19 - موته بتأثير السم

س 229: جاء في سورة آل عمران 3: 144 وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ . وجاء في سورة الأعراف 7: 188 وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الغَيْبَ لَا سْتَكْثَرْتُ مِنَ الخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ .

قال البيضاوي: أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم - روي أنه لما رمى عبدُ الله بن قمئة الحارثي رسولَ الله بحجر فكسر رباعيته (أسنانه الأربعة الأمامية).وشجَّ وجهه، فذبَّ عنه مِصعب بن عُمير رضي الله عنه، وكان صاحب الراية حتى قتله ابن قمئة وهو يرى أنه قتل النبي عليه السلام. فقال: قد قتلتُ محمداً. وصرخ صارخٌ ألاَ إنّ محمداً قد قُتِل. فانكفأ الناس. وجعل الرسول يدعو: إليَّ يا عباد الله. فانحاز إليه ثلاثون من أصحابه وحموه حتى كشفوا عنه المشركين وتفرق الباقون. وقال بعضهم ليت ابن أُبيّ يأخذ لنا أماناً من أبي سفيان. وقال ناس من المنافقين لو كان نبيالما قُتل، ارجعوا إلى إخوانكم ودينكم. فقال أنس بن النضر عم أنس بن مالك: يا قوم، إن كان قتل محمد فإن رب محمد حي لا يموت وما تصنعون بالحياة بعده؟ فقاتلوا على ما قاتل عليه. ثم قال: اللهم إني أعتذر إليه مما يقولون وأبرأ إليك منه. وشدَّ بسيفه فقاتل حتى قُتل فنزلت.

ولما فُتحت خيبر واطمأن الناس جعلت زينب بنت الحرث أخي مرحب (وهي امرأة سلاّم بن مشكم).تسأل: أي الشاة أحب إلى محمد؟ فيقولون: الذراع لأنه هاوي الشاة وأبعدها عن الأذى. فعمدت إلى عنز لها فذبحتها وحلّتها ثم عمدت إلى سم لا يلبث أن يقتل من ساعته، فسمّت الشاة وأكثرت في الذراعين والكتف. فلما غابت الشمس وصلى محمد المغرب بالناس انصرف وهي جالسة عند رجليه فسأل عنها فقالت: يا أبا القاسم هدية أهديتهالك. فأمر بها محمد فأُخذت منها فوُضعت بين يديه وأصحابه حضور وفيهم بشر بن البراء بن معرور. فقال محمد: ادنوا فقعدوا. وتناول محمد الذراع فانتهش منه. فلما ازدرد محمد لقمة ازدرد بشر ما في فمه وأكل القوم منها. فقال محمد: ارفعوا أيديكم فإن هذه الذراع والكتف تخبرني أنها مسمومة. فقال بشر: والذي أكرمك لقد وجدت ذلك في لقمتي التي أكلت فما منعني أن ألفظها إلا أن أنغّص عليك طعامك. فلما أكلت ما في فيك لم أرغب بنفسي عن نفسك ورجوت ألا تكون ازدردتَها. فلم يقم بشر من مكانه حتى توفي. وطُرح منهالكلب فمات. وقيل عاد لونه كالطيلسان أي أسود وماطله وجعه سنة ثم مات. وقيل إن محمداً انتهش من الشاة قطعة فلاكها ثم ألقاها (أي ولم يبتلعها). أما بشر فانتهش من الشاة قطعة وابتلعها. واحتجم محمد بين الكتفين في ثلاثة مواضع، وقال الحجامة في الرأس هي المعينة أمرني بها جبريل حين أكلت طعام اليهودية. ثم أرسل محمد إلى تلك اليهودية فقال: أسممت هذه الشاة؟ قالت: نعم. قال: ما حملك على ما صنعت؟ قالت: قتلتَ أبي وعمي وزوجي ونلت من قوي ما نلت، فقلتُ إن كان ملِكاً استرحنا منه، وإن كان نبياً فسيخبر. فقيل إنه عفا عنها، وقيل إنه أمر بها فقُتلت وصُلبت. ولما مرض محمد المرض الذي مات فيه قال لعائشة: يا عائشة، ما زال أجد ألم الطعام الذي أُسممته، فهذا أوان انقطاع أبهري من ذلك السم. ولما دخلت عليه أخت بشر في مرضه الذي مات فيه قال لها: هذا أوان انقطاع أبهري من الأكلة التي أكلت مع أخيك بخيبر .

صحيح البخاري>كتاب المغازي>باب مرض النبي ووفاته وقول الله إنك ميت وإنهم ـ

سنن البيهقي الكبرى>كتاب الضحايا>باب استعمال أواني المشركين و الأكل من طعامهم

مستدرك الحاكم>كتاب المغازي و السرايا>كتاب المغازي و السرايا

مستدرك الحاكم>كتاب معرفة الصحابة رضي الله تعالى عنهم>ذكر مناقب بشر بن البراء بن معرور رضي الله عنه  

سنن الدارمي>أبواب متفرقة : في صفات النبي وفي العلم ونحوها>باب : ما أكرم الله النبي صلى الله عليه و سلم من كلام الموتى

 

الصفحة الرئيسية