حتمية الفداء

مقدمة

 حتمية الفداء

 الفداء في المسيحية

 الفداء في الإسلام

 الاعتراضات والرد

  المسيح لم يصلب

 شبه لهم!!

 ألا تكفي التوبة دون صلب

 ما ذنب المسيح ليصلب عن الناس

الخاتمة

عودة للرئيسية

الـخـاتـمـة

     أخي المحبوب القارئ العزيز بعد هذا البحث الطويل أرجو أن لا أكون قد أرهقتك بكثرة التفاصيل والاستدلالات من الكتب والأقوال. وأرجو أن تكون قد استمتعت بهذه الجولة في مروج الأرض المشتركة بين المسيحية والإسلام حول هذا الموضوع الهام للغاية وهو صلب المسيح وحتمية الفداء.

      وقبل أن أودعك في هذا الكتاب أريد أن أختم حديثي معك بقصة واقعية سمعتها من شاهد عيان.

      وتبدأ القصة عندما كان الأب نائما في بيته بعد يوم طويل من الإرهاق، وإذ به في منتصف تلك الليلة يسمع باب البيت يفتح بقوة ثم يغلق بسرعة ليحدث دويا في فتحه وإغلاقه الأمر الذي جعله يقفز من سريره مذعورا ويندفع خارج حجرة نومه ليستكشف الأمر. وإذا به يفاجأ بمشهد رهيب لم يكن يتوقعه. إذ شاهد ابنه الوحيد وثيابه ملطخة بالدماء، وللوقت أدرك الأمر، وصح تخمينه لقد ارتكب ابنه جريمة قتل. فأسرع الأب يطلب من ابنه أن يخلع ثيابه ويلبس ثياب أبيه بعد أن سلخ جسده منها. وما أن تبادل الاثنان الثياب حتى اندفع رجال الشرطة إلى البيت وتم القبض على الأب اللابس الثياب الملطخة بالدماء دليل ارتكاب الجريمة.

 وقدم الأب للمحاكمة، ووجهت إليه تهمة القتل. وظل الأب صامتا طوال المحاكمة رغم الجهود المبذولة من هيئة المحكمة والنيابة والمحامين. وأخيرا صدر الحكم بإعدامه استنادا على الدليل المادي الثياب الملطخة بالدماء.

     وفي يوم تنفيذ الحكم بالشنق طلب أن يتحدث إلى ابنه، وهمس في أذنه قائلا: اليوم إني أشنق عوضا عنك لأفتديك حتى أترك لك فرصة للتوبة وإصلاح مسار سلوكك.

     هل رأيت يا أخي مقدار الحب الأبوي الذي يضحي بنفسه لفداء من يحبه. مع بعد الفارق أقول أن هذه مجرد صورة باهتة لما فعله المسيح معنا إذ أن فداءنا اقتضى أن يقدم نفسه الطاهرة ضحية من أجلنا وكفارة عن خطايانا.

      عزيزي ألا يقودنا هذا إلى قبول فدائه وخلاصه الذي قدمه لنا بدافع محبته الشديدة لنا نحن أولاده.

الله مستعد أن يقبلك ويغفر كل خطاياك إن قبلته وإن رجعت إليه تائباً.

الرب معك ويمتعك بخلاصه العجيب آميــن.