القسم الثاني

#الكتاب المقدس

في نور القرآن والحديث

الفصل الأول

ما يقوله القرآن عن الكتاب المقدس

كلما اقتبس مسيحيٌّ آية من الكتاب المقدس ليبرهن ما يؤمن به لمسلم، يبادره المسلم فوراً بالاتّهام ولكنكم حرَّفتم كتابكم . ويقتبس المسلم آيات يقول إنها تبرهن اتّهامه. ولذلك أردتُ أن أخصص هذا الفصل لبحث ما يقوله القرآن عن توراة موسى وزبور (مزامير) داود وإنجيل المسيح.

وفي هذا الفصل سندرس الآيات القرآنية التي تتحدث عن الكتاب المقدس في قرينتها. وقد تكون القرينة آية أو أكثر أو بعض آية. وقد بدأ المسلمون يرون ضرورة دراسة الآية أو الكلمة في قرينتها، ففي مقدمة كتاب إله العدل يقول الدكتور داود رَهْبَر (1) (وكان رئيس كرسي الدراسات الأوردية والباكستانية في جامعة أنقرة بتركيا من 1956-1959): لو أننا أردنا أن نبني أساساً للفقه الإسلامي والتفسير القرآني، فيجب أن يكون الأساس الأول لهذه الدراسة معرفة ما فهمه الرسول وصحابته داخل قرينتهم التاريخية . ثم مضى يقول إن مفسري القرآن لم يربطوا ولم يقارنوا الآيات الواردة عن موضوع واحد قبل أن يكتبوا تفاسيرهم. وأعطى مثلاً من تفسير البيضاوي لعبارة الأرض والسماء حيث قال البيضاوي إن الأرض جاءت أولاً، لأنك عندما تتسلّق تصعد من الأسفل إلى الأعلى. ويمضي د. رهبر فيقول: ولكن لما درستُ الآيات التي أوردت ذكر السماء قبل الأرض وجدت أن البيضاوي يناقض نفسه، وكأنه نسي ما سبق أن قاله! . ثم قال د. رهبر إنه أول مسلم يقوم بدراسة مترابطة للقرآن، ويعقّب: ما جدوى أن تدرس عبارتين أو ثلاثاً عن موضوع، بينما هناك ثلاث مئة عبارة أخرى في نفس الموضوع متروكة بغير دراسة؟ .. على علماء المسلمين أن يُحسّنوا تحليلهم وتنظيمهم ليجمعوا كل ما جاء بالقرآن عن نفس الموضوع. وقد قمت بهذا هنا للمرة الأولى (2).

وفي هذا الفصل سأبدأ بالآيات القرآنية التي تتحدث عن التوراة في زمن المسيح، ثم أذكر الآيات التي تحدثت عن التوراة والإنجيل في زمن محمد، وأختم بالآيات التي تتحدث عن التحريف:

الصفحة الرئيسية