معرفة الخلاص

مقدمة

الفصل الأول : إنقاذ من عقوبة الخطية

الفصل الثاني : إنقاذ من سلطان الخطية

الفصل الثالث : إنقاذ من جسد الخطيـة

حمل هذا الكتاب

عودة للصفحة الرئيسية

الفصل الأول إنقاذ من عقوبة الخطية



إذا ارتكب أحد منا خطية معينة من الخطايا فإنه يتبكت ويتألم لأنه يرى شدة غضب الله بسبب هذه الخطية، ويحس بأنه يستحق الموت، لأنه فعل الشر في عيني الرب إلهه …

هذا شعور سليم لأن الكتاب المقدس يقول: "أجرة الخطية هي موت" (رو23:6).

فإن كان هذا هو شعورنا فإننا نستطيع أن نفهم معنى الخلاص. فالخلاص هو إنقاذنا من عقوبة الخطية ودينونتها. وبالتالي فهو إنقاذ من عقدة الشعور بالذنب التي نشعر بها بسبب الخطية. فالكتاب المقدس يعلنها صريحة أنه "لا شئ من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح" (رو1:8).

فالرب يسوع المسيح بموته على الصليب قد فدانا من عقوبة الخطية، واحتمل في جسده عقوبة خطايانا ليطلقنا مبررين. يقول الكتاب المقدس: "والرب قد وضع عليه إثم جميعنا" (اش6:53).

هل تثق يا أخي وتؤمن في كفاية دم المسيح المسفوك عنك ليرفع عنك العقوبة التي تستحقها؟ فالكتاب المقدس يقول: "ونحن متبررين الآن بدمه نخلص به من الغضب" (رو9:5).

أم أنك تعيش حزينا مرتجفا من العقاب الأبدي غير واثق في تبرير الرب لك بدمه. الواقع إنك إن لم تثق في ذلك، فانك تنقص من قيمة دم المسيح وعمله الكفاري على الصليب!!.

أليس على هذا الأساس الإيماني المتين صار قبولنا لسر المعمودية المقدسة، وممارستنا لسر التوبة والاعتراف، حتى نحصل على الخلاص من عقوبة خطايانا؟!

فالمعمودية هي موت ودفن وقيامة مع المسيح لحياة جديدة تختلف تماما عن حياة أهل العالم الذين يعيشون لأنفسهم ولذواتهم. فالحياة الجديدة هي حياة محصورة في المسيح ولأجله ولتمجيد اسمه.

أما سر التوبة فهو الندامة على السلوك الخاطئ، والأعمال التي يسقط فيها الإنسان عن ضعف أو جهل أو كسل، ثم يقوم ليواصل مسيرته الروحية بعد التخلص من دنس الخطية. فالكتاب المقدس يقول: "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم" (1يو1: 9)


ولكن هل معنى هذا أننا نتمادى في خطايانا وشرورنا على حساب دم المسيح؟ كلا..

أريدك أن تلاحظ جيداً أن الكتاب عندما قال: "إذاً لا شئ من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع" أكمل قائلا: "السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح" (رو1:8).

والسيد المسيح نفسه قال لمريض بيت حسدا بعد أن شفاه من مرض الجسد ومرض الخطية "ها أنت قد برئت فلا تخطئ أيضاً لئلا يكون لك أشر" (يو14:5).

وبولس الرسول يؤكد هذا القول بقوله: "فماذا نقول. أنبقى في الخطية لكي تكثر النعمة. حاشا. نحن الذين متنا عن الخطية كيف نعيش بعد فيها" (رو1:6،2).

فالخلاص من عقوبة الخطية قد تم فعلاً بدم المسيح وموته الكفاري على الصليب، وينتقل إلينا عن طريق أسرار الكنيسة. وعن هذا قال قداسة البابا شنوده الثالث:

[حقا إن الخلاص قد تم على الصليب بالفداء بدم المسيح، ولكن نقل هذا الخلاص إلى الناس تقوم به الكنيسة عن طريق الكهنوت والأسرار المقدسة]

(كتاب بدعة الخلاص في لحظة ص47)

كان هذا عن الجانب الأول من الخلاص، أما الجانب الثاني للخلاص فهو: