هل من إشارات أو بشائر إلى محمد في الكتاب ؟

نعود إلى قول الأستاذ دروزة  التفسير الحديث ص 3  168  وقد عقد السيد رشيد رضا في الجزء التاسع 230 – 300 من تفسير المنار فصلا طويلا أورد فيه ثماني عشرة بشارة مستمدة من أسفار العهد القديم والإنجيل  وناقش الشبهات التى يوردها المبشرون وأورد من الحجج والأقوال ما فيه المقنع لراغبين الحق والحقيقة في صواب نتائجه وقوة حججه وفي عدم قيام شبهات المتشبهين على أسس قوية . ما لنا وللمبشرين هذا الهاجس الدائم أن القضية قضية واقع وعلم ونقد نزيه .

              ولقد سبق رشيد رضا صاحب إظهار الحق في إيراد تلك البشائر أو الإشارات الثماني عشرة .

              وبحثها يقتضي كتابا برمته وهو قيد التحضير نجتزء                             منه هذا المختصر المفيد وفي البحث السابق درسنا صفة الأمي في الكتاب وهنا نبحث قومية النبي .  

 البشارة الأولى : النبي من اخوتك

البشارة الثانية : 

 البشارة الثالثة :

 البشارة الرابعة :

الخامسة والسادسة

السابعة والثامنة

التاسعة والعاشرة

11  +   12

الثالثة عشر

15   +    16

17    +   18

******************************************************************

 البشارة الأولى : النبي من اخوتك

يقيم لك الله إلهك نبيا من وسطك  من أخوتك مثلى له تسمعون....... أقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك  تثنية 18: 15 و 18

 سبق بحثها قول من أخوتك يعنى عندهم من العرب لان  ولد اسما عيل هم أخوات بنى إسرائيل و فاتهم أن كل القرائن لك – لهم – من وسطك- من وسط أخوتهم تقطع بأن من أخوتك مقتصرة على بنى إسرائيل .

والتوراة  هنا تعطى شرعة النبوة عند بنى إسرائيل كما تعطى شرعة الملك فيهم تثنية 17 : 14 –16

 فلا يصح بحال من الأحوال أن تكون  شرعة النبوة شهادة لنبي موعود يأتي من العرب  لبنى إسرائيل

البشارة الثانية : 

هم أغار وني بما ليس إلها  أغاظوني  بأباطيلهم فأنا  أغيرهم بما ليس شعبا بأمة غبية أغيظهم  تثنية 23: 21

قالوا بأن المقصود بالأمة الغبية العرب  فهنيئا  للقائلين القابلين بهذا اللقب أما نحن فنرفضه قوميا ودينيا .

تاريخيا لقد أدب الله بني إسرائيل بأمة بابل وأشور ثم بأمة سوريا الهلينية  وثم أمة الرومان وبعد قتل المسيح  وحسب نبؤة المسيح  دمر الرومان الأمة والدولة والهيكل ولم يبق فيه حجر على حجر عام 70 ميلادية  ولما جددوا الثورة 133 م  سحقوهم ومنعوا أورشليم عليهم وغيروا حتى اسمها فصارت إيلياء وصارت بلاد اليهودية مسيحية قبل الفتح الإسلامي  الذي لم يفعل باليهود شيئا في فلسطين لأنهم كانوا مشردين  . والواقع التاريخي ينقض تخريجهم لهذه النبؤة .

أما دينيا أن الأمة الغبية المقصودة عندها ما ليس إلها ولها أباطيلها أي أصنامها فهي أمة وثنية . والأمة العربية التي زحفت على فلسطين كانت الإسلام : فهل أمة محمد وثنية ؟  يا لعار التخريج !

 البشارة الثالثة :

جاء الله من سيناء وأشرق لهم من سعير وتلألأ من جبل فاران ! وأتي من ربوات القدس  وعن يمينه نار شريعة لهم  تثنية 33 : 2

قالوا مجيئه من سيناء إعطاؤه التوراة لموسى وإشراقه من سعير إعطاؤه الإنجيل لعيسى وتلألؤه من فاران إنزاله القرآن لأن فاران من جبال مكة ومنه أتت نار شريعة لهم .

هذا التخريج اسمه جر الجمل بشعرة يقول ياقوت في كتابه المشترك وضعا والمختلف صقعا : فاران اسم جبال مكة وقيل اسم جبال الحجاز

  وقال أبو عبيد القضاعي في كتاب خطط  مصر : فاران والطور كورتان من كور مصر القبلية وفاران أيضا من قرى صفد سمرقند ينسب لها أبو منصور الفاراني .

هناك إذن أربعة أماكن تحمل اسم فاران  فلا يصح  حصر النبوة  بفاران الحجاز هذا إن صح أن العرب أطلقت اسم فاران على جبال مكة أو الحجاز .

والكتاب يفسر بعضه بعضا فلا يصح تفسيره بغيره  ومتى قامت الدلائل والقرائن في نص فلا يصح تأويلها بغيرها

إن إشارات التوراة كلها تجعل فاران قرب سيناء  تكو 14: 5- 6 و 21: 21 و عدد 10 : 12 و 12 : 16 و 13 : 3

على طريق هجرتهم من مصر إلى فلسطين  ولم يمروا على الإطلاق بالحجاز وسفر التثنية يصف دخول أرض الموعد وبقيادة الله لشعبه في مراحل الغزو من سيناء إلى سعير إلى فاران إلى الأرض المقدسة

ويذكر الكتاب أن داود نزل إلى برية فاران  1صمو 25 : 1 و 1ملوك 11 : 18 ولا يذكر الكتاب على الإطلاق أن داود غادر فلسطين إلى الحجاز

 النص المذكور يصف بطريقة شعرية مراحل غزو فلسطين : فلا يصح فيها أن نرى منازل الوحي التى يذكرون

وينص القرآن ويقطع أن الوحي لمحمد كان بواسطة جبريل البقرة 89  لا من الله مباشرة وتقول التوراة : جاء الرب أى الله نفسه والكلام إستعارة شعرية فلا تسمح القرائن أن نحملها على الحقيقة والواقع

وتخريجهم هذا يأباه النص جملة وتفصيلا

 البشارة الرابعة :

أما إسماعيل فقد سمعت لك فيه : ها أنا أباركه وأثمره وأكثره جدا فيلد إثني عشرة ولدا وأجعله أمة كبيرة تكوين 17 : 2

قالوا هذه النبؤة تجعل من ولد إسماعيل من سيكون سيدا لشعب كبير وهو لم يتحقق إلا في محمد والنبؤة في الكتاب تذكره لأنه من سلالة إسماعيل

وظاهر النص يقضي على هذا التخريج وكما أن التوراة تذكر إثني عشرة سبطا لإسرائيل تذكر كذلك لإسماعيل إثني عشرة ولدا أجدادا لأمة كبيرة

ولا مكان في النص لفظا أو معنى يشير إلى نبوة أو للدولة وسيادتها وكانت العرب المستعربة من ولد إسماعيل تملأ الحجاز قبل ظهور محمد : وقد تمت النبؤة من قبل محمد

 البشارة الخامسة  

لا يزول قضيب صولجان من يهوذا و لا مشترع من بين رجليه حتى يأتي  شيلون وله تخضع شعوب تكوين 49 : 10 

قالوا : شيلون هو لقب محمد الذي أتي وخضعت له شعوب 

نستغرب ونستهجن هذا التخريج كيف فاتهم أن شيلون هو من يهوذا  ومصدره صلب يهوذا كما في من بين رجليه وهو يأتي إلى بني يهوذا لا إلى العرب ويأتي حالما يزول السلطان عن يهوذا وليس بعد ستمائة سنة من الإستعباد الروماني الرومي 

وهذا ما تم مع المسيح أولا ابن داود وابن يهوذا  وظهر لما خرج السلطان من يهوذا إلى يد الأمميين و لا يصح شئ من عناصر النبؤة في محمد ولا إشارة فيها على الإطلاق إلى نبي عربي 

