مسألة تحريف الكتاب المقدس

 

المشهد الثاني

زواج  محمد من خديجة

 

بعدما دخل محمد في خدمة خديجة ، بإلحاح من عمه أبي طالب الذي قال له يومها :

يا ابن أخي أنا رجل لا مال لي وقد اشتد الزمان علينا وألحت علينا سنون منكرة وليس لي مال ولا تجارة وهذه عير قومك قد حضر خروجها إلى الشام ، وخديجة تبعث رجالا يتجرون بمالها ويصيبون نفعا فلو جئتها لفضلتك على غيرك لما بلغها عن أمانتك وطهارتك … الخ) . عن السيرة لابن هشام م1 .

راح محمد يعمل في تجارة خديجة ، راحت هي تدفق عليه الأموال وتعطيه ضعف ما تعطي رجلا من قومه . راجع طبقات ابن سعد 1/119 و156 و 168  والسيرة الحلبية 1/147.

ثم أرسلت اليه ذات يوم خادمتها نفيسة تفاوضه في الزواج منها :

 (قالت نفيسة بنت منية : أرسلتني خديجة دسيسا إلى محمد بعد أن رجع من رحلة الشام ، فقلت له: يا محمد ما يمنعك من الزواج ، قال: ما بيدي مال أتزوج به ، قلت: فإن كفيت ذلك ودعيت إلى الجمال والمال والشرف ألا تجيب ، قال: من ، قلت: خديجة ، قال وكيف لي ذلك ؟ قلت: علي وأنا أفعل.) (راجع كتاب خديجة أم المؤمنين لمحمود شلبي ص137-138) .طبقات ابن سع 1/131 والسيرة الحلبية 1/152-153.

عندما بلغت الساعة الحاسمة ، أرسلت خديجة إلى أعمامها حضروا . وأرسل محمد إلى أعمامه فحضروا هم أيضا . واجتمع الناس . وخطب ولي أمره أبو طالب وقال وابن اخي له في خديجة بنت خوبلد رغبة ، ولها فيه مثل ذلك . 

وخطب القس ورقة ولي امر خديجة وقال : الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت ، وفضلنا على ما عددت . فنحن سادة العرب وقادتها ، وانتم أهل ذلك كله . لا ينكر العرب فضلكم . فاشهدوا على يا معشر قريش . اني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله. وفرح ابو طالب فرحا شديدا ، وقال الحمد لله الذي أذهب عنا الكرب ودفع عنا الغموم . (راجع السيرة الحلبية م1 ص155) . راجع ايضا سيرة ابن هشام 1/206.

نتوقف عند حدث الزواج هذا لنبدي بعض الملاحظات المهمة والخطيرة  والتي لها مدلولا اخطر ..

1) يلاحظ أولا مقام القس ورقة في مكة وفي ال قريش : فهو من سادات قريش وقواتها (فنحن سادة العرب وقادتها) راجع سيرة ابن هشام 1/206.

2) يلاحظ ثانيا ان القس ورقة لم يكن حاضرا حفلة الزواج ومتقدما على الحاضرين وحسب . بل كان محتفلا بالعقد ومكللا. فهو الذي ابرم العهد، وشهد عليه ، وأعلن على الحضور ما جرى. هو المحتفل الأول بالعقد ، أو قل هو الكاهن الذي ربط باسم الله ما لا يحله إنسان ، بحسب تعاليم إنجيل الابيونيين . كاهن نصراني يزوج العروسين ويبارك زواجهما(فاشهدوا على يا معشر قريش. اني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله) ، فعلى أي دين الزوجان اذن ؟؟؟

أضف إلى ذلك استمرارية الزواج الذي ربط بين الزوجين  حتى موت إحداهما هي من صفات زواج النصارى .

عودة للصفحة الرئيسية