دراســات كتابية

الوحــي الالهــي
دراســة في الكتاب المقدس
مقدمة في العهد الجديد1
مقدمة في العهد الجديد2
مقدمة في العهد القديــم 1
مقدمة في العهد القديــم 2

انجيل متى

انجيل مرقس

انجيل لوقا

انجيل يوحنا 

عودة للرئيسية

إنجيل مرقس

 

كلمة يونانية تعني الخبر السار، أو البشارة المفرحة، هذا الخبر السار هو إعلان تجسد السيد المسيح وتتميمه لخلاص الجنس البشري، فالإنجيل هو عمل إلهي قام به الله لفداء الإنسان، هذا العمل تحقق في حياة وصلب وموت وقيامة الرب يسوع، وهذا هو موضوع البشائر الأربع التي كتبها البشير متى ومرقس ولوقا ويوحنا.

كاتب الإنجيل :

هذه ثاني بشارة في ترتيب الأناجيل الأربعة، وكاتب هذا الإنجيل هو "البشير مرقس" وقد جاء ذكره في أكثر من موقع في العهد الجديد منها (أعمال 12: 12، 15: 37، 2تيموثاوس 4 : 11، 1بطرس 5 : 13)؛ كما ذُكِر أيضاً في التقليد الكنسي.

  1. البشير مرقس في العهد الجديد

    نعرف من العهد الجديد أن البشير مرقس هو ابن امرأة غنية من أورشليم، اسمها مريم، كانت قد تعرفت على الرب يسوع، وفتحت بيتها للتلاميذ ليكون مكاناً للاجتماع والصلاة (أعمال الرسل 12: 12)، ومن خلال هذه الاجتماعات ارتبط مرقس بالتلاميذ وصارت له خدمة معهم.

    كان مرقس ابن أخت برنابا (كولوسي 4: 10). الذي شجع بولس وقدَّمه للتلاميذ، فقد كان برنابا مشجعاً للمؤمنين الأحداث، وقد شجع مرقس كثيراً، فأخذه مرافقاً له ولبولس في رحلتهما التبشيرية الأولى، لكن لسبب ما لم يُكمل مرقس الرحلة معهما وفارقهما ورجع ( أعمال 13: 13). وكان هذا سبباً في افتراق برنابا عن بولس فيما بعد، فحين ذهب بولس في رحلته التبشيرية الثانية إلى سورية وكيليكية يشدد الكنائس، ذهب برنابا ومعه مرقس إلى قبرس.(أعمال 15: 36 : 40).

    لكن مرقس بدأ خطوات نحو خدمة أفضل مما جعل الرسول بولس يناشد تلميذه تيموثاوس أن يحضر معه مرقس فقال" لوقا وحده معي خذ مرقس واحضره معك لانه نافع لي للخدمة" ( 2تيموثاوس 4 : 11). وفي موضع أخر يدعوه الرسول بطرس ابنه ( 1بطرس 5 : 13).

    دُعيَّ مرقس، باسم أخر هو يوحنا فكثيراً ما كُتب عنه يوحنا مرقس، أو يوحنا الملقب مرقس (راجع أعمال الرسل 12 : 12، 12 : 25، 15 : 37)، وقد يكون يوحنا هو الاسم الذي عرف به مرقس في الوسط اليهودي، بينما مرقس هو الاسم الذي عرف به في الوسط اليوناني، ولأن خدمة مرقس كانت في معظمها بين الأمم، أصبح معروفاً باسم مرقس فقط بدلاً من يوحنا الملقب مرقس، ويمكننا أن نرى هذا التحول في الكتاب المقدس من يوحنا إلى يوحنا الملقب مرقس ثم أخيراً مرقس فقط.(أعمال 12: 12- 1بطرس 5: 13).

  2. البشير مرقس في التقليد

يروي التقليد أن البشير مرقس بعد افتراقه عن بولس أرسله الرسول بطرس إلى مصر نحو عام 37م، ودخل الإسكندرية عام 40م وخَدَم فيها حتى عام 44م، ثم رجع إلى الرسول بطرس في روما حيث كتب هذه البشارة، وعاش فترة هناك، لكنه عاد مرة أخرى وأخيرة إلى مصر في عام 49م واستمر في خدمته فيها حتى مات شهيداً ودفن بالإسكندرية، حتى نقل جسده فيما بعد إلى إيطاليا.

زمن كتابة بشارة مرقس

من حيث زمان كتابة هذا الإنجيل توجد أراء متعددة ولكنها تجتمع تقريباً على أن زمن كتابة مرقس لبشارته كان قبل حادثة خراب أورشليم والتي حدثت عام 70م، فهو لم يتعرض للكتابة عن هذه الحادثة بشيء، كما أن إصحاح 13 يصف حال أورشليم قبل خرابها، وعليه يكون زمن كتابة إنجيل مرقس هو ما بين عام 40م - 68م.

