الشيخ كامل منصور

 

 

حياته الإسلامية

 

هو محمد بن محمد بن منصور ولد بمدينة سوهاج مديرية جرجا في شهر مارس سنه  1871 وادخل مكتبا لتلقي القران حسب عادة اكثر آهل البلاد في ذلك الحين . وذلك في مسجد " العارف بالله " بسوهاج علي يد مقر مشهور يحسن التربية يدعي الشيخ مسعود العزازي فاتقن الفقيد عليه حفظ القران في سنوات قليلة وظهرت عليه بوادر الذكاء والفطنة فارسله والده الي  بلدة قريبة من سوهاج تدعي بلصفورة للتعليم. حيث بها مسجد معد لتدريس العلوم الإسلامية يؤمه الطلبة من كل جهات الصعيد . وذلك لان القائم بالتدريس هناك كان مشهورا بقوة رسوخ قدمه في العلوم النقلية و العقلية وغزارة مادته فيما يدرسه فضلا عن انه كان مرشدا لكثيرين من الطلبة الذين ينتظمون في سلك الطريقة الصوفيهة الخلوتية وهو المرحوم الشيخ علي بدر العالم المالكي الصوفي وحيد عصره وبديع زمانه في تلك الانحاء فلما انتظم الفقيد في عقد التلمذة عليه احبه حبا جما لما شاهده فيه من قوة الفهم  وجودة الفطنة.فنظره بعين عنايته في التهذيب والتعليم ورعاه بجميل رعايته في  انماء قوة ذكائه وحسن ادراكه .

وانكب الفقيد علي موائده انكباب الجائع علي الطعام يلتقط درر فوائده, ويقتبس حسن , عشر سنوات كاملات . بمواظبة تامة ورغبة فائقة , وفطنة باهرة, وطاعة نادرة , فاكمل علي شيخه الذكور  فقه الامام مالك  وتلقي عنه في تفسير القران الكاشف و البيضاوى والخلالين . وفي الحديث الاربعين النوويه وصحيح مسلم والبخاري , وكثيرا من كتب التوحيد والغة والصرف والنحو والبيان والمنطق وقرض الشعر واداب اللغة والفلسفة والتاريخ والأصول, وطائفة كبيرة من كتب السادة الصوفية, ومهر في كل ذلك مهارة فائقة بهرت في ذلك الحين رفقاءه, واعجب بها شيخه. يدلنا علي ذلك جملة شواهد تنبئ عن فضل الفقيد . منها وضعه تعليقا فيعلم النحو يستحق الذكر.ومما يؤسف له أن هذا التعليق قد امتدت إليه يد الضياع فلم اعثر فيما تركه من الأوراق  إلا علي مقدمته. علي إنني قد  رايته عنده في حياته. وها انا اثبت هنا تلك المقدمة. قال

 " اللهم يا من شواهد صنعك ظاهرة البرهان. وعوامل اثارك محكمة البيان الخ "

اما بعد فيقول ذو التقصير والقصور محمد بن محمد بن منصور هذا تعليق طفيف علي شواهد مغني اللبيب, عن كتب الاعاريب , حملني عليه من لا ترد اشارته, ولا يسعني مخالفته. العالم العلامة الشيخ علي بدرمتع الله الامة بوجوده وافاض عليهم من جم انعامه وجوده. واني وان كانت بضاعتي مزجاة( وللشيء علي الشيء مقاييس وأشباه )

جعلت علي مولاي اعتمادي وبه اعتقادي فقلت وعليه توكلت

فهذه المقدمة وان كانت في ذاتها لا تدل علي كبير فضل ولكنها تشير ألي مبلغ ما كان الفقيد من المقدرة وهو تلميذ بعد. إذا لولا ذلك توجهت إليه ثقة أستاذه في القيام بآمر ليس بالهين اليسير علي طالب ومنها انه وضع وهو تلميذ أيضا منظومة في التوسلات الصوفية ضمنها أسماء الله الحسني كلها حكم عالية ودرر غالية سنثبتها للقراء فيما ياتي من منظوماته و استجىء لنفسيته الإسلامية …………………

وقد كتب كثيرا من النثر والنظم سيري القارئ بعضه فيما هو آت _

الصفحة الرئيسية