من أسرار تخلفنا العلمي

من أسرار تخلفنا العلمي هو إصرارنا على كل ما هو ليس علمي ووصمه بالعلمية

ومن بين هذه المحاولات الفاشلة اليائسة تلك المقالات التي ينشرها العالم المزعوم بجريدة الأهرام تحت عنوان أسرار القرآن
ورداً على مقال آخر من مقالاته وتحت عنوان " والسماء ذات البروج " نقرأ ما يلي

أولاً : الاستهلال ببعض الآيات القرآنية التي تتحدث عن البروج ثم شرح لمعنى كلمة البروج في اللغة العربية وهو بحث شيق في علم اللغة يشكر عليه  .

ثم يتابع الأستاذ الجليل باستخراج الآيات التي ذكرت البروج في القرآن وآراء المفسرين والشراح لهذه الآيات .

ونأتي بعد ذلك للجزء العلمي وهو الجزء الأكبر من عملية بحث العالم الفاضل فيقدم لنا بحثاً شيقاً بأسلوب جذاب يستعرض فيه الجانب العلمي من الموضوع ويتابع معنا التطور التاريخي للاكتشافات العلمية في هذا الموضوع ويختم مقاله بربط العلم بالقرآن ووضع وجهة نظره التي سنتعرض لها الآن فيقول في أهمية البروج

البروج كوسيلة الاهتداء في ظلمات البر والبحر: وتقول الآية القرآنية " وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون " الأنعام 97 .

ويقع العالم في أول مطب حينما يحمل النص فوق ما يحتمل محاولاً أن يوهمنا بأن النص يقصد أن النجوم بتكوينها الذي توصل إليه العلماء الآن ترشد وتحدد للإنسان الاتجاهات الأربع الأصلية .. الأمر الذي لا يمت بصلة للنص القرآني حيث أن الآية تتحدث عن النجوم أو البروج كأجسام مضيئة في الظلام فيمكنها أن تهدي البشر أثناء الليل ودليلي

على عدم صحة رأي العالم الجليل وجود كلمة ظلمات

 

فلو كان يقصد دور البروج ( النجوم ) كمرشد للاتجاه الجغرافي لما ذكر الظلمات . فالمعنى الأقرب للنص والمعنى المباشر له يدل على إرشاد النجوم كمصدر ضوئي تهدي البشر أثناء الظلام ليس كمصدر جغرافي ولا علاقة بالنص من بعيد أو قريب لموضوع تحديد الاتجاهات الجغرافية من شمال وجنوب وشرق وغرب وكل ما قصده كاتب الآيات أن البروج ترشد بنورها الإنسان براً وبحراً في الظلام .

بل إنني أتجاوز القول للحد الذي إذا اعتبرنا أن البروج وسيلة لتحديد الاتجاهات الأصلية الأربع فإن ذلك أيضاً كان شائقاً في ذلك العصر حيث كان الملاحون يتابعون سيرهم من خلال متابعتهم لحركة النجوم كما أشار بولس الرسول في سفر أعمال الرسل قبل كتابة القرآن بنحو سبعة قرون ( أعمال 20 : 27 ) وبذلك يمكننا أن نجزم أنه لا إعجاز علمي في القرآن .

ويستطرد عالمنا الجليل فيستخرج الآيات التي تتحدث عن البروج لزينة السماء ." وجعلنا في السماء بروجاً وزيناها للناظرين " ( الحجر 16

 )إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب " ( الصافات 6 )

وبالطبع لا يوجد أي اعجاز علمي في الآيات السابقة حيث الوصف الطبيعي والجميل لوجود النجوم في السماء كمصابيح في السماء تضئ الليل وهذا ما يمكن لأي شخص يسكن الصحراء أن يراه بالعين المجردة ويتغنى بجمال خلقة الله وتكوين الخالق للكون من حولنا وهو ما نتفق تماماً معه . ويا سبحان الله ولكن هذا لا يدل بالمرة على أي اعجاز علمي في القرآن !!

أما كلماته عن الشياطين ومحاولاتهم التلصص على أخبار السماء الدنيا فليس فيها من العلم شيئاً .

