شهادة الاختبار الشخصيّ:

هذا هو أصدق دليل على وجود الله، فنحن لا نستطيع أن ننكر هذه الشهادة التي تصدر من أعماق القلب. وكما قال ذلك الشابّ الذي وُلد أعمى، حين شفاه يسوع »أَعْلَمُ شَيْئاً وَاحِداً: أَنِّي كُنْتُ أَعْمَى وَالْآنَ أُبْصِرُ« (يوحنا 9:25). هكذا يقول كلّ إنسان وجد الله وعرفه كحقيقة قويّة دافعة في اختباره الذاتيّ.

والتاريخ حمل إلينا شهادة الكثيرين في كلّ جيل وعصر ممّن عاشوا مع الله واختبروا اختبارات حيّة قويّة ملموسة، لا يمكن أن توصف بأنّها تخيّلات أو أضغاث أحلام. وإذا كان من الحماقة أن ينكر أحد شهادة المختبرين في شؤون الحياة لأنّه لم يختبرها شخصيّاً، فكم بالحريّ تكون الحماقة أشدّ إن أهملنا شهادة الملايين الذين عاشوا قبلنا أو يعيشون معنا والذين يشهدون كلّ يوم عن عجائب أجراها الله معهم، وكانت سبباً في تغيير مجرى حياتهم، وذلك نتيجة لإيمانهم وثقتهم في الله.

كان العالِم الشهير فراداي لا يؤمن بشيء قبل درسه وفحصه بدقّة. ولكن حين سُئل وهو على فراش الموت إن كان يؤمن بالله والأبديّة والخلود، أجاب وقد تألّقت على وجهه ابتسامة مشرقة »لستُ نائماً على وسادة تخمينات«. وفراداي ليس إلاّ واحداً من أعلام الفكر الذين آمنوا بالله واختبروا عنايته وعاشوا معه ورقدوا في حضن محبّته.