آية للناس

المقدّمة

 شراء الإنجيل من مكتبة العاصمة

إنجيل واحد أم أربعة

عصمة الإنجيل

مريم أم المسيح

تسبيحة مريم

يوسف خطيب مريم

ولادة يسوع

عَلاقة المسيح بالله وروحه

معمودية يسوع

تجربة يسوع من قبل الشيطان

تعريف المسيح بنفسه

يسوع الراعي الصالح

صلاة المسيح الشفاعية

مضمون رسالة المسيح

المعاملات

العبادات

تطويبات المسيح

مُعجزات المسيح حسب الإنجيل

شفاء المسكون بالأرواح النجسة داخل المجمع

شفاء الأبرص

شفاء غلام الضابط الروماني

شفاء المفلوج يوم السبت

إقامة بنت رئيس المجمع

فتح أعين المكفوفين

إقامة شاب ميت

الإسراع إلى كفرناحوم

إسكان العاصفة

تحرير المسكون بالأرواح

إشباع الخمسة آلاف

مشي يسوع على الماء

شفاء الأبكم الأصم

شفاء عشر أشخاص مصابين بالبرص

إقامة ألعازر من القبر

الخاتمة

مسابقة الجزء الاثني من كتاب آية للناس

حمل هذا الكتاب

عودة للصفحة الرئيسية

ولادة يسوع

أجاب القس فادي عبد المسيح:

الحق معك، فمن أجل تحقيق الغرض حرك الله الوالدين العالميين، غير أن الحدث العظيم تحقق دون أي انتباه من الناس. كانت ولادة مريم لابنها يسوع أهم لحظة في حياتها،إذ سافر الطبيب لوقا إليها شخصيا بعد سنوات من هذا الحادث ليستفهم منها عن كل التفاصيل المتعلقة بالحمل والولادة. من إعلان جبرائيل والحقائق المرتبطة بالولادة، أراد أن يعرف بدقة -كطبيب يوناني- كيف يمكن لعذراء أن تنجب طفلا بدون أب؟؟ وكتب بعد بحثه الدقيق النص الثالث المتواجد الآن بين أيدينا والمسمى بـ”انجيل لوقا”، فأقترح أن يتقدم واحد من الحاضرين ليقرأ هذه الآيات بصوت مسموع.

قرأ الشيخ محمد الفيلالي:

“وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ. وَهذَا اِلاكْتِتَابُ الأَوَّلُ جَرَى إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ. فَذَهَبَ الْجَمِيعُ لِيُكْتَتَبُوا، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ. فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضاً مِنَ الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ، إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ، لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ، لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ امْرَأَتِهِ الْمَخْطُوبَةِ وَهِيَ حُبْلَى. وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ. فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِل...”                                                       (لوقا 2: 1-7).

تدخل ناجي فياض:

كانت فلسطين في زمن ولادة يسوع تحت الاستعمار الروماني، وكان القائد “بومبايوس” قد تمكن من فتح مدينة القدس سنة 63 ق.م وفي السنة التالية ضم بلاد سوريا لحكمه، وبما أن كل الملوك والسلاطين الطغاة بحاجة ماسة ودائمة إلى الأموال، هكذا لم يتخل الرومان عن هذه القاعدة، فأمروا بفرض الضرائب على السكان بشكل دائم، وطلبوا من كل السكان أن يعودوا إلى أوطانهم الأصلية التي ولد فيها أجدادهم كي يسجلوا أنفسهم في المنطقة التي ينتمون إليها. فابتدأ تحرك عام في كل البلاد، وتوجه كل غريب إلى مدينة أجداده.

لاحظ الشيخ عبد الله السفياني:

لم تكن مريم لوحدها عندما فاجأها المخاض في البرية. كما أنها لم تسكن إلى جذع النخلة، بل رافقها يوسف خطيبها، وبحثا معا في بيت لحم عن مكان ينامان فيه، إذ كانت المدينة مزدحمة بالغرباء والمسافرين. وقد كان ذلك نتيجة كون النبي داود قد انجب عددا من الأبناء الذين تناسلوا وتضاعفوا مع مرور السنين، واعتبروا أنفسهم أمراء وأسياداً، لأنهم انتسبوا إلى ذرية ملكية من آل البيت الملكي.

