلن إلى كل الخطاة مثلي والخارجين عن الطريق لأقول كلمة اليوم، وهي أن يقبلوا إلى المسيح. وقبوله هو أسمى حياة في هذا العصر، وذاك المسيح عيسى ابن الله، هو نور العالم وخبز الحياة والراعي الصالح، وهو القيامة والحياة، وهو الطريق والحق. والمسيح هو الباب والمخرج والمدخل، وهذه الصفات يجب على كل من يؤمن بربنا ومخلّصنا يسوع، أن يحفظها في قلبه. ونحمد الله لأنه صار لنا نصيب في ملكوت الله والمسيح. أيها الآب السماوي، نشكرك لأن ابنك اشترانا بدمه الثمين وطهّرنا لشعبه المقدس. اختر من أمتنا العربية كنيسة طاهرة حية، واحفظنا فيها مع كل المؤمنين. آمين

محمد من طنطان - المغرب

يسوع هو ربي

الصلاة: يا ربي أنت الرب الوحيد الذي لا يوجد سواه به نموت وبه نحيا. أنت الشافع بعبادك يوم القيامة.

التوبة، التوبة، يا ربي، يا ربي، يا يسوع يا ابن الله العزيز. إنني مؤمن بك وأصدق مقالاتك. الحمد لك والمحبة لك والإخلاص لك. كل شيء بيدك قريب. أنت دعوة الداعي إذا دعاك. فما أجمل الحياة التي أسست على الله. وما أعذب العيش بالقرب من الرب يسوع. أنت الوحيد الأحد لا رب سواك. قد جاء الحق وزهق الباطل.

بذلت نفسك لخلاصي من العذاب. أنا سعيد بالكتاب المقدس. سعيد، سعيد أيها المسيح الوحيد.

نعم إن يسوع هو ربي. وما أسعدني به. إنه يحل مشاكلي. وهو شفيعي الوحيد. وليس مشاكلي فحسب بل مشاكل كل من يأتي، يأتي إليه، ويؤمن به. إنك أعز من نفسي يا رب يا وحيد لا رب سواك.

عبد الصادق من الدار البيضاء - المغرب

لم أتخل عن المسيح

نشأت في مجتمع يسوده الظلم والفساد. ومرت سنون عديدة وأنا أعيش في جهالة وخمول، دون أن أعرف كيف أعيش في هذه الأرض، التي عاش عليها سيّدنا ومخلّصنا يسوع المسيح. كنت كالتائه الذي لا يدري ماذا يفعل. ولكن الله هداني إلى طريقه الحق، حيث أدركت أنه لا بد لكل إنسان أن يختار الطريق الصحيح.

لهذا اتبعت طريق سيّدنا ومخلّصنا يسوع المسيح، الذي مات مصلوباً من أجل خطايانا، والذي يعطي الحياة الأبدية. ولقد قادتني شدة محبته إلى الكتاب المقدس، فبدأت أقرأه يومياً، وأتأمل في سيرة المسيح. ولم يمر يوم واحد إلا وقرأت وسمعت المزيد عن المسيح... ولهذا قررت أن أبدأ حياة جديدة، يكون هو سيّدها ومخلّصها وقائدها. وفعلاً مرت خمس سنوات على محبتي للمسيح، ولم أتخل عنه ولو لحظة واحدة.

رحو من الرباط - المغرب

الدنيا في يد المسيح

كنت كسائر في بحر متلاطم الأمواج، تقذفني الرياح من جهة إلى أخرى. وتهت عن الطريق، فلا مفر لي من الهلاك، ولا بد لي من الموت. ولكن فجأة هدأت الرياح، وسكنت الأمواج.. وحملت إلى طريق الهدى.. وحملت إلى أرض السلام شامخ الرأس بوجه منير... هكذا انتشلني الرب من الهلاك وهداني إلى طريق السعادة، لأكون له عبداً طوال حياتي. كنت في ظلام فاقتادني المسيح إلى النور.

