قضية الناسخ والمنسوخ فى القرآن

مقدمة

 التعريف بقضية الناسخ والمنسوخ

1 ـ ماهو المقصود بالناسخ والمنسوخ فى القرآن ؟

2 ـ من أين جاءت فكرة الناسخ والمنسوخ فى القرآن ؟

3 ـ ماهو المقصود من القول " خير منها " ؟

الأجزاء التى شملها الناسخ والمنسوخ فى القرآن

1 ـ السور التى جاءت فيها المنسوخات فى القرآن

2 ـ الآيات التى جاءت فيها منسوخات فى القرآن

خطورة الناسخ والمنسوخ

1 ـ هل يؤمن المسلمون بوجود النسخ فى القرآن

2 ـ ماهى خطورة الناسخ والمنسوخ ؟

3 ـ أهمية موضوع الناسخ والمنسوخ

أنواع الناسخ والمنسوخ فى القرآن

1 ـ مانُسخ حرفه وبقى حكمه

2 ـ مانُسخ حكمه وبقى حرفه

3 ـ مانُسخ حكمه ونُسخ حرفه

 الختام

  عودة الى الصفحة الرئيسية

 قضية الناسخ والمنسوخ فى القرآن   

  

الباب الرابع

انواع الناسخ والمنسوخ في القرآن

 

ـ ما نُسخ حرفه وبقى حكمه .

ـ ما نُسخ حكمه وبقى حرفه .

ـ ما نُسخ حكمه ونُسخ حرفه .

 

أئمة الإسلام الناسخ والمنسوخ إلى ثلاثة أقسام: (انظر كتاب: الناسخ والمنسوخ تأليف هبة الله بن سلامة البغدادي المتوفي سنة 410هـ  وتأريخ القرآن ـ لإبراهيم الابياري ص 168و كتب التفسير المختلفة) إذ يقولون: أن هناك ثلاثة أنواع للناسخ والمنسوخ (بعد أن نذكرها سوف نشرح معانيها) هي:

 (1) ما نُسخ حرفه، وبقي حكمه.

(2) ما نُسخ حكمه، وبقي حرفه.

 (3) ما نُسخ حكمه ونسخ حرفه.

  

الفصل الأول

ما نُسخ حرفه أو خطه أو تلاوته أو نصه وبقى حكمه

 

 

(1)   والمقصود بتعبير ما نُسخ: أي ما تغير من القرآن، أو مُحي أو أُبطل.

(2)    والمقصود بحرفه: أي كتابته بالحرف في القرآن.

(3)    والمقصود بكلمة خطه: أي كتابته بالخط في القرآن.

(4)     والمقصود بتلاوته: أي قراءته، فهو غير موجود في المصحف.

(5)  والمقصود بِبَقِيَ حكمُه: أي بقي العمل به، بمعنى أن حكم الآية التي نسخت لازال معمولا به، رغم أنها غير موجودة في القرآن الحالي.

فيكون معنى ما نسخ حرفه أو تلاوته وبقي حكمه هو: أن الآيات التي تغيرت أو محيت من المصحف، لا زال يعمل بها في الواقع.

فهل تصدق يا عزيزي السامع هذا الكلام؟ أن في القرآن آياتٍ مُحيت ولا تُقرأ، وبالرغم من ذلك لا زالوا يحكمون بها؟؟؟!!! .

 

أمثلة على ذلك:

الواقع أن القرآن به أمثلة كثيرة على ذلك ولكنني لضيق الوقت أكتفي بمثلين فقط هما:

1ـ آية رجم الزاني والزانية.

2ـ وآية رضاعة الكبير.

 

أولا: آية رجم الزاني والزانية:

أسوق إليك ما نقله سيد القمني (في كتابه الإسلاميات 572) عن ابن الجوزي في كتابه (نواسخ القرآن ص35) قوله: "قال عمر ابن الخطاب: بعث الله محمدا (صلعم) بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان فيما أنزل عليه: آية الرجم، فقرأناها ووعيناها وعقلناها، ورجم رسول الله (صلعم) ورجمنا بعده، (وهذه هي آية الرجم كما ذكرها عمر ابن الخطاب) "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة" .. وأكد عمر كلامه قائلا: ولولا أن يقول قائل زاد عمر في كتاب الله لكتبتها بيدي"

ويعلق سيد القمني قائلا: "هذه حالة واضحة جلية لإحدى الحالات التي تم تصنيفها ضمن المنسوخ في القرآن الكريم، وتحديدا ضمن ما نسخ تلاوته (أي وجوده) في القرآن، وبقي حكمه أي العمل به" .

