بحث ثالث  صحة الكتاب والانجيل عقيدة فى القرآن

القاعدة الخامسة فى الحوار الاسلامى المسيحى

 

 

ان القرآن يشهد بصحة الكتاب وصحة التنزيل فى التوراة والانجيل , على زمان محمد فى الحجاز . وهذه الصحة المزدوجة عقيدة راسخة متواترة فى القرآن .

 

الشهادة الاولى : (( يتلونه حق تلاوته ))

 

قد يكون التحريف الذى يتهم به القرآن بعض اليهود عدم تلاوة الكتاب حق تلاوته  اى تلبيس حق الكتاب بباطل تقسيرهم وتأويلهم . ويمنع من ذلك وجود فريق من اهل الكتاب يتلونه حق تلاوته ويفوتون على ذلك الفريق تأويلهم الباطل .

 

(( اولئك الذين آتيناهم الكتاب , يتلونه حق تلاوته , اولئك يؤمنون به ! ومن يكفر به فآولئك هم الخاسرون )) البقرة121

 

فسره الجلالان : يتلونه حق تلاونه اى يقرؤونه كما انزل  فالكتاب يقرؤه كثيرون من اهله , فى زمن محمد فى الحجاز  كما انزل _ وهذه هى شهادة القرآن القاطعة بصحة الكتاب وصحة تنزيله وصحة تلاوته . وهذه الشهادة القاطعة تثبت ان التحريف المذكور فى القرآن هو التأويل الباطل لا تغيير اللفظ   وهى تقطع كل تهمة او شبهة تحربف فى الكتاب كله .

 

الشهادة الثانية : الكتاب المقدس كله فى زمن محمد هو (( كتاب الله ))

 

ان القرآن يسمى مرارا الكتاب الذى مع اهل الكتاب فى زمانه (( كتاب الله ))

 

1- (( ولما جاءهم رسول من عند الله , مصدق لما معهم , نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لايعلمون ))   البقرة 101

 

فالقرآن يستشهد بالكتاب ويسميه (( كتاب الله )) ويعلن ان القرآن (( مصدق لما معهم )) اى للكتاب الذى بين ايديهم . ثلاث شهادات لصحة الكتاب فى آية واحدة , وأعظمهن تصريحه ان الذى معهم هو (( كتاب الله )) .

 

2- (( انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور , يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا , والربانيون والاحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء ))   المائدة  47

 

هذه هى شهادة جامعة مانعة لصحة التوراة و الكتاب كله من زمن موسى حتى زمن محمد . وهى شهادة فى خمس :

 

·        ان التوراة فيها هدى ونور _ ولم تزل هدى ونورا .

·        ان التوراة حكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا : فظلت صحيحة طيلة عهد النبوة وظل الاسلام بها صحيحا .

·        وظل اهل الكتاب (( شهداء )) على الكتاب حتى زمن محمد .

·        وفى زمن محمد يحكم الربانيون والاحبار(( بما أستحفظوا من كتاب الله )) فهو لم يزل فى عهد القرآن (( كتاب الله ))

·  فالتوراة والكتاب كله الذى نزل مع ((النبيين الذين أسلموا )) هو (( كتاب الله )) بنص القرآن القاطع _ ولا يسمبه (( ((كتاب الله )) لو ات عليه شبهة تحريف !!!!

 

3- (( وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض فى كتاب الله ))   الانفال 75

 

فى سورة الانفال 72 شرع القرآن الموالاة بين المهاجرين والانصار , وشرع النصرة والارث يالموالاة , وفى الاية 75 ينسخ الارث بالموالاة كما شرعها القرآن , بشرعة الرحم كما شرعها كتاب الله  فنسخ القرآن بالكتاب .

ويسمى الكتاب (( كتاب الله )) ويتقيد بأحكامه قبل احكام القرآن .

 

4- (( ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا , فى كتاب الله , يوم خلق السماوات والارض , منها اربعة حرم , ذلك الدين القيم , فلا تظلموا فيهن انفسكم )) [التوبة47] .

 

القرآن يستشهد بالكتاب ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا , ويسميه (( كتاب الله )) ويشير بنوع مخصوص الى سفر التكوين (( يوم خلق الله السماوات والارض )) . فالتوراة والكتاب كله فى زمن محمد هو (( كتاب الله ))

.

قال بعضهم كالجلالين  كتاب الله اى اللوح المحفوظ _ وهذا تكلف ظاهر مفضوح , لانه لايمكن ان يستشهد بكتاب فى السماء لا يستطيع اهل الارض ان يتحققوا منه . فالقرآن يستشهد بكتاب الله الذى على الارض , كما يتضح من كل الشهادات التى نتلوها .

 

5- (( ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون : ما لبثوا غير ساعة ! كذلك كانوا يؤفكون ! وقال الذين أوتوا العلم والايمان لقد لبثتم فى كتاب الله الى يوم البعث , فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون ))   الروم 55- 56

 

(( الذين أوتوا العلم والايمان ))  فى هذه الابة هم اهل الكتاب  خصوصا النصارى   وبدليل مقابلتهم

( للذين لا يعلمون ) اى المشركين [ 59 ]  واهل الكتاب يشهدون يوم الدين ان الاموات لبثوا فى قبورهم حتى يوم البعث لا ساعة واحدة 

فهم يستشهدون (( بكتاب الله )) كما يستشهد القرآن معهم به ويسميه (( كتاب الله ))  وهو كتاب الله الى يوم البعث .

 

6- (( النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم , وازواجة امهاتهم , وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض فى كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين , الا ان تفعلوا الى اوليائكم معروفا , كان ذلك فى الكتاب مسطورا )) [ الاحزاب 6 ] .

 

قال الجلالان : ذوو القرابات بعضهم أولى ببعض فى الارث , من الارث بالايمان , كما كان أول الاسلام , ونسخ ارث الايمان والهجرة بارث ذوى الارحام . وأريد بالكتاب فى الوضعين اللوح المحفوظ .

 

هذا تكلف واضح ينقضه النص والواقع : فالقرآن لا يسمى كتاب الله المنزل اللوح المحفوظ – فهذا تناقض فى التعبير ولا يستشهد القرآن لأهل الارض باللوح المحفوظ فى السماء ولا سبيل لتحقيق الشهادة منه , فالقرآن يستشهد بالكتاب المنزل ويسميه (( كتاب الله )) وهو ينسخ بالكتاب ما شرعه اولا بالقرآن .

 

7- (( ان الذين يتلون كتاب الله , وأقاموا الصلاة , وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية , يرجون تجارة لن تبور .......... والذى أوحينا اليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه

( قبله ) ... ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا )) [ فاطر 29- 32]  .

 

سياق النص   يدل ان الكتاب    الذى يذكره الفرآن  هو الكتاب الذى نزل من قبله  وهو موجود مع

 الذين اصطفينا من عبادنا , ومنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات [32]  فهم اهل الكتاب لانه لايصف المسلمين بهذه الاوصاف . فالكتاب الذى هو بين ايدى اهل الكتاب هو كتاب الله الذى جاء القرآن مصدقا له .

فتلك سبع شهادات على ان الكتاب الذى يتلوه اهل الكتاب , فى زمن محمد ويستشهد به القرآن نفسه هو (( كتاب الله ))

والنتيجة الحاسمة : يستحيل ان يسمى القرآن هذا الكتاب الذى يصدقه كتاب الله لو كان محرفا

 

الشهادة الثالثة : القرآن يشهد بتنزيل الكتاب الذى يتلوه أهله على زمانه

 

ايمان القرآن بتنزيل الكتاب , كما وصل اليه فى زمانه وفى الحجاز , يشع من كل سور القرآن و بأنوار متعددة .

 

1- (( كان الناس  أمة واحدة  فبعث الله  النبيين  مبشرين ومنذرين  وانزل معهم  الكتاب بالحق )) 

البقرة 213

 

فالكتاب الذى نزل مع جميع الانبياء هو منزل من الله بالحق . وعندما يستعمل القرآن (( الكتاب )) معرفا  على  الا طلا ق , فهو يعنى الكتاب المقدس  ما لم يكن هناك قرينة تفيد المعنى المقصود .

 

2- (( ان الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب ... ذلك لان الله نزل الكتاب بالحق , وان الذين أختلفوا فى الكتاب لفى شقاق بعيد ))       البقرة 174- 175

 

هذه شهادة قاطعة على صحة تنزيل الكتاب الذى وصل الى الحجاز والى محمد  ان صحة تنزيله قائمة فى عهد النبى العربى , مهما أختلف اهل الكتاب فى تأويله, ومهما كتم بعضهم منه على العرب .

 

3- (( الله ........ نزل  عليك الكتاب  بالحق , مصدقا  لما بين  يديه , وانزل التوراة  والانجيل من قبل

 هدى للناس ))      ال عمران 1- 3

 

الله انزل التوراة والانجيل وهما لا يزالا هدى للناس حتى عهد محمد وفى الحجاز  فلو كان فيهما تحريف لما نعتهما بالهدى للناس فى زمانه , ولما كان أيضا تصديقا للتحريف !  فلو صدق القرآن الكتاب محرفا لشملت التهمة نفسها القرآن المصدق للكتاب المحرف .

 

4- (( يا ايها الذين امنوا , آمنوا بالله ورسوله , والكتاب الذى نزل على رسوله , والكتاب الذى انزل من قبل : ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله , واليوم الآخر , فقد ضل ضلالا بعيدا ))   النساء 135

 

القرآن يعلن ان التنزيل واحد فى القرآن ( والكتاب الذى انزل من قبل ) وهو يخاطب اهل زمانه , لا الزمان الغابر  ويطلب الايمان الواحد بالقرآن والكتاب : فلا يطلب الايمان بالكتاب المحرف ولا يعلن التنزيل فى كتاب محرف !!

 

5- (( قل : يا اهل الكتاب   هل تنقمون  منا , الا ان امنا بالله , وما انزل  الينا   وما انزل  من قبل )) ؟

المائدة 61

 

القرآن يعلن ايمانا واحدا بالقرآن وبما انزل من قبل : فهل يؤمن بكتاب محرف ؟

 

6- (( قل : يا اهل الكتاب  لستم على شئ  حتى  تقيموا  التوراة والانجيل   وما انزل اليكم من ربكم ))

المائدة 71

 

فهل يصح ان يحمل القرآن اهل الكتاب على اقامة التوراة والانجيل – لو كان فيها تحريف ؟

 

7- (( وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله )) ؟   المائدة 46

 

فالقرآن يشهد ان التوراة التى مع مخاطبيه من اهل الكتاب فيها حكم الله : وهل يصح ذلك لو كانت محرفة ؟ 

 

8- (( واتيناه الانجيل فيه هدى ونور ! ... وليحكم اهل الانجيل بما انزل الله فيه ! ومن لم يحكم بما انزل الله , فاولئك هم الفاسقون ))   المائدة 49- 50

 

أيوجد أوضح من هذا التصريح على صحة تنزيل الانجيل الموجود فى زمان النبى العربى , ا ذ هو يطلب الى اهل الانجيل ان يحكموا بما انزل الله فيه  ومن لم يحكم بما انزل الله فى الانجيل فاولئك هم الفاسقون ؟ !!

 

9- (( ثم اتينا موسي الكتاب تماما على الذى احسن وتفصيلا لكل شئ , وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون ! وهذا كتاب انزلناه مبارك ... ان تقولوا : انما انزل الكتاب على طائفتين من قبلنا , وان كنا عن دراستهم لغافلون ))    الانعام 154- 156

 

فالقرآن ومخاطبوه   من العرب يؤمنون  بتنزيل الكتاب على اليهود والنصارى   ويأسف العرب لانهم كانوا عن  دراستهم لغافلين   فهل هذا الايمان يتحمل شبهة تحريف فى التوراة والانجيل ؟

 

10- (( وما قدروا الله حق قدره , اذ قالوا : ما انزل الله على بشر من شئ ! – قل : من انزل الكتاب الذى جاء به موسى نورا وهدى للناس , تجعلونه قراطيس تبدونها , وتخفون كثيرا , وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا أبائكم ؟ قل : الله ! ثم ذرهم فى خوضهم يلعبون ! وهذا كتاب انزلناه مصدق الذى بين يديه ))  الانعام 91- 92

 

ينكرون على محمد تنزيل القرآن , فيستشهد بتنزيل الكتاب وهذا التنزيل قائم على زمانه فى القراطيس التى يبدونها منه  وعلى تنزيل الكتاب يقوم فضل اهل الكتاب على الامميين , فقد تعلم اهل الكتاب فيه ما لم يعلموه هم ولا اباؤهم  بنص القرآن القاطع .

 

11- (( قالوا :  سحران [ الكتاب والقرآن] تظاهرا ! وقالوا : انا بكل كافرون ! _ قل فآتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه , ان كنتم صادقين ))     القصص 48- 49

 

القرآن يرد على المشركين الذين جمعوا الكتاب والقرآن فى تكفير واحد بهما , ان يأتوا بكتاب من عند الله أهدى منهما فالكتاب الذى فى عهد محمد فى الحجاز فيه وفى القرآن هدى من الله واحد  فهل يصح مثل هذا التصريح مع شبهة التحريف ؟

 

12- (( شرع لكم من الدين ...  ما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ... لذلك فأدع واستقم كما امرت , ولا تتبع آهواءهم ! وقل : آمنت بما انزا الله من كتاب ))   الشورى 13- 15

 

ان الله شرع للعرب فى القرآن دين ابراهيم وموسى وعيسى , ويؤمر محمد ان يستقيم على الدعوة لهذا الدين  وان يقول : (( أمنت بما انزل الله من كتاب )) .

ومحمد يؤمن بكل كتاب انزله الله من نوح الى ابراهيم الى موسى الى عيسى , اى يؤمن بالكتاب المقدس كله : وهل يصح مثل هذا الايمان العارم مع شبهة التحريف ؟ !

 

والذين يفترون على القرآن بقولهم انه شهد بتحريف فى التوراة والانجيل

يجعلون القرآن يناقض بعضه بعضا !

وتكذبهم شهادة القرآن المتواصلة بصحة تنزيل الكتاب كما يؤمن به القرآن فى زمانه .

 

الشهادة الرابعة : ايمان القرآن بالكتاب  .

 

ان ايمان القرآن المطلق بالكتاب الذى نزل من قبله برهان قاطع على صحته – وشبهة تحريف الكتاب  اهانة لايمان القرآن بالكتاب  .

 

1-   مبدأه العام            (( وقل : أمنت بما انزل الله من كتاب ))   الشورى 15

محمد يؤمن بالكتاب الذى يعلم دين ابراهيم وموسى وعيسى  : فهو من عند الله .

 

2- القرآن يستفتح بالايمان بالكتاب   (( الم . ذلك الكتاب لاريب فيه , هدى للمتقين ... الذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك ... اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون )) [ البقرة 1- 5 ] .

 

مطلع القرآن ايمان بالكتاب  وهو هدى للمتقين من العرب , لا ريب فيه , وهؤلاء المتقون (( يؤمنون بما انزل اليك, وما انزل من قبلك ))

فهم يؤمنون مع محمد ان الكتاب هدى لهم ولا ريب فيه   فهل يؤمن بمحرف ؟

 

3- (( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض )) !  اليقرة 85

لايمان القرآن بصحة الكتاب كله يلوم اليهود على ايمانهم عمليا ببعض الكتاب وكفرهم ببعض : فهل يصح ذلك لو كان القرآن يشك فى صحة الكتاب او بعضه ؟

4- (( قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم ... وما أوتى النبيون من ربهم ,لانفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون ))   البقرة 136

 

القرآن يؤمن بكل أجزاء الكتاب المقدس , ويؤمر أتباعه ان يؤمنوا هذا الايمان

فهل يصح هذا الايمان بالكتاب فى زمانه مع  شبهة تحريف فيه ؟

 

5- (( آمن الرسول بما انزل اليه من ربه    والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله _  لا نفرق بين احد من رسله ))    البقرة 185

 

هذا الايمان بالكتاب الذى بين ايديهم هو قضية مبدأ , وقضية أمر واقع  والمسلمون يؤمنون على عهد النبى بارشاده وبكتب الله ورسله جميعا :

وهل يصح  مع ذلك  وجود تحريف او حتى شبهة تحريف .

 

6- (( ها انتم اولاء تحبونهم ولا يحبونكم , وتؤمنون بالكتاب كله ))   ال عمران 119

 

المسلمون على عهد النبى يؤمنون بالكتاب كله فلو فيه تحريف لما سمح النبى العربى لقومه بالايمان به  وهذا الايمان ينفى عن (( الكتاب كله ))  كل شبهة تحريف !! .

 

7- لذلك يعلن بتكرار : (( قل امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم .... وما أوتى موسى وعيسى .... لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون ))   ال عمران 84 

 

فهم لا يؤمنون بكتب الله كما نزلت فى الماضى , بل يؤمنون بها كما وصلت اليهم فى الحجاز  وهذا الايمان المتواتر يقضى كل شبهة تحريف .

 

8- ودونكم هذا التصريح الضخم فى الايمان بصحة الكتلب كله , فى كل كتبه : (( يا ايها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله , والكتاب الذى نزل على رسوله , والكتاب الذى انزل من قبل : ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر , فقد ضل ضلالا بعيدا ))   النساء 135 

 

لاحظ قوله انزل من قبل   فالايمان بكتب الله ورسله هو ركن من اركان الاسلام ولا يصح اسلام  بدونه وايمان القرآن يصحة تنزيل الكتاب هو ايمانه بصحة تنزيل القرآن .

 

9- وهذا الايمان بكتب الله ورسله له اجره عند الله :

 

(( والذين امنوا بالله ورسله  ولم يفرقوا بين احد منهم سوف يؤتيهم أجورهم  وكان الله غفورا رحيما )) النساء 151

فهل الايمان بكتاب محرف له أجر عند الله ؟؟

10- (( انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح  والنبيين من بعده , واوحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحاق .....وأتينا داود زبورا .... وكلم الله موسي تكليما , رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ))     النساء162

 

 فالكتاب فى كل اجزائه هو وحى الله مثل وحى القرآن :

فلو كان جزء من الكتاب محرفا , لكان للناس حجة على الله حجة ان لا يؤمنوا به . والقرآن يعلن ان وحيه من وحى الكتاب :

ولو كان على وحى الكتاب  شيهة  لطالت  الشبهة القرآن نفسه  .

 

11- (( قل : يا اهل الكتاب هل تنقمون منا الا ان امنا بالله , وما انزل الينا , وما انزل من قبل ! ))

المائدة 62

 

ايمان القرآن بصحة تنزيل الكتاب كما وصل اليه يحمل المسلمين على عتاب أهل الكتاب فى نقمتهم عليهم , والمسلمون فى عهد محمد يؤمنون بالكتاب ايمانهم بالقرآن :

وهذه شهادة على صحة الكتاب كما وصل الى الحجاز

 

12- (( ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتى هى أحسن _ الا الذين ظلموا منهم _ وقولوا : آمنا بالذى انزل الينا وانزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون))   العنكبوت 46

 

القرآن يخاطب اهل الكتاب فى زمانه ويأمر المسلمين ان يقولوا لهم انهم يؤمنون بما انزل الله الى اهل الكتاب : فالتنزيل واحد فى الكتاب والقرآن , والاسلام واحد , والاله واحد , والقرآن يأمر المسلمين بالتسليم يصحة التنزيل فى الكتاب كما فى القرآن , فى الكتاب الموجود مع اهله فى زمن القرآن .....

