لماذا لا نعول على الإعجاز؟

  

... كنت ولا زلت أنظر إلى الإعجاز أو المعجزة بصفة عامة على أنها دليل ثانوي لن يحسم أبدا الجدال حول مصدر النبوءات والكتب ؛ وذلك راجع للإعتبارات التالية :

 ‍‍‍‍‍‍1ـ لأن المعجزة ليست دائما من مصدر إلهي فالشيطان أتاه الله قدرة يستطيع بها خلق خوارق هو الآخر ولعل ما فعله السحرة المصريون مع موسى خير دليل على ذلك . فهل نقول أن السحرة أيضا كانوا أنبياء مرسلين من الله؟

 2ـ لأن هناك أنبياء كذبة كثيرون ، وهذا مايعتقدبه المسلمون أيضا ويتفقون مع المسيحيين على أن الكثيرين سيدعون النبوة من بينهم المسيح الدجال(الكذاب) وسيصنعون أيضا آيات وعجائب عظيمة ، فهل يمكن القول عنهم أنهم مرسلون من الله ؟

 3ـ لأن بعض الناس يهبهم الله قدرات عالية من الذكاء والحدة والنبوغ الفكري ، فيستطيعون مثلا الإختراع والإبتكار وإعطاء نظريات جديدة تعجز البشر تماما ونذكر على سبيل المثال العبقري "إينشتاين" الذي أعجز المفكرين إلى عصرنا الحاضر بنظرية النسبية ولا زال يتحدى عقولنا المعاصرة ، ..فهل يمكن اعتبار أمثاله أنهم أنبياء ورسل من عند الله ؟؟

... بالطبع سيكون الجواب على كل هذه الأسئلة النفي القاطع ، ولهذا لاينبغي أن نعول كثيرا على براهين من هذا النوع ونجعلها تعين أو تؤكد مصداقية الأمور الروحية خصوصا بأن نبني عليها مصيرا أخرويا خطيرا ونجعله متعلقا بخيوط واهية كهاته ، وبالرغم من هذا فإني لست أهمل المو ضوع كليا بل أعطيته حقه من البحث والتمحيص حتى أرضي النفوس المتعلقة به .

 والمواضيع متعددة ومتنوعة لذا سندرجها تحت عناوين مختلفة ، لكن نظرا لكون هذه المواضيع بعضها مترابط ببعض سنلجأ في بعض الأحيان إلى تكرار آيات قرآنية وأحاديث محمدية في مواضع عديدة ،وسنعطي شروحات مختلفة لمفسرين مسلمين حتى نكون أكثر موضوعية ، أما اعتراضاتنا فهي مبنية على المنطق السليم والإستنتاج الواضح والدليل القوي تجنبا للحجج الواهية والجدالات الفارغة .

 أملنا في الله أن نكون جميعا محبين للحق رافعين إياه فوق كل اعتبار حتى نصل جميعا إلى الهدف المنشود والغاية المحمودة التي هي الوصول إلى الذات الإلهية من طريقها الصحيح ، فليجعل الرب إذًا هذه السطور مصدر بركة للكثيرين .   آميـــــــــــــــــــــــــــــــــــن .

عودة