ولم يتوصل العلم إلى الآن الكشف عن محاولات الشياطين استراق السمع ليلقون بشيء من المعلومات إلى أعوانهم من الدجالين والمنجمين وغيرهم وأن النجوم وقفت لهم بالمرصاد !!  ويختم العالم الجليل مقاله أن الروح والنجوم والكواكب مصدر من مصادر رزق السماء .
ويخلط كالمعتاد بدون دليل أو سند بين الحقائق العلمية المأخوذة من كتب حضارة الغرب وبين آيات القرآن البعيدة كل البعد عن الحقائق العلمية التي يحاول إيهامنا بأنها موجودة في القرآن .

فيقول إن العلم التجريبي يؤكد بأن كافة العناصر يخلقها الله في قلب النجوم .

ويحاول أن يربطها بالنص القرآني : " وفي السماء رزقكم وما توعدون " والذي يتكلم ببساطة عن الرزق هو من عند الله .

وكما شرحها هو بنفسه نقلاً عن أسلافه من المفسرين بأنها تعني أمر الرزق وتقدير الموعود وأن الموعود به هو الجنة أو النار والثواب والعقاب . ولا مجال لإدخال لعبة العلم في نصوص القرآن .

واتقي الله في علمك . ولا تأخذ من علوم الآخرين لتلبسه ثوبك فأظن إن هذا تعدي على الحقوق الفكرية والعلمية للآخرين ولماذا تتمسح في علوم الكافرين وأعداء الإسلام والأولى والأجدر بك أن تشجع الشباب ألا يستغرقوا في تلك الخرافات المفبركة من خيال مريض بل أن يجتهدوا كما اجتهد الآخرين حتى يصلوا إلى صحيح العلم بدلاً من تلك الأوهام التي لا تنفع ولا تزيد أصحابها إلا المزيد من الجهل ويا للسخرية باسم العلم !!

 لكن بما إننا نتحدث عن البروج والنجوم اللامعة في السماء دعني أحدثك عن نجم النجوم ، ملك الملوك الذي يشهد عن نفسه فيقول في سفر الرؤيا 22 : 16-17 أنا يسوع .. أنا أصل وذرية داود كوكب الصبح المنير .. ومن يعطش فليأت ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجاناً "

هذا الذي تحققت فيه جميع النبوات الحقيقية التي قيلت قبل مئات السنين عن مكان مولده .. وعن طريقة ميلاده الإعجازية من عذراء .. عن كونه الإله الأزلي السابق لوجوده الزمني على الأرض .. كإنسان عاش بشريتنا .. عن تعاليمه ومعجزاته .. عن آلامه وصليبه .. عن قيامته وانتصاره .. عن نمو ملكوته .. وعن ظفره النهائي على كل أعدائه .. وأنه لن يقوى إنسان أو شياطين أو أي أمة أو مملكة وإن اتحدت كل القوى البشرية والشيطانية لابد أن تخضع في النهاية لخالق الكون ولفادي البشر .

ولكن اليوم أصلي أن ينفتح كل قلب لنداء المسيح الذي لا يشاء أن يموت الإنسان في عناده وضلاله وألا يتمسك بطريق تبدو للوهلة الأولى مستقيمة ولكن عاقبتها الموت وجهنم . فهو الذي خلقك ويحبك ودفع ثمن حياتك الأبدية ولا يمكن لك بأي حال من الأحوال أن تدفع ثمن الحياة بعد الموت لأنه يفوق إمكاناتك بكثير .

 فلا صلاحك .. ولا أعمالك .. ولا نياتك الحسنة يمكنها أن تعفو عنك . وطريق رحمة الله قد ظهر في صليب المسيح الذي تجسدت فيه الرحمة الكاملة والعدالة التامة عندما احتمل تنفيذ العقوبة في شخصه كي يعطي لكل إنسان إمكانية الرحمة وغفران الخطايا .

المسيح مات على الصليب من أجلك .. هذا حق فهل تقبل ما كلفه من آلام وحب ؟ وهل تقبل العمل الذي لا يمكنك أن تزيد أو تنقص عليه ؟ هل تكفر الآن بأعمالك البشرية الناقصة ؟ وتقبل العمل الإلهي الكامل .
افعل هذا فتحيا كما قبله الملايين والملايين قبلك حول العالم
هذا هو الصراط المستقيم والرب معك .

 عودة