لذا القول بشبهة تحريف فى الكتاب انما هو اهانة لايمان القرآن به .

 

الشهادة الخامسة : القرآن يصدق الكتاب : فهل يصدق محرفا ؟ !

 

ايمان القرآن بالكتاب , وأمر القرآن للمسلمين أن يؤمنوا بالكتاب , شاهد مزدوج على صحته كما وصل الى محمد والمسلمين وكذلك هدف القرآن تصديق الكتاب شاهد آخر على صحة الكتاب : فلا يصدق القرآن كتابا محرفا .

 

1.        (( وآمنوا بما انزلت مصدقا لما معكم ))  البقرة 41

2.      (( ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم ... ))  البقرة 89

3.      (( ويكفرون بما وراءه , وهو الحق مصدقا لما معهم ))  البقرة 91

4.      (( قل : من كان عدوا لجبريل , انه نزله على قلبك , باذن الله , مصدقا لما بين يديه ))  ( اى قبله ) البقرة 97

5.      (( نزل عليك الكتاب مصدقا لما بين يديه ))  آل عمران 3

6.      (( يا ايها الذين اوتوا الكتاب , آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم ))  النساء 46

7.     (( وأنزلنا اليك الكتاب بالحق , مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ))  ( اى شاهدا له ) المائدة 47

8.      (( وهذا كتاب أنزلناه مصدق الذى بين يديه ))  الانعام 92

9.       (( وما كان هذا القرآن أن يفترى نت دون الله , ولكن تصديق الذى بين يديه ))  يونس 37

10.      (( ما كان حديثا يفترى , ولكن تصديق الذى بين يديه )) يوسف 111

11.       (( والذى اوحينا اليك من الكتاب هو الحق ,  مصدقا لما بين يديه ))   فاطر 31

12.     ومن قبله كتاب موسى اماما ورحمة , وهذا الكتاب مصدق لسانا عربيا ))  الاحقاف 22

 

يعلن القرآن مرارا انه تصديق الكتاب , والقرآن لايصدق كتابا محرفا

والا تلبس هو أيضا بشبهة التحريف , لتصديقه محرفا .....

 

يردون على ذلك : القرآن يؤمن ويشهد للكتاب الذى كان نزل على الانبياء

لا للكتاب الذى كان فى زمانه محرفا

وفاتهم ويحهم تصريح القرآن  :  (( مصدق لما معكم , لما معهم ))  اربع مرات

[ البقرة  41 و 89 و 91  النساء 46 ]

وانه  مصدق لما بين يديه   اى قبله  سبع مرات فالقرآن يشهد للكتاب الذى مع اهل الكتاب فى زمانه .

 

وهذه الشهادة لا معنى لها , اذا كان فى الكتاب تحريف

لا بل اذا كان فى الكتاب تحريف   فشهادة القرآن للكتاب شهادة زور ! حاشا , وكلا !

 

ومن نصوص الايات السابقة :

نجزم ان القرآن يقصد دائما الكتاب الذى مع اهل الكتاب فى الحجاز على عهد محمد .

 

الشهادة السادسة : القرآن يستشهد بالكتاب -  فهل يستشهد بمخرف ؟

 

ان القرآن يستشهد على صحة دعوته بالكتاب واهله : فهل يستشهد بكتاب محرف ؟ واهل كتاب محرفين ؟  ولو وقع للقرآن ذلك -   لكان القرآن شاهد زور على التحريف !

 

1-  (( قل فآتوا بالتوراة ,فآتلوها ان كنتم صادقين ))  ال عمران 93

 

ان القرآن يصرح بأن كل الطعام كان حلا لبنى اسرائيل , من قبل ان تنزل التوراة !

ويستشهد على اليهود فى ذلك بالتوراة نفسها . فلو كانت محرفة لما اسنشهد بها .

2- (( ألم تر الى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب , يدعون الى كتاب الله ليحكم بينهم , ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ))  ال عمران 23

 

اذا اختلف محمد مع اهل الكتاب فى حكم , فهو يستشهد عليهم بالكتاب الذى (( معهم )) وهذا دليل ايمانه به وبصحته .

 

3-  (( الذى آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ! وان فريق منهم ليكتمون الحق , وهم يعلمون الحق من ربكم , فلا تكونن من الممترين ))  البقرة 146

 

ان القرآن يعتد بشهادة الكتاب ويسميها   (( الحق ))   (( والحق من ربكم ))   كيف تكون شهادة الكتاب حقا وهى محرفة ؟  وكيف يستشهد القرآن بكتاب محرف  ؟

واذا كان الكتاب محرفا وشهادته مزورة , فكيف يستشهد القرآن بالتحريف والتزوير ؟ !

 

4-   اختلف اليهود مع محمد لقولهم : (( لن تمسنا النار الا اياما معدودات ! ))   ال عمران 34 - فدعاهم الى شهادة الكتاب وحكمه : (( الم تر الى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون الى كتاب الله ليحكم بينهم , ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ))  ال عمران 23

 

محمد يحتكم الى الكتاب الذى مع اهل الكتاب فى زمانه ويسميه (( كتاب الله )) : وهذه التسمية وهذا التحكيم لكتاب الله يرهانان على صحة الكتاب الذى بيد اهل الكتاب فى عهد محمد .

 

5-   (( وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها  حكم الله ))  المائدة 46 -   فالقرآن يرضى لمحمد بحكم التوراة بدل حكمه لان فيها (( حكم الله ))        قال البيضاوى  :

يتعجب من تحكيم اليهود لمحمدا والحال ان الحكم منصوص عليه فى الكتاب الذى عندهم .

 

6-   (( ومن قبله كتاب موسى اماما ورحمة ))  الاحقاف 12 و هود 17 -  فالكتاب هو امام القرآن فى الهدى والبيان

فهل يجعل القرآن الكتاب  إمامه لو ان فيه شبهة تحريف ؟ !!

 

7-  (( وانه  ( القرآن )  لتنزيل رب العالمين ..... وانه لفى زبر الاولين ))  الشعراء 193- 195   قال الجلالان

 اى فى كتبهم ( كالتوراة والانجيل )   والتنزيل القرآنى هو فى (( زبر الاولين ))  الذين سبقوا عهد محمد

 

8-   (( اولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم ( الحكمة ) والنبوة .... اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده  ))  الانعام 90

 

هل يأمر القرآن محمدا ان يقتدى بهدى الكتاب وانبيائه  -   لو كان فى الكتاب اى  شبهة  تحريف ؟؟ 

9-  (( وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحى اليهم : فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لاتعلمون بالبينات والزبر ))  النحل 43

ان القرآن يحيل المشركين فى خلافه معهم الى اهل الذكر– اى اهل الكتاب  فهل يستشهد بمحرفين او بكتاب محرف ؟

 

10-  ويقول الذين كفروا : لست مرسلا ! قل : كفى بالله شهيدا ومن عنده علم الكتاب ))  الرعد 40

 

-       القرآن يجعل شهادة اهل الكتاب لرسالته من شهادة الله – لانها مبنية على الكتاب

-        القرآن لايستشهد بمحرف ولا بمحرفين .

 

11- (( شهد الله انه لا اله الاهو , والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط  .... ان الدين عند الله الاسلام ))  ال عمران 18

 

أولوا العلم المقسطون فى اصطلاح القرآن هم النصارى , قهل يستشهد القرآن على صحة الاسلام يشهادة أولى العلم لو لم تكن شهادنهم من شهادة الله ؟ ولو لم يكونوا قائمين بالقسط فى ( علم الكتاب ) لما استشهد بهم على صحة اسلامه

 

12-  والقرآن يحيل محمدا نفسه , فى حال الشك من صحة القرآن الى اهل الكتاب ليتيقن  : (( وان كنت فى شك مما انزلنا اليك  فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك ))  يونس 94

 

وما كان القرآن ليحيل نبيه الى محرفين وكتاب محرف – فليس الكتاب محرفا : وذلك بنص القرآن القاطع الذى يقطع كل شبهة فى تحريف الكتاب .

 

الشهادة السابعة : القرآن يأمر اهل الكتاب باقامة التوراة والانجيل

 

ان دعوة القرآن اهل الكتاب  لاقامة التوراة والانجيل -  لامعنى لها اذا كان التوراة والانجيل محرفين ؟    ودعوته لاقامتهما دليل صحتهما على زمانه فى الحجاز .

 

1-  (( قل : يا اهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والانجيل , وما انزل اليكم من ربكم . وليزيدن كثيرا منهم ( اليهود ) ما انزل اليك من ربك طغيانا وكفرا , فلا تأس على القوم الكافرين ))  المائدة 71

 

ان القرآن يدعو اهل الكتاب الى اقامة التوراة والانجيل لانها كتاب الله :

ويشير الى ان التنزيل فى : (( مانزل اليكم من ربكم .... وما انزل اليك من ربك  )) هو واحد .

 

 

2-  (( ولو انهم أقاموا التوراة والانجيل , وما انزل اليهم من ربهم , لاكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم , منهم أمة مقتصدة , وكثير منهم ساء ما يفعلون ))  المائدة 69

 

بما ان التوراة والانجيل ( كتاب الله ) فأن اقامتهما والعمل بأحكامهما مصدر سعادة لاهلهما ويقرن الدعوة بالشهادة ان الكتاب فى زمن محمد هو (( ما انزل اليهم من ربهم ))

ولو كان فى الكتاب تحريف لما كان لدعوة القرآن وشهادته من معنى .

 

3-  (( انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور , يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا , والربانيون والاحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء : ومن لم يحكم بما انزل الله , فأولئك هم الكافرون ))   المائدة  47

 

ان التوراة فى عقيدة القرآن  كتاب الله فى زمانه   وبالتوراة يحكم النبيون الذين اسلموا   اى انبياء بنى اسرائيل (  البيضاوى ) للذين هادوا : التوراة صحيحة طيلة عهد الانبياء  وظلت صحيحة   طيلة عهد

الربانيون والاحبار حتى زمن محمد . وهم شهداء على التوراة ويحكمون لبنى اسرائيل   فى عهد  محمد  بما أستحفظوا من كتاب الله . والقرآن يشهد لاهل زمانه ان (( من لا يحكم بما انزل الله ( فى التوراة )  فأولئك هم الكافرون ))  وهو يكفر من لا يحكم بما انزل الله فى التوراة

 وهى ما زالت تنزيل الله فى زمانه .

 

4-  (( وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ))  المائدة 46 – يستغرب القرآن تحكيم اليهود للنبى العربى وعندهم التوراة  فيها حكم الله  والقرآن يؤمن ويعلن ان التوراة فى زمانه فى الحجاز عند اهل الكتاب ( فيها حكم الله )

 

فهى ليست محرفة وان اختلفوا فى تأويل احكامها – كتأويل رجم الزناة بالجلد واحتكموا لمحمد فى التأويل الصحيح واتهم القرأن تأويل الرجم بالجلد وانه ( تحريف ) معنى حكم الله  -  وتهمة التحريف المذكور فى القرآن كله تخص هذه المناسبة وحدها وتعنى التأويل الباطل لا تغيير اللفظ . لان لفظ التوراة بشهادة القرأن هو جكم الله

 

 

5-  (( وآتيناه  عيسى  الانجيل فيه هدى ونور ... وهدى وموعظة للمتقين : وليحكم اهل الانجيل بما انزل الله فيه – ومن لم يحكم بما انزل الله فيه , فاولئك هم الفاسقون ))  المائدة 49- 50

 

فىعقيدة القرآن ان الانجيل نور وهدى لاهله , وهدى وموعظة للمتقين من العرب , ويأمر اهل الانجيل بالحكم بما انزل الله فيه , ويفسق فى دينه من لم يحكم بما انزل الله في الانجيل . والانجيل فى زمن محمد تنزيل من الله فيه الهدى للعالمين, من اهل الكتاب والاممين .

أتصح شبهة تحريف بعد ذلك مع هذه القاعدة القرآنية ؟؟؟

6- ومن الدعوة لاقامة التوراة والاحتكام الى احكامها : (( قل فاتوا بالتوراة واتلوها ان كنتم صادقين )) ال عمران 93

ولو كانت احكامها محرفة  , لما احتكم محمد فى خلافه مع اليهود اليها ..

 

7-  القرآن يحتكم الى الكتاب فى اقامة الاحكام , وفى تغيير العقيدة أيضا مثل مكوث المؤمنين فى النار : (( الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب  يدعون الى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون )) ال عمران 23

فالكتاب لم يزل فى زمن الدعوة القرآنية , ( كتاب الله فى العقيدة والشريعة )  والنبى العربى فى خلافه مع اليهود على عقيدة او شريعة يحتكم اليه بما انه كتاب الله  ويحاجهم به .

 

8-  القرآن يحتكم للكتاب صفة كونه كتاب الله  فى زمانه جملة وتفصيلا , : (( من اجل ذلك كتبنا على بنى اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد فى الارض كأنما قتل الناس جميعا , ومن أحياها كأنما أحيا الناس جميعا . ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات , ثم ان كثيرا منهم بعد ذلك فى الارض لمسرفون ))  المائدة 35

 

مجئ رسل الكتاب بالبينات دليلا على صحته وهو لم يزل حتى ان القرآن يستشهد به ككتاب الله , وان أسرف اهله فى الارض وما أقاموا أحكامه حق اقامتها .

 

9- (( وكتبنا عليهم فيها _ التوراة _ ان النفس بالنفس , والعين بالعين , والانف بالانف , والاذن بالاذن , والسن بالسن   والجروح قصاص : فمن تصدق به فهو كفارة له , ومن لم يحكم بما انزل الله , فاولئك هم الظالمون ))   المائدة 48 

 

يطلب القرآن اقامة التوراة فى احكامها لانها احكام الله لاهل زمانه أيضا : وأحكام التوراة لم تزل على عهد القرآن ما انزل الله – ومن لم يحكم بها فأولئك هم الظالمون .

 

10-  ويخاطب يهود زمانه فى تربيبهم الملائكة والانبياء  و خصوصا الربانيين منهم فى السماح للشعب بتربيبهم :

 

(( ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة , ثم يقول للناس : كونوا عبادا لى من دون الله ! ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ! ولا يأمركم ان تتخذوه والملائكة والنبيين أربابا ! _ أيأمركم بالكفر , بعد اذ انتم مسلمون ))  ال عمران 79- 80

 

واليهود فى عهد القرآن لم يزالوا مسلمين بقوله : (( بعد اذ انتم مسلمين )) _ واهل الكتاب فى زمانه هم الذين اتاهم الله أيضا : (( الكتاب والحكم والنبوة )) وهم ربانيون ومعناها منسوبون الى الرب بزيادة الف ونون تفخيما _  الجلالان _ وذلك انهم يدرسون كتاب الرب ويعلمونه : فهل فى هذا القول من ريبة أو شبهة فى تحريفهم الكتاب ؟

11- ويلوم اليهود فى زمانه بالايمان ببعض الكتاب والكفر عمليا ببعضه بسبب اقامتهم لبعض احكام التوراة من دون بعضها وكلها احكام الله :

 

(( واذ أخذنا ميثاقكم لاتسفكون دماءكم ولاتخرجون أنفسكم من دياركم , ثم أقررتم وأنتم تشهدون . ثم انتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم , تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان , وان يأتوكم آسارى تفادوهم , وهو محرم عليكم اخراجهم : أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ؟ فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزى فى الحياة الدنيا , ويوم القيامة يردون اللى أشد العذاب ! وما الله بغافل عما تعملون ))  البقرة 84= 85

 

والقرآن يكفر اليهود اذا لم يعملوا بأحكام التوراة ويلومهم تؤمنون ببعض وتكفرون ببعض و جميعها احكام الله , وينذرهم بعذاب الاخرة اذا لم يقيموا أحكام التوراة كلها . وهذا كله لايمانه ان أحكام التوراة كلها أحكام الله . فلا مجال للتحريف فى عقيدة القرآن بل كله شهادة متواصلة بصحة الكتاب كما وصل الى زمانه فى الحجاز . ونلاحظ أيضا ان ما يسميه القرآن هنا (( الكفر ببعض )) أحكام التوراة يسميه أيضا (( نسوا حظا مما ذكروا به ))  المائدة 14 و 15

 

12- كتمان اليهود لبعض الكتاب فى زمن القرآن , وأختلاف اهل الكتاب من يهود ونصارى فى تأويل الكتاب , ونسيان اهل الكتاب  حظا مما ذكروا به  كل ذلك لايمنع ان الكتاب الذى بين أيديهم فى زمن محمد هو (( كتاب الله ))

 (( ان الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا , أولئك ما يأكلون فى بطونهم الا النار ... وذلك ان الله نزل الكتاب بالحق وان الذين ختلفوا فيه لفى شقاق بعيد ))  البقرة 175 و 176

 

الله (( نزل الكتاب بالحق )) الذى يختلف فيه اليهود والنصارى , الله (( أنزل من الكتاب )) ما يحاول بعض اليهود كتمانه عن الناس فى عهد محمد .

القرآن كله شهادة متواصلة بصحة الكناب الذى بين أيدى اهل الكتاب فى الحجاز على عهد محمد _ ولا مجال مع هذه الشهادة المتواصلة لشبهة تحريف فى الكتاب (( الكتاب الذى نزله الله بالحق )) لازال محفوظا الى زمن القرآن .

 

الشهادة الثامنة : أهل الكتاب فى زمن محمد يتلون كتاب الله وآيات الله .

 

1- (( وان يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم , جاءتهم رسلهم بالبينات , والزبر والكتاب المنير ))  فاطر 29

 (( الكتاب المنير )) هو التوراة والانجيل _ الجلالان _ كالتوراة والانجيل على ارادة التفصيل دون الجمع , ويجوز ان يراد بهما واحد والعطف لتغاير الوصفين ( البيضاوى )

وعليه نقول : تدل القرائن ان (( البينات )) هى كناية عن التوراة – و (( الزبر )) كناية عن الزبور وهى مزلمير داود و (( الكتاب المنير )) كناية خاصة عن الانجيل .

وسواء كان (( الكتاب المنير )) كناية عن الكتاب كله  ,  او عن الانجيل خاصة   _   ما كان القرآن ليسميه فى زمانه (( الكتاب المنير )) لو كان فيه تحريف .

 

2-  و (( الكتاب المنير )) يسمبه فى آية لاحقة (( كتاب الله )) كما يتلوه أهل الكتاب : (( ان الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة , وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور )) فاطر 29

 

وأهل الكتاب فى زمان محمد (( يتلون كتاب الله )) :  ولو كان فى تلاوتهم شبهة تحريف لما أسماه كتاب الله .

 

3-  ويلوم اليهود على تعليم البر للناس وعدم العمل به  وهم الذين يتلون الكتاب : (( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم , وأنتم تتلون الكتاب , أفلا تعقلون ))  البقرة 44

فأهل الكتاب الذين يخاطبهم القرآن يتلون كتاب الله .

 

4-  ويستغرب القرآن خلاف اليهود والنصارى وهم يتلون كتاب الله الواحد : (( وقالت اليهود :   ليست النصارى على شئ ! وقالت النصارى : ليست اليهود على شئ ! وهم يتلون الكتاب . كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم ! فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ))  البقرة 113

 (( الذين لايعلمون )) فى اصطلاح القرآن هم المشركون  الذين لا كتاب منزلا  لهم  ازاء  أهل الكتاب

(( الذين يعلمون )) و (( أولى العلم ))  لانهم أهل كتاب الله – والكتاب لم يزل واحدا قائما كما نزل , وان إختلف فيه أهله وخلافهم فى تأويل الكتاب هو دليل على صحته فى نظر القرآن , لأنهم يتلونه واحدا .

 

5- قيام الليل للصلاة وتلاوة الكتاب _ هى عادة نصرانية رهبانية _ لا يهودية ولا عربية ولا إسلامية إذ هى ( نافلة للنبى ) . لذلك عندما يصف القرآن قوما من أهل الكتاب بقيام الليل للصلاة وتلاوة آيات الله فهو يقصد النصارى ورهبانهم . إنهم (( عباد الرحمان .. الذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً )) الفرقان 63- 64 . فهم فى صلاتهم أيام محمد ((يتلون آيات الله )) .

القرآن يذكر المسلمين خير امة أُخرجت للناس  آل عمران 110 ثم اليهود الذين (( يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق )) آل عمران 112 وأخيرا يميز من أهل الكتاب النصارى :

 

(( ليسوا سواء : من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون ! يؤمنون بالله واليوم الآخر ! ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ! ويسارعون فى الخيرات ! واولئك من الصالحين ))  آل عمران 113 114

فاليهود فى زمن محمد (( يتلون آيات الله )) وإن كفروا بها .

والنصارى فى زمن محمد (( يتلون آيات الله , آناء الليل , وهم يسجدون ))

فالتوراة والانجيل  ,  والكتاب كله , كما يتلوه أهله فى الحجاز على أيام محمد

هو (( آيات الله )) فكيف تكون محرفة ؟

6-  (( وأشرقت الأرض بنور ربها , ووضع الكتاب , وجئ بالنبيين والشهداء ... وسيق الذين كفروا الى جهنم زمراً ... وقال لهم خزنتُها : ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم . وينذرونكم  لقاء يومكم هذا ؟ )) الزمر 69- 71

 (( يتلون عليكم آيات ربكم )) اى القرآن وغيره _ الجلالان _ والآ ية تقصد كل الكتب المنزلة لقوله

(( رسل منكم )) فإلى يوم القيامة يظل الكتاب كله (( آيات الرب ))  فكيف يدخله التحريف ؟

 

7- فى مطالع بعض السور إستفتاح : (( تلك آيات الكتاب )) والقرآن يقصد بها آيات الكتاب لأنه يميز فى مطالع آخرى بين الكتاب والقرآن  بالتعبير عينه (( تلك آيات الكتاب وقرآن مبين )) النمل 1 و الحجر 1   أو بقوله (( تلك آيات الكتاب المبين : إنا أنزلناه قرآنا عربياً )) يوسف 1-  وبسبب قوله (( كتاب أُحكمت آياته ثم فصلت من لدن خبير حكيم )) هود 1 -  ومهمة التنزيل للكتاب والتفصيل للقرآن -  وذكر الكتاب فى هذه المطالع يعنى الذى بين أيدى أهل الكتاب : والقرآن يشهد فى مطالع سوره بتنزيل الكتاب وصحته يوم نزول القرآن  -   المبين للكتاب  -    والمفصل للكتاب :

 

(( تلك آيات الكتاب المبين ))    الشعراء 1

(( تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ))    النمل 1

(( تلك آيات الكتاب المبين ))    القصص 1

(( تلك آيات الكتاب الحكيم )) يونس 1 و لقمان 1

(( كتاب أُحكمت آياته  ثم فصلت من لدن خبير حكيم )) هود 1

(( تلك آيات الكتاب المبين , إنا أنزلناه قرآنا عربيا))   يوسف 1

(( تنزيل من الرحمان الرحيم . كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا ))   فصلت 1

(( والكتاب المبين ,  إنا جعلناه قرآنا عربيا))   الزخرف 1

(( تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ))   الجاثية 1 و الاحقاف 1

فى هذه المطالع يشهد القرآن أن الكتاب تنزيل من الله العزيز الحكيم , وأن القرآن تفصيل له آى تعريبه .  وقد جمع ذلك فى مطلع سورة البقرة :

(( ألم , ذلك الكتاب لاريب فيه وهدى للمتقين ... الذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك )) البقرة 1- 3

والكتاب هو ما أنزل إلى محمد قرآناًً عربيا وما أنزل من قبله هو (( الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين )) من العرب كما هو هدى لإهل الكتاب .  

 

8-  وفى الكتاب الذى فى الحجاز الموجود على زمن محمد (( البينات والهدى )) ومن كتم آياته على الناس يلعنه الله :

 

(( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس فى الكتاب , أولئك يلعنهم الله , ويلعنهم اللاعنون )) البقرة 159

والكتاب فى زمن محمد فيه  (( البينات والهدى )) كما بينه الله للناس من قبل .

9-  واليهود (( ضربت عليهم الذلة والمسكنة , وباؤوا بغضب من الله , ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله , ويقتلون النبيون بغير الحق , ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ))   البقرة 61

واليهود بما عصوا وكانوا يعتدون (( كفروا بآيات الله )) ورغم كفرهم بها فهى لم تزل فى زمن محمد (( آيات الله ))

 

10-  لقد شهد الله والملائكة وأولوا العلم من أهل الكتاب :

(( إن الدين عند الله الإسلام وما إختلف الذين أوتوا الكتاب  ( اليهود ) إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم , : ومن يكفر بآيات الله , فإن الله سريع الحسلب ... إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين  بغير  حق , ويقتلون الذين  يأمرون  بالقسط  من الناس  ( النصارى )  فيشرهم يعذاب أليم ))  

آل عمران 18- 21

 

والكفر عمليا بكتاب الله  سار معهم طيلة تاريخهم  ويتوعدهم بعذاب آليم لأنهم (( يكفرون بآيات الله )) والكتاب مع شذوذ اليهود لم يزل آيات الله منذ موسي حتى محمد ويشهادة متكررة متواترة

