دعوة للتفكير

 

·     الأمثال والقصص

 

       ضرب الأمثال وسرد القصص في كتب الله هو للتبسيط والتسهيل على ألبسطاء لكي يفهموا ويتفكروا ويتذكروا ويستنتجوا الهدف والمغزى من المثل والقصة؛ لكن ترى هل كان ذلك هو الهدف والمغزى والنتيجة من الأمثال والقصص التي جاء بها القران:

لقد ضربنا للناس في هذا القران من كل مثل لعلهم يتذكرون(الزمر39: 27)

وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون(الحشر59: 21)

ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون(ابراهيم14: 25)

مما تقدم نرى الأمثال في القران للناس جميعا لكي يفهموا ويتذكروا ؛ والآن هيا بنا نستعرض بعض الأمثال التي وردت في القران لنرى هل جاءت حقا بالهدف وهو التبسيط لكي يفهم الناس ويعقلوا ويتذكروا أم يشكوا ؟

ما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر عليها تسعة عشر وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا وليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين أمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب  والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر(المدثر74: 27-31)

في هذا المثل جعل الله عدد أصحاب النار فتنة للذين كفروا وفي قلوبهم مرض فإرادة الله فتنتهم لا هداهم لماذا؟ ليستيقن أهل الكتاب أي ليتأكد اليهود والنصارى بأن القران من عند الله ولا يشكوا فيه؛ ترى هل هذا المثل جعلهم يتأكدوا من صحة القران أم العكس هو الواقع والأقرب إلى العقل والمنطق؟ الكافرون اعملوا عقولهم وقالوا ماذا أراد الله بهذا مثلا؟ هل يستطيع المؤمنون بالقران وبهذا المثل أن يجيبوا على سؤال الكافرين ماذا أراد الله بذلك مثلا؟ أجاب القران بان لا يعلم عددهم إلا الله فترى كيف يستيقن أهل الكتاب إذا كان لا يعرف عددهم إلا الله؟ كيف يزداد المؤمنون المسلمون إيمانا؟ ترى هل تحقق الهدف من المثل أم تحقق العكس تماما؟

*  ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون(النحل16: 75)

هل يستوون من هم الذين لا يستوون؟ تحدث القران عن عبدا واحدا مملوكا ولم يتحدث عن الآخرين شيئا؛ كيف نعرف ونقرر انهم لا يستوون؟ الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون؛ لماذا الحمد لله إذا كان أكثرهم لا يعلمون الحمد لله من من ولمن؟

*  ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون انك ميت وانهم ميتون(الزمر39: 29-30)

ضرب الله مثلا رجلين إحداهما ابكم لا يقدر على شئ وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم ولله غيب السموات والأرض (النحل16: 76-77)

من فهم شيئا من المثل؟

*  لو أنزلنا هذا القران على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون(الحشر59: 21)

*  مثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة  أصابها  وابل فاتت أكلها ضعفين فان لم يصبها وابل فطل والله .. أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون(البقرة2: 265-266)

*  إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين أمنوا(المسلمين) فيعلمون انه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقون (البقرة2: 26)

ترى هل يستطيع الذين أمنوا المسلمين أن يقولوا لنا كيف فهمت عقولهم أن هذا حق من ربهم؟ يهدي به كثير كم عدد الذين اهتدوا بسبب هذا المثل طيلة أربعة عشر قرنا؟ ولنا أن نسأل ماذا أراد الله بكل تلك الأمثال الغامضة غير المفهومة ؟ يضل بها كثيرا لماذا يضل الله أهل العقول المفكرة ؟ يهدي بها كثيرا كيف اهتدى بها الكثيرون هل فكروا فيها واقتنعوا بها واستفادوا منها ؟

أخيرا لك هذا المثل: لقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شئ عليم (النور24: 34-35)

الواضح هنا أن هذه الآيات وهذا المثل لنور الله من قصص الذين خلوا أي قبل القران والإسلام ؛ فترى ما هي المشكاة والزجاجة والكوكب الدري ؟ لمن ترمز وتشير؟ من هو المصباح ؟ من يستطيع أن يستوضح هذا المثل دون أن يقرأ كتب السابقين ؟ و تمضي بنا الأمثال في القران على هذه الشاكلة ويضل بها كثير.

