اعتراضات وما صلبوه ... وما قتلوه يقينا والرد عليها

مقدمة السلسلة

 

مدخل

 

الباب الأول: وما صلبوه

 

الباب الثاني: وما قتلوه

 

عودة للرئيسية

الباب الأول

اعتراض وما صلبوه ولكن شبه لهم

 

    لقد ناقشنا في كتب سابقة موضوع صلب المسيح، فتحدثنا عن جانب محبة الله وخلقة الإنسان، ثم عدل الله عندما أخطأ آدم وحكم عليه بالموت، ثم خطة الله الحكيمة بتدبير الفداء، وناقشنا شروط الفادي التي اكتملت في شخص المسيح. وفي هذا الكتاب نناقش الاعتراض الخاص: بكون المسيح لم يصلب ولكن شبه لهم.

 

ويأتي هذا الاعتراض من منطلق الآية القرآنية المذكورة في:

    سورة النساء آية157 "وقولهم (يقصد اليهود) إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله. وما صلبوه ولكن شبه لهم "

    توحي هذه الآية في ظاهرها بأن المسيح لم يصلب ولكنه شبه لهم.

    دعنا أيها القارئ العزيز نناقش هذا الأمر من عدة جوانب بحكمة وروية دون انفعال أو تسرع، حتى نستكشف بواطن الأمور.

 

 

أولاً

لقد تضاربت أقوال علماء المسلمين

بخصوص تفسير هذه الآية

 

    نذكر بعضا من هذه الأقوال كما جاءت في كتاب جامع البيان (ص12ـ16) فقد قيل:

(1) أن الله ألقى شبه المسيح على أحد الحواريين ويدعى سرجس:

     إذ قيل:  "حدثني رجل كان نصرانيا وأسلم أن عيسى حين جاءه من الله أني رافعك إليَّ، قال: يا معشر الحواريين، أيُّكم يحب أن يكون رفيقي في الجنة، على أن يُشبَّه للقوم في صورتي، فيقتلوه مكاني؟

فقال سرجس: أنا يا روح الله.

    قال له عيسى: فاجلس في مجلسي. فجلس فيه، ورُفع عيسى، فدخلوا عليه فأخذوه فصلبوه وشبه لهم، إذ راوا الوجه وجه عيسى والجسد ليس جسده، ولكن آخرون قالوا هو هو"

(2) وقيل أن الله ألقى شبه المسيح على يهوذا الذي أسلمه لليهود.

فقد جاء في نفس المرجع السابق "قال آخرون: نافق أحد تابعي عيسى (أي يهوذا) وجاء مع اليهود ليدلهم عليه، فلما دخل معهم لأخذه، أَلقى الله عليه شبهه، فأُخذ وقتل وصلب"

(3) وقيل أن الله ألقى شبه المسيح على أحد جنود الرومان:

فنقرأ في ذات المرجع "أن اليهود حين اعتقلوا عيسى، أقاموا عليه حارسا. ولكن عيسى رفع إلى السماء بأعجوبة، وألقي شبهه على الحارس، فأخذ وصلب وهو يصرخ ويقول: أنا لست بعيسى"

 

(4) وذكر الإمام البيضاوي: أنه قيل دخل طيطاوس اليهودي بيتا كان عيسى فيه فلم يجده، فألقى الله عليه شبه عيسى. فلما خرج ظنوا أنه عيسى فأخذوه وصلبوه.

 

(5) وقيل "إن الله ألقى شبه عيسى على إنسان آخر، فصلب هذا الإنسان بديلا عنه"

                                 (كتاب جامع البيان ص12ـ16)

 

      فقل لي أيها القارئ العزيز: من نصدق من هؤلاء الرواة؟ وماذا نصدق من تلك الروايات؟؟

 

    هل الذي وقع عليه شبه المسيح فصلب عوضا عنه هو: سرجس؟ أم يهوذا؟ أم الحارس؟ أم طيطاوس اليهودي أم إنسان آخر؟ أم من؟؟؟؟

 

    ونحن نعلم جيدا القاعدة القانونية التي تقول أنه إذا تضاربت أقوال الشهود كان ذلك برهانا على بطلان الادعاء أساساً!!!

 

    أفليس هذا كافيا للرد على هذا الاعتراض؟

ولكن دعنا نعطي أجوبة أخرى منطقية كما تعودنا.

لقد تكلمنا في النقطة السابقة عن تضارب أقوال المفسرين لتعبير "شبه لهم" ونناقش جانب آخر وهو:

 

ثانياً

هل كان الله محتاجا أن يقوم بهذه التمثيلية؟

 

    وما الذي يضطره إلى ذلك؟ ألم يكن الله قادرا أن يرفع المسيح دون بديل وكفى؟

    أم أنهم يريدون تأكيد مبدأ الفداء (الذي ينكرونه) وذلك بصلب بديل عن المسيح، ولكن بطريق الغش والخداع؟!!!

    وهل جاء المسيح كفادٍ للبشرية؟ أم أنه احتاج إلى من يفديه ويصلب بدلا منه؟!!

    هذه الأسئلة وغيرها تفرض نفسَها على الساحة، ليستبين الحق من الباطل. وإني أترك الإجابة لعقول المفكرين المخلصين، ولسوف يدركون يقينا أن الله لم يكن في حاجة إلى مثل هذه التمثيلية الخادعة التي اخترعها بعض المفسرين. ثم نأتي إلى جانب ثالث هو:

 

ثالثا

هل هذا الكذب والخداع من أخلاقيات الله

الحق والصادق والأمين؟

 

    ألا يدري هؤلاء المفسرون ما قاله القرآن الكريم بخصوص الخداع والكذب، والصدق والحق:

 سورة البقرة (8ـ10): "ومن الناس من يقول: آمنا بالله وباليومِ الآخِر، وما هم بمؤمنين، يخادعون الله، وما يخدعون إلا أنفسَهُم وما يشعرون. في قلوبهم مرض، فزادهم الله مرضا. ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون" أفبعد هذا كله ينسبون إلى الله الخداع وهو مرض له عذاب أليم؟!! حاشا.

  سورة الأنعام (57): "إن الحكم إلا لله يقص الحق" وأيضا في:

سورة النور (25): "ويعلمون أن الله هو الحق المبين" الله هو الحق فكيف ينسبون إليه الباطل؟؟؟

سورة الأنعام (115): "وتمت كلمات ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته" كلمات الله صادقة وأيضافي:

 سورة آل عمران (61): " لعنة الله على الكاذبين" يلعن الله الكاذبين فكيف ينسبون إليه الكذب؟؟

   الواقع أننا نربأ بأن تكون هذه من أخلاقيات الله سبحانه، فلا يصح تفسير الآيات بما ينسب لله أمراض البشر من خداع، وباطل، وكذب، التي تستحق العقاب والعذاب الأليم!!!

ولننتقل الآن إلى مناقشة جزئية أخرى وهي:

 

رابعاً

تفسيرات أكثر حكمة لعلماء

الإسلام الأفاضل

 

بخصوص تعبير "شبه لهم"

 

(1)  يقول الفقيه الكبير الإمام الرازي في كتابه (تفسير الرازى جزء3 ص 350):

"إن جاز أن يقال إن الله تعالى يلقى شبه إنسان على آخر فهذا يفتح باب السفسطة. فلربما إذا رأينا  (زيداً) فلعله ليس (بزيد) ولكن ألقى شبه "زيد" علي شخص آخر!! وإذا تزوج رجل (فاطمة)، فلعله لم يتزوج (فاطمة) ولكن ألقي على (خديجة) شبه (فاطمة) فيتزوج خديجة وهو يظن أنها فاطمة".

           وخلص الإمام الرازي إلى حقيقة خطيرة فقال:

     "لو جاز إلقاء شبه أحد على شخص آخر فعندئذ لا يبقى الزواج ولا الطلاق ولا التملك موثوقاً به".

      فالإمام الرازي يستبعد أن يكون المقصود من هذا التعبير "شبه لهم"  هو إلقاء شبه المسيح على إنسان آخر!!

 

(2) ويقول الإمام البيضاوي: "يمكن أن يكون المراد من ذلك هو أنه قد صلب الناسوت وصعد اللاهوت".

( تفسير البيضاوى جزء 2 صفحة 128 )

 

خامساً

ما المقصود بتعبير شبه لهم؟؟

 

(1) ربما أراد القرآن الكريم أن يقول أن معنى "شبه لهم" هو أنهم بصلبهم للمسيح قد شبه لهم أنهم قد قضوا على المسيح ورسالته، ولكن هيهات أن يقضوا عليه أو علي رسالته، بل شبه لهم ذلك.

 

(2) وهناك معنى آخر هو أنه شبه لهم أنهم هم الذين قتلوه والواقع أن الله هو الذي سمح بذلك وفعل كما جاء في:

سورة الأنفال (17): "فَلَمْ تقتلوهم ولكن الله قتلهم، وما رميت إذا رميت، ولكن الله رمى "

 

(3) كما أنه يوجد معنى آخر هو أن من قتل في سبيل الله ليس ميتا، فيكون معنى الآية أنه شبه لهم أن المسيح قد مات، والواقع أنه حي عند ربه كما جاء في القرآن الكريم في هذا المعنى قوله في:

أ. سورة آل عمران (169): "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل هم أحياء عند ربهم يرزقون"

ب . سورة البقرة (154): "ولا تقولوا لمن يـُقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون"

 

(4) وقد يكون المقصود هو صلب الناسوت وعدم إمكان صلب اللاهوت، وهذا ما أشار إليه الأمام البيضاوى بقوله: " صلب الناسوت وصعد اللاهوت"

( تفسير البيضاوى جزء 2 صفحة 128 )

 

    والواقع أن قول البيضاوي هذا صحيح من جهة صلب الناسوت ولكنه غير صحيح في من جهة ما يقوله عن صعود اللاهوت، لأننا نؤمن أن الصلب حدث للناسوت فعلا وهو الذي تأثر بعملية الصلب أما اللاهوت فلم يفارق الناسوت لحظة واحدة ولا طرفة عين، وإن كان اللاهوت لم يتأثر بعملية الصلب. ويمكن فهم هذه الحقيقة عندما ننظر إلى قطعة من الحديد المحماة بالنار، عندما نطرقها بمطرقة نجد أن الحديد فقط هو الذي يتأثر بالطرق، أما النار فلا تتأثر.

 

    عموما إن هذا القول الذي ذكره الإمام البيضاوى سابقا وإن كان غير صحيح من جهة ما قاله عن صعود اللاهوت، لكننا نرى فيه إشارة جلية بأن المسيح قد صلب فعلاً بالناسوت دون أن يتأثر اللاهوت.

 

سادساً

لماذا ينكر الإسلام أن اليهود قد قتلوا المسيح؟

ألم ينسب القرآن لليهود أنهم قتلة الأنبياء؟

 

 

في سورة البقرة (87) "أفـَكُلَّما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون"

 سورة البقرة (61) " كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق"

 سورة البقرة (91) "قل فلِمَ تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين"

 سورة آل عمران (112) " ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق "

     يتفق هذا مع ما جاء في الكتاب المقدس عن قتل اليهود للأنبياء ورجال الله، فقد قيل في:

 سفر نحميا (9: 26) "وعصوا وتمردوا عليك وقتلوا أنبياءك "

 لوقا (11: 49) "إني أرسل إليهم أنبياء ورسلا فيقتلون منهم ويطردون"

 رومية (11: 2و3) "إيليا يتوسل إلى الله ضد إسرائيل قائلا: يارب قتلوا أنبياءك وهدموا مذابحك وبقيت أنا وحدي وهم يطلبون نفسي"

    والواقع أنا لست أدري لماذا يصر بعض مفسري القرآن على نفي وقوع الصلب على المسيح؟!

 

سابعاً

السبب وراء هذا الإنكار

 

يرجع سبب إنكار البعض لصلب المسيح على الأرجح للأسباب الآتية:

(1) من الثابت تاريخيا وبشهادة كتب التاريخ وكتب الدين أن محمدا قد تعرف على راهب يدعى بحيرا في دير على طريق القوافل من مكة إلى الشام (الموسوعة العربية الميسرة ص330)

 

(2) ومن الثابت أن هذا الراهب بحيرا كان نسطوريا (ابن هشام الجزء الأول ص166) له إعتقادات خاطئة عن السيد المسيح.

(3) كما كان أيضا ورقة ابن نوفل ابن عم السيدة خديجة زوجة النبي قسا في مكة تابعا للبدعة الأبيونية وهي فرقة نصرانية اعتقدت بتعاليم تخالف تعاليم المسيحية  ومن تعاليمها أن لاهوت المسيح قد فارق ناسوته على الصليب (تاريخ اليعقوبي الجزء1 ص254ـ257). ولعل هذا ما قصدته الآية القرآنية في سورة النساء 157 القائلة بأنهم لم يصلبوه يقينا. وهذا ما فسره الإمام البيضاوي بقوله: "قال قوم صلب الناسوت وصعد اللاهوت"

( تفسير البيضاوى جزء 2 صفحة 128 )

 

ثامنا

حقيقة صلب المسيح

 

دعنا الآن نستوضح حقيقة صلب المسيح من الكتاب المقدس، ومن القرآن الكريم، ومن علم الآثار والتاريخ.

 

أولاً: الصلب في الكتاب المقدس:

1ـ "ولما مضوا به إلى الموضع الذي يدعى جمجمة صلبوه هناك " (لو23: 23)، (مت27)، (مر15)، (يو19)

 

2ـ يشهد كلام بيلاطس الحاكم الذي كان يستجوب المسيح قبل الحكم بصلبه بشهادة لا تنطبق إلا على المسيح شخصيا، وليس على سواه، إذ قال: "ها أنا قد فحصت قدامكم ولم أجد في هذا الإنسان علة مما تشتكون به عليه ولا هيرودس أيضا لأني أرسلتكم إليه. فصرخوا قائلين: اصلبه اصلبه فحكم بيلاطس أن تكون طلبتهم" (لو23: 13ـ24)

 

3ـ ومن كلمات المصلوب على الصليب نجد أنها تدل على أن الذي صلب ليس شخص آخر غير المسيح. فهو يطلب الغفران لصالبيه قائلا: "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون"، ويقول للص المصلوب معه "اليوم تكون معي في الفردوس" [في حين أن إحدى روايات شبه لهم تقول أن الذي ألقي عليه الشبه كان يصرخ ويقول: أنا لست بعيسى].

 

    من هذا يتضح أن الذي صلب هو المسيح وليس شخصا آخر أيا كان.

ثانياً: الصلب في القرآن:

(نجد في آيات القرآن الكريم تلميح بالقتل وتصريح بالوفاة) ففي:

 

1ـ سورة البقرة (87): "ولقد آتينا موسى الكتاب وآتينا عيسى ابن مريم البينات، وأيدناه بروح القدس، أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم، ففريقا كذبتم، وفريقا تقتلون"

  لاحظ المقابلة بين موسى وعيسى في هذه الآية، فاليهود قد كذبوا موسى ولكنهم قتلوا عيسى.

 

سورة آل عمران (55): "مكروا (أي اليهود) ومكر الله والله خير الماكرين. إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا". فمن هذه الآية يتضح أن المسيح قد توفي قبل أن يرفع للسماء.

سورة مريم (33): "والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا)  ومن هذه الآية يتضح أن المسيح مات قبل أن يبعث حيا.

 

سورة المائدة (120): ( فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم) من هذا أيضا يتضح أن المسيح توفي على أيدي اليهود وكان الله رقيبا عليهم.

 

ثالثاً:  شهادة علم الآثار والتاريخ:

    لنبحث أيها الأحباء في العلوم التي لا تكذب لنستجلي حقيقة الأمر، فهيا بنا لنقلب صفحات التاريخ وننقب أعماق الآثار:

1ـ لقد عثر علماء الآثار على أصل الحكم الذي أصدره بيلاطس البنطي والى اليهودية بصلب المسيح:

وهو عبارة عن لوح من النحاس الأصفر منقوش عليه باللغة العبرية.

وتم الكشف في عام 1280 بمدينة أكويلا من أعمال نابولي أثناء البحث عن الآثار الرومانية.

 

[نص الحكم الذي أصدره بيلاطس البنطي على يسوع الناصري بالموت صلبا:

في السنة السابعة عشرة من حكم الامبراطور طيباريوس قيصر الموافق اليوم الخامس والعشرين من شهر أزار بمدينة أورشليم المقدسة في عهد الحبرين حنان وقيافا وحكم بيلاطس الوالي الجالس للقضاء في دار مجمع البروتورين على يسوع الناصري بالموت صلبا بناء على الشهادات الكثيرة البينة المقدمة من الشعب أن يسوع الناصري:

أولا: مضل يسوق الناس إلى الضلال.

ثانيا: إنه يحرض الناس على الشغب والهياج.

ثالثا: أنه عدو الناموس.

رابعا: أنه يدعو نفسه ابن الله.

خامسا: أنه يدعو نفسه ملك اليهود.

سادسا: أنه دخل الهيكل ومعه جمع غفير من الناس حاملين سعف النخل.

 

  فلهذا يأمر بيلاطس البنطي كونينيوس كرنيليوس قائد المئة الأولى أن يأتي بيسوع إلى المحل المعد لقتله وعليه أيضا أن يمنع كل من يتعدى لتنفيذ هذا الحكم فقيرا كان أم غنيا.]

 

2ـ يؤيد هذا ما جاء في التلمود المطبوع في أمستردام سنة 1643 في فصل: السنهدريم ص43 حيث قيل:

 

 [إن يسوع قد صلب قبل الفصح بيوم واحد وأنه قتل لأنه ساحر وقصد أن يخدع إسرائيل]

 

3ـ ودون يوسيفوس المؤرخ اليهودي الذي عاصر الرسل في الفصل الثالث: [قد نشأ يسوع إنسانا حكيما .. وادعى أنه المسيح، وعندما حكم عليه بيلاطس البنطي بالصلب بسبب شكاية وجوه أمتنا بقي الذين كانوا قبلا يعتبرونه يفعلون هكذا لأنه عاد فظهر حيا في اليوم الثالث. وشيعة المسيحيين الذين أخذوا اسمهم منه باقون إلى نفس هذا اليوم]

 

4ـ شهادة تاسيتوس المؤرخ الروماني الذي دون حوادث المملكة الرومانية من موت أوغسطس قيصر سنة 14 م إلى موت نيرون سنة 68م قال عن المسيح: [كانت هناك فئة من الشعب اسمهم عند العامة مسيحيين وقد اتخذوا إسمهم من المسيح رئيسهم الذي قتل كمذنب في ملك طيباريوس عند ما كان بنطيوس بيلاطس واليا]

 

5ـ كتابات الفيلسوف الوثني سلسوس الذي كتب ضد عقيدة المسيحيين بخصوص لاهوت المسيح قال: [لو كان اعتقاد دعاة المسيح صحيحا فكيف أنكره أحدهم وكيف خانه الآخر حتى دفعه للموت. وكيف يعبدون مسيحا مصلوبا]

6ـ كتب الفيلسوف الشهيد يوستينوس والعلامة ترتليانوس من آباء الكنيسة في القرن الثاني الميلادي إن حكم بيلاطس البنطي بصلب المسيح محفوظ في سجلات الإمبراطورية الرومانية بروما.

[Ante Nicene Fathers Vol. 1 P160 ]

 

    هكذا رأينا أيها الأحباء من هذا العرض السريع للرد على اعتراض وما صلبوه ولكن شبه لهم، وقد ناقشنا:

1ـ تضارب أقوال المفسريين المسلمين لتعبير شبه لهم.

2ـ عدم احتياج الله لمثل هذه التمثيلية لتخليص المسيح من الصلب.

3ـ أن الكذب والخداع في هذه التمثيلية ليس من أخلاقيات الله سبحانه.

4ـ أن أقرب التفاسير لعبارة شبه لهم هو وقوع الصلب على الناسوت مع عدم تأثر اللاهوت كما قال البيضاوي.

5ـ كما أنه يفهم من ذلك التعبير ولكن شبه لهم أنه قد شبه لهم أنهم قضوا على المسيح ولكنه حي في السماء ورسالته باقية على الأرض.

6ـ أن اليهود فعلا هم قتلة الأنبياء الأبرياء بدون وجه حق.

7ـ رأينا حقيقة صلب المسيح من الكتاب المقدس والقرآن الكريم وشهادة علم التاريخ والآثار.

 

 

وختاما

 

لي تعليق بسيط عن المفسرين الذين

أتوا بعد حادثة الصلب بأكثر من 600 سنة

أي في عهد الإسلام، ويفسرون آية

"وما قتلوه يقينا بإنكارهم للصلب والموت"

أقول إن مثلهم كمثل الذين يأتون بعد 600 سنة

من الآن ويقولون عن السادات الذي قتل

في حادث المنصة سنة 1981: "

وما أغتيل يقينا ولك شبه لهم"!!

هل يجدون آذانا صاغية؟

وهل يصدقهم أحد ويكذب الواقع والتاريخ؟؟

وهكذا رأينا بالدليل القاطع عدم صحة الاعتراض

القائل بأنهم

"ما صلبوه ولكن شبه لهم".