حوار اذاعة كل العرب

شكر واجب

مـقـدمــة
التعريف بالقمص زكريا بطرس
مسميات الجمعة الكبيرة
قضيـة الفــداء
الغفران والاستباحة
هل الأعمال تكفر عن الخطايا
موضوع كتاب صلب المسيح
الاعتراف والاستباحة
الموقف والسلوك
الخطأ في حق الله
مفهوم لتكن مشيئتك
معنى باسم الصليب
لماذا يستشهد القمص بالقرآن
عدم الإشراك بالله
التثليث في الوحدانية
هل النصارى أقرب لليهود
دعوة للقاء آخر
خاتمة

عودة للصفحة الرئيسية

الخطأ في حق الله


المذيع الدكتور نجم:- ( مقاطعا) لكن عفواً إن كلمة أخطأ إلى قدسية الله … نحن لا نعتقد إن هناك من يستطيع أن يخطئ إلى الله. .. نحن نقول "ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها" (سورة الشمس آية 7- 10) [معنى هذه الآية القرآنية في نظر المفسرين المسلمين هو: أن الله خلق النفس وكشف لها الخطأ والصواب، فالإنسان الذي يطهرها ينجح، وأما الذي يفسدها فيفشل] (واستكمل حديثه قائلا): هو يسيء إلى نفسه ولن يستطيع أن يسيء إلى الله لأن الله غني عن العباد.

القمص زكريا بطرس:- (مستكملا حديثه) … يا عزيزي إن الخطأ مثلث الأطراف: فهو:

1ـ خطأ ضد النفس وهذا النوع من الخطأ لا خلاف عليه

2ـ وخطأ إلي من أسأت إليه وهذا أيضا لا خلاف عليه.

3ـ ثم أنه خطأ ضد الله الذي وضع الأحكام المقدسة.

هذا النوع الأخير من جوانب الخطأ هو ما نختلف عليه الآن ولكن دعني أوضح لك الأمر، هب أن إنسانا ارتكب جريمة سرقة، وجاء الشخص المسروق إلي البوليس ليبحث له عن المسروقات فعندما وجدت المسروقات قال الشخص المسروق للسارق: "قد عفوت عنك وسامحتك، اذهب بسلام" هل النيابة تترك حقها، أقصد حق المجتمع، كلا، بل لابد أن توقع به العقاب لأنه ارتكب خطأ ضد المجتمع.

المذيع الدكتور نجم:- (معلقا) نعم هذا موجود في كتاب البؤساء للكاتب الفرنسي فكتور هوجو.

القمص زكريا بطرس:- (مكملا حديثه) ما أريد أقوله أن هناك خطأ في حق المجتمع الذي نحيا فيه، والوطن الذي نعيش فيه. الوطن يتطلب منا الأمانة والطهارة والتضحية والمحبة والبذل، ولكن هذا السارق أجرم ليس في حق الإنسان المسروق فحسب، ولم يجرم في حق نفسه فحسب بارتكابه عاراً يسيء إلي سمعته، ولكنه أجرم أيضا في حق المجتمع والوطن الذي يعيش فيه.

المذيع الدكتور نجم:- (معلقا) هذا صحيح … هذا خلل في المجتمع نفسه.

القمص زكريا بطرس:- (مستطردا) فعلى هذا القياس مع الفارق الكبير نقول أن المخطئ يرتكب خطأ في حق نفسه ويرتكب خطأ في حق من أساء إليه ويرتكب خطأ في حق المبادئ الإلهية التي وضعت لسلام الإنسان.

المذيع الدكتور نجم:- (معلقا) نعم .. أكيد … كلام سليم… كلام سليم.
 

القمص زكريا بطرس: (يكمل حديثه) إذن إذا أخطأ إنسان عن ضعف وليس عن استباحة يأتي هذا الإنسان ويعترف تائبا ونادما لأنه كان قد اتخذ موقفا مع الله وضد الشر ولكن سلوكه (Conduct) أو (Behavior) قد يتعثر، ومن أجل هذا يأتي ليجدد عهدا أن يبدأ في إخلاص مع الله. وليأخذ أيضا الإرشاد كيف يسلك بالتدقيق ويبتعد عن الشر.

المذيع الدكتور نجم:- (معلقا) بالنصيحة والموعظة الحسنة …

القمص زكريا بطرس:- (مستكملا حديثه) أما حكاية الصندوق فذلك ليس عاما في كل الكنائس المسيحية ولكنه يستخدم فقط بالكنيسة الكاثوليكية. أما عندنا نحن الأرثوذكس فنعتبر الاعتراف تلمذة روحية، هو بنوة لأبوة حانية وضعها الله في قلوبنا كمرشدين، هو علاقة شخصية في محبة طاهرة من خلال الله لكي نقود الإنسان علي الطريق حتى يصل إلى الميناء سالما. ففي الاعتراف إرشاد، وفيه علاج، وفيه رمي للأحمال، وفيه يجد إنسانا يشاركه ضيقاته وآلامه ومعاناته، إنسان يقف إلي جواره في جهاده المقدس ضد الخطية والشيطان. إذن الاعتراف أعم من كونه صندوقا لإلقاء الخطايا باستباحة ليرتكب غيرها..

المذيع الدكتور نجم:- جميل …جميل … بارك الله فيك علي هذه المعلومات القيمة.

(موجها كلامه إلى المستمعين) نسمع أحد المستمعين. أهلا السلام عليكم.