ثم ذكر سيد القمني (في كتابه الإسلاميات ص 578) بخصوص هذه الآية التي محيت من القرآن ولا زال العمل بها، قصة يندى لها الجبين في أحاديث الصحابة، [ وإنى بصراحة أتردد كثيراً فى ذكرها، فالواقع كم خجلت من نفسى وأنا أقرأها بعينى دون حنجرتى، فلست أدرى كيف أنطق بها على مسامعكم، ولكننى أتساءل وأريد من يجيبنى، ولهذا أستأذنكم فى سردها مع التحفظات اللازمة من بعض ألفاظها الخادشة للحياء ]. قال سيد القمني المسلم المستنير بالحرف الواحد: "إن عمر ابن الخطاب، صاحب الخطاب الأشهر في الإصرار على العمل بحكم آية غير موجودة في المصحف، ولم تكتب أصلا .. ذكر عنه .. في كتاب (وفيات الأعيان) رواية هامة.. تحت عنوان: "درؤه [منعه] الحد عن المغيرة بن شعبة" توضح موقف عمر ابن الخطاب بعد أن أصبح خليفة قالت الرواية: فعل المغيرة ما فعل مع أم جميل بنت عمرو وهو محصن (أي متزوج).. وقد شهد عليه كل من: أبي بكرة من الصحابة،  ونافع ابن الحارث وهو صحابي أيضا، وشبل ابن معبد. وكانت شهادة هؤلاء الثلاثة صريحة، بأنهم رأوا المغيرة بن شعبة [سامحوني سأقرأ الكلمات بسرعة حتى لا نعثر أحداً] يولجه في أم جميل إيلاج الميل في المكحلة [أرجو أن لا يسألني أحد عن تفسير هذه الألفاظ القبيحة] .. ولما جاء الرابع وهو زياد ابن سميلة يشهد، أفهمه الخليفة رغبته في ألا يخزي المغيرة (ملاحظة جانبية: أي أنه يحرضه على عدم النزاهة في الشهادة) ثم سأله عما رآه فقال: رأيت مجلسا، وسمعت نفسا حثيثا وانتهازاً ورأيته مستبطنها ، فقال عمر: أرأيته (وسامحموني فلن أنطق ثانية بالعبارة القبيحة التي ذكرتها منذ لحظة، يعني بيعمل كذا كذا ..) يدخله وبخرجه كالميل في المكحلة؟ فقال: لا، لكني رأيته رافعا رجليها (وسامحوني للمرة الثالثة فأنا لا أستطيع التلفظ بالعبارات هذه المرة فهي وصف في منتهى قلة الأدب للعملية الجنسية بالتفصيل المخل للآداب)  "فرأيت خصيتيه تتردد إلى ما بين فخذيها، ورأيت حفزا شديدا وسمعت نفسا عاليا". فقال عمر: ولكن أرأيته (ونفس العبارة القبيحة الأولى يعني بيعمل كذا كذا .. ) يدخله وبخرجه كالميل في المكحلة؟ فقال لا. فقال عمر: (الله أكبر)، قم يا مغيرة إليهم فاضربهم، فقام يقيم الحدود على الثلاثة (والمصيبة أنهم يفتخرون بعدل عمر هذا الذي عوج القضاء وأمر بإقامة الحدود على الأبرياء، وتبرئة المذنب. يقولون عنه في الموسوعة العربية الميسرة ص 1237: "عرف بشدته في الحق، ومخافته من الله، وحرصه على العدل" ياعيني على العدل، وإذا كان هذا هو حال من عُرف بالحق والعدل، فما بال الآخرين من حكام المسلمين الذين لم يُعرفوا بالعدل والحق؟؟؟!!!).

 (ويذكر سيد قمنى المراجع التي ذكرت فيها هذه القصة وهي: ابن كثير: البداية والنهاية ج 7 ص 83 وعبد الحسين شرف الدين الموسوي: النص والاجتهاد ص 259) .

 

قد يتساءل أحد قائلا: ما علاقة هذه القصة بموضوع الناسخ والمنسوخ؟ .

أقول العلاقة هي أن عمر عمل بآية قد نسخت من القرآن وهي: "الشيخ والشيخة إذا زنيا فليُرجما" رغم أنها لم تكن مكتوبة في القرآن، فهي مثل من الأمثلة عن ما نشرحه في الناسخ والمنسوخ: وهو ما نُسخ خطه وبقي حكمه، أو ما ليس موجوداً في القرآن ولكن لا يزال يعمل به، رغم أن عمر تحايل على حكم الآية وجعل الرجل يشهد زورا لأجل تبرئة المتهم. وكان الأجدر به أن لا ينفذ آية غير موجودة أساسا بالقرآن!!! .

 

ثانياً : آية رضاعة الكبير :

الواقع أن رضاعة الكبير قصة غريبة في القرآن، يقول عنها سيد القمني: رضاعة الكبير هي مثل آخر عن الآيات التي ألغيت من القرآن، والآن هي ليست موجودة فيه، ولكن لا يزال يُعمل بها. وإليك ما كتب عن ذلك في صحيح مسلم (طبعة دار الشعب 4/167): قالت السيدة عائشة: "كان فيما أنزل: عشر رضعات معلومات، فنسخن بخمس معلومات، وتوفى رسول الله (صلعم) وهي مما يقرأ في القرآن". ويؤكد الإمام أبوجعفر النحاس في كتابه (الناسخ والمنسوخ): أن السيدة عائشة ظلت على موقفها تقول برضاع الكبير" .

ويحكي ابن الجوزي قصة رضاعة الكبير في كتابه (نواسخ القرآن ص37) عن السيدة عائشة أنها قالت: آية رضعات الكبير، كانت في ورقة تحت سرير بيتي، فلما اشتكى رسول الله (صلعم) [أي مرض] تشاغلنا بأمره، فأكلتها ربيبة لنا (أي الشاة) فتوفى رسول الله (صلعم) وهي مما يقرأ في القرآن". [ملاحظة أين هذا من قول القرآن إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون؟ كيف يترك القرآن للشاة أن تأكله؟ سؤال يحتاج إلى جواب! .

وتوضح السيدة عائشة بمنتهى الصراحة قصة رضاعة الكبير الغريبة الشأن!!!!! وقد ذكرها أبو جعفر النحاس في كتابه (الناسخ والمنسوخ ص 124) إذ قالت: "جاءت سهلة ابنة سهيل إلى رسول الله (صلعم) فقالت: إني أجد أبي حذيفة (زوجي) مستاء إذا دخل عليَّ سالم (العبد الذي عندهم). قال النبي (صلعم) فأرضعيه (أي أرضعي سالم هذا حتى يكون بمثابة إبنك فيحرَّم عليك مضاجعته فيطمئن قلب زوجك من جهته!!!) قالت: وكيف أرضعه وهو رجل كبير؟ قال النبي (صلعم): ألست أعلم أنه رجل كبير؟ .

 ولنا هنا وقفة، بعد إذنكم:

(1)   [ألا يقع هذا الفعل تحت بند الملاعبة التي ذكرت في الحديث الشريف: "لقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المواقعة قبل الملاعبة" ؟؟؟؟] .

(2)        [وهل معنى هذا أنه إذا داعب الرجل زوجته بهذه الطريقة تحرم عليه ؟؟؟؟؟ !!!!!!!! ] .

كلها تساؤلات تفرض نفسها بالمناسبة.

المهم أن القصة تقول أن سهيلة جاءت بعد ذلك، وقالت للنبي (صلعم): "والله يا رسول الله ما عدت أرى في وجه أبي حذيفة (زوجي) بعد شيئا أكرهه" !!!!!!!!!! .

واسمع الباقي يا عزيزي، فما خفي كان أعظم!!!! بناء علي هذه الآية الكريمة رضاعة الكبير والحديث الشريف إلى سهلة، فقد عملت السيدة عائشة بذات السبيل، فقد قال عروة: "إن عائشة كانت تأمر أختها أم كلثوم، وبنات أخيها، أن يرضعن الرجال الذين تحب أن يدخلوا عليها" صدقني هذا ما تقوله كتب السنة الشريفة (انظر كتاب "الناسخ والمنسوخ" لأبي جعفر النحاس ص 124) !!! .

ونحن نتساءل: هل يَقْبَل أي شريف منكم أن تتصرف زوجته هكذا؟ بأنها إذا أحبت أن تقابل رجلا، أرضعته على مرأى من عينيه، ويحلل لها ذلك أن تختلي به كمحرَم ؟؟؟ !!! .

إياك يا أخي أن تظن بأنني أتهجم على الإسلام، حاشا ، إنما نحن نتساءل عما ذكر بخصوص الناسخ والمنسوخ!!! وإني أتأسف بشدة للسامعين والسامعات لتلفظي بهذه القصص المخجلة، ولكني جاد في معرفة ردود إخوتنا المتفقهين في الدين على هذه القصص. والمشكلة التى تواجهنا فى غرف الحوارات هي أنه عندما يرفع أحد إخوتنا المسلمين يده ويطلب الكلام فيُعطى الميكروفون، وعوض أن يرد على تساؤلاتنا نراه يحول الكلام بأن يثير أسئلة وتشكيكات عن الكتاب المقدس!!!! كطريقة للهروب، ومحاولة للتشتيت!!

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية