أمثلة أخرى عن محاولات إثبات الإعجاز العلمي للقرآن

 

مأخوذ من كتاب " إسلام ضد الإسلام "  للدكتور الصادق النيهوم)يسترشد المؤمنون بالإعجاز العلمي للقرآن بعدة آيات أخرى.  دعونا الآن نناقش البعض منها :فمثلا: قول القرآن على لسان النبى يوسف: ( ياأبت إنى رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين) , يفسره أحد (الباحثين) بقوله:القرآن يحدد أحد عشر كوكبا.  ونحن نعرف تسعة كواكب فقط.  إذا، فهناك كوكبان لم نكتشفهما بعد.  ألا نجد فى هذا حثا على اكتشاف كوكب لم نعرفها بعد؟  وأليس هناك

تحديد لما سوف نتوصل إليه لو بحثنا؟..  هل يلاحظ القارئ مدى الاستفادة التى يجنيها العلم والبشرية من الاهتداء بقول القرآن؟]والواقع أن التوراة أيضا تقول فى سفر التكوين على لسان يوسف[ إنى حلمت حلما .  وإذا الشمس والقمر و أحد عشر كوكبا ساجدة لى ].تكوين 10 ).  وهى جملة يوردها القرآن بنصها، ولو عاد إليها (الباحث ) لوفر على نفسه.  وعلى الجنس البشرى.  متاعب البحث عن الكواكب الضائعة.  فالرقم يشير إلى اخوة يوسف، وعددهم أحد عشر ، بناء على قول الإصحاح الثانى والأربعين: [ فنزل عشرة من أخوة يوسف ليشتروا قمحا من مصر.  وأما بنيامين فلم يرسله يعقوب مع أخوته] ( تكوين 42 : 3-4 ) .ومثلا : قوله تعالى: [ هو الذى جعل الشمس ضياء والقمر نورا ]، يصبح سرا علميا مثيرا بالنسبة إلى ( الباحث الإسلامى ) الذى يعلن عن دهشته صارخا: [ إن الأمم التى تملك زمام العلم فى هذا القرن العشرين ، أعدمت منذ بضع مئات من السنين علماء وفلكيين قالوا بأن نور القمر هو نور الشمس بعد انعاكسه، وأن ذلك نتيجة أن القمر والأرض و الشمس ما هى إلا أجرام كروية الشكل لها دوراتها حول نفسها ، ولها دوراتها حول بعضها.. أليس ذلك أمر محزن].والمحزن فعلا، أن المرء لايعرف من هم العلماء والفلكيون الذين جرى إعدامهم ، كما يزعم ( الباحث ) .  فالتاريخ لا يسجل إعدام عالم أو فلكى واحد بسبب ما قاله عن الشمس أو لم يقله.  وإذا كان الباحث يشير إلى كوبرنيق، فقد مات هذا السيد

على فراشه، وهو يحتضن أول طبعة من كتابه عن [ حركة الأجرام السماوية] الذى كان قد أهداه للبابا بول الثالث شخصيا.  أما جاليليو فإن أقسى حكم صدر ضده هو ( حبسه ) فى بيت صديقه أسقف سيانا.  والواقع أن انعكاس ضوء الشمس على القمر لم يكن سرا علميا، بل كان حقيقة شائعة جدا قبل نزول القرآن بألف سنة على الأقل

فمنذ القرن الخامس قبل الميلاد، كان أناكساغورس قد أعلن: أن القمر ليس جسما وهاجا بل كوكب يستمد نوره من الشمس].

ومثلا: يقول تعالى: ( والأرض بعد ذلك دحاها).  وهى آية يتعمد كل ( باحث إسلامي  أن يوردها فى معرض التدليل على أن القرآن قد سبق زمانه بتحديد شكل الأرض شبه الكروى.  فكلمة [دحاها ] فى قاموس هؤلاء ( الباحثين) تعنى جعلها كالدحية [وهى بيضة النعامة].

هذا التفسير، ليس له وجه فى اللغة.  فكلمة دحاها تعنى فقط بسطها ومدها.  وقد أطلق العرب اسم [ الأدحية ] على المكان الذى تبيض فيه النعامة، وليس بيضها

لأن هذا الطائر لا يبنى عشا، بل [ يدحو الأرض برجله، حتى يبسط التراب ويوسعه ثم يبيض فيه].  والدحية بكسر الدال هو رئيس الجند.  والدحية بفتح الدال هى أنثى القرد.  ولا أحد يعرف من أين استمد ( الباحث الإسلامى) كلمة الدحية بمعنى البيضة.

أكثر من ذلك ، فإن كروية الأرض فى عصر القرآن، لم تكن نظرية معروفة فحسب ، بل كانت حقيقة علمية لا جدال فيها، وكان الفلكيون فى أثينا والإسكندرية، قد قاسوا محيطها بفارق قدره مائتى ميل فقط عن القياس المعتمد الآن

زافى أيضا لا برهان علمى عليه، ولا يوحى ب ( الأعداد المقدسة ) 7 و 19 التى ذكرها د.تركى.

 عودة