موسى: كليم الله

من كتاب الخروج إلى كتاب التثنية

أبدع الله وتكرم فخلق آدم وحواء لينعما هما ونسلهما الآتي بنعمة الوجود في محضر الله. وقد أرادهما سبحانه أن يعتمدا على علمه وإرشاده لهما إلى ما فيه خير يفيدهما، وحفظه لهما من أي شر يضرهما. لكنهما عصيا الله وأرادا الاستقلال عن القدير بأن يعرفا الخير والشر بأنفسهما، فحصلا على ثمرة عصيانهما. وعندئذ أدركا فداحة تلك المعرفة التي عرَّتهما أمام صلاح الله وقداسته فخرجا من الجنة. لذا جاءت سلالتهما من البشر غارقين في المعصية فماتوا بطوفان الله. ماعدا نوح وأسرته الذي يعتبر أيضا أبا لكل حي بعد الطوفان. وقد عاش أبناء نوح في مناطق مختلفة حول البحر الأبيض المتوسط، وهذه أسماؤهم: سام (عاش في آسيا)، وحام (عاش في أفريقيا)، ويافث (عاش في أوربا).

ومن نسل سام جاء أبونا إبراهيم الذي انجب إسماعيل واسحق. ثم انجب اسحق كلا من عيسو ويعقوب الذي دعاه الله باسم إسرائيل (بمعنى أمير الله)، والذي نعرفه نحن بلقب (أبي الأسباط). حيث قام أولاده ببيع أخيهم يوسف إلى قافلة من الاسماعيليين، باعوه بدورهم إلى حاكم مصر. وهناك قام يوسف بإنقاذ فرعون وشعبه من سبع سنوات القحط المميت. ونعرف جميعا كيف قام يوسف كذلك بإنقاذ والده واخوته أيضا عندما أحضرهم لمصر. إلى أن جاء فرعون آخر لم يعرف يوسف ابن يعقوب، فأذل أبناء إسرائيل. حينئذ أرسل الله موسى النبي لكي يحرر الشعب، وينبئهم بالخلاص الآتي.

يمكنك أن تطلب كتاب قصة موسى بالمجان، وذلك حتى نفاذ الكمية.

 

موسى في حيرة

ولما كبر موسى، رأى رجلا مصريا يضرب رجلا عبرانيا من اخوته. فقتل المصري وطمره في الرمل. ثم خرج في اليوم الثاني وإذا رجلان عبرانيان يتخاصمان، فقال للمذنب: لماذا تضرب صاحبك. فرد ذاك: أمفتكر أنت بقتلى كما قتلت المصري؟ ولما سمع فرعون هذا الأمر طلب أن يقتل موسى. فهرب موسى من وجه فرعون وسكن في أرض مديان وجلس عند البئر. وكان لكاهن مديان سبع بنات. فأتين واستقين وملأن الأجران ليسقين غنم أبيهن. فأتى الرعاة وطردوهن. فنهض موسى وأنجدهن وسقى غنمهن. فلما أتين إلى أبيهن قلن: رجل مصري أنقذنا. فقال لبناته وأين هو؟ ادعونه ليأكل طعاما. فارتضى موسى أن يسكن مع الرجل. فأعطى موسى صفورة ابنته. فولدت ابنا فدعا اسمه جرشوم. وحدث في تلك الأيام الكثيرة أن ملك مصر مات. وتنهد بنو إسرائيل من العبودية وصرخوا. فصعد صراخهم إلى الله من اجل العبودية.

ما هو في رأيك الدافع وراء تصرف موسى قبل الدعوة الإلهية، عندما قتل المصري الذي كان يتعارك مع أخاه الإسرائيلي؟ لابد أنه كان يريد أن ينصف أخيه الإسرائيلي ضد سيده المصري

الله يدعو موسى ليحرر الشعب

وأما موسى فكان يرعى غنم يثرون حميه كاهن مديان فساق الغنم إلى وراء البرية وجاء إلى جبل الله حوريب وظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليقه فنظر وإذا العليقة تتوقد بالنار والعليقة لم تكن تحترق فقال موسى أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم لماذا لا تحترق العليقة فلما رأى الرب أنه مال لينظر ناداه الله من وسط العليقة وقال: موسى موسى.. هوذا صراخ بني إسرائيل قد آتى إلى. فالآن هلم فأرسلك إلى فرعون وتخرج شعبي بني إسرائيل من مصر. فقال موسى لله: من أنا حتى أذهب إلى فرعون. قال الله أيضا لموسى: تدخل أنت وشيوخ بنى إسرائيل إلى ملك مصر وتقولون له: نمضي سفر ثلثة أيام في البرية ونذبح للرب إلهنا. فأجاب موسى وقال: ولكن هاهم لا يصدقونني. فقال له الرب: ما هذه في يدك؟ قال عصا. فقال اطرحها إلى الأرض. فطرحها إلى الأرض فصارت حية. فهرب موسى منها. ثم قال الرب لموسى مد يدك وامسك بذنبها. فمد يده وأمسك بها فصارت عصا في يده. ثم قال له الرب أيضا أدخل يدك في عبك. فأدخل يده في عبه ثم أخرجها وإذا يده برصاء مثل الثلج. ثم قال له رد يدك إلى عبك فرد يده إلى عبه ثم أخرجها من عبه وإذا هي قد عادت مثل جسده. فقال له الله: ويكون إذا لم يصدقوا هاتين الآيتين ولم يسمعوا لقولك أنك تأخذ من ماء النهر وتسكب على اليابسة فيصير دما. فقال موسى: أنا ثقيل الفم واللسان. فقال له الرب من صنع للإنسان فما؟ هو أنا. اذهب. أليس هرون اللاوي أخاك؟ أنا أكون مع فمك ومع فمه. فأخذ موسى امرأته وبنيه وأركبهم على الحمير ورجع إلى أرض مصر، وصنع الآيات أمام عيون الشعب فآمن الشعب. ولما سمعوا أن الرب افتقد بنى إسرائيل وأنه نظر مذلتهم خروا وسجدوا.