البشارة السادسة 

فاض قلبي بكلام صالح إني أنشد للملك أنت أروع جمالا من بني البشر ! ... تقلد سيفك أيها الجبار ! ... كرسيك يا الله  إلى دهر الدهور قضيب إستقامة قضيب ملكك  مزمور 45 

قالوا : أن النبي الجبار  نبي السيف والبيان  هو محمد هو المقصود بهذه البشارة التي لا تنطبق على غيره 

والنشيد قد يكون له معنى واقعي أو مجازي ومن حيث التاريخ هو نشيد الزفاف  لأحد ملوك إسرائيل 

وقد يحمل على المجاز ويقصد في الملك المذكور رمز للنبي الملك الآتي لكن السيف المذكور هو سيف الحق لا سيف القوة 

وفي النشيد تعبيران يمنعان من إستخدامه بحق محمد  : فالنشيد يطلق عليه لقب الله أو بالحري لقب إله  وبالعبرية إيلوهيم 

و من الكفر إطلاق هذا اللقب المجازي على محمد  ثم أن الآية 8 تذكر مسحة الملك والنبوة  الدارجة عند بني إسرائيل ولم يعرفها العرب أبدا 

و لا يذكر الحديث أو أو السيرة أو القرآن مسحة بزيت  لمحمد وتأملو ا كيف يشطون  بالتخريج إلى التهريج 

البشارة السابعة : 

غنوا للرب ترنيمة جديدة ... تعظيم الله في أفواههم وسيوف ذات حدين في أيديهم لإجراء الإنتقام من الأمم والتأديب للشعوب المزمور 149 

قالوا : هذه البشارة نيوءة عن أمة محمد وهي أمة الحمد والسيف معا .

وفاتهم أن المزمور نشيد لبني إسرائيل أنفسهم كما يتضح من فاتحته ليبتهج بنو صهيون بملكهم  مزمور 149 : 1 

وهل كان محمد  ملك صهيون ؟أم هل فرح بنو صهيون بمحمد ؟ وحملات القرآن المتواترة عليهم لهي خير شاهد !!

البشارة الثامنة :

هوذا الأوليات قد أتت والحديثات أنا مخبر بها ... غنوا للرب أغنية حديدة ... لترفع البرية و مدنها  صوتها الديار  التي سكنها قيدار  أشعياء 42 : 9 و 11 

قالوا أنها نبوءة على يقظة الصحراء التي سكنها  قيدار الابن الثاني لإسماعيل إلى طريقة جديدة لحمد  الله فهي تشير إلى محمد والإسلام في الحجاز  .

أما الواقع النبوي يشهد أن هذه البشارة نشيد من أناشيد الرجوع من جلاء بابل والدعوة ليست فقط للصحراء 42 : 11   بل قبلها للبحر وجره 42 : 10 ثم لأهل الجبل 42 : 11 فهي تعم البشرية لإعلان إنتصار الله على الأصنام بتحرير أهل التوحيد من جلاء بابل  42 : 17 

هذا هو نشيد الحمد لأيام الله في إسرائيل ومن التعسف المفضوح إقتصار الحمد على الصحراء التي يسكنها قيدار للاستنتاج منها أنها بشارة بهداية الجزيرة العربية إلى طريقة جديدة لحمد الله 

والقرآن صريح في أنه ليس فيه طريقة جديدة لحمد الله : إنما هو ذكر من معي وذكر من قبلي ذكر من سماكم المسلمين من قبل وفي هذا القرآن  الحج 78  الذي فيه يشرع للعرب دين موسى وعيسى معا بلا تفريق الشورى 13 والاقتصار الثاني على إسلام القرآن لأجل ربط تلك النبوة  بمحمد  ينقض القرآن كله 

والواقع التاريخي يشهد أن اليهودية عمت الحجاز قبل الإسلام وسادت المسيحية أطراف الجزيرة كلها ودخلت النصرانية مكة والمدينة قبل القرآن وبشهادة القرآن نفسه 

فلا يصح إقتصار الحمد الجديد على الإسلام وحده فقد سبح أهل قيدار  في شمال الحجاز بالحمد التوراتي والانجيلي قبل القرآني بمئات السنين - فلا تنحصر النبوءة  في محمد والإسلام حتي تكون بشارة بهما 

والواقعان التاريخي والنبوي يأبيان ذلك التخريج الإعتباطي 

البشارة التاسعة : 

ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد ! إندفعي بالترنيم وأصرخي  أيتها الت لم تتمخض لأن بني المستوحشة أكثر من ذات بني البعل أشعياء 54  كله 

قالوا المراد بالعاقر هنا مكة لأنه لم يقم فيها نبي بعد إسماعيل ولم ينزل فيها وحي وتعبير بني المستوحشة إشارة إلى  أولاد هاجر  أم إسماعيل ومطلقة إبراهيم . والحداد المذكور فيها  54 : 16 إشارة إلى محمد  قاتل المشركين بسيفه 

أن الواقع النبوي صريح أن هذه البشارة  من أناشيد رجوع بني إسرائيل من جلاء بابل إلى أورشليم التي كانت دونهم كالعاقر المستوحشة 

والله سوق يعيد عن قريب بني صهيون من جلائهم إلى المدينة المقدسة وتصير العاقر المهجورة أم بنين أكثر من ذات البعل وأكثر من قبل الهجرة 

ويسمي النشيد أورشليم بالعاقر وامهجورة والمستوحشة لأن صهيون في مجاز الكتاب عروس الله ولم ترد تلك الكناية في الكتاب بحق مكة أبدا وعلى الإطلاق 

وكيف ترد وهي على الكفر والشرك ! والتنزيه القرآني بأبي مثل تلك الكنايات 

وتخريجهم هذا أيضا ضد حرف القرآن وروحه 

والعهد الجديد قد إعتبر أورشليم الجديدة رمزا للمسيحية النازلة من السماء الؤيا 21 : 2- 3 

والنشيد المذكور رمز للمسيحية المولودة من الموسوية التى أمست عاقرا قهجرها الله إلى أورشليم الجديدة 

وصار بنو المسيحية أكثر من بنو الموسوية وأكثر من أمة محمد والنبوة لا تنطبق لا على محمد ولا على أمته و بما أن العهد الجديد فسر النبوءة لصالحه وجي علينا أن نأخذ بوحيه وليس في القرآن شئ من ذلك ولا يصح لنا الإجتهاد بعد تصريح الوحي 

 ومن المضحك المُبكي تفسير الحداد في النشيد بمحمد وإليكم الآية 

ها إني أنا خلقت الحداد الذي ينفخ الجمر في النار ويخُرج أداة لعمله وأنا خلقت المفسد  للتدمير 

وكل أداة أنُشأت عليك لا تنجح ! وكل لسان يقوم عليك في القضاء تردينه مؤثما 

هذا ميراث عبيد الله وبرهم مني 

فالحداد الذي يسعى لتدمير إسرائيل مفسد هكذا بقول الله فهل يليق هذا  بالنبي العربي !؟   آلا يفطنون  لنتائج  تخريجهم  التي ترتد عليهم نعم هم لا يدرون  بماذا يقولون 

البشارة العاشرة : 

إني أعُتلنت لمن لم يسألوا عني ووجدت ممن يطلبوني ...  وأنتم الذين تركتوا الله ونسوا جبلي المقدس الذين يهيئون المائدة لجٌد ويعدون الممزوج لمناة إني أُعينكم للسيف وتجثون جميعكم للذبح ! ...  ها إني  أخلق أورشليم إبتهاجا وشعبها مسرورا ... أشعياء 65 كله 

قالوا هذه نبوءة لإستبدال اليهود بالمسلمين  شعبا لله ويدعو عبيده ب أسم آخر 65 : 25  كما يدل عليه ذكر مناة آلهة العرب 

يظهر أن القوم يقتصرون على بعض التعابير في نبؤة ويتمسكون بها ليفسروا الكل على ضوء الجزء 