 

11- وفى زمن محمد لم يزل الكتاب (( آيات الله )) كما نزلت  -  (( وأن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل اليكم وما أنزل إليهم , خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا , أولئك لهم أجرهم عند ربهم , إن الله سريع الحسلب  ))  آل عمران 199

 

إن أهل الكتاب فى زمن محمد يؤمنون بالله وبما أنزل إليهم , فما يزال كتابهم تنزيل الله ولا تحريف فيه  (( ولا يشترون بآيات الله )) التى عندهم فى التوراة والانجيل (( ثمنا قليلا ))  الجلالان

فالتوراة والانجيل فى زمن محمد والفرآن هما (( آيات الله ))

 

12- والقرآن فى سورة ال عمران , يختتم السورة ويستفتحها بإعلان إيمانه بتنزيل التوراة والانجيل والقرآن , التى فيها جميعا (( آيات الله ))

 

(( الله ...  نزل عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه , وأنزل التوراة والانجيل من قبل هدى للناس ... إن الذين يكفرون بآيات الله لهم عذاب شديد . والله عزيز ذو انتقام ))  ال عمران 1- 4

والكتاب المقدس لم يزل حتى تنزيل القرآن -  تنزيل الله وفيه آيات الله , وهذه العقيدة القرآنية الشاملة تقض على كل شبهة تحريف فى الكتاب .

ومن يقل بأسم القرآن ان فى الكتاب المقدس تحريفا , فهو يشهد بذلك على القرآن شهدة زور .

 

الشهادة التاسعة : المبدأ القرآنى العام  (( لا مبدل لكلماته ))

1- ان القرآن يردد مرارا : لا مبدل لكلمات الله فى كتابه سواء فى أصلها كما وردت فى الكتاب , أو بتفصيلها فى القرآن , لأن القرآن هو (( الكتاب مفصلاً ))  :

(( أفغير الله أبتغى حكما وهو الذى أنزل إليكم الكتاب مفصلا , والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق  فلا تكونن من الممترين . وتمت كلمات ربك صدقاًً وعدلا, لامبدل لكلماته , وهو السميع العليم )) الانعام 114- 115

 

القرآن تفصيل الكتاب : هذه عقيدة راسخة متواترة فى القرآن , وما القرآن أيضا سوى  الكتاب مفصلا  والتنزيل فيهما واحد فى عرف القرآن وتفصيل الكتاب فى القرآن صدق وعدل لأنه (( لامبدل لكلماته ))

 

فلو كان الكتاب محرفا , كان تفصيله فى القرآن مبدلاًً لكلماته لا صدق فيه ولا عدل , وهو يقرر مرتين  ان الكتاب  كلمات الرب لا تبديل لها . فكيف يشهدون على القرآن زورا وبهتانا ويدعون انه يقول بتحريف فى الكتاب

 

2- لا تبديل لكلمات الله المنزلة ما بين الكتاب والقرآن :

 

(( واتل ما أوحى إليك من كتاب ربك : لامبدل لكلماته ))  الكهف 27

 

3- لاتبديل لكلمات الله فى حرفها , ولا فى معناها ومواعيدها :

 

(( ولقد كذُبت رسل من قبلك , فصبروا على ما كُذبوا وأوذ وا , حتى أتاهم نصرنا , ولا مبدل لكلمات الله )) الانعام 134

 

فكلمات الله التى نزلت مع الرسل وإن كذبها الناس , لامبدل لها , فى حرفها او فى معناها (( فلا مبدل لكلمات الله )) حتى زمن محمد .

 

4- لا تبديل لكلمات الله فى وعدها ولا وعيدها :

 

(( لهم - اولياء الله – البشرى فى الحياة الدنيا , وفى الاخرة : لاتبديل لكلمات الله , ذلك هو الفوز العظيم ))  يونس 64

وهكذا اذا وقع فى كتاب الله تحريف , كما يزعمون ,

يسقط مبدأ القرآن نفسه : لامبدل لكلماته فالله نفسه بحفظ ذكره .

 

الشهادة العاشرة : المبدأ القرآنى الثانى – الله يحقظ كتابه

 

الذكر فى لغة القرآن هو كناية عن الكتاب , وهى صفة يطلقها   القرآن على نفسه   وعلى الكتاب :

(( هذا ذكر من معى وذكر من قبلى ))  الانبياء 24 وأيضا : (( فاسألوا اهل الذكر إن كنتم لاتعلمون بالبينات والزبر ))  النحل 43 والانبياء7

(( لقد كتبنا فى الزبور , من بعد الذكر , إن الارض يرثها عبادى الصالحون )) الانبياء 105

 

لذلك عندما يشرع القرآن المبدأ علينا الإلتزام به : (( إنا نحن نزلنا الذكر , وإنا له لحافظون ))  الحجر 9

 

 فلا يقتصر قوله على القرآن , كما يزعمون , بل هو يعنى (( الذكر )) على الاطلاق اى كل كتب الله المنزلة  , خصوصا الكتاب الذى مع (( أهل الذكر )) اى أهل الكتاب فهم (( أهل الذكر))  المحفوظ قبل غيرهم , والذكر على الاطلاق هو عند (( أهل الذكر ))

 

ونوجز موقف القرآن من صحة الكتاب كله  كما وسل الى الحجاز , على زمن الدعوة القرآنية بهذا المبدأ الذى شرعه القرآن : (( إنا نخن نزلنا الذكر ونحن له لحافظون ))  من التبديل والتحريف والزيادة والنقص ( الجلالان) وبهذا الواقع الذى يشهد له القرآن شهادة مطلقة مانعة : (( أولئك الذين آتيناهم الكتاب  يتلونه حق تلاوته )) اى يقرؤنه كما انزل ( الجلالان )  فلا تحريف فى الكتاب على الاطلاق وبنص القرآن القاطع , ولا من يفرحون ولا من يحزنون ولا من يفترون .

 

فصحة الكتاب كله وصحة الانجيل خاصة مع صحة التنزيل فيهما

عقيدة راسخة متواترة فى سور القرآن كله .

والنتيجة المحتومة أنه فى الحوار بين المسلمين والمسيحيين

يصح الاستشهاد بالانجيل وشهادته هى شهادة الله فى وحيه وتنزيله .

 

وتلك هى القاعدة الخامسة للحوار الاسلامى المسيحى

الصفحة الرئيسية