صنعت خـــــــــلاصاً

المقدمة

الباب الأول: كنيسة الخلاص

الفصل الأول: التذكارات الكنسية

الفصل الثاني: كتب الصلوات الطقسية

الفصل الثالث: الأسرار الإلهية

الباب الثاني: جوهر الخلاص

الفصل الأول: مفهوم الخلاص

الفصل الثاني: دوافع الخلاص

الفصل الثالث: طرق الخلاص

الفصل الرابع: عمل الخلاص

الباب الثالث: قضية الخلاص

الفصل الأول: فلسفة الخلقة

الفصل الثاني: مشكلة الخطية

الفصل الثالث: تدبير الخلاص

الباب الرابع: نعمة الخلاص

الفصل الأول: مفهوم النعمة

الفصل الثاني: عمل النعمة

الفصل الثالث: مجال النعمة

الفصل الرابع: وسائط النعمة

ختاماً

حمل هذا الكتاب

عودة للصفحة الرئيسية

الفصل الأول التذكارات الكنسية



أولاً:- تذكارات سنوية.
ثانياً:- تذكارات شهرية.
ثالثاً:- تذكارات أسبوعية

رابعاً:- تذكارات يومية.

لقد وضع الآباء في الكنيسة عدة تذكارات لإظهار عمل المسيح الخلاصي منها:


أولاً:- تذكارات سنوية


تحتفل الكنيسة في كل عام بتذكار مناسبات معينة فيها أتم رب المجد عمل الخلاص وهي:-


1- أسبوع الآلام:

ففي هذا الأسبوع من كل عام نذكر ما قاساه رب المجد في الجسد خلال الأيام الأخيرة من حياته على الأرض جسدياً من أجل خلاص البشرية.

وتتلى في الكنيسة أحداث كل يوم من هذه الأيام. وفي ختام الأسبوع أي يوم الجمعة العظيمة يبدأ الاحتفال بتذكار يوم الصلب من الصباح حتى الغروب، وتقرأ أحداث كل ساعة من ساعات هذا اليوم التاريخي الذي فيه تم الخلاص بالفداء على عود الصليب.



فليتك يا أخي تعيش في هذا الأسبوع مع المسيح في آلامه لتعرفه وشركة آلامه متشبهاً بموته. فلا تحضر هذا التذكار كما لقوم عادة بل ليكن حضورك بفهم ومشاركة روحية صادقة لتجدد فيك مباهج الخلاص.


2- الأعياد:

وما الأعياد إلا احتفالات تذكارية يذكر فيها المؤمنون ما صنعه الرب من أجلهم. وأهم هذه الأعياد التي ترتبط بالخلاص:-
( أ ) عيد الميلاد:

ففيه نذكر تجسد رب المجد من أجل خلاص العالم "ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. إنه قد ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب". (لو10:2).

فهل عندما تحتفل بذكرى المخلص، تستقبله في قلبك ليخلصك من خطاياك وآثامك.


(ب) عيد القيامة:

فيه نذكر قيامة الرب من بين الأموات منتصراً على شوكة الموت قاهراً غلبة الهاوية. وإذ نذكر هذا نأخذ من انتصاراته نصرة لنا على سلطان الظلمة فنسلك في حياة غالبة "كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً في جدة الحياة" (رو4:6).

وفي قيامته من الموت نرى قوته فنرى أنه لم يمكث تحت سلطان الموت لأن ليس للموت سلطان عليه وإنما كان موته من أجلنا نحن الخطاه وصار لنا بقيامته التبرير: "أسلم لأجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا". (رو25:4).


ثانياً :- تذكارات شهرية

وتحتفل الكنيسة في يوم 29 من كل شهر من الشهور القبطية بتذكار ثلاثة أعياد سيدية هي :-

· عيد البشارة 29 برمهات.
· عيد الميلاد 29 كيهك.
· عيد القيامة 29 برمهات.

وقد وضعت لهذا اليوم قراءات خاصة تسير جميعها إلى الخلاص الذي صار للبشرية في مثل هذا اليوم.

واضع أمامك جزءاً مما يقال في هذا الاحتفال:

"في هذا اليوم العظيم الذي هو التاسع والعشرون من هذا الشهر .. كان الخلاص والفرح لجنس البشرية المحيية والميلاد البتولى والقيامة الشريفة التي بها كان الخلاص من يد العدو، والمعتقلون في الجحيم خلصوا، وأشرف عليهم مجد لاهوت المسيح ونور قيامته، وعادوا إلى الفردوس مرة أخري .."

(طرح واطس. كتاب دورتي عيد الشعانين والصليب)

فتأمل يا أخي حرص الآباء على انتهاز كل فرصة لإظهار فرحهم بخلاص الرب، فلا يكتفون بالاحتفال بهذه الأعياد مرة كل عام، بل كما ترى يعيدون بذكرها كل شهر من شهور السنة.

فليتك يا أخي تكون لك غيرة الآباء وروح الأجداد الذين ما غابت عن أذهانهم

هذه التذكارات.


ثالثاً :- تذكارات أسبوعية

علاوة على التذكارات السنوية والشهرية نرى الكنيسة مهتمة أيضاً بتذكار الخلاص في كل أسبوع، فترتب أياما لذكرى الصلب وأخرى لذكرى القيامة:-



1- تذكار الصلب:

وضعت للمؤمنين أن يصوموا يومي الأربعاء والجمعة من كل أسبوع .. حتى نتذكر في يوم الأربعاء مشورة يهوذا الخائن واتفاقه مع اليهود على تسليم سيده مقابل ثلاثين من الفضة، وفي يوم الجمعة نذكر الخلاص بالصليب والفداء بالدم الذي أهرق "كفارة لخطايانا، ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضاً". (1يو2:2).


