بحث أول

سيرة المسيح فى القرآن

القاعدة الثامنة للحوار المسيحى الاسلامى

 

يرد ذكر المسيح فى القرآن فى ستة عشرة سورة

ويرد ضمنا فى حوار القرآن مع أهل الكتاب من يهود ونصارى .

 

المسيح بعد الدعوة للتوحيد , هو الموضوع الثانى للدعوة القرآنية : (( إن هذا القرآن يقص على بنى إسرائيل أكثر الذى هم فبه يختلفون ))  النمل 57  وقد إختلف بنو إسرائيل الى نصارى ويهود – إيمان طائفة منهم بالمسيح وكفر طائفة آخرى  وجاء القرآن يؤيد (( الذين آمنوا علىعدوهم ليصبحوا ظاهرين ))  الصف14

 

أجل يدعو القرآن الى الشهادتين : إن لا إله إلا الله  وأن محمدا رسول الله . لكن القرآن يدعو الى الإيمان بمحمد رسولا لله تأييدا لدعوته , لا موضوعا لدعوته كما هو الحال مع المسيح  - إذ يحاور أهل الكتاب على خلافهم فى شخصية المسيح  النمل57

 

اولا : أسماء المسيح الحسنى فى القرآن

 

يرد أسم المسيح فى القرآن مرار وعلى أشكال

بأسم عيسى وحده فى 2:136  ,  3: 52+55+59+84  ,  4 : 162 , 5 : 49+81 ,  6 : 85  , 33 :7 , 42 : 13 , 43 :63   اى إثنى عشرة مرة .

 

بإسم المسيح وحده  فى 4 :171 , 5: 75 , 9 :31    أى ثلاث مرات .

 

بإسم إبن مريم وحده فى  23 :51 , 43 : 57   أى مرتين .

 

بأسم عيسى ابن مريم فقط فى 2 :87+253 , 5 :113+115+117+119 , 19 :34 , 57 : 27 , 61 : 6+14 اى عشر مرات

 

بأسم المسيح ابن مريم فقط فى  5 :19 مرتين +75+78 , 9:32   اى خمس مرات

 

باسم المسيح عيسى ابن مريم  وهو الاسم الكامل فى 3 :45 , 4 :156+170  اى ثلاث مرات

 

{ محمد فارس بركات : المرشد الى آيات القرآن الكريم وكلماته دمشق }

 

باسم كلمة الله  يرد صفة ولقبا فى قوله : إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته النساء 170 وعلما فى قوله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله ال عمران 39

وفى آيتين مختلف قراءتهما  وصدقت بكلمة ربها  اى مريم  التحريم12  -  يؤمن ( النبى الامى ) بالله وكلمته الاعراف157

وعلى الصفة والعلمية معا فى قوله : إن الله يبشرك بكلمة منه أسمه المسيح عيسى ابن مريم  ال عمران45  وفى قوله على الترادف : ذلك عيسى ابم مريم  , قول الحق الذى فيه يمترون  مريم 34

{ الزمخشرى : قول الحق وقرئ  بالنصب على المدح  ان قسر بكلمة الله  وانه مصدر مؤكد لمضمون الجملة ان أريد قول الثبات والصدق , وانما قيل لعيسى  كلمة الله وقول الحق  لانه لم يولد الا بكلمة الله وحدها

البيضاوى : وقيل صفة عيسى او بدله او خبر ثان ومعناه كلمة الله }

 

وهكذا يرد خبر المسيح فى ستة عشرة سورة من بينها ثلاث من السور الكبار إتخذت اسمها من سيرته  مريم وال عمران والمائدة  بينما ابراهيم لاتحمل الا سورة واحدة اسمه  ومحمد لاتحمل الا سورة واحدة اسمه مع سورة آخرى على الترادف : طه  كما تحمل سورة اسم نوح ولقمان وهود ويوسف ويونس .

 

فالقرآن يميز المسيح بالاسماء والالقاب والسور على سائر الانبياء

 

وهناك مشكلان فى أسماء المسيح

من أين حاء القرآن بصيغة عيسى ؟

فى الاصل الاسم هو يشوع بالعبرية وفى نقل الاسم من العبرية الى العريبة يصير يسوع بتحويل الشين بالنقط الى سين بدون نقط .

لكن نقل اسم يشوع مشيحو الى العربية لم يتم من العبرية او الارامية الى العربية مباشرة بل تم بواسطة اليونانية فالسريانية .

والانجيل دون باليونانية حتى فى العالم السورى ودرج اسم إيسوس وبالمنادى إيسو فى العالم كله لأن المسكونة الرومانية كانت كلها تتكلم اليونانية .

فصار الاسم يلفظ فى الارامية المجيطة بالجزيرة العربية عيشو باللهجة الشرقية العراقية وعيسى باللهجة الارامية الغربية او السريانية على التخصيص .

وهذا سر اسم عيسى ولما رحل النصارى من بنى إسرائيل الى الحجاز هربا من دين الدولة كانوا يجمعون فى التقديس والتسمية : موسى وعيسى بلغتهم الارامية الغربية السريانية وشاع فى الحجاز بهذه الصيغة ونزل به القرآن .

 

ولا ننس اسلوب التبديل والقلب بين الحروف الشائع فى العربية : وصار إيسو فى اليونانية وعيشو فى الارامية الى عيسى بالعربية .

 

ومن اين جاء لقب ابن مريم ؟ وما معناه فى لغته ؟

 

قبل معرفة الحبل المعجز كان مواطنو يسوع يسمونه ابن يوسف على حيلة مربى المسيح وابن مريم بعد وفاته كما نقل لنا الانجيل بحسب مرقس 6: 3

 

وفى البيئة الشرقية ظل هذا اللقب قائما كما تشهد اناشيد افرام السريانى التى سرت بها الركبان حتى جاءت الحجاز ونزل به القرآن .

 

ومن عادة العرب والشرقيين عموما ان ينسبوا الابن الى ابيه وليس الى امه الا فى ظرف خاص فكيف اذا كان الظرف الخاص ميلادا معجزا لامثيل له فى تاريخ المرسلين ؟

 

وفى البيئة الارامية كان اليهود يسمونه ابن مريم بكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما  النساء 155 وكان النصارى يسمونه أيضا ابن مريم لإيمانهم بالحبل المعجز ردا على اليهود .

والقرىن الذى يؤيد النصرانية على اليهودية الصف 14 يسمى المسيح ابن مريم إعلانا منه لإيملنه بالمولد المعجز وليس لإعلان بشرية المسيح .

لأن المسيح وإن كان فى نظر القرآن عبدا لا ربا فهو أكثر من بشر : كلمته ألقاها الى مريم وروح منه النساء 170 إنه روح من المقربين آل عمران 45 النساء 171 .

وعيسى ابن مريم هو فى القرآن : مسيح الله , كلمة الله , روح الله و وسنرى تفاسيرهم لهذه الألقاب التى ترفع المسيح على المرسلين والعالمين .

فالمسيح فى القرآن آية الله فى أسمائه وألقابه .

  الصفحة الرئيسية