* فأقصص القصص لعلهم يتفكرون(الاعراف7: 176)

*  نحن نقص عليك احسن القصص(يوسف12: 3)

*  وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك موعظة وذكرى للمؤمنين (هود11: 120)

هدف القصص القرآني أن يتفكر فيه الناس وموعظة وذكرى للمؤمنين وهو  احسن القصص كما انه يثبت فؤاد محمد؛ والآن نستعرض بعضا من احسن القصص:

إحدى القصص:

 كالذي مر على قرية وهى خاوية على عروشها قال أنى يحي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فأنظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه لم يتغير (طعمه) وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال اعلم أن الله على كل شئ قدير (البقرة2: 259)

نرى في هذه القصة أن إنسان مر على قرية متهدمة وشك كيف الله يحيها بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم أحياه وسأله كم مت؟ قال يوما أو أيام فقال الله انظر إلى طعامك وشرابك لم يتعفن أو ينتن وانظر إلى حمارك وانظر إلى العظام كيف نكسوها لحما والله جعله آية للناس وهكذا يحي الله الموتى!

من هذا الرجل؟ في أي العصور عاش؟ ما مذهبه ودينه وقومه وكتابه؟ ما اسم القرية الخاوية على عروشها وأين تقع؟ كيف مات الرجل؟ إذا كان الطعام لم يتغير وحماره موجود كيف عرف الرجل انه مات مائة عام؟ أليس العكس هو الصحيح؟ أين الناس الذين جعله الله لهم آية ومعجزة؟ هل بعث الله الرجل والقرية؟ كيف عرف الناس حقيقة هذه القصة وحقيقة موت الرجل مائة عام؟ والعديد من التساؤلات؟؟؟ لكن بقى لنا سؤال هل استفاد أحد من السابقين واللاحقين شيئا من هذه القصة؟ هل هذا هو احسن القصص؟ هل حقا هذه عظة وذكرى يا مسلمين؟

قصة أخرى:

ويسألونك عن ذي القرنين قل ساتلوا عليكم منه ذكرا أنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شئ سببا فاتبع سببا حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة( من طين) ووجد عندها قوما قلنا يا ذي القرنين إما أن تعذب وإما تتخذ فيهم حسنا قال إما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا (عرايا) كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا قالوا يا ذا القرنين إن يا جوج وما جوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خراجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة اجعل بينكم وبينهم ردما آتوني بزبر الحديد حتى أساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني افرغ عليه قطرا(نحاس) فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا(الكهف18: 83-99)

من هو ذي القرنين هذا؟ في أي العصور عاش؟ من ذريته ومن قومه وعلى دين من؟ من القوم القاطنين عند مغرب الشمس وأمر الله ذي القرنين أن يعذبهم أو يرحمهم؟ هل هناك مكان لغروب الشمس وهو عين من طين؟ هل هناك مكان لمشرق الشمس وما المسافة بينه وبين مغربها؟ من القوم العرايا الذين وجدهم ذي القرنين عند مشرق الشمس؟ أين يقع السدين؟ من هؤلاء القوم الذين يجيدون صناعة الحديد ولا يفقهون قولا؟ من هم ياجوج وماجوج؟  وكثير من الأسئلة الحيرى ؛ ما الدرس المستفاد للسابقين واللاحقين ويطل على الرأس السؤال الأهم هل حقا هذا احسن القصص ؟ أين العظة والذكرى يا مؤمنين؟

قصة أخرى:

أم حسبتم أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا إذ آوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا أتنا من لدنك رحمة فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا سيقولون ثلاثة ورابعهم كلبهم ويقولون خمسة وسادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي اعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار(تجادل) فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا قل الله اعلم بما لبثوا له غيب السموات والأرض(الكهف18: 9-26)