فيؤولون النص تأويلا تأباه قرائنه اللفظية والمعنوية 

وليس هذا من النقد العلمي النزيه  رأوا في وجود اسم مناة إحدى  الغرانيق العلى عند العرب 

ذريعة فحرفوا النبؤة عن معناها وفاتهم أن مناة مثل جًد المذكور معها كانـــــــــــــــا من  آلهة كنعان وآرام قبل مشركي العرب 

وفاتهم أن التجديد المشار إليه سيكون بفضل النسل الذي يخرج من يعقوب والوارث من يهوذا  65 : 6 

والتجديد سيكون لأورشليم وإسرائيل : تهللوا وإبتهجوا إلى الأبد بما أخلق هاءنذا أخلق أورشليم ابتهاجا وشعبها سرورا وأبتهج بأورشليم وأسر بشعبي 65 : 18 - 19 

وعليه يكون إستبدال اليهودية سيكون بالمسيحية بواسطة نسل يعقوب ووريث يهوذا كما صرح به المسيح نفسه في مثل الكرامين القتلة بأنه أى المسيح هو نفسه ابن رب الكرم ووريثه متى 21 : 33 - 43 

أنهم يتجاوزون صراحة النص وتفصيل الانجيل له إلى إجتهاد يوافق مخيلتهم وهذا ضد ما أنزل الله  به من سلطان في القرآن والتوراة والانجيل 

البشارة الحادية عشرة :

نبؤة دانيال المزدوجة : صورة التمثال كناية عن الشرك الذي يمثل أربعة ممالك وفي زمن الرابعة ينقطع حجر من جبل بغير بد قطعته فيسحق التمثال والممالك الوثنية التي تحمله وصورة ابن البشر الآتي على سحاب السماء لينشئ على الأرض ملكوت الله على أنقاض ممالك العالم  7 : 13 - 37 

قالوا : الحجر الذي ضرب تمثال الشرك هو محمد وملكوت الله هو الدولة الإسلامية المقامة علي أنقاض الفرس والروم 

إنها لطريقة غريبة في التفسير : يتعلقون بقشور بعض كلمات دون الإلتفات إلى لبانها أو إلى قرائنها القريبة والبعيدة التي تنقض تخريجهم .

ظهر الحجر المعجز الذي يسق التمثال على أيام الرومان الدولة الوثنية الرابعة ومملكة الروم التي خلفت مملكة الرومان لم تكن وثنية بل مسيحية على دين الكتاب والانجيل والإسلام لم يقم بعد فناء بابل وآشور ومملكة فارس و مادي بعدها ومملكة الاسكندر المقدوني بعدها وآخرهم المملكة الرابعة الرومان التي في أيامها يفلت الحجر الرمزي المعجز وينشئ على أنقاضها جميعا ملكوت الله ولم يظهر الإسلام إلا بعد فناء تلك الممالك الأربعة بثلاثمائة سنة !

وقد طبق المسيح نفسه رمز الحجر المعجز على ذاته : حينئذ قال لهم  يسوع أما قرأتم قط أن الحجر الذي رذله البناءون قد صار رأس الزاوية ومن قبل الله كان ذلك وهو عجيب في أعيننا متى 21 : 42 وجمع نبؤة دانيال إلى نبؤة الزبور مز 107 : 22 - 33 

ومتى فسر كتاب منزل كتابا منزلا فلا يحق لنا الإجتهاد في موضع النص : والانجيل تبنى نبؤة دانيال وبنى يسوع دعوته على أنه ابن البشر الآتي ليؤسس ملكوت الله كما يتضح في كل الانجيل بأحرفه الأربعة 

وفي محكم الانجيل وصريحه يسوع هو ابن البشر وهو اللقب الوحيد الذي إعتاد يسوع أن يتسمى به ورسالة يسوع قد أسست ملكوت الله 

والانجيل يدعمه التاريخ ويشهد أن المقصود عند دانيال كان المسيح والمسيحية ولا ذكر لشئ من ذلك في القرآن بحق محمد أو الإسلام 

لذا لا يصح أن نطبق إعتباطا نبؤة دانيال على محمد أو الإسلام 

البشارة الثانية عشرة :

هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه ليقيم دينونة على الجميع ويعاقب جميع فجارهم على فجورهم  رسالة يهوذا 14 - 15 

قالوا : إن الرب هنا بمعنى السيد وهو محمد وربوات قديسيه الصحابة 

يا للعجب العجاب !!