فليتك يا عزيزي عندما تصوم هذين اليومين لا يكون صومك على سبيل عادة أو كواجب ثقيل.. بل تطلع إلى الخلاص الذي صار لك بالصليب .. فان كنت مستعبداً للخطية ولا زلت تحت سلطان الشهوات، اشترك مع المسيح في هذين اليومين في موته بصلب ذاتك عن طريق الصوم إذ هو إماتة بالنية والمشيئة، حتى تستطيع أن تقول:"مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في" (غل20:2).


2- تذكار القيامة:

"كانت قيامة الرب من بين الأموات يوم الأحد". (مت1:28). لهذا فقد رتبت الكنيسة احتفالا بهذه الذكرى إقامة القداسات الإلهية في صباح كل أحد من كل أسبوع.

وفي صلوات القداس نذكر حياة السيد المسيح وعمله المبارك لأجل خلاص البشرية من احتمال الآلام وقبول للصليب ثم قيامة من الأموات وصعود إلى المجد .. حتى كما اشتركنا معه في آلامه نصل نحن أيضاً معه إلى قيامة الأموات لنكلل معه في المجد ..



فهل يا ترى عندما نحضر القداس نشترك فيه بحواسنا وبكل مشاعرنا .. أم أن حضورنا عادة ليس إلا، ووقوفنا بملل ووجودنا بلا فهم .. .

ارفع بصرك يا أخي إلى يسوع معلقاً على الصليب ينزف دماً ثم ادخل معه إلى القبر .. ولا تمكث كثيراً في ظلامه المخيف .. بل تمتع بنور قيامته ومجد قدرته.


رابعاً :- تذكارات يومية

لم تكتف الكنيسة بالتذكارات السنوية والشهرية والأسبوعية فرتبت هذه التذكارات اليومية حتى لا يمر يوم دون أن يذكر المؤمن خلاص الرب.

فرتب آباء الكنيسة أن يصلى في اليوم سبع مرات كما قال داود النبي "سبع مرات في النهار سبحتك على أحكام عدلك" (مز164:119). ولكل صلاة مناسبة معينة منها:



1- تذكار آلام السيد:

فقد رتبت صلاة نصف الليل على ثلاث خدمات تذكاراً لصلوات السيد المسيح الثلاث في بستان جثماني حيث كان يتصبب عرقه كقطرات دم. (لو44:22).


2- تذكار تعليقه على الصليب:

ففي صلاة الساعة السادسة (12ظهراً) تذكار لتعليق مخلصنا على الصليب. لهذا نجد مكتوباً في هذه الصلاة "يا من في اليوم السادس وفي الساعة السادسة سمرت على الصليب من أجل الخطية التي تجرأ عليها أبونا آدم في الفردوس، مزق صك خطايانا أيها المسيح إلهنا نجنا..

وفي ختامها نقول "نشكرك يا ملكنا ضابط الكل أبا ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ونمجدك لأنك جعلت أوقات آلام ابنك الوحيد أوقات عزاء وصلاة .. وامح عنا صك خطايانا .. كما مزقته في هذه الساعة المقدسة بصليب ابنك الوحيد يسوع المسيح ربنا مخلص نفوسنا".



3- تذكار موته:

فقد رتبت صلاة الساعة التاسعة (3ظهراً) بمناسبة موت المخلص بالجسد ولهذا تقول الطلبة "أمت حواسنا الجسمانية أيها المسيح إلهنا ونجنا ..".



4- تذكار إنزاله عن الصليب:

بمناسبة إنزال المخلص عن الصليب رتبت الكنيسة صلاة الغروب وهي تقابل الساعة الحادية عشر من النهار (أي الخامسة بعد الظهر).



5- تذكار دفنه:

في الساعة الثانية عشر (6مساء) وتسمى صلاة النوم، تذكر دفن المخلص في القبر ليدفن آثامنا، ولهذا تدور صلوات هذه الساعة حول طلب الخلاص من الدينونة الرهيبة فيقول المصلى: لو كان العمر ثابتاً وهذا العالم مؤبداً لكان لك يا نفس حجة واضحة، لكن إذا انكشفت أفعالك الرديئة وشرورك القبيحة أمام الديان العادل فأي جواب تجيبني .. لكن اتخذ صورة العشار قارعاً صدري قائلا "اللهم اغفر لي فأني خاطئ".



6- تذكار قيامته:

هذا هو موضوع صلاة باكر إذ يذكر المصلى قيامة المخلص في الصباح أول الأسبوع، ويطلب إشراقة نور القيامة لتضئ له الحياة، ويذكر أنه بقيامة الرب قد أتم الخلاص فيقول "أيها النور الحقيقي الذي يضئ لكل إنسان آت إلى العالم، بمحبتك للبشر، وكل الخليقة تهلك بمجيئك. خلصت أبانا آدم من الغواية، وعتقت أمنا حواء من طلقات الموت وأعطيتنا روح البنوة .."



فهل يا أخي حينما ترفع هذه الصلوات تعلق ذهنك بتذكارات مناسباتها لتذكر ذلك الخلاص الذي قدمه لك الرب بموته وقيامته؟