س: ماذا نتعلم من تأييد الله لموسى القدرة على القيام بتلك المعجزات أمام فرعون مصر، رغم علمه سبحانه بأن فرعون لن يقتنع بها؟ نتعلم أن الله لا يبخل علينا بمعاملاته مهما كانت درجة جحود الناس له سبحانه.

فرعون يرفض خروج الشعب

وبعد ذلك دخل موسى وتهرون وقالا لفرعون هكذا يقول الرب اله إسرائيل أطلق شعبي ليعيدوا لي في البرية فقال فرعون من هو الرب حتى اسمع لقوله فأطلق إسرائيل لا اعرف الرب وإسرائيل لا أطلقه. لماذا يا موسى وهرون تبطلان الشعب من أعماله؟ اذهبا إلى أثقالكما. أنتما تريحانهم من أثقالهم. هاتيا عجيبة. فدخل موسى وهرون إلى فرعون وفعلا هكذا كما أمر الرب طرح هرون عصاه أمام فرعون وأمام عبيده فصارت ثعبانا فدعا فرعون أيضا الحكماء والسحرة ففعل عرافو مصر أيضا بسحرهم كذلك طرحوا كل واحد عصاه فصارت العصي ثعابين ولكن عصا هرون ابتلعت عصيهم فاشتد قلب فرعون فلم يسمع لهما كما تكلم الرب.

الضربات العشر

1- تحويل الماء إلى دم

ثم قال الرب لموسى قل لهرون خذ عصاك ومد يدك على مياه المصريين على أنهارهم وعلى سواقيهم وعلى آجامهم وعلى كل مجتمعات مياههم لتصير دما فيكون دم في كل أرض مصر في الأخشاب وفى الأحجار ففعل هكذا موسى وهرون كما أمر الرب رفع العصا وضرب الماء الذي في النهر أمام عيني فرعون وأمام عيون عبيده فتحول كل الماء الذي في النهر دما ومات السمك الذي في النهر وانتن النهر فلم يقدر المصريون أن يشربوا ماء من النهر وكان الدم في كل أرض مصر وفعل عرافو مصر كذلك بسحرهم فاشتد قلب فرعون فلم يسمع لهما كما تكلم الرب ثم انصرف فرعون ودخل بيته ولم يوجه قلبه إلى هذا أيضا وحفر جميع المصريين حوالي النهر لأجل ماء ليشربوا لأنهم لم يقدروا أن يشربوا من ماء النهر.

2- الضفادع حتى في المضاجع:

فقال الرب لموسى قل لهرون مد يدك بعصاك على الأنهار والسواقي والآجام واصعد الضفادع على أرض مصر فمد هرون يده على مياه مصر فصعدت الضفادع وغطت أرض مصر وفعل كذلك العرافون بسحرهم واصعدوا الضفادع على أرض مصر فدعا فرعون موسى وهرون وقال صليا إلى الرب ليرفع الضفادع عني وعن شعبي فأطلق الشعب ليذبحوا للرب فقال موسى لفرعون عين لي متى اصلي لأجلك ولأجل عبيدك وشعبك لقطع الضفادع عنك وعن بيوتك ولكنها تبقى في النهر فقال غدا فقال كقولك لكي تعرف أن ليس مثل الرب إلهنا .. ففعل الرب كقول موسى فماتت الضفادع من البيوت والدور والحقول وجمعوها كوما كثيرة حتى أنتنت الأرض فلما رأى فرعون انه قد حصل الفرج اغلظ قلبه ولم يسمع لهما كما تكلم الرب.

 

 

3- البعوض اللادغ:

"ثم قال الرب لموسى: قل لهرون مد عصاك واضرب تراب الأرض ليصير بعوضا. ففعلا كذلك. فصار البعوض على الناس وعلى البهائم في جميع أرض مصر. وفعل كذلك العرافون بسحرهم ليخرجوا البعوض فلم يستطيعوا. فقال العرافون لفرعون هذا إصبع الله. ولكن اشتد قلب فرعون فلم يسمع لهما.

4- الذباب المقزز:

ثم قال الرب لموسى: بكر في الصباح وقف أمام فرعون إنه يخرج إلى الماء وقل له هكذا يقول الرب أطلق شعبي ليعبدوني. فإنه إن كنت لا تطلق شعبي ها أنا أرسل عليك وعلى عبيدك وعلى شعبك وعلى بيوتك الذباب. ولكن أميز في ذلك اليوم أرض جاسان حيث شعبي مقيم حتى لا يكون هناك ذباب لكي تعلم أني أنا الرب في الأرض. ففعل الرب هكذا. فدعا فرعون موسى وهرون وقال: اذهبوا اذبحوا لإلهكم في هذه الأرض. فقال موسى: لا يصلح أن نفعل هكذا لأننا إن ذبحنا من ماشية المصريين أمام عيونهم أفلا يرجموننا؟ نذهب سفر ثلاثة أيام في البرية ونذبح للرب إلهنا كما يقول لنا. فقال فرعون أنا أطلقكم لتذبحوا للرب إلهكم في البرية ولكن لا تذهبوا بعيدا. صليا لأجلى. فقال موسى: ها أنا أخرج من لدنك وأصلي إلى الرب فترتفع الذباب عن فرعون وعبيده وشعبه غدا ولكن لا يعد فرعون يخاتل حتى لا يطلق الشعب ليذبح للرب. فخرج موسى من لدن فرعون وصلى إلى الرب. ففعل الرب كقول موسى فارتفع الذباب عن فرعون وعبيده وشعبه، لم تبق واحدة. ولكن اغلظ فرعون قلبه هذه المرة أيضا فلم يطلق الشعب.