يقودهم تخريحهم إلى الكفر ولا يشعرون أجل أن كلمة رب بالنكرة أو على الإضافة إلى مخلوق قد تعني مخلوقا لكن متى إقترنت بأل العهد والعلمية كما في الكتاب كله فلا تعني إلا الله تعالى ومن الكفر إطلاقها على بشر كمحمد !وتعبير ربوات قديسيه لا يمكن أن تعني صحابة محمد كانوا أولا معدودين وهذا عكس كلمة ربوات ولم يكونوا جميعهم قديسين وفى لغة العهد الجديد تعبير القديسين كناية عن المسيحين 

والرب في الآية يصنع دينونة للجميع آي أنه ديان العالمين وملك يوم الدين ومن الكفر أيضا إطلاق هذه الصفة على محمد والقرآن يشهد إنما أنت مذكر ! لست عليهم بمسيطر  الغاشية 22 

وفي الانجيل يأخذ المسيح لنفسه صفة الديان للعالمين مثل الله  يوحنا 5 : 22 وصفة ملك يوم الدين متى 25 : 31 - 33 

ولا يوجد ذكر في تلك الآية ولا توجد إشارة لا إلى محمد  و لا لصحابته بل الآية والرسالة كلها حديث في المسيحيين والمسيح لا غيرهم 

البشارة الثالثة عشرة  :

وفي تلك الأيام جاء  يوحنا المعمدان  يكرز في برية اليهودية  قائلا : توبوا لأنه قد إقترب ملكوت السماوات متى 2 :  1  ويجدد يسوع الدعوة عينها  متى 4 : 17 

قالوا : المسيح لم يؤسس دولة وهو مع المعمدان سابقه يبشران بدولة الله في أرضه وملكوت الله هو الإسلام دولة وشريعة 

ونقول : أن التخريج بلغ هنا حد الوقاحة على الانجيل ومتى قام النص بطل الإجتهاد والانجيل كله يُظهر أن ملكوت الله في عرفه ليس دولة تقوم بحد السيف إنما سلطان الله على النفوس والعقول والقلوب  هو دولة روحية ملكوت روحي 

وملكوت الله يبنيه المسيح نفسه : ومن أيام المعمدان حتي الآن ملكوت السماوات يغتصب والمغتصبون يغتصبونه عنوة متى 11 : 12 

ويصرح أن إنتصاره على الشيطان برهان قيام الملكوت بينهم : أما إن كنت  بروح الله أخرج الشياطين ففي ذلك قيام ملكوت الله بينكم متى 12 : 28 

قام الملكوت بينهم بالحسنى على حياة المسيح ولكن بعد قيامته ورفعه إلى السماء سيقوم الملكوت بقوة : أن من القائمين ههنا من لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد أتى بقوة متى 16 : 28  مرقس 9 : 1 لوقا 9 : 27 

وليس في الانجيل من إنتظار لملكوت الله بعد المسيح بمئات السنين ولا من معنى لدولة بحد السيف 

وفي درس جامع للانجيل بأحرفه الأربعة في معنى ملكوت الله تظهر لنا قباحة التحريف ووقاحة الإفتراء على الانجيل 

البشارة الرابعة عشرة : يشبه ملكوت السماوات حبة خردل أخذها انسان وزرعها في حقله ... وصارت شجرة تؤمها طيور السماء وتعشش في أغصانها  متى 13 : 31 

قالوا : أن حبة الخردل التي تصير شجرة صورة لملكوت الله كناية عن الإسلام والنجاة فيه بشريعته 