قال التاجر البشير الدمشقي:

حرام، لم يتمكن يوسف ومريم من إيجاد مكان فارغ إلا في إسطبل داخل مغارة حتى اضطرا معه إلى وضع الطفل المولود في مذود. فلم يكن عيسى روحا متجولا بل طفلا عاديا، احتاج كبقية الأطفال إلى أقمطة كانت أمه تلفها عليه.

 

التفت القس فادي عبد المسيح نحوالشيخ أحمد البعمراني وطلب منه أن يقرأ نصوصاً من الإنجيل:

“وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ، وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفاً عَظِيماً. فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ لاَ تَخَافُوا. فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ. وَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطاً مُضْجَعاً فِي مِذْوَدٍ. وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللّهَ وَقَائِلِينَ الْمَجْدُ لِلّهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ”                                                                 (لوقا 2 :8-14).

قال الشيخ صابر متولي:

ما أروع اختيار الله للبدو عوض الحضر، فليس أحد من أهل بيت لحم سمع شيئاً عن هذه الولادة العظيمة باستثناء الرعاة، ربما لأن بعضهم قدم ليوسف ومريم مكان المنامة، كي تستطيع المسكينة أن تلد فيه بسلام، فأكرم الرب ضيافتهم بإعلان البشارة لهم.

أقرَّ الشيخ أحمد البعمراني:

عندما قرأت هذه الآيات ارتعبت بسبب خوف الرعاة العظيم، إذ ظنوا أن يوم الحساب قد حلّ. فنور السماء المشرق كشف لهم كل تلك الخطايا التي قاموا بها من سرقات وأكاذيب وكبرياء وزور، فبهتوا من ظهور وإشراق أشعة النور السماوي، ولم يبق أي شيء مستتراً. أن كل النجاسات من مكر وخداع قد انكشفت أمام نور الله، فخافوا خوفاً عظيماً. لوكنت أنا مكانهم لحصل معي الشيء ذاته.

أجاب الشيخ عبد العليم الشرقاوي:

أمّا ملاك الرب فمنعهم من الخوف، لأنه بواسطة ولادة المسيح قد ابتدأ عصر جديد. لهذا بشّر البدو بفرح عظيم، لقد ولد لنا الإنسان والاله، وفيه بدأت الخليقة الجديدة، وحلّت التعزية على التائبين والمساكين، ومنذ ذلك الوقت بدأ الفرح العظيم والبهجة الدائمة يكونان شعار المسيح والمسيحية.

سأل الشيخ محمد الفيلالي:

لماذا نقرأ بأن عيسى ولد للبدو، إذ قال الملاك “ولد لكم” فماذا قدم الله للمرفوضين ولغير التائبين من المدن؟؟

أجاب ناجي فياض:

أعلن الملاك البهي أن يسوع لم يولد لنفسه حتى يرضيها بل كان هدية الله العظمى في ليلة الميلاد لكل الناس. كان عليهم أن يدركوا أنه هدية من الله ليقبلوها بشكر ومحبة وإيمان، ويختبروا الغنى الروحي المعطى لهم من خلال هذه الشخصية الفريدة.

سأل التاجر البشير الدمشقي:

أوضح الملاك خلال إعلانه البشرى بأن عيسى المولود حديثا سيكون المخلِّص، فما معنى هذا اللقب؟؟

أجاب القس فادي عبد المسيح:

كان من ألقاب القيصر “أوغسطس” أنه المخلص، بمعنى “حاكم السلام” الذي يأتي للمسكونة كلها بالسلام والراحة والرفاهية. وهكذا يكون يسوع الشخص الفريد الذي يصالح العالم بالله، وينشئ سلاماً مع القدوس، ويتغلّب على أعداء الله المتمثلين في الموت والشيطان. ومنذ ذلك الوقت تمكّن يسوع أن يخلص التائبين من الخطيئة ويزحزحهم عن غضب الله وعن دينونته، لذلك نقرّ بأنّ يسوع هومخلصنا الفريد والوحيد.

سأل الشيخ عبد الله السفياني:

قال ملاك الوحي أن عيسى هو”المسيح”، فماذا تعني كلمة “المسيح”؟؟

أجاب ناجي فياض:

تجد في تاريخ الشعوب كثيرا من المسحاء، فمَسْحُ الأنبياء بالزيت علامة على أن نعمة الله وروحه تحلّ فيهم بالوحي والالهام.

ومسح الملوك “الملك الممسوح” هوالمؤَهَّل لخدمة الشعب. لكن الصورة تغيرت إذ أصبح الناس يخدمون الملك. أمّا يسوع المسيح فلم يأت ليُخدَم بل ليَخدِم ويبذل نفسه فدية عن كثيرين.