5- الوبأ المميت:

ثم قال الرب لموسى: ادخل إلى فرعون وقل له هكذا يقول الرب اله العبرانيين أطلق شعبي ليعبدوني. فانه إن كنت تأبى أن تطلقهم وكنت تمسكهم بعد. فها يد الرب تكون على مواشيك التي في الحقل على الخيل والحمير والجمال والبقر والغنم وبأ ثقيلا جدا. وعيَّن الرب وقتا قائلا غدا يفعل الرب هذا الأمر في الأرض. ففعل الرب هذا الأمر في الغد. ولكن غلظ قلب فرعون فلم يطلق الشعب.

6- أمراض الدمامل:

ثم قال الرب لموسى وهرون: خذا ملء أيديكما من رماد الأتون وليذره موسى نحو السماء أمام عيني فرعون. ليصير غبارا على كل أرض مصر فيصير على الناس وعلى البهائم دمامل طالعة ببثور. فأخذا رماد الأتون ووقفا أمام فرعون وذراه موسى نحو السماء فصار دمامل بثور طالعة في الناس وفي البهائم، ولم يستطع العرافون أن يقفوا أمام موسى من أجل الدمامل، لان الدمامل كانت في العرافين. ولكن شدد فرعون قلبه فلم يسمع لهما كما كلم الرب موسى.

7- مطر البَرَد (الثلج):

"ثم قال الرب لموسى بكر في الصباح وقف أمام فرعون وقل له هكذا يقول الرب: أنت معاند بعد لشعبي حتى لا تطلقه. ها أنا غدا مثل الآن، أمطر بَرَدا عظيما جدا لم يكن مثله في مصر منذ يوم تأسيسها إلى الآن. الذين يوجدون في الحقل، ينزل عليهم البَرَد فيموتون. فالذي خاف كلمة الرب من عبيد فرعون هرب بعبيده ومواشيه إلى البيوت. ثم قال الرب لموسى: مد يدك نحو السماء ليكون بَرَد. فمد موسى عصاه نحو السماء فأعطى الرب رعودا وبَرَدا وجرت نار البرق على الأرض وأمطر الرب بَرَدا. فأرسل فرعون ودعا موسى وهرون وقال لهما: أخطأت هذه المرة، الرب هو البار وأنا وشعبي الأشرار. صليا إلى الرب وكفى حدوث رعود الله و البَرَد فأطلقكم ولا تعودوا تلبثون. فقال له موسى: عند خروجي من المدينة أبسط يدي إلى الرب فتنقطع الرعود ولا يكون البَرَد أيضا لكي تعرف أن للرب الأرض، وأما أنت وعبيدك فأنا أعلم أنكم لم تخشوا بعد من الرب الإله. فخرج موسى من المدينة من لدن فرعون وبسط يديه إلى الرب فانقطعت الرعود والبَرَد ولم ينصب المطر على الأرض. ولكن فرعون لما رأى أن المطر والبَرَد والرعود انقطعت عاد يخطئ وأغلظ قلبه هو وعبيده. فلم يطلق بني إسرائيل.

 

 

 

8- كارثة الجراد:

"ثم قال الرب لموسى: ادخل إلى فرعون. فدخل موسى وهرون إلى فرعون وقالا له هكذا يقول الرب: إلى متى تأبى أن تخضع لي. أطلق شعبي ليعبدوني، فانه إن كنت تأبى أن تطلق شعبي ها أنا أجيء غدا بجراد على تخومك، فيغطي وجه الأرض حتى لا يُستطاع نظر الأرض، ويأكل الفضلة السالمة الباقية لكم من البَرَد، ويأكل جميع الشجر النابت لكم من الحقل، ويملأ بيوتك وبيوت جميع عبيدك. فقال عبيد فرعون له إلى متى يكون هذا لنا فخا أطلق الرجال ليعبدوا الرب إلههم، ألم تعلم بعد أن مصر قد خربت. فرُدَّ موسى وهرون إلى فرعون فقال لهما: اذهبوا اعبدوا الرب إلهكم ولكن من ومن هم الذين يذهبون؟. فقال موسى نذهب بفتياننا وشيوخنا نذهب ببنينا وبناتنا بغنمنا وبقرنا لان لنا عيدا للرب. فقال لهما: ليس هكذا اذهبوا أنتم الرجال واعبدوا الرب لأنكم لهذا طالبون فطردا من لدن فرعون. ثم قال الرب لموسى مد يدك على أرض مصر لأجل الجراد. فمد موسى عصاه على أرض مصر فجلب الرب على الأرض ريحا شرقية كل ذلك النهار وكل الليل ولما كان الصباح حملت الريح الشرقية جراد لم يكن قبله جراد ولا يكون بعده كذلك. وغطى وجه كل الأرض حتى أظلمت الأرض واكل جميع عشب الأرض وجميع ثمر الشجر الذي تركه البَرَد حتى لم يبق شيء أخضر في الشجر ولا في عشب الحقل في كل أرض مصر. فدعا فرعون موسى وهرون مسرعا وقال أخطأت: إلى الرب إلهكما واليكما، ألان اصفحا عن خطيتي هذه المرة فقط وصليا إلى الرب إلهكما ليرفع عني هذا الموت فقط. فخرج موسى من لدن فرعون وصلى إلى الرب. فرد الرب ريحا غربية شديدة جدا فحملت الجراد وطرحته إلى بحر سوف لم تبق جرادة واحدة في كل تخوم مصر. ولكن شدد فرعون قلبه فلم يطلق بني إسرائيل.

9- الظلام الدامس:

ثم قال الرب لموسى مد يدك نحو السماء ليكون ظلام. فمد موسى يده نحو السماء فكان ظلام دامس في كل أرض مصر ثلاثة أيام. لم يبصر أحد أخاه. فدعا فرعون موسى وقال: اذهبوا اعبدوا الرب غير أن غنمكم وبقركم تبقى، أولادكم أيضا تذهب معكم. فقال موسى: أنت تعطي أيضا في أيدينا ذبائح ومحرقات لنصنعها للرب إلهنا. فتذهب مواشينا أيضا معنا لا يبقى ظلف لأننا منها نأخذ لعبادة الرب إلهنا، ونحن لا نعرف بماذا نعبد الرب حتى نأتي إلى هناك.قال له فرعون: اذهب عني احترز لا تر وجهي أيضا، إنك يوم ترى وجهي تموت. فقال موسى: نعما قلت أنا لا أعود أرى وجهك أيضا.

(لكن قلب فرعون تصلب ولم يسمح لهم بالذهاب، إلا بعد إتمام الضربة العاشرة)

10- موت كل ابن بكر:

ثم قال الرب لموسى ضربة واحدة أيضا اجلب على فرعون وعلى مصر بعد ذلك يطلقكم من هنا. وأعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين. وأيضا الرجل موسى كان عظيما جدا في أرض مصر في عيون عبيد فرعون وعيون الشعب. وقال موسى (لفرعون) هكذا يقول الرب أنى نحو نصف الليل أخرج في وسط مصر فيموت كل بكر في أرض مصر من بكر فرعون الجالس على كرسيه إلى بكر الجارية التي خلف الرحى وكل بكر بهيمة ويكون صراخ عظيم في كل أرض مصر لم يكن مثله ولا يكون مثله أيضا، ولكن جميع بني إسرائيل لا يسنن كلب لسانه إليهم. فينزل إلى جميع عبيدك هؤلاء ويسجدون لي قائلين اخرج أنت وجميع الشعب الذين في أثرك. وبعد ذلك اخرج. وقال لبنى إسرائيل: خذوا لكم غنما واذبحوا، ومسوا العتبة العليا والقائمتين بالدم. فإن الرب يجتاز. فحين يرى الدم، لا يدع المهلك يدخل بيوتكم ليضرب. فحدث في نصف الليل أن الرب ضرب كل بكر في أرض مصر من بكر فرعون الجالس على كرسيه إلى بكر الأسير الذي في السجن. فقام فرعون ليلا هو وكل عبيده. وكان صراخ عظيم. فدعا موسى وهرون وقال: قوموا اخرجوا من بين شعبي، واذهبوا واعبدوا الرب كما تكلمتم.

فرعون يتعقب الشعب بجيشه

فلما اخبر ملك مصر أن الشعب قد هرب، تغير قلب فرعون وعبيده على الشعب. فقالوا: ماذا فعلنا حتى أطلقنا إسرائيل من خدمتنا؟ فشد مركبته وأخذ قومه معه، وأخذ ست مئة مركبة منتخبة، وسائر مركبات مصر، وجنودا مركبية على جميعها. رفع بنو إسرائيل عيونهم، ففزعوا جدا وصرخ بنو إسرائيل إلى الرب، وقالوا لموسى: هل لأنه ليست قبور في مصر أخذتنا لنموت في البرية ماذا صنعت بنا حتى أخرجتنا من مصر، أليس هذا هو الكلام الذي كلمناك به في مصر قائلين كف عنا فنخدم المصريين لأنه خير لنا أن نخدم المصريين من أن نموت في البرية. فقال موسى للشعب لا تخافوا قفوا وانظروا خلاص الرب الذي يصنعه لكم اليوم. الرب يقاتل عنكم و انتم تصمتون.

س: لماذا كان فرعون متمسكا باستعباد بني إسرائيل رغم الضربات التي أوقعها الله عليه؟ لكي لا يظهر وكأنه قد ضعف أو تراجع أمام عبيده الأذلاء.

الله ينقذ الشعب

فقال الرب لموسى: قل لبني إسرائيل أن يرحلوا وارفع أنت عصاك ومد يدك على البحر وشقه. فيدخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليابسة. ومد موسى يده على البحر فأجرى الرب البحر بريح شرقية شديدة كل الليل وجعل البحر يابسة وانشق الماء فدخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليابسة والماء سور لهم عن يمينهم وعن يسارهم وتبعهم المصريون ودخلوا وراءهم جميع خيل فرعون ومركباته وفرسانه إلى وسط البحر. فمد موسى يده على البحر. فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون الذي دخل وراءهم في البحر لم يبق منهم ولا واحد. فخاف الشعب الرب وآمنوا بالرب وبعبده موسى.

س: كيف حرر موسى شعبه من فرعون؟ بالاستماع إلى تعليمات الله والعبور البري في وسط البحر. حيث غرقت مركبات فرعون عندما ظن أنه بمقدوره أن يسعى في أثرهم.