تكفي قراءة الفصل كله في تمثيل ملكوت الله بالأمثال حتى يعرف الأمي نفسه معناه وكيف طبقها المسيح كلها على نفسه ابن البشر هو الذي يزرع الزرع الجيد وهو لقب المسيح والحقل هو العالم  والزرع الجيد هو الملكوت وبنوه  متى 13 : 37 

قال يسوع لصحابته بمناسبة تلاوة أمثال الملكوت  عليهم : لقد أوتيتم أنتم أن تعرفوا أسرار الملكوت ... طوبى لعيونكم لأنها تبصر و لآذانكم لأنها تسمع !  الحق أقول لكم : أن كثيرين من الأنبياء قد إشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا متى 3 : 10 -17 لأن نبؤات الأنبياء ورغبات الأولياء تتم في مشاهدة صحابة المسيح لظهور الملكوت وإطلاعهم على أسراره 

فكيف يقرؤون وكيف يفهمون ؟ ! 

البشارة الخامسة عشرة :

هكذا يكون الآخرون أولين والأولون آخرين متى 20 : 1 -16 

قالوا هذا مبدأ انجيلي نبؤة عن الإسلام دين الله في أرضه فهو يبشر بأن المسلمين آخر من ظهر  من أهل الكتب المنزلة سيكونون أولين والأولين من اليهود والنصارى  سيكونون آخرين 

ألا بورك التخريج والتهريج ! أن تحريف الانجيل يبلغ هنا حد التزوير الرخيص المفضوح 

وقد أعلن المسيح لتلاميذه : لا تخف أيها القطيع الصغير فقد رضي أبوكم السماوي أن يعطيكم الملكوت  لوقا 12  : 32 

ويقول لهم  : أنتم أوتيتم معرفة أسرار ملكوت الله  لوقا 8 : 10 

وعند رفعه للسماء يأمرهم بالرسالة الإنجيلية في العالم أجمع وللخليقة كلها ويصرح لهم : وها أنا معكم طوال الأيام  و إلى إنقضاء الدهر آخر آية عند متى 

فهل تعليم المسيح كاذب ؟ وهل وعده كاذب ؟ حاشا وكلا 

ومن جهة آخرى وعد المسيح أتباعه بتنزيل الروح القدس عليهم للتأييد المطلق مدى الدهر : يقيم معكم ويكون فيكم ويعلمكم كل شئ  ويذكركم جميع ما قلت لكم  يوحنا 14 : 17 - 25  

روح الحق يشهد لي وأنتم معه شاهدون  يوحنا 15 : 27 ويفحم العالم على خطيئته وعلى بركم وعلى دينونة الله يوحنا 16 : 8 روح الحق يرشدكم إلى الحقيقة كلها يوحنا 16 : 12 

وهل بعد تأييد الروح القدس  الدائم للمسيحية من أجل توطينها في العالم أجمع  وإلى إنقضاء الدهر 

فهل يمكن تفسير المبدأ المذكور على النحـــــــــــــو الموتــــــــــــــــــــور ؟

البشارة السادسة عشرة :

قال المسيح لليهود أما قرأتم قط في الكتب الحجر الذي رذله البناؤون قد صار رأسا للزاوية ... من أجل ذلك أقول لكم : ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تؤدي ثماره  متى 21 : 42 

قالوا أن ملكوت الله ينزع من أهل الكتاب ويعطى لأمة آخرى تؤدي ثماره  وهو الإسلام وأن حجر الزاوية فيه محمد 

هذا  مثال مفضوح على إسلوب التضليل في التأويل وما أسهل عزل آية أو قول عن نصه وبيئته البيانية لصبغه بمعنى يناقضه  !

تحدى يسوع اليهود  بمثل الكرامين القتلة الذين يقتلون النبيين بغير حق وهم يتآمرون على قتل المسيح نفسه  متى 21 : 3 - 46 ورد على مكرهم بالإستعارة النبوية في الحجر المرذول  مزمور 117 وطبقه على نفسه بقوله : أما قرأتم قط ... وطلبوا أن يقبضوا عليه  لقتله متى 21 : 42 

وفي المثل يصور المسيح نفسه أنه : إبني  ...  إبنه ... الوارث  لملكوت الله بينما الأنبياء جميعهم عبيد الله والمسيح يجعل نفسه ابن الله وبهذه الصفة يكون الوارث الشرعي الوحيد لملكوت الله أبيه 

أليس من الكفر بحق القرآن ونبيه وصف محمد  بابن الله ؟ ووارث لملكوت الله أبيه ؟ 

أنهم يكفرون ويكفرون بحق القرآن ونبيه من حيث لا يدرون !

