الارهاب في الاسلام

 

هل يحق لنا أن نخاف من التيارات ت الإسلامية ذات النفوذ المتنامي في مجتمعاتنا ؟
وماذا لو استلمت هذه التيارات زمام الحكم في بلادنا العربية ؟
هل ستحقق وعودها و تفعل ما عجزت التيارات القومية و المتعلمنة عن فعله ؟
أم إنها ستفشل حيث فشل غيرها و تسقط في نفس الحفر التي أسقطت من قبلها ؟
هل ستنتشل الشعب من ذله و فقره وجهله وتخلفه ؟
أم أنها ستضيف لكل ذلك قيوداً وقوانين قمعية وتشريعات محنطة تزيد بها من مصيبة شعوبنا الجريحة؟
يدعي الإسلاميون (أتباع الإسلام السياسي "الإسلام هو الحل") بأنهم وحدهم ومعهم شرع "الله" الذي أنزله قبل 14 قرنا (ويختلفون في تفسيره) و سنة نبيه (التي زادت عن أربعين ألفاً من الأحاديث الصحيحة والمشكوك بها والضعيفة ينتقون منها ما يرونه مناسباً ), يدعون بأنهم أصحاب المشروع الوحيد الذي يمكن أن ينقذ الأمة من بلاويها ..
فهل علينا أن نثق بهذا الادعاء على اعتبار أنهم (وعلى حد قولهم) الوحيدون الذين لم يجربوا حظهم في الحكم . ه

كيف يكو ل وصلنا إلى المرحلة التي نتبع فيها المنهج التجريبي في انتقاء حكامنا ؟ لا أظن أننا وصلنا لهذا بعد ... ن الإسلام هو الحل إذا كان هو أحد أهم الأسباب التي أدت بنا إلى هنا
إلا إذا كان حلاً على طريقة "وداوني بالتي كانت هي الداء" !!
14 قرناً مرت على إنشاء أول دولة إسلامية , مر بها الإسلام كدين و الإسلام كنظام سياسي بتطورات خطيرة ومهمة انتهت بانقسام المسلمين إلى عشرات المذاهب وسقوط دولة الإسلام أكثر من مرة بعد أن وقعت أسيرة قوانين وتشريعات تجمد الفكر وتقتل روح الإنسان في عصره.
وحتى عندما ظهر بعض المبشرين الذين زرعوا بذور التطور الفكري والفلسفي الصحيح , كان الآلام لهم بالمرصاد , كالفيلسوف العربي "ابن رشد" الذي تحولت أفكاره لأساس فكري لفلاسفة النهضة الأوروبية الذين قوضوا سلطة الكنيسة وبقيت سلطة فقهاء الإسلام رغم أنف ابن رشد .
فماذا نريد أكثر من ذلك لنكتشف بأن وقت الإسلام (على الأقل كنظام سياسي وقانون اجتماعي و اقتصادي) قد ولت وأصبح واجباً علينا إكراماً للإسلام وللتاريخ وضعها في متحف الحضارات .

يدعي الإسلاميون أن الإسلام مازال قادراً على استيعاب حضارة العصر برغم التطور الذي مرت به كل العلوم التطبيقية والإنسانية .. فهل نصدق ذلك ؟
كيف يستطيع استيعاب حضارة العصر و هو لم يعد قادراً على استيعاب نفسه و على استيعاب المسلمين الذين انقسموا إلى عشرات الطوائف المتناحرة و المتحاربة التي يمقت بعضها بعضاًً و يكفر بعضها بعضاً ؟؟
عباءة الاسلام التي يريدون الباسها لمجتمعاتنا لم تعد تحتمل المزيد من الشد و المد حتى تكاد تتمزق ..
و مازال علماؤهم يقلبون صفحات القرآن ليعثروا فيه على المزيد من الإعجازات العلمية التي سبقنا بها الغرب بقرون عديدة و لكننا تركنا لهم الفرصة لكي يشغلوا أمخاخهم قليلاً فيكتشفوها .

شهدنا في تاريخنا المعاصر نشوء الكثير من الأحزاب والتيارات السياسية القومية والعلمانية و الأممية التي بدأت ببيان يثير المشاعر ويلهب النفوس ينخرط فيه الشباب بالمئات ويعقد الشعب عليه الأمل ثم ما يلبث بقدرة قادر أن يبدأ بالانقسام على نفسه وتكثر الانشقاقات وانشقاقات عن الانشقاقات لينتهي به الأمر بالفشل الذريع ويدعي كل منشق أنه الوحيد الذي حافظ على روح الحركة الأصلية ....
أما في حالة التيارات الإسلامية فالأمر مختلف... إذ أن الإسلاميين منقسمون أصلاً قبل أن يبتدعوا تياراً سياسياً ! فإذا كانوا منقسمين قبل أن يستلموا الحكم فكيف سيصبح بهم الحال إذا استلم بعضهم الحكم ؟؟ ومن سيدفع ثمن كل هذه الانقسامات ؟

بذور التطرف الموجودة أصلاً في الفكر الإسلامي تجد تربة خصبة لها في هذه التيارات التي ترفع شعار "الاسلام هو الحل" , ربما كانت النوايا حسنة و لكن كثير من الحركات المتطرفة خرجت من عباءة تيارات ذات نوايا حسنة , فإذا أنيتت هذه البذور ستؤدي إلى جزائر ثانية وإلى طالبان أخرى وستكرر ما حدث مصر و في سورية وغيرها ..... كل تلك الأحداث خرجت من عباءة الاسلام و من حركات ذات نوايا حسنة يجمعها مشروع واحد : "دولة إسلامية" ....

يأخذ الإسلاميون على العلمانيون تأثرهم بالغرب و وقوفهم مأخوذين بديمقراطية الغرب وفكر الغرب وأدب الغرب وفن الغرب .... حضارة الغرب .
وما العيب بأن ننجذب للأفضل و الأجمل و الأقوى ؟؟...
هل نسي هؤلاء أن الغرب نفسه نهض بهذه الطريقة ....
ألم تكن عودة الحملات الصليبية من أراضي المسلمين وأفكار فلاسفة الأندلسيين - القريبين من أوروبا- وحضارتهم التي فتنت المفكرين الأوروبيين وحركت عقولهم ودفعتهم لمزيد من التفكير والعمل ...
ألم يكن كل ذلك واحداً من أهم أسباب نهضتهم ؟؟؟
فلماذا لا نفعل مثلهم ... ونحن لدينا من وسائل التأثر ما لم يتوفر لهم ....
هل نرفض العلمانية لمجرد أنها أتت من الغرب و لم تأت من الإسلام ؟؟
متى نقتنع أن هناك خارج الإسلام حضارات ومعتقدات وقيم نبيلة وسامية تليق بكل إنسان أن يتأمل بها ويتأثر بها ويأخذ منها إن شاء لأنها ملك للبشرية جمعاء ؟

الصفحة الرئيسية