 

الفصل الثاني: الوصايا العشر في شريعة الله لموسى

الله يتجلى في سيناء عند إعطاء الشريعة

بعد خروج بني إسرائيل من أرض مصر في ذلك اليوم جاءوا إلى برية سيناء. وأما موسى فصعد إلى الله فناداه الرب من الجبل قائلا: هكذا تقول لبيت يعقوب وتخبر بني إسرائيل، الآن إن سمعتم لصوتي وحفظتم عهدي تكونون لي خاصة. فأجاب جميع الشعب معا وقالوا كل ما تكلم به الرب نفعل. فقال الرب لموسى: ها أنا آت إليك في ظلام السحاب لكي يسمع الشعب حينما أتكلم معك فيؤمنوا بك أيضا إلى الأبد. اذهب إلى الشعب وقدسهم اليوم وغدا، وليغسلوا ثيابهم، لأنه في اليوم الثالث ينزل الرب أمام عيون جميع الشعب على جبل سيناء وتقيم للشعب حدودا من كل ناحية قائلا احترزوا من أن تصعدوا إلى الجبل أو تمسوا طرفه كل من يمس الجبل يقتل قتلا. وحدث في اليوم الثالث لما كان الصباح انه صارت رعود وبروق وسحاب ثقيل على الجبل وصوت بوق شديد جدا فارتعد كل الشعب الذي في المحلة وأخرج موسى الشعب من المحلة لملاقاة الله فوقفوا في اسفل الجبل وكان جبل سيناء كله يدخن من اجل أن الرب نزل عليه بالنار وصعد دخانه كدخان الأتون وارتجف كل الجبل جدا فكان صوت البوق يزداد اشتدادا جدا وموسى يتكلم والله يجيبه بصوت. ولما رأى الشعب ارتعدوا ووقفوا من بعيد وقالوا لموسى تكلم أنت معنا فنسمع ولا يتكلم معنا الله لئلا نموت، فقال موسى للشعب لا تخافوا، لان الله إنما جاء لكي يمتحنكم ولكي تكون مخافته أمام وجوهكم حتى لا تخطئوا.

س: كيف حصل موسى على لقب كليم الله؟ حصل موسى على هذا اللقب لأنه استمع إلى كلام الله وتجاوب مع مشيئته سبحانه، فأستحق أن ينعم بالحديث مع جلاله.

 

 

الشريعة

ثم أعطى (الله) موسى عند فراغه من الكلام معه في جبل سيناء لوحي الشهادة، لوحي حجر مكتوبين بإصبع الله.

أ- الوصايا العشر (القانون الأدبي):

ثم تكلم الله بجميع هذه الكلمات:

1- لا يكن لك آلهة أخرى أمامي.

2- لا تصنع لك تمثالا منحوتا ولا صورة، لتسجد لهن وتعبدهن لأني أنا الرب إلهك اله غيور.

3- لا تنطق باسم الرب إلهك باطلا لان الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلا.

4- ستة أيام تعمل وتصنع جميع عملك وأما اليوم السابع ففيه سبت للرب إلهك لا تصنع عملا ما. لان في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض والبحر وكل ما فيها.

5- اكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك.

6- لا تقتل.

7- لا تزن.

8- لا تسرق.

9- لا تشهد شهادة زور

10- لا تشته امرأة قريبك ولا عبده ولا أمته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئا مما لقريبك

س: هل تعتقد أنه يوجد من التزم بشريعة الله ووصاياه بالكامل؟ طبعا لم يوجد من التزم بهذه الشرائع والوصايا بالكامل، تطبيقا لقول الوحي أنه ليس صالح إلا الله.

 

ب- إقامة الحدود والعقوبات (القانون المدني)

إذا اشتريت عبدا عبرانيا فست سنين يخدم وفى السابعة يخرج حرا مجانا. من ضرب إنسانا فمات يقتل قتلا ولكن الذي لم يتعمد، فأنا اجعل لك مكانا يهرب إليه. ومن ضرب أباه أو أمه يقتل قتلا، ومن سرق إنسانا وباعه أو وجد في يده يقتل قتلا، ومن شتم أباه أو أمه يقتل قتلا. وإذا ضرب إنسان عبده أو أمته بالعصا فمات تحت يده ينتقم منه. وإذا تخاصم رجال وصدموا امرأة حبلى فسقط ولدها ولم تحصل أذية يغرم كما يضع عليه زوج المرأة ويدفع عن يد القضاة وان حصلت أذية تعطي نفسا بنفس وعينا بعين وسنا بسن. وإذا نطح ثور رجلا أو امرأة فمات يرجم الثور ولا يؤكل لحمه وأما صاحب الثور فيكون بريئا. ولكن إن كان ثورا نطاحا، ولم يضبطه فقتل رجلا أو امرأة فالثور يرجم وصاحبه أيضا يقتل. وإذا فتح إنسان بئرا أو حفر إنسان بئرا ولم يغطه فوقع فيها ثور أو حمار فصاحب البئر يعوض ويرد فضة لصاحبه والميت يكون له. إذا سرق إنسان ثورا أو شاة فذبحه أو باعه يعوض عن الثور بخمسة ثيران وعن الشاة بأربعة من الغنم. لا تسئ إلى أرملة ما ولا يتيم إن أسأت إليه فإني إن صرخ إلى اسمع صراخه فيحمى غضبي وأقتلكم بالسيف.إن أقرضت فضة لشعبي الفقير الذي عندك فلا تكن له كالمرابي لا تضعوا عليه ربا. لا تسب الله ولا تلعن رئيسا في شعبك. ولحم فريسة في الصحراء لا تأكلوا، للكلاب تطرحونه، لا تقبل خبرا كاذبا، ولا تضع يدك مع المنافق لتكون شاهد ظلم. إذا صادفت ثور عدوك أو حماره شاردا ترده إليه. ولا تأخذ رشوة لان الرشوة تعمي المبصرين. ولا تضايق الغريب فإنكم عارفون نفس الغريب لأنكم كنتم غرباء في أرض مصر.

س: ماذا تعرف عن الشريعة التي أعطاها الله لموسى؟ كانت شريعة متكاملة، إذ احتوت على بنود واضحة من القوانين الأدبية والقوانين المدنية وقوانين الفرائض.

 

 

ج- الاحتفالات الدينية والراحات

ست سنين تزرع أرضك وتجمع غلتها وأما في السابعة فتريحها وتتركها ليأكل فقراء شعبك وفضلتهم تأكلها وحوش البرية، كذلك تفعل بكرمك وزيتونك ستة أيام تعمل عملك وأما اليوم السابع ففيه تستريح لكي يستريح ثورك وحمارك ويتنفس ابن أمتك والغريب، وكل ما قلت لكم احتفظوا به ولا تذكروا اسم آلهة أخرى. ثلاث مرات تعيد لي في السنة:

1- تحفظ عيد الفطير تأكل فطيرا سبعة أيام كما أمرتك في وقت شهر أبيب لأنه فيه خرجت من مصر.

2- وعيد الحصاد أبكار غلاتك التي تزرع في الحقل.

3- وعيد الجمع في نهاية السنة عندما تجمع غلاتك من الحقل .. ثلاث مرات في السنة يظهر جميع ذكورك أمام السيد الرب، لا تذبح على خمير دم ذبيحتي ولا يبيت شحم عيدي إلى الغد، أول أبكار أرضك تحضره إلى بيت الرب إلهك، لا تطبخ جديا بلبن أمه.

س: أذكر باختصار مصادر وبنود الشريعة التي تتبعها؟ هذا سؤال يجيبه القارئ.

 

تعليمات إقامة صندوق العهد وخيمة الاجتماع لعبادة الله

وكلم الرب موسى قائلا كلم بني إسرائيل أن يأخذوا لي تقدمة. فيصنعون لي مقدسا لأسكن في وسطهم بحسب جميع ما أنا أريك من مثال المسكن. فيصنعون تابوتا من خشب السنط. وأما المسكن فتصنعه من عشر شقق بوص وتصنع الألواح للمسكن من خشب السنط قائمة. وتصنع المذبح من خشب السنط. وقرب إليك هرون أخاك وبنيه معه من بين بني إسرائيل ليكهن لي: هرون ناداب وأبيهو ألعازار وإيثامار بني هرون وهذه هي الثياب التي يصنعونها: صدرة ورداء وجبة وقميص مخرم وعمامة ومنطقة فيصنعون ثيابا مقدسة لهرون أخيك ولبنيه ليكهن لي. وهذا ما تصنعه لهم لتقديسهم ليكهنوا لي. وتصنع مذبحا، فيوقد عليه هرون بخورا. ويصنع هرون كفارة من دم ذبيحة الخطية مرة في السنة. ومن زيت الزيتون دهنا مقدسا للمسحة يكون، وتمسح به خيمة الاجتماع وتابوت الشهادة.

س: ماذا نتعلم من أمر الله لموسى بأن يذبح له؟ نتعلم أنه بدون أضحية، لا يوجد خلاص للإنسان في كل زمان ومكان. مثل أضحية الذبح العظيم للكبش الذي فدى ابن إبراهيم، وليس عظيم إلا الله القدير سبحانه.

عبادة الشعب لعجل من الذهب

ولما رأى الشعب أن موسى أبطأ في النزول من الجبل، اجتمع الشعب على هرون وقالوا له اصنع لنا آلهة تسير أمامنا لان موسى الرجل الذي أصعدنا من أرض مصر لا نعلم ماذا أصابه. فنزع كل الشعب أقراط الذهب التي في آذان نسائهم، وأتوا بها إلى هرون. فأخذه من أيديهم وصوره بإزميل وصنعه عجلا مسبوكا. فقال الرب لموسى: اذهب وانزل لأنه قد فسد شعبك الذي أصعدته من أرض مصر. ليحمى غضبى عليهم وأفنيهم، فتضرع موسى أمام الرب وانصرف ونزل من الجبل ولوحا الشهادة في يده، لوحان مكتوبان على جانبيهما. من هنا ومن هناك واللوحان هما صنعة الله والكتابة كتابة الله منقوشة على اللوحين. وكان عندما اقترب إلى المحلة، أنه حمى غضب موسى وطرح اللوحين من يديه وكسرهما في أسفل الجبل. ثم أخذ العجل الذي صنعوا وطحنه حتى صار ناعما وذراه على وجه الماء وسقى بنى إسرائيل. ووقع من الشعب في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف رجل. وكان في الغد أن رجع موسى إلى الرب. فقال الرب لموسى: من أخطأ فإني أمحوه من كتابي. فضرب الرب الشعب

س: ما سبب عصيان إسرائيل بعد أن حررهم موسى من فرعون؟ سبب العصيان هو التمسك بما هو معروف، وعدم الثقة في قدرة الله على إعطاء العون المناسب الذي يهب حرية أفضل من تلك العبودية.

 

 

الفصل الثالث: التيهان في الصحراء

الله يجدد وعده لموسى

وقال الرب لموسى اذهب اصعد أنت والشعب الذي أصعدته من أرض مصر إلى الأرض التي حلفت لإبراهيم وإسحق ويعقوب قائلا لنسلك أعطيها. وكان عمود السحاب إذا دخل موسى الخيمة ينزل ويقف عند باب الخيمة ويتكلم الرب مع موسى. وجها لوجه كما يكلم الرجل صاحبه. ثم قال الله لموسى انحت لك لوحين من حجر مثل الأولين، فأكتب أنا على اللوحين الكلمات التي كانت على اللوحين الأولين الذين كسرتهما. ففعل موسى كما أمره الله.

 

الله يعطي وعده لمن يؤمن به

ثم كلم الرب موسى قائلا: أرسل رجالا. فأرسلهم موسى من برية فاران حسب قول الرب كلهم رجال هم رؤساء بني إسرائيل، ثم رجعوا وقالوا إنها تفيض لبنا وعسلا، وهذا ثمرها، غير أن الشعب الساكن في الأرض معتز والمدن حصينة عظيمة جدا. لكن كالب قال: إننا نصعد ونمتلكها لأننا قادرون عليها، وأما الرجال الذين صعدوا معه فقالوا لا نقدر أن نصعد إلى الشعب لأنهم أشد منا. وقد رأينا هناك الجبابرة بني عناق، فكنا في أعيننا كالجراد وهكذا كنا في أعينهم. فرفعت كل الجماعة صوتها وصرخت وبكى الشعب تلك الليلة وتذمر على موسى وهرون جميع بنى إسرائيل وقال لهما كل الجماعة: لماذا أتى بنا الرب إلى هذه الأرض لنسقط بالسيف تصير نساؤنا وأطفالنا غنيمة أليس خيرا لنا أن نرجع إلى مصر. فقال بعضهم إلى بعض نقيم رئيسا ونرجع إلى مصر. فقال يشوع بن نون وكالب بن يفنة للشعب: لا تتمردوا على الرب ولا تخافوا من شعب الأرض لأنهم خبزنا، قد زال عنهم ظلهم والرب معنا لا تخافوهم، ولكن قال كل الجماعة أن يرجما بالحجارة.

عقوبة عدم الإيمان

وقال الرب لموسى حتى متى يهينني هذا الشعب. إن جميع الرجال الذين رأوا مجدي وآياتي التي عملتها في مصر وفى البرية، لن يروا الأرض التي حلفت لآبائهم. وجميع الذين أهانوني، تسقط جثثكم، لن تدخلوا الأرض، فيما عدا كالب بن يفنة ويشوع بن نون. وأما أطفالكم الذين قلتم أنهم يسقطون غنيمة فإني سأدخلهم الأرض. يكونون رعاة في القفر أربعين سنة ويحملون فجوركم حتى تفنى جثثكم في القفر.

 

الله يعولهم في الصحراء

1- أمدهم بالمن والسلوى لمدة 40 عاماً

فتذمر كل جماعة بني إسرائيل على موسى وهرون في البرية وقال لهما بنو إسرائيل ليتنا متنا بيد الرب في أرض مصر. فإنكما أخرجتمانا إلى هذا القفر لكي تميتا كل هذا الجمهور بالجوع. فقال الرب موسى: في العشية تأكلون لحما، وفي الصباح تشبعون خبزا وتعلمون أنى أنا الرب إلهكم. فكان في المساء أن السلوى صعدت وغطت المحلة وفى الصباح، لما ارتفع سقيط الندى إذا على وجه البرية شيء دقيق مثل قشور دقيق كالجليد على الأرض. فقال لهم موسى: هو الخبز الذي أعطاكم الرب لتأكلوا. ودعا بيت إسرائيل اسمه منا وهو كبزر الكزبرة ابيض وطعمه كرقاق بعسل. وأكل بنو إسرائيل المن أربعين سنة حتى جاءوا إلى أرض عامرة أكلوا المن حتى جاءوا إلى طرف أرض كنعان.

2- أمدهم الله بالماء من الصخرة

ولم يكن ماء للجماعة فاجتمعوا على موسى وهرون، وخاصم الشعب موسى وكلموه قائلين: لماذا أتيتما بجماعة الرب إلى هذه البرية لكي نموت فيها نحن ومواشينا، ولماذا أصعدتمانا من مصر لتأتيا بنا إلى هذا المكان الرديء. وكلم الرب موسى قائلا: خذ العصا واجمع الجماعة أنت وهرون أخوك وكلما الصخرة أمام أعينهم أن تعطي ماءها فتخرج لهم ماء من الصخرة وتسقي الجماعة ومواشيهم، فأخذ موسى العصا من أمام الرب كما أمره. ورفع موسى يده وضرب الصخرة بعصاه مرتين فخرج ماء غزير فشربت الجماعة ومواشيها، فقال الرب لموسى وهرون من اجل أنكما لم تؤمنا بي حتى تقدساني أمام أعين بني إسرائيل لذلك لا تدخلان هذه الجماعة إلى الأرض التي أعطيتهم إياها.

3- أنقذهم الله من الحيات القاتلة

وتكلم الشعب على الله وعلى موسى قائلين: قد كرهت أنفسنا الطعام السخيف، فأرسل الرب على الشعب الحيات المحرقة فلدغت الشعب فمات قوم كثيرون من إسرائيل. فأتى الشعب إلى موسى وقالوا قد أخطأنا إذ تكلمنا على الرب وعليك فصل إلى الرب ليرفع عنا الحيات فصلى موسى لأجل الشعب، فقال الرب لموسى اصنع لك حية محرقة وضعها على راية فكل من لدغ ونظر إليها يحيا، فصنع موسى حية من نحاس ووضعها على الراية فكان متى لدغت حية إنسانا ونظر إلى حية النحاس يحيا.

س: كيف نهرب من غضب الله، ونلجأ لرحمته، وهو الواحد العادل؟ ننال هذا الخلاص عندما نقبل الأضحية التي يقدمها لنا الله سبحانه، حتى ولو تعارضت مع منطقنا البشري.