في هذه القصة نرى أصحاب الكهف والرقيم ما هو؟ اختلفوا فيه! في أي البلاد عاشوا؟ ما ديانتهم ومن قومهم؟ ماتوا ثلاث مائة وتسع سنين ثم تصارع حزبان في عددهم من هما الحزبين؟ كم عددهم؟ لا يعلم عددهم إلا قليل لماذا لم يخبرنا بعددهم احد؟ لماذا أمر القران محمد أن لا يجادل فيهم احدا؟ كثير من عرب الجاهلية كانوا يعرفون القصة من أين جاءوا بها؟ من فهم شئ من هذه القصة؟ ما هي العبرة والدرس المستفاد للسابقين واللاحقين من هذه القصة؟ هل حقا هذا احسن القصص؟ هل هذا يبسط للناس طريق الهداية ويعرفهم الحق؟ هل بهذه القصة يتثبت فؤاد محمد؟ لماذا أمره أن لا يستفت أحدا ونسي انه قال سابقا إن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك؟

قصة أخرى :

وراودته عن نفسه وغلقت الأبواب ولقد همت به وهم بها يوسف اعرض عن هذا واستغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا أنا لنراها في ضلال مبين فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن واعتدت لهن متكأ واتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش الله ما هذا بشرا إن هذا ملك كريم قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فأستعصم ولئن لم يفعل ما أمره (بماذا أمرته) ليسجنن وليكونا من الصاغرين قال رب السجن احب إلى مما يدعونني إليه وألا تصرف عني كيدهن اصب(يميل ويرغب) إليهن(لمن؟) واكن من الجاهلين فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن (يوسف12: 23-34)

من سرد القصة نرى امرأة العزيز أرادت فعل الفحشاء مع يوسف وهمت به وهم بها وشاع الخبر وجمعت امرأة الملك النسوة اللاتي لمنها وشهدن بضلال امرأة العزيز وقطعن أيديهن ودماء كثيرة وآلام ما بعدها آلام لكنهن قلن حاش لله هذا ملاك كريم وتستمر رغم تقطيع الأيادي فتطلب امرأة العزيز من يوسف أن يمارس الجنس معها أمامهن وهن أيضا أيدن ذلك والدليل كلمة صرف كيدهن كيف صرف؟ أي فضيحة تلك؟ ودخل يوسف السجن؛ أعطت كل واحدة منهن سكينا لماذا؟ هل كانت امرأة العزيز تتنبأ أنهن سيقطعن أيديهن؟ قلن حاشى الله أن هذا ملاك كريم هل كان الفراعنة يعرفون الله وملائكته؟ هل الحبكة القصصية تدخل عقل طفل؟ إن دخلت عقول المؤمنين بها والمصدقين ما المستفاد منها؟ حيث أن يوسف تارة رأى برهان ربه وتارة صرف الله عنه كيدهن؛ هل هذا احسن القصص؟ هل يثبت هذا فؤاد الناس أم العكس؟

قصة أخرى:  

إلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره هو أنشأكم من الأرضيا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في ارض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب فلما جاء امرنا نجينا صالحا والذين أمنوا معه واخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين(هود11: 61-68)

من صالح هذا؟ من ذرية من والى من أرسل إلى ما كان يدعو وما كتابه هل نسخ وتحرف؟ ما طريقة نجاته والمؤمنين به؟ما هي ناقة الله وما اختلافها عن النوق العصافير وناقة محمد القصواء ما المعجزة فيها؟ لكن دع كل ذلك جانبا ما هي الصيحة؟ لقد تكررت الصيحة كثيرا في قران محمد خاصة مع الأنبياء الذين يكتنفهم الغموض وليس لهم اصل في كتاب الله التوراة والإنجيل :

لما جاء امرنا نجينا شعيبا والذين أمنوا وأخذت الذين ظلموا الصيحة(هود11: 94)

فلما جاء آل لوط انهم لفي سكرهم يعمهون فأخذتهم الصيحة فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة (الحجر15: 61-74)   

فإذا استويت أنت ومن معك على الفلكثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين فأرسلنا فيهم رسولا منهم(نبي بعد نوح؟؟) ... قال عما قليل ليصبحن نادمينفأخذتهم الصيحة(المؤمنون23: 28-41)

 وقارون وفرعون وهامان..ومنهم من أخذته الصيحة‎ ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا (العنكبوت29: 40)

قوم نوح وعاد وفرعون وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك كل إلا كذب الرسل فحق عقاب وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق(ص38: 12-15)

واضرب لهم مثلا أصحاب القريةوجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال اتبعوا المرسلين إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون(يس36: 13-29)

يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج(ق 50: 42)

كذب أصحاب الأيكة المرسلين إذ قال لهم شعيبفأخذهم عذاب يوم الظلة انه كان عذاب يوم عظيم (الشعراء26: 176-189)

أما عاد فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا أما ثمود فأخذتهم صاعقة عذاب(فصلت41: 16-18)

ما هي الصيحة والصاعقة والظلة ومن هؤلاء الأقوام والأنبياء غير الموجودين في كتب الله ؛لماذا هذا الغموض في قصصهم ؟ هل هذا احسن القصص؟

قصة أخرى:

ألم ترى إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن اكثر الناس لا يشكرون وقاتلوا في سبيل الله واعلموا(البقرة2: 243-244)

من هؤلاء القوم ؟ من أي الديار خرجوا ولماذا؟ في أي زمان عاشوا وفي أي ارض سكنوا؟ هل كان لهم كتاب ولهم نبي فعصوه؟ قال لهم الله موتوا كيف قال لهم وعن طريق من ؟هل ماتوا بالسبب الذي خرجوا بسببه أم بسبب اخر؟ هل هناك علاقة بين القصة والآية التي تليها فتكون قصة في نطاق ترهيب المسلمين لكي يقاتلوا وان فروا من الموت فالموت سيلاحقهم ؟ ما العبرة والدرس المستفاد؟ لكن سيظل السؤال الحائر هل هذا هو احسن القصص ؟ هل هذا يثبت القلوب والعقول ؟

قصة أخرى:

وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنودهفتبسم ضاحكا من قولها وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذابا شديد أو لأاذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين  إني وجدت امرأة تملكهم وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء (المطر والنبات) في السموات والأرض ويعلم ما يخفون وما تعلنون الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم قال عفريت من الجن أنا آتيك به (عرش الملكة) قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين قال الذي عنده علم من الكتاب(من هذا؟هل يعلم من الكتاب اكثر من سليمان؟ هل هو من الجن؟) أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك . (النمل27: 17-44)

سليمان يعرف لغة الطير والحشرات نعم ؛ لكن النملة تعرف سليمان وجنوده؟ سليمان يعرف لغة الهدهد؛ لكن الهدهد يعرف جهل سليمان بملكة سبأ؟ الهدهد يعرف أن الشيطان زين لملكة سبأ وقومها أن يسجدوا للشمس ويعرف رب العرش العظيم ويعرف انه يخرج الخبء! ما هو الكتاب الذي عند العفريت علم منه؟ هل حقا تلك عظة وذكرى يا مسلمين؟هل هذا احسن القصص؟ أي فؤاد الذي يثبته هذا الكلام ؟

قصة أخرى:

في مجال الحديث عن سليمان فلما قضينا عليه الموت(مات) ما دلهم(الجن)على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته(عصاه) فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين (سباء34: 14)

وهنا يقص محمد في قرانه واحدة من اعجب واغرب القصص وهى أن سليمان مات وهو متكأ على عصاه ولم تعرف الجن ذلك إلا بعد أن أكلت دابة الأرض تلك العصا فخر سليمان وعرفت الجن انه مات وقال الجن بأسى انهم لو يعلموا ذلك ما لبثوا في العذاب المهين كل هذا الوقت؛ هل دخلت القصة عقل طفل هل تفكر أحد فيها؟ لماذا لم يدفن أهل سليمان جثة ملكهم وتركوها على العصا؟ ترى طوال فترة بقاء جسد سليمان على العصا لم يدخل عليه أحد من قواده أو وزراءه أو أهل بيته؟ مملكة سليمان ابن داود بدون ملك يسير أمورها كل هذا الوقت حتى تأكل الأرضة العصي؟ هل كان سليمان يعيش فقط مع هؤلاء الجن الجهلة على كوكب آخر؟ أين معرفة الجن الذين احضروا عرش ملكة سبأ في طرفة عين؟ما العظة والدرس يا أولي الألباب؟

قصة أخرى:

أنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ اقسموا ليصرمنها(يجمعون الثمار) مصبحين ولا يستثنون فطاف عليهم طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم .قال أوسطهم فأقبل بعضهم يتلاومون قالوا يا ويلنا انا كنا طاغين عسى ربنا أن يبدلنا خير منها وأنا إلى ربنا راغبون كذلك العذاب ولعذاب الآخرة اكبر لو كانوا يعلمون (القلم68: 17-33)