البشارة السابعة عشرة  :

من يغلب ويحفظ أعمالي إلى النهاية سأعطيه سلطانا على الأمم الرؤيا 2 : 26 

قالوا : الغالب الموعود  الذي وحده أعطي سلطانا على الأمم هو محمد 

وهذا التصريح تفتيش أعمى في زوايا الرؤيا ليقتصوا منها  إشارة وفاتهم أن الرؤيا كلها كشف لسلطان المسيح على سير التاريخ في البشرية 

والمسيح أخذ من يد القديم سفر القضاء والقدر المختوم بسبعة أختام لحجبه عن المخلوق 

يقول الرائي : أخذت أبكي بكاءاٌ كثيرا لأنه لم يوجد أحد مستحق أن يفتح الكتاب  ولا أن ينظر إليه 

وفال لي أحد الشيوخ أى أحد المقربين : أمسك عن البكاء  ! هوذا قد غلب الأسد الذي من سبط يهوذا فرع داود فهو إذن يفتح الكتاب وختومه السبعة 

وأنشد أهل السماء نشيدا جديدا لأسد يهوذا  السي المسيح : مستحق أنت أن تأخذ الكتاب وتفض ختومه  لأنك ذبحت و إفتديت لله أناسا من كل قوم ولسان وشعب و أمة وجعلتهم لإلهنا ملكوتا وكهنة  وسيملكون على الأرض الرؤيا 5 كله 

والغالب القهار هو المسيح نفسه لا غيـــــــــــــــــــره 

والغالب معه في الآية التي بها يستشهدون هو أيضا المسيحي الذي يغلب  الوثنية والشرك و لا ينغلبُ لها لأنه حفظ وصية ابن الله - إنجييله - رؤيا 6 : 18 

وسفر الرؤيا كله جملة وتفصيلا ينقض تفسيرهم المغرض المفضوح 

البشارة الثامنة عشرة :

النبؤة بالفارقليط في الانجيل حرف يوحنا  14 و 16 

قالوا : الفاراقليط الموعود هو أحمد المذكور في القرآن  الصف 6 

سيأتي الجواب عليه  في : الرسول أحمد في الانجيل 

ومحوره أن الفاراقليط ذات إلهية بحسب الانجيل ومن الكفر بالانجيل والقرآن نسبته إلى محمد  

خلاصة ما تقدم :

تلك البشارات والإشارات التى رأوا فيها أن محمدا مكتوب عندهم في التوراة والانجيل  -  وقد لمسنا لمس اليد أنها نبؤات وشهادات للمسيح وحده ولا تخص أحدا إلا سواه 

والنتيجة الحاسمة : ليس في التوراة والانجيل ولا الزبور ولا النبيين أى إشارة لمحمد هذا النبي العربي فالمسيح وحده خاتمة النبوة والكتاب 

نعلنها أنها عقدة نفسية على أهل القرآن أن يتخلصوا منها 

إذا كان الله قد ميز المسيح على الأنبياء بالإنباء عنه قبل ظهوره - وهي ليس الميزة الوحيدة - ولم يبشر الله بموسى ولا ابراهيم ولا أحد من الأنبياء  وهذا لا ينقص قيمة  نبؤتهم وفضل دعوتهم 

وهو أيضا لا ينقص من كرامة محمد إذا لم يكن مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل 

وجاء الإنباء السابق بالمسيح  من باب المفاضلة بين الأنبياء كفضل تأييد المسيح بالروح القدس ولا يشكل ذلك نقصا أو إنتقاصا في نبؤتهم 

الصفحة الرئيسية