 

4- أعطاهم نصرة على الأعداء

وأرسل إسرائيل رسلا إلى سيحون ملك الأموريين قائلا، دعني أمر في أرضك لا نميل إلى حقل ولا إلى كرم ولا نشرب ماء بئر في طريق الملك نمشي حتى نتجاوز تخومك، فلم يسمح سيحون لإسرائيل بالمرور في تخومه بل جمع سيحون جميع قومه وخرج للقاء إسرائيل إلى البرية فأتى إلى ياهص وحارب إسرائيل، فضربه إسرائيل بحد السيف وملك أرضه من أرنون إلى يبوق إلى بني عمون لأن تخم بني عمون كان قويا، فأخذ إسرائيل كل هذه المدن وأقام إسرائيل في جميع مدن الأموريين في حشبون وفي كل قراها.

نبوة موسى

قال لي الرب: أقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه. وأما النبي الذي يطغى فيتكلم باسمى كلاما لم أوصه أن يتكلم به فيموت ذلك النبي، فلا تخف منه.

 

خطاب موسى للجيل الداخل أرض الموعد

1- حثهم على طاعة وصايا الله

إن هذه الوصية التي أوصيك بها اليوم ليست عسرة عليك ولا بعيدة منك. بل الكلمة قريبة منك جدا في فمك وفى قلبك لتعمل بها، انظر قد جعلت اليوم قدامك الحياة والخير والموت والشر، بما أنى أوصيتك اليوم أن تحب الرب إلهك وتسلك في طرقه وتحفظ وصاياه وفرائضه وأحكامه لكي تحيا وتنمو ويباركك الرب إلهك في الأرض التي أنت داخل إليها لكي تمتلكها، فان انصرف قلبك ولم تسمع بل غويت وسجدت لآلهة أخرى وعبدتها، فإني أنبئكم اليوم أنكم لا محالة تهلكون لا تطيل الأيام على الأرض التي أنت عابر الأردن لكي تدخلها وتمتلكها، اشهد عليكم اليوم السماء والأرض قد جعلت قدامك الحياة والموت البركة واللعنة فاختر الحياة لكي تحيا أنت ونسلك، إذ تحب الرب إلهك وتسمع لصوته وتلتصق به لأنه هو حياتك والذي يطيل أيامك لكي تسكن على الأرض التي حلف الرب لآبائك إبراهيم واسحق ويعقوب أن يعطيهم إياها.

س: هل كان الإسرائيليون مُسيّرين أم مخيرين؟ وماذا عنا نحن؟ نعم كان الإسرائيليون مخيرين عندما عصوا الله. تماما مثل الإنسان في كل عصر. ولذا فإن الله سيوقع عقابا رهيبا على جميع الذين لم يقبلوا هذه النعمة التي يقدمها لهم ليتحرروا من عبودية الشر والعصيان.

وقد قال السيد المسيح:

"أتيت ليكون لهم أفضل حياة" (يوحنا10: 10)

1- شجعهم على الثقة في الله

"فذهب موسى وكلم بهذه الكلمات جميع إسرائيل، وقال لهم أنا اليوم ابن مئة وعشرين سنة لا أستطيع الخروج والدخول بعد والرب قد قال لي لا تعبر هذا الأردن، الرب إلهك هو عابر قدامك هو يبيد هؤلاء الأمم من قدامك فترثهم. يشوع عابر قدامك كما قال الرب. تشددوا وتشجعوا لا تخافوا ولا ترهبوا وجوههم لان الرب إلهك سائر معك لا يهملك ولا يتركك، فدعا موسى يشوع وقال له أمام أعين جميع إسرائيل تشدد وتشجع لأنك أنت تدخل مع هذا الشعب الأرض التي اقسم الرب لآبائهم أن يعطيهم إياها وأنت تقسمها لهم، والرب سائر أمامك هو يكون معك لا يهملك ولا يتركك لا تخف ولا ترتعب.

2- باركهم:

وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته فقال: جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير وتلألأ من جبل فاران وأتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم.

 

موت موسى

وصعد موسى إلى جبل نبو، الذي قبالة أريحا.فمات هناك موسى عبد الرب. ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم. وكان موسى ابن مئة وعشرين سنة حين مات ولم تكل عيناه ولم تذهب نضارته. فبكى بنو إسرائيل ثلاثين يوما. فكملت أيام بكاء مناحة موسى.

 

خليفة موسى

ويشوع بن نون كان قد امتلأ روح حكمة إذ وضع موسى عليه يديه، فسمع له بنو إسرائيل وعملوا كما أوصى الرب موسى." (تثنية34: 9)

(ويمكنك أن تقرأ في سفر يشوع عن وصول الشعب في عهده إلى حيث قادهم الله القدير.)

خاتمة:

خلال سياحتنا مع موسى في رحلته الطويلة مع الشعب رأينا الله في مطلق قداسته لا يطيق الإثم، وفي مطلق عدله ينزل عقابه الرادع بالأشرار، لكنه في مطلق محبته يفتح أبواب الرحمة لمن يعلن ندمه على الشر ويتوب عن الإثم ويعود من ضلال طريقه إلى صراط الحق والنور..

أما العنيد الرافض فلا محالة غارق مع فرعون وعبيده في البحر، والمتمرد العاصي لاشك هالك مع من مات في الصحراء من بني إسرائيل، والساعي للنجاة من العقاب المحتوم بالاعتماد على أفكاره أو أعماله لا ريب واجد نفسه عاريا يقف أمام الديان. فلا فكره يستره ولا أعماله تغطيه .. فإلى أي جانب تنحاز أخي القارئ بعد أن أدركت الحقيقة؟ اغتنم الفرصة واهرب الآن من غضب الله إلى رحمته تجد أحضان حبه ترحب على اتساعها بعودتك.

عودة للصفحة الرئيسية