من هم أصحاب الجنة؟ في أي البلاد والعصور؟ هل لهم كتاب ونبي؟ ما هو طائف ربك ومن هو أوسطهم؟ ما الدرس والعظة المستفادة هل هذا احسن القصص؟

قصة أخرى:

نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما وأوحينا إلى أم موسى أن ارضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم فالتقطه آل فرعون إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين.(القصص28: 2-10)

نرى هنا فرعون وهامان يقتلا أطفال بني إسرائيل والله يريد أن يمن على بني إسرائيل ويجعلهم الوارثين ماذا سيرثون ؟ وألقت أم موسى ابنها موسى في البحر في عصر ملك فرعون وهامان.

قال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من اله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين لعلي اطلع إلى اله موسى فأخذناه وجنده فنبذناهم في اليم(القصص28: 38-40)

وقال فرعون يا همان ابن لي صرحا لعلي ابلغ الأسباب (غافر40: 36)

هنا نجد أن فرعون وهامان اللذان كانا في طفولة موسى هما اللذان وقفا ضد موسى بعد نبوته ؛ كم عاشا وكم كان عمرهما؟ هل في كل تاريخ الفراعنة واحد اسمه هامان؟ وتمضي كثيرا من قصص القران على هذه الشاكلة نختتمها بموسى والخضر

إذ قال موسى لفتاه لا ابرح مجمع البحرين أو امضي حقبا فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فأتخذ سبيله في البحر سربا فوجدا عبدا من عبادنا أتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما قال له موسى هل اتبعك قال انك لن تستطيع معي صبرا فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا قال ألم اقل انك لن تستطيع معي صبرا فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكيه بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا. فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه وإما الجدار فكان لغلامين يتيمين وكان تحته كنز لهما  كان أبوهما صالحا فأراد ربك (الكهف18: 60-82)

ما العبرة في وجود الحوت؟ أين ذهب فتى موسى في فترة مصاحبة موسى للعبد الصالح؟ من العبد الصالح هذا؟ الملاحظ ان العبد يتكلم بصيغة الجمع (فخشينا؛ فأردنا) من أين جاء والى أين ذهب؟ كيف موسى أمام للناس وكليم الله يتعلم من هذا العبد ترى من هو؟ عبد صالح يقتل طفلا لمجرد انه خشي؛ أي صلاح في ذلك؟هل هناك أحد من أصحاب العقول أن يدلنا على العبرة المستفادة من تلك العظة والذكرى؟ هل ثبتت فؤاد أحدا؟ هل هذا احسن القصص؟ لقد قال العرب في جهلهم وجاهليتهم أساطير الأولين :

قالوا أساطير الأولين اكتتبها تملى عليه بكرة وأصيلا(الفرقان25: 5 )(النمل27: 68) 

نعم كل حرية العرب كانت في مكة لكن في المدينة وبعدها لا يجرؤ أحد أن يفتح فاه بما يعتمل في عقله أو ما يجيش به صدره فإذا تكلم أحد فبعدها صمت الأبد فإسلام المدينة نزع حرية التعبير فخرست الألسنة وصمت العقول لكن لنا أن نستدعي الإمام النووي ليعلق لنا على تلك القصة وهى تصلح كتعليق على كل القصص السابقة وإجابة لسؤالنا الحائر هل حقا هذا احسن القصص؟.

قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم تعليقا على قصة موسى والخضر(القصة السابقة) قال : في هذه القصة بيان اصل عظيم من أصول الإسلام وهو وجوب التسليم بكل ما جاء به الشرع وان كان بعضه لا تظهر حكمته للعقول ولا يفهمه اكثر الناس وقد لا يفهمونه كلهم ! نعم لقد صفع الإمام النووي وجوه كل من يتغنون بأن الإسلام دين التفكر والعقل وذو الألباب! نعم لقد أباح الإمام النووي بأصل الإسلام هو أن تؤمن وتستسلم وتضع عقلك في التابوت وان فهمت وتكلمت وتحررت فيضعونك في التابوت.

الصفحة الرئيسية