الشعائر الدينية في الجاهلية

 الحــــــج :

 يكتب الدكتور يحي شامي قائلاً : " كما هو معلوم فإن الحج ، كالصلاة والصوم والزكاة ، ركن من أركان الإسلام الرئيسية { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا}. وإن تعجب فاعجب إذا ما عرفت أن قريشاً وعرب مكة وكثيرين سواهم من المشركين كانوا هم أيضاً يحجون البيت ويعتمرون ...". ونحن نعجب لعجبه . فالمطلع على النصوص السريانية واليونانية واللاتينية القديمة يجد أنها تشير إلى وجود الحج عند العرب قبل الإسلام ، إلا أنها لم تشر إلى وجود بيت واحد كان يحج إليه العرب جميعاً[ راجع في ذلك المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام :د. جواد على ج5/ص223،214،215،217]. ويقول لهمداني :"أن العرب كانت لها محجات متعددة منها بيت اللات وكعبة نجران وكعبة شداد الأيادى وكعبة غطفان، ويذكر أبن الكلبي بيوتاً أخرى كبيت ثقيف.ويشير الزبيدى إلى بيت ذي الخلصة الذي كان يدعى الكعبة اليمانية، ويضيف الدكتور جواد على ، بيوتاً أخرى مثل كعبة ذي الشرى وكان حجها يوم 25 كانون من كل عام ، وكعبة ذي غابة الذي لقبه عباده بــ قدست أي القدسي ، كذلك كان لآلهة الصفويين اللات ، وديان ، وصالح ، ورضا ، ورحيم محجاتها ، كما كانوا يحجون إلى الكعبة المكية ، وبيت اللات في الطائف ،وبيت العزى قرب عرفات وبيت مناة وغيرها كثير.وكان الحج معتاداً في شهر ذي الحجة

والباحث الذكى د.سيد محمود القمنى يقول في بحث له منشور :" الإنسان منذ فجر التاريخ عندما كان يريد إثبات خضوعه لناموس الكون ، كان يضع نقطة اعتبارية يقدسها ويطوف حولها ، كطواف الكواكب حول الشمس .. كما لو كانت الكروية أو الاستدارة ناموساً قدسياً إلى جانب كونها ناموساً علمياً.( منذ فجر التاريخ والحج فريضة دينية، د.سيد محمود القمنى / مجلة الكويت- السنة الأولى - العدد(12، 13)- الكويت )

 . ولما كانت المكتشفات الفلكية القديمة ( في الرافدين ) ، قد توقفت عند سبعة كواكب تدور حول الشمس ، فيبدو أن سوغ الإنسان القديم أن يضع لطوافه حول بيوت الآلهة المقدسة حول الشمس وحدة قياسية مقدسة تتكون من سبعة أشواط . مع الأخذ في الحسبان هذه الكواكب السبعة كانت آلهة في نظره

 : وكان الحج عند العرب الجاهليين كالتالي

 . - بالنسبة إلى التجار فإنهم يستعدون له عند حضورهم الموسم في سوق عكاظ ، فإذا انتهت أيامه ذهب من أراد منهم إلى الحج إلى ( مجنة ) ثم يرتحل منها إلى ( ذي المجاز ) فإذا كان يوم التروية تزودوا بالماء وارتفعوا إلى ( عرفة )

- أما بالنسبة إلى غيرهم فالحج في أي وقت شاءوا ثم يذهبون إلى عرفة للموقف

: ويتم الحج إلى البيت في " مكة " أو إلى بيوت الأصنام وفقاً للنظام التالي

 . الطواف .

.بالبيت أو بالبيوت ، وحول بيوت الأصنام والأنصاب ، ويعتبر الطواف ركناً من أركان الحج ومنسكاً من مناسكه . وكانوا يطوفون كذلك حول الرجمات ، كما كانوا يطوفون حول الذبيحة التي يقدمونها قرباناً للآلهة . ويطوفون حول قبور السادات والأشراف من الناس . وليس للطواف وقت معلوم ، ولا هو يختص بعبد معين ولا بموسم خاص ، بل هم يؤدونه كلما دخلوا معبداً فيه صنم ، أو كعبة .... أو ضريح ، وهم يطوفون سبعة أشواط وهم عراة لاعتقادهم أن طرح الثياب هو طرح للذنوب [ وإن كان الأزرقى ، صاحب كتاب أخبار مكة ، يحاول ومن خلال الروايات المروية أن ينسب كل ذلك إلى سُنة استنوها من آدم نفسه ( راجع أخبار مكة المكرمة : ج 1 ص 13-14)] . وكانت المرأة تطوف وهى عريانة كما الرجال، لا يستر عورتها لباس أو قماش وإنما تضع إحدى يديها على قبلها والأخرى على دبرها( إلا إذا أعارها أحدهم ثوباً ) . وكان طواف الرجال في النهار والنساء ليلاً.( المفصل في تاريخ الجزيرة العربية قبل الإسلام ج 6 ص 258)

 : التلبية .

.وقد أبقاها الإسلام ، وإنما غير صيغتها وجعلها بما يتفق وعقيدته .كما يبدو أن التلبية كانت عند الجاهليين لم تكن واحدة ، إذ يعزى إلى قيس عيلان أنها كانت تطوف بالبيت وهى تلبى بما يشبه تلبية المسلمين القائمة على أساس الإيمان بإله واحد ، فتقول

" لبيك اللهم لبيك ، لبيك أنت الرحمان ، أتتك قيس عيلان ، راحلها والركبان "

 [ تاريخ اليعقوبى :1: 225 ] كلام مسجع يدل على روح الإيمان والتوحيد وعلى روح السذاجة في آن واحد . وأيضاً كانت هنالك تلبية أخرى كتلبية عك . وعك هذه ، كانت إذا بلغت مكة قاصدة حج البيت والطواف به ، تبعث بغلامين مملوكين أسودين عاريين يسيران على جمل وهما يقولان : " نحن غرابا عك " فيرد عليهما قوم عك قائلين :" عك إليك عانية ، عبادك اليمانية ، كيما نحج ثانية ، على الشداد الناجية "[ المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 6:375].، وأيضاً تلبية صنم دوس رواها بن حبيب :" لبيك اللهم لبيك ، لبيك إن جرهماً عبادك . الناس طُرف وهم تلادك . ونحن أولى منهم بولائك "

 . [ النصرانية وآدبها بين عرب الجاهلية 14]

 السعي بين الصفا والمروة.

.وكانوا قد نصبوا ( آساف ) على " الصفا " ونصبوا (نائلة ) على " المروة " . وهم يلمسون " آساف " في كل شوط ثم ينتهون " بنائلة".

 . الوقوف بعرفة .

.ويكون ذلك في التاسع من ذي الحجة ، ومنها يفيضون عند الغروب إلى ( المزدلفة ) ومنها إلى ( منى ) عند شروق اليوم العاشر لرمى الجمرات ونحر الأضحية

 . العمـــرة ..

 كان عرب الجاهلية يؤدونها في شهر رجب وهم يرون أن العمرة من أشهر الحج وهم يكتفون في العمرة بالطواف بالبيت ، أما السعى بين الصفا والمروة فلم يقومون به

حمل هذا الكتاب على جهازك

الصفحة الرئيسية

الصــــــــــلاة
 الصــــوم
 الحــــــج
 الإختتــــــان ، وأمور أخرى
 الحب والزواج
 الطـــــــــــلاق

الصفحة الرئيسية