وأنتم يا إخواني، إنني أدعوكم إلى المسيح، لا تتخاذلوا. أسرعوا جماعات، جماعات. لا تتراخوا. فطريقكم هو المسيح يسوع الحي. والدنيا كلها في المسيح. إنه يحرسكم، وينتظر منكم أن ترجعوا إلى صوابكم. هذه هي فرصتكم للذهاب إلى الجنة فأسرعوا، أسرعوا.

أحمد من أبو الجعد - المغرب

حصلت على نهاية السعادة

إنني من ناشري كلمة الله في محيطي! لم أكن أهتف بهذا من على السطوح ولكني كنت أتصرف بطريقة تظهر لجميع الناس ذلك! أما من جهة ما يُسمى ديانة فإنني كنت أرى أولئك الناس المتهافتين على التصديق والإيمان فانظر إليهم من أعلى كبريائي ساخراً متسهزئاً.. ولكن من يبالغ في الاعتلاء يسقط دائماً. ويا لهول سقوطه على أرض صلابتها مريعة!

ها هي ذي دروسي تتبدد كالدخان ويصير من المستحيل عليّ متابعتها وأعمالي وأصدقائي وعائلتي. يا لها من خيبات قاسية! ها إني أرى الآن كل قصوري الخيالية تسيل متساقطة إلى الحضيض عند أسفل الجبل ويبلغ بي الأمر أخيراً أن أصير كعامة الناس، على أنني لبثت أدرس كطالب بسيط في إحدى المدارس الثانوية.

والخلاصة أنني كنت قبل الثامنة عشر من عمري مرّ العيش، ضعيف الحواس، ضائق الصدر، متوغلاً بالوهم متعباً من الحياة، وبكلمة واحدة كنت شريراً إلى حد أنني كنت أثور على كل من يعترض طريقي.

ما كنت لأهتم بالله مطلقاً، ولم أكن أؤمن به أبداً ولا بالشيطان. ولكن الله قال: أصغيت إلى الذين لم يسألوا وجدت من الذين لم يطلبوا. لم يكن لي من حياتي المتشابهة الأوضاع المنفردة سوى ملجأ واحد هو: الطبيعة التي كنت أجدها دائماً آية في الجمال. غير أني عدت رويداً رويداً إلى الاعتقاد بأن هناك واحداً عظيماً. مدهشاً غير محدود، قد صنع هذه الطبيعة! وما هو يا ترى إن لم يكن الله؟! وها هوذا الله قد وجدني دون أن أطلبه ولكن الإيمان بالله شيء والإيمان بأن المسيح قد مات لأجل خطاياي وقام من بين الأموات ليخلصني ويبررني هو شيء آخر. لقد كنت بحاجة كبرى إلى هذا الإيمان، ولكني كنت أريد الوصول إليه عن طريق العقل كعامة الناس. وعبثاً حاولت ذلك. لقد تعذر عليّ فهم بعض النصوص الصعبة التي جعلتني أرتبك كل حين، وأطعن في المسيحية مثل صلب المسيح وموته وبنوته ولاهوته وتجسده وسلطانه. لكنني آمنت عندما تحققت معنى الآيات التي أظهرت لي موت المسيح حقيقة لا تأويل فيها من الآية: «إِذْ قَالَ ٱللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوكَ فَوْقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ» (آل عمران 3: 55) تأكدت من أنني خاطئ وراثة من أبوي بدليل الحديث كل بني آدم خطأ وخير الخطائين التوابون. فحتى موسى وداود والأنبياء الآخرين ولدوا جميعاً من الخطية كما نحن جميعاً وكلهم طعن الشيطان جنبهم حين ولدوا إلا شخصاً ولد بيننا ولم يقترف خطية قط. هو عيسى بن مريم كما ورد.