مكان كتابة الإنجيل، ولمن كُتِبَ !

أما عن مكان كتابة مرقس لبشارته فهناك ثلاثة آراء هي :-

  1. مصر هي المكان الذي كتب فيه مرقس بشارته، هذا رأي يوحنا ذهبي الفم، بينما يرفض هذا الرأي كل من إكليمندس السكندري، والعلامة أوريجانوس.
  2. إنطاكية مكان كتابة الإنجيل، هذا استنادا على اقتباسات بابياس، ووجود بعض الكلمات الآرامية وهي لغة شرقية.
  3. الرأي الثالث وهو رأي غالبية علماء الكتاب المقدس يقول أن روما هي المكان الذي كتب فيه مرقس بشارته ويؤيد ذلك إكليمندس السكندري، وإيرينايوس، ويوجد سبب أخر يدعم هذه الفكرة وهو تفسيره لبعض الكلمات الآرامية الموجودة في الإنجيل مثل طاليثا قومي (مرقس 5: 41)، وإفثأ أي أنفتح (مرقس 7: 34).

وقد كتب البشير مرقس هذه البشارة إلى المؤمنين الموجودين في روما.

أسلوب الكتابة :

تميز البشير مرقس في كتابته لهذه البشارة بأسلوبِ خاص فهو :-

  1. يميل إلى الكتابة البسيطة السهلة مبتعداً عن التعقيدات اللغوية.

  2. يستخدم الجمل القصيرة، والكلمات التي تشير إلى الوقت مثل "حالاً"، و"للوقت" مما يعطي الحيوية للموضوعات التي يكتب فيه.

  3. يصف عواطف السيد المسيح بأكثر وضوح، فيظهر المسيح الذي "يحب" الشاب الذي سأله عن الحياة الأبدية (10: 21)، والذي "يئن" عندما يشفي المريض الأصم (7: 34)، وحين يواجه قساوة الفريسيين "تنهد" (8: 12)، ويتحنن ويتعجب ويغتاظ ويغضب ويحزن ( راجع مرقس 6: 34، 6: 6، 10: 14، 3: 5).

  4. يهتم أكثر بالقصة عن التعاليم، عكس متى الذي يفرد إصحاحات كاملة لتعاليم المسيح كما في الموعظة على الجبل.

  5. يؤكد البشير مرقس على حقيقة لاهوت السيد المسيح وذلك واضح من بدء البشارة " بدء إنجيل يسوع المسيح" (مرقس 1 : 1).

  6. كان هذا الإنجيل أكثر الأناجيل ترتيباً زمنياً للأحداث، فمعظم الأحداث التي ذكرها مرقس قد وضعها في ترتيب زمني منظم.

الشخصيات الرئيسية في بشارة مرقس:

  1. شخص الرب يسوع.

  2. التلاميذ الإثنى عشر.

  3. بيلاطس.

  4. قادة الدين اليهود.

 

  1. الكتبة (2: 6).

  • رؤساء الكهنة (11: 18).

  • الفريسيين (2: 24).

  • الصدوقيين (12: 18).

  • الهيرودسيين (3: 6).

الغرض الأساسي:

يتضح الغرض الأساسي من كتابة البشير مرقس لبشارته، في محاولته تشجيع المسيحيين المؤمنين الرومانيين، والذين جاءوا من خلفيات دينية تعبد آلهة كثيرة، فأراد أن يوضح لهم أن شخص الرب يسوع هو المسيح، الذي أثبت بأعماله ومعجزاته أنه هو الله الظاهر في الجسد، فيذكر البشير ثماني عشرة معجزة عملها السيد المسيح تتضمن سلطان الله في مغفرة الخطايا، والتحكم في الطبيعة وغيرها؛ وفي هذه النقاط يمكن أن نستخلص بعض الأمور التي يركز عليها البشير مرقس في بشارته:

  1. التأكيد على أن شخص الرب يسوع هو المسيح ابن الله (مرقس 1 :1).

  2. النبي الذي تمم نبوات العهد القديم في شخصه، فهو يعلن الله للإنسان، ويصالح الإنسان بالله من خلال تقديم نفسه ذبيحة.(مرقس 10: 45).
  3. ابن الإنسان، الذي جاء كالخادم ليخدم وليبذل نفسه عن الأخرين "لأنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضَاً لَمْ يَأَتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَ لِيَبْذُلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ" (مرقس 10 : 45).

  4. يسوع المسيح هو الله، صاحب السلطان لمغفرة الخطايا(مرقس 2: 10)، وللتحكم في الطبيعة (4: 39) .. الخ.

المصادر التي اعتمد عليها البشير مرقس في كتابة بشارته:

على الرغم من أن البشير مرقس لم يكن من تلاميذ السيد المسيح، لكنه قد أُوحيَّ إليه بالروح القدس أن يكتب بشارته هذه، إلا أنه عندما كَتَبَ نراه يكتب عن أمور دقيقة وخاصة في حياة السيد المسيح، كمن كان هناك وقت حدوثها، أو شاهدها بنفسه، والسؤال من أين استقى مرقس هذه المعلومات الدقيقة عن حياة الرب يسوع؟.

وللإجابة على هذا السؤال، ورغم أن كل الكتاب موحى به من الله، إلا أن الروح القدس استخدم مصدران هامان ليمدَ من خلالهما البشير مرقس بالمعلومات الكافية لتدوينها في بشارته :-

  1. أول مصدر يمكن أن يكـون البشير مرقس استمــد معلوماته منها هو نشـأته في بيت مسيحي، يجتمع فيه التلاميذ للصلاة (راجع أعمال الرسل 12: 12)، ويستمع منهم لأحداث حياة السيد المسيح بكل تفاصيلها.
  2. يُجمع علماء الكتاب المقدس على أن البشير مرقس كتب بشارته هذه وهو يستمد معلوماته من الرسول بطرس، فقد كان مرقس رفيقاً للرسول بطرس حين كتب رسالته الأولى (راجع 1 بطرس 5: 13)، كما كان البشير مرقس قريباً من الرسول بطرس فقد دعاه ذات مرة ابنه " تسلم عليكم التي في بابل المختارة معكم ومرقس ابني"(1بطرس 5: 13)، كما كان قريباً من الرسول بولس، فنعرف انه كان معه في رحلته التبشيرية الأولى، وكان معه في السجن في روما "يسلم عليكم أرسترخس المأسور معي ومرقس ابن أخت برنابا" (كولوسي 4 : 10).

الأقسام الرئيسية لبشارة مرقس :

  1. الرب يسوع والاستعداد للخدمة (مرقس 1: 1-13).

  2. خدمة الرب يسوع

  1. في الجليل (مرقس 1: 14- 7: 3).

  2. في صور وصيدا والمدن العشر(مرقس 7: 24 - 9: 50).

  3. في أورشليم (مرقس10: 1- 13: 37).

  1. أحداث الصلب والموت والقيامة (مرقس 14: 1 - 16: 8).

  2. الإرسالية للعالم بالكرازة (مرقس 16: 9 - 20).

ما تقدمه هذه البشارة لنا اليوم (التعاليم الروحية).

  1. أن يسوع المسيح هو الله، لكنه قدّم لنا مثالاً في التواضع حين تعمّد من يوحنا المعمدان.

  2. حين يتسلَّح المؤمن بكلمة الله يمكنه هزيمة الشيطان.

  3. يسوع المسيح هو صاحب السلطان لمغفرة الخطايا، ولكي نتمتع بغفران الله يجب أن نأتي للمسيح ونقبله في حياتنا فيخلصنا ويغفر خطايانا.

  4. يجب أن نتحرك لمساعدة الآخرين، فقد تكون مساعدتنا وسيلة لإظهار محبة الله للبشر، وقد تكون وسيلة لخلاص نفس مات عنها المسيح.

  5. التلاميذ الحقيقيون هم من يطيعون دعوة الله.

  6. ليس لنبي أو خادم لله كرامة في وطنه، ويجب آلا يعطل هذا الأمر من رسالته، أو تقديم خدمته، فلا يلزم أن يكون الشخص محترماً من الأخرين ليكون نافعاً لله.

  7. وصايا الله فوق تقاليد البشر، فينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس.

  8. من ليس ضِدَّنا فهو معنا.

  9. الزواج بامرأة واحدة هو شريعة الله وقصده السامي.

  10. من يعمل إرادة الله هم أعضاء عائلة المسيح.

  11. الكرازة بالإنجيل، وللخليقة كلها أمر إلهي يجب أن يُطاع.

لندرس هذه البشارة بروح الصلاة لنتعلم ما يقوله الروح لنا ولنعمله.

الاسئلــة

  1. أعلن يسوع أخباراً طيبة في مرقس 1: 14، 15 ما هي هذه الأخبار الطيبة؟

  2. اقرأ مرقس 2 : 1- 12 ثم أكتب بعض الدروس المستفادة من شفاء الرجل المشلول؟.

  3. واجه مرقس صعوبات في بداية خدمته، وانتهى كاروزاً للديار المصرية، ماذا نتعلم حياة خدمة مرقس؟.

  4. ما هي المبادئ التي تعلمتها من خلال هذا الدرس؟

  5. مَن هو يوحنا مرقس؟ أذكر بعض المواضع التي جاء فيها في العهد الجديد؟.

  6. كم معجزة، وكم مَثَل ذُكِر في إنجيل مرقس؟.أكتب أسماء المعجزات والأمثال مع ذكر بعض الشواهد الكتابية.

  7. ما هو تاريخ كتابة بشارة مرقس؟ ولمن كتب البشير بشارته؟.

  8. ما هي رسالة إنجيل مرقس؟ وماذا يقدم عن شخص المسيح؟