من هو الباراكليتس؟

 

منذ زمن بعيد ، وهذه الكلمة باراكليتوس موضوع للنقاش, فقد قال بعضهم إن كلمة باراكليتس أو البرقليطس أو بركليطس اليونانية ، تقابلها كلمة منحمنا والمنحمنا في اللغة السريانية محمد , وهذا التفسير رواه ابن هشام في سيرة النبي عن ابن اسحاق, وقد شاع هذا التفسير بين عامة المسلمين, وأنالا أريد أن أثير جدلاً دينياً حول هذا الموضوع ، ولكن بمناسبة الرد على السيد عبد الرحمن عوض من مصر ، أرى لزاماً عليّ أن أستعرض العبارات التي تكلم بها الرب يسوع وسجلها يوحنا الإنجيلي في سفره المجيد,

أولاً : يوحنا 14 :16 17 قال يسوع : وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ ، رُوحُ الحَقِّ الذِي لَا يَسْتَطِيعُ العَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ ، لِأَنَّهُ لَا يَرَاهُ وَلَا يَعْرِفُهُ ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لِأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ ,

ثانياً : يوحنا 14 :26 : وَأَمَّا المُعَزِّي ، الرُّوحُ القُدُسُ ، الذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِا سْمِي ، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ ,

ثالثاً : يوحنا 15 :26 و27 : وَمَتَى جَاءَ المُعَزِّي الذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ ، رُوحُ الحَقِّ ، الذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِي. وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضالأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الا بْتِدَاءِ ,

رابعاً : يوحنا 16 :7 : ل كِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الحَقَّ ، إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ ، لِأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لَا يَأْتِيكُمُ المُعَزِّي ، وَل كِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ ,

إنَّ الذي يتأمل في هذه الآيات بالمقارنة مع الآيات الأخرى الواردة في أسفار العهد الجديد الخاصة بشخص وعمل الروح القدس الباراكليتوس لا بد أن يلاحظ أنهالا تخدم غرض القائلين بأن كلمة باراكليتس تعني محمداً ، وذلك للأسباب التالية :

 

أ لأن المسيح نفسه فسر كلمة باراكليتس بعدة صفات مميزة :

 

روح الحق ، الروح القدس ، الروح المنبثق من عند الآب, وهذه الصفات لا تنطبق على محمد ، لأن الباراكليتس روح إلهي والنبي محمد إنسان بشري,

ب قال المسيح الباراكليتس يمكث مع تلاميذه إلى الأبد ويكون فيهم, ومحمد لم يكن في وسعه أن يمكث معهم ويكون فيهم ، لأنه جاء إلى العالم بسبعة قرون ونيف بعد المسيح,

ج من صفات المعزِّي أن العالم لا يراه ولا يعرفه, وأما النبي محمد فقد رآه أبناء هذا العالم وجالسوه وسمعوه وتكلموا إليه,

د إنَّ المعزّي هو رسول المسيح ، وهذا الأمر لا يقبله المسلمون في أمر محمد ، لأنهم يقولون أن محمداً أعظم من المسيح,

ه إنَّ المعزِّي يشهد في قلوب المؤمنين به ، ويعلن لهم أن يسوع ابن الله متى 16 :16 17 ومحمد لا يقر بهذه الحقيقة بل يحسبها كفراً سورة المائدة 5 :17 ,

و وإنَّ المعزِّي يعلم التلاميذ ويرشدهم إلى جميع الحق, ومحمد لم يكن ممكناً أن يعلمهم أو يتصل بهم لأنه جاء إلى الدنيا بعدهم بعدة مئات من السنين,

ز إنَّ الأوصاف والأعمال الخاصة بالباركليتسلا تنطبق على كائن بشري من لحم ودم تراه الأعين وتلمسه الأيدي ، بل هو روح, هذا مع العلم أن مجيء هذا الروح المعزِّي تم فعلاً قبل الدعوة الإسلامية بما يقرب الستماية عام,

ح جاء في الإنجيل عدد عديد من الألقاب للباراكليتس تؤكد أنه روح إلهي لا إنسان, فقد سُميّ بالمعزِّي ، وروح القوة ، وقوة الأعالي ، والمبكت وروح الله القدوس ، والروح الذي يرشد المؤمن في صلواته ، والروح القدس,

ط قبيل انطلاقه إلى السماء أوصى المسيح تلاميذه أن لا يبرحوا أورشليم حتى يتعمدوا بالروح القدس أعمال 1 :4 5 , وقد انسكب الروح المبارك على التلاميذ في يوم العنصرة أعمال 1 :1 4 ,

وهذا الانسكاب تمم النبوة التي جاءت في يوئيل النبي 2 :28 وقد رافق انسكابه عجيبة التكلم بألسنة غريبة ، وبيّن أن هذا لا علاقة له برسالة محمد,

الصفحة الرئيسية