إن رئيس الكهنة “الكاهن الممسوح” هوالذي يقرب الناس إلى الله عن طريق تقديم الذبائح والقرابين. أمّا يسوع المسيح فلعب هذا الدور لكن بشكل أوسع، إذ قرّب نفسه ذبيحة حيَّة حتى يقرّب كل من يؤمن به إلى الله.

ألحّ السائل مرة أخرى وقال:

ولماذا سمي عيسى بـ”المسيح”؟؟

استمر ناجي فياض في الحديث قائلا:

إن لقب المسيح ليس اسما من أسماء يسوع بل لقب يصف وظيفته أومهمته. كان نبي الأنبياء لأنه كان الوحي المتجسد، وكان ملك الملوك لأنه لم يملك بالسيف بل بروح المحبة، وهورئيس الكهنة الحي والقائم عند الله ليصالحهم بالقدوس من خلال كفارته. إن هذه الوظائف الثلاث: النبوية والملكية والكهنوتية تجتمع في خدمة المسيح.

قال الشيخ عبد السميع الوهراني:

ولماذا سمى الملاك جبريل عيسى “الرب” ؟؟ وأعوذ بالله من غضب الله و لا إله إلا الله، إنا لا نقبل أربابا أخرى بجانب الرب الوحيد حتى لا ندخل في زمرة المشركين.

أجاب الشيخ عبد العليم الشرقاوي:

الحق معك، ونعلم أيضاً أن عيسى كلمة الله وروحه ورحمته، فقوة الأزل عملت في ابن مريم، لذلك ظهر عيسى كصورة تعكس مجد الرب. لقد كان وحي الله ومشيئته المتجسدة. لا يوجد ربان فالرب الواحد ظهر في عيسى. من يستطيع أن يمنع ملاك الرب من إعلان وحيه في ليلة ممتلئة بالنور.

قال التاجر البشير الدمشقي:

ما أجمل ظهور جماهير الملائكة على هضبة بيت لحم، حيث أعلنوا أن المجد لله وحده، وبواسطة الطفل المولود حديثا سيحل السلام على الأرض. لكن هذا السلام لم يعط لكل الناس بل للمنفتحين والراغبين في الحصول على مسرة الله. إن المائدة المنزلة من السماء والمليئة بالخير والنعم والعناية الإلهية، هذه كلها هي خلاصة ولادة عيسى.

قال القس فادي عبد المسيح:

لنستمر في مطالعة النص المختص بولادة يسوع المسيح، إذ نصل الآن إلى مرحلة ختان المولود إتماماً لشريعة إبراهيم.

أخذ أستاذ الرياضيات، رياض العلمي، الذي كان صامتا منذ البداية الكتاب، وقرأ بتمعن:

“وَلَمَّا مَضَتْ عَنْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ الرُّعَاةُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ لِنَذْهَبِ الآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ هذَا الأَمْرَ الْوَاقِعَ الَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ الرَّبُّ. فَجَاؤُا مُسْرِعِينَ، وَوَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ وَالطِّفْلَ مُضْجَعاً فِي الْمِذْوَدِ. فَلَمَّا رَأَوْهُ أَخْبَرُوا بِالْكَلاَمِ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ عَنْ هذَا الصَّبِيِّ. وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوا تَعَجَّبُوا مِمَّا قِيلَ لَهُمْ مِنَ الرُّعَاةِ. وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا. ثُمَّ رَجَعَ الرُّعَاةُ وَهُمْ يُمَجِّدُونَ اللّهَ وَيُسَبِّحُونَهُ عَلَى كُلِّ مَا سَمِعُوهُ وَرَأَوْهُ كَمَا قِيلَ لَهُمْ. وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ، كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ”                                                                                       (لوقا 2 :15-21).

 

قال الشيخ متولي صابر:

كيف كانت حالة البدو عندما اختفت الملائكة وانطفأت أنوارهم البهية وحل عليهم ظلام دامس. إنهم لم يعودوا يسمعون اي شيء سوى صوت المضغ الذي تحدثه البهائم المتواجدة حولهم. فماذا كان شعورهم في ذلك الوقت؟؟

أجاب الشيخ محمد الفيلالي:

قد سمعنا أنهم تباحثوا حول الرؤيا. ثم قاموا وانطلقوا وفتشوا، في تلك الليلة، كل المنطقة المحيطة بهم إلى أن وجدوا المغارة التي بشّرهم بها الملائكة وفيها العائلة الجديدة. فاندهشوا دهشة عظيمة، لأنهم لم يروا ملاكاً بجانب المغارة بل طفلا صغيرا برفقة أمه وزوجها بدون أي هالة أوتبجيل حول رأسه. ربما كان هناك بعض الدواب مثل الحمار واقف بالداخل أوخراف في الحوش، أمّا المذود والأقمطة فكانت بمثابة علامات بارزة أعلن عنها الملاك، فانحنوا أمام الملك الجديد وسجدوا للذي رتلت ورنمت له جماهير الملائكة.

قال الشيخ عبد العليم الشرقاوي:

عندما أدرك الرعاة أن كلمة الله وروحه تجسدتا في إنسان عادي، ابتدأوا بإخبار الرعاة الآخرين وسكان بيت لحم بما سمعوا ورأوا. أما أهل الحضر فقد سخروا مدعين بان هذه الأمور “قصص وخرافات بدوية، تخيلات وأوهام ليلية”. لم يتقدموا نحو الاسطبل ليتيقنوا الخبر بل استسلموا إلى نومهم العميق. ربما علينا أن نخبر زملاءنا النائمين والمتواجدين في باقي المساجد- الذين لم تتح لهم فرصة الحضور- وكل الناس، ماذا أعلن الله لنا حتى نشاركهم ما توصلنا إليه ولا نخفيه عنهم، فالحق يعلوولا يعلى عليه.

قال الشيخ أحمد البعمراني:

إن الرعاة الذين ترفضهم أكثرية الأغنياء رجعوا إلى رعيتهم ولم يتذمروا من رفض النائمين لخبرهم وعدم تصديقهم له، بل مجدوا الله وسبحوه على كل ما اختبروا، لأنهم علموا أن كل ما رأوه وسمعوه لم يكن خيالا أوحلماً بل حقيقة. قد رأوا الطفل في المذود وصُدموا برائحة الإسطبل، فأدركوا أن المسيح عيسى الموعود قد نزل إلى مستوانا وأصبح واحداً منا ونحن له.

اعترف الشيخ عبد السميع الوهراني:

قام يوسف ومريم بختن الطفل في اليوم الثامن. نرى هنا أن عيسى كان حنيفاً مسلماً، لا يستطيع أحد أن ينكر هذه الحقيقة الواضحة.

أجاب الشيخ عبد العليم الشرقاوي:

بالصواب حكمت، فإبراهيم كان المسلم الأول قبل مجيء محمد بـ2500 سنة، أطاع الله وختن عائلته بأكملها، ويظهر أن عيسى كان مسلماً على رتبة إبراهيم، هولم يأتِ بإسلام خاص بل أسلم وجهه لله وأكمل شريعته مثلما فعل إبراهيم في السابق.

أضاف ناجي فياض في نهاية اللقاء:

نقرأ في قصة الميلاد جملة في غاية الاهمية:

أمّا مريم فحفظت هذه الكلمات في قلبها وتمعّنت فيها، فأدركت أن الملاك جبرائيل قد أصدقها القول، منحها سرّاً عظيماً إذ رأت تحقيق هذه النبوة في حياتها.

في الوقت نفسه نرى أن الطبيب اليوناني لوقا قد استوضح هذه الأخبار كلها من مريم العذراء ودوَّنها ونقلها إلينا، فمريم العذراء هي التي استلمت الوحي وهي المصدر الاخير لهذا الحديث، ولولم يزرها لوقا لما كان بامكاننا معرفة إلا القليل من التفاصيل المتعلقة بالولادة.

شكر الشيخ عبد العليم الشرقاوي كلا من القس فادي عبد المسيح وزميله ناجي فياض لأجل ملاحظاتهما اللطيفة والنيرة،وعلى معرفتهما الكاملة بنصوص الإنجيل. واقترح رب البيت أن يتعمق كل واحد من الحاضرين في النصوص التي مرت عليهم أثناء هذا اللقاء، حتى يستطيعوا أن يقدموا ملاحظاتهم وأسئلتهم في المرات القادمة. ودعا الشيخ أحمد البعمراني إلى الإجتماع القادم في بيته حيث سيكون موضوع المناقشة “علاقة عيسى بالله تعالى”.