سلسلة المصالحة ( 1)

 

رؤية فى الكتب السماوية

جمال.أبو زيد

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مقدمة:

 

الحمد لله الذي ظهر لأوليائه بنعوت جلاله ، وأنار قلوبهم بمشاهدة صفات كماله ، وتعرف إليهم بما أسداه إليهم من إنعامه وافضاله فعلموا أنه الواحد الأحد، الفرد الصمد الذي لا شريك له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، بل هو كما وصف به نفسه وفوق ما يصفه به أحد من خلقه في إكثاره وإقلاله لا يحصى أحد ثناء عليه بل هو الذي أثنى على نفسه الأول الذي ليس قبله شئ والأخر الذي ليس بعده شئ والباطن الذي ليس دونه شئ ولا يحجب المخلوق عنه تستر بسرباله الحي القيوم الواحد الأحد الفرد الصمد المتفرد بالبقاء ، وكل مخلوق منتهى إلى زواله السميع الذي يسمع ضجيج الأصوات بإختلاف اللغات على تفنن الحاجات فلا يشغله سمع عن سمع ، ولا تعطله المسائل ، ولا يتبرم بإلحاح الملحين في سؤاله ، البصير الذي يرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء ، حيث كانت من سهلة وجباله وألطف من ذلك رؤيته لتقلب قلب عبده ومشاهدته لاختلاف أحواله فإن أقبل إليه تلقاه ، وإنما إقبال العبد عليه من إقباله وأن اعرض عنه لم يكله إلى عدوه ولم يدعه في إهماله بل يكون ارحم به من الوالدة بولدها الرفيقة به في حملها ورضاعة وفصاله فأن تاب فهو افرح بتوبته من الفاقد لراحلته التي عليها طعامه وشرابه في الصحراء الموحشة المهلكة إذا وجدها وقد تهيأ لموته وإنقطاع أوصاله و إن أصر على الأعراض ولم يتعرض لأسباب الرحمة بل أصر على العصيان في إدباره وإقباله وصالح عدو الله وقاطع سيده فقد استحق الهلاك ولا يهلك على الله إلا الشقي الهالك لعظيم رحمته وسعة افضاله وأشهد آن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهاً واحداً فرداً صمداً جل عن الأشباه والأمثال وتقدس عن الأضداد والأنداد والشركاء والأشكال ، لا مانع لما أعطى ولا معطى لما منع ولا راد لحكمه ولا معقب لأمره أما بعد :

لقد حرص الإسلام حرصاً دائماً على بيان كل أمر من أمور الدين والدنيا أن يبين لأهله ما يجب عليهم نحو الله وأنبيائه .. فدعا إلى محبتهم جميعا، والإيمان بهم كاملا. والسلام عليهم شاملا وذلك بنص الآية الكريمة

) سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ( سورة الصافات 180 -182

وأيضاً أمرهم بدراسة الكتاب الذي أنزل على الطائفتين السابقتين للإسلام وهما اليهود والنصارى حتى لا يقولوا إننا كنا عن دراسة هذه الكتب من الغافلين ومن هنا فقد قمت بعمل موجز بسيط وسهل لإستيعاب محتوى الكتاب المقدس ، وأيضاً للقرآن الكريم حتى تعم الفائدة لكل من يريد أن يعرف محتوى الكتب الدينية .

وبعد فإذا كنت قد وفقت فيما قصدت إليه فلله الحمد وهو من وراء القصد خير معين وإن كنت قد أخطأت فإن الله هو الغفور الرحيم.

لهذا أمل أن ينال مؤلفي هذا القبول من كل قارئ ، وما أظن إنه قد وصل إلى الكمال ، أو قاربه فالكمال لله وحده .

يقول العماد الأصفهانى :

(أنى رأيت أنه لا يكتب إنساناً كتاباً في يوم إلا قال في غده لو غير هذا لكان أحسن ولو زيد كذا لكان يستحسن ، ولو قدم هذا لكان أفضل ولو ترك هذا لكان أجمل وهذا من أعظم العبر وهذا دليل على إستيلاء النقص على جملة البشر)

) ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن( العنكبوت 46

والله ولى التوفيق .. منه الفضل وله الحمد .. وعليه التوكل وإليه المناب