واستمرت حالتي هكذا منذ بحثي عن الحق وعن الطريق وعن الحياة حتى تغلغل في أعماق قلبي هذا الإيمان وهو أن ذبيحة المسيح لأجلي إنما هي حقيقة واضحة، وأن الكتاب المقدس هو حقيقي من أول سطر إلى آخر سطر فيه. ومنذ ذلك اليوم عاد إليّ رجائي وثقتي في الحياة، فقبلت المعمودية وحصلت على نهاية السعادة في خدمة سيدي الذي لم يقترف خطية قط يسوع المسيح ربي. آمين.

الدندوني من المغرب

أخدم الرب بفرح

قرأت عن الرب يسوع المسيح، وآمنت به. والآن أعترف بإيماني بأنه إله حق ومخلّص العالم، وقد مات على الصليب لأجل خطاياي، وقام في اليوم الثالث. وأقر بأنني قبلته مخلّصاً شخصياً. وأنا متأكد أنه خلصّني حقاً ويقيناً، لأني آمنت بكلمته: «هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ» (يوحنا 3: 16)

والحياة هي إرضاء المسيح الحي، وهذا إقراري، بأني أسلم كل شيء لسيدي الرب يسوع المسيح. وغايتي أن أحيا كل يوم لأرضي الرب، الذي اهتم بي بهذا المقدار. ولذلك أنا أعترف بكل خطية معروفة عندي، وأعزم على أن أتركها. وسأجتهد بمعونة الرب يسوع، أن أحفظ الشركة اليومية معه بواسطة الصلاة وقراءة الكلمة. وأقدم كل موهبة فيّ لأطيعه وأتبعه هو وحده. وسأخدمه بأحسن ما أستطيع، وأجتهد أن أعرّف به الآخرين بواسطة حياتي وشهادتي.

إنني أبذلّ إمكاناتي في البشارة بالمسيح المخلّص. وحين تصل إليّ النبذ أسرع لتوزيعها في الشوارع والمقاهي، وعلى أعضاء الفرقة التي أشرف عليها لدرس الكتاب المقدس. وكذلك أذهب إلى المستشفيات لزيارة المرضى، والتحدث إليهم عن المخلّص الوحيد. وفي كل مرة كنت ألاحظ ارتياحهم وهم يصغون إليّ. وقبل أن أغادر أحداً منهم أزوده بنبذة.

وأيضاً حين تنتهي العطلة المدرسية أعود إلى مدرستي مفعماً بالأشواق إلى رفاقي، لأتحدث معهم في المواضيع الروحية، حيث لي فرصة طيبة للبشارة باسم يسوع المخلّص.

ومن عادتي أنني أصلي من أجل الآخرين. صحيح أنني أجابه تجارب ومعاكسات، ولكنني اختبرت الفرح الكامل بمطالعة كلمة الله، التي أنارت ذهني وقدست قلبي. وبهذا الفرح المجيد الذي هو سعادتي أتغلب على الصعوبات.

إن حياة التلمذة الحقيقية تكلف كثيراً، إذ ليس فيها الشهرة بل إنكار الذات، وليس فيها الرفاهية بل حمل الصليب والاضطهاد. وإني على يقين من حياتي المسيحية الحقيقية، هذه الحياة الفضلى، التي أخدم بها أفضل الأسياد. ويكفيني أنني حصلت على السلام الداخلي وراحة الضمير والشركة مع الله، وفي الأبدية السماء مع أمجادها.

وأوجه دعوتي إلى جميع الناس، لكي يقدموا حياتهم للمسيح، الذي قدم حياته لأجلهم. وأن يعطوه أفضل ما لديهم، ولا يمنعوا عنه شيئاً. فسيكون فرحهم عظيماً حينما يسمعونه يقول لكل واحد منهم: «نِعِمَّا أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلصَّالِحُ وَٱلأَمِينُ. كُنْتَ أَمِيناً فِي ٱلْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى ٱلْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ» (متّى 25: 21).

حمو - الدار البيضاء - المغرب

اشتريت نسخاً من الإنجيل ووزعتها على تلاميذ المدرسة

سرت في الحياة أشواطاً وأشواطاً، وفتشت عن الخلاص، فلم أعرف أين أجده. اتجهت إلى البحر وقلت له أين الخلاص يا بحر؟ فلم أر منه جواباً. وسألت الطريق أيضاً، فلم يجبني. وسألت السماء، وسألت الرياح، والأمطار والشمس والليل، فلم أحظ بجواب. ولكن ذات يوم وخلال الاستعداد لعيد الأضحى جاء ابن خالي وقال لي: هل سمعت عن المسيح، يا ابن عمتي؟ فأجبته ومن يكون هذا؟ فقال: هذا الذي يقول المسيحيون أنه «المخلّص الوحيد» الذي يحررهم من خطاياهم. وما أن طرقت كلمة مخلّص أذني، حتى وقفت وقلت: يا أخي من أين كل هذه المعلومات؟ فقال جائتني رسالة من أسبانيا، وكان برفقة الرسالة نسخة من الإنجيل، وأنا عازم على إحراقها. فقلت: أرجوك يا ابن خالي لا تحرقها. اعطني إياها لبعض الوقت، وأنا سأرى بنفسي إن كان هذا الإنجيل يستحق الحرق. فقال ابن خالي حسناً سآتيك به غداً، يوم عيد الأضحى.

ويوم عيد الأضحى ذكرى اليوم الذي أخذ فيه إبراهيم ابنه، ليقدمه محرقة للرب. ولكن الرب افتدى الابن بكبش. ففي يوم هذه الذكرى، استلمت الإنجيل، وبدات أطالعه. وتأثرت بأسلوب الإنجيل ولم ألبث أن دخلت في المراسلة مع إحدى الإرساليات. وبعد تلقي مجموعة من الدروس بالمراسلة أيقنت بأن المسيح هو المخلّص الوحيد.

وأخيراً جاءتني رسالة من صديق يدعوني إلى اجتماع. فذهبت وتعرفت عليه. ثم ترددت على الاجتماع مرات عديدة، ووجدت عند الإخوة المؤمنين كل عون وإرشاد ورأيت المسيح على وجوههم. وهم الذين كانوا خطاة مولودين في الخطية، ولكنهم تبرروا في نعمة المصلوب وتجددوا في قوة روحه. فزاد إيماني وتقويت بالروح القدس، واتخذت المسيح لي مخلصاً، وآمنت بتأنيسه ولاهوته، وصرت من المؤمنين بالمسيح.

ومرت الأيام وأنا على هذه الحالة المفرحة جداً. وذهبت ذات يوم إلى المكتبة الإنجيلية، فاشتريت مائة نسخة من إنجيل متّى ولوقا، ونسختين من العهد الجديد باللغة الفرنسية ووزعتها على تلاميذ المدرسة وعلى المنازل. مع العلم أنني كتبت على آخر كل كتاب منها العنوان لكي يذهب إليه حامله لحضور اجتماعات درس الكتاب المقدس.

والآن أشكر الرب إلهي، لأنه لم يتركني وحيداً في بحر هذا العالم الشرير المليء بالمخاوف والانحراف. فهجرت الأزقة والمقاهي ودور اللهو. واستعضت عن هذه كلها ببيت الله.

أحمد من الدار البيضاء - المغرب

ان كان لديك أي أسئلة أو استفسارات عن هذا الكتيب، يمكنك الكتابة إلينا مباشرة عن طريق استمارة الاتصال الموجودة على الموقع.

الرجاء استخدام الاستمارة الخاصة بالموقع للاتصال بنا:

www.the-good-way.com/ar/contact

او يمكنك ارسال رسالة عادية الى:


The Good Way
P.O. BOX 66
CH-8486
Rikon
Switzerland

الصفحة الرئيسية