الانبا ايسوذورس

كتابة كمبيوتر الفريد فؤاد

خادم بكنيسة العذراء مريم بأرض الجولف

http://groups.yahoo.com/group/christianbook

حياة الانبا ايسوذورس ومؤلفاته

الارثوذكس ) وتسمى ناعوم .

† هاجر مع خاله القمص اشعياء السريانى الى مصر ، وقد صار القمص اشعياء وكيلا لبطريركية الاسكندرية

. فى عهد ثورة عرابى سنة ١٨٨٠

† تعلم ناعوم فى مدرسة الاقباط الكبرى بالقاهرة ، ثم عمل مدرسا بمدرسة الاسكندرية .

† فى يناير ١٨٨٥ ذهب ناعوم الى دير البرموس وترهب باسم افرام وكان له من العمر ١٨ سنة وكان

† فى سنة ١٨٩٠ رقاه البابا كيرلس الخامس الى درجة القمصية ، واسند اليه رئاسة مدرسة الرهبان بالقاهرة

† اراد البابا كيرلس الخامس ان يرسمه اسقفا على ابوتيج فهرب واختفى عند صديق له فى القاهرة .

فى ١٣ نوفمبر ١٨٩٦ ارسل غبطته هذه الرسالة الى رئيس دير انبا بيشوى يقول له فيها

" ابحث عن القمص افرام البرموسى واحضره صحبتك رغما عنه متحفظا عليه لاننا دعوناه اسقف وان خالف

يكون تحت الحرم "

† فى ١٧ اكتوبر ١٨٩٧ رشحه البابا كيرلس الخامس اسقفا على دير الانبا بيشوى وفى وقت الرسامة عدل

عن رأيه ورسمه على دير البرموس باسم ايسوذورس وكان له من العمر ٣٠ سنة وكان رئيس دير البرموس

١٩٩٣ / ١ دير البرموس بين الماضى والحاضر (القس اغسطينوس البرموسى) رقم الايداع ٣٢٢٠

( الانبا يؤانس ( من ١٨٨٧ الى ١٩٢٨ ) ثم بطريركا باسم البابا يؤانس ال ١٩ ( من ١٩٢٨ الى ١٩٤٢

٢٠٠١ / ٦ العلامة الارثوذكسى الاسقف ايسوذورس ( أ . امير نصر ) رقم الايداع ٢٣٠٢

٧ القمص مينا البرموسى رئيس دير البرموس ( من ١٨٩٦ الى ١٩٠١ ) ثم رسم اسقفا باسم الانبا ساويرس الثانى عام ١٩٠١

لديروط وصنبو وقسقام

حياة الانبا ايسوذورس ومؤلفاته

† عندما ذهب الانبا ايسوذورس الى دير البرموس بعد رسامته قام برسامة ثمانية رهبان قسوس وقام بترقية

ثمانية رهبان قسوس الى درجة قمامصة بعد موافقة اباء الدير الا ان هذا العمل لم يرق فى عينى الانبا يؤانس

مطران البحيرة والمنوفية والاسكندرية ووكيل الكرازة المرقسية حيث كانت اديرة وادى النطرون (الانبا

بيشوى والسريان والبرموس والانبا مقار) فى ذلك الوقت تابعة لكرسيه فسخط على الانبا ايسوذورس الذى

اخذ ينازعه الاختصاص واعتبر ترقية الرهبان بدون اذنه اجحافا بحقه .

وفى ذلك الوقت ارسل القمص عبد المسيح المسعودى الكبير خطابين الى البابا والى الانبا يؤانس يعلن فيه

عدم رضاه عن الانبا ايسوذورس ويندد بالرسامات التى اجراها ويطالب بقطعه وطرده .

تقدم الانبا يؤانس الى البابا كيرلس الخامس بهذه الحجة وطلب منه محاكمة الانبا ايسوذورس امام المجمع

المقدس ، وعقد المجمع فوقف معظم الاساقفة بجانب الانبا يؤانس الذى كان يتمتع عند البابا بدالة قوية .

† فى ٣١ ديسمبر ١٨٩٧ اصدر المجمع قرار بتجريد الانبا ايسوذورس مع الرهبان الذين قام برسامتهم

وعبثا حاول الانبا ايسوذورس ان يسترحم البابا ولكن البابا رفض كل الجهود التى بذلت لتسوية الخلاف

وحجته ان الانبا ايسوذورس لم يستمع لقراره الصادر بابعاده مؤقتا الى دير الانبا بولا .

† لما رأى الانبا ايسوذورس اصرار البابا على موقفه وان المجمع المقدس ليس فى وسعه ان يرد اليه اعتباره

انصرف نحو ميدان العمل والكفاح ، فاشترى منزلا فسيحا بالدرب الابراهيمى بقرب الدار البطريركية

بالازبكية واعد فيه كنيسة خاصة وقد كان له نشاط واسع فى اصدار المجلات وتأليف الكتب .

† فى ابريل ١٩٤١ تم الصلح اخيرا بين الانبا ايسوذورس والبابا يوانس ال ١٩ على الا يباشر عملا كهنوتيا

غير تقديس الاسرار .

وهذا نص المرسوم البابوى الكريم بالحل والبركة

" نيافة اخينا الحبيب الروحى الاسقف الانبا ايسوذورس بمصر

بعد القبلة الروحية والمصافحة الاخوية بمنه تعالى تكونون بكامل الصحة والرفاهية

اليوم عرض علينا الاسترحام المقدم منكم وقد تصفحناه فوجدناه يشف عن تواضع ومحبة وخضوع ، وازاء

ذلك فقد منحناكم الحل والبركة وصرحنا لقدسكم بالصلاة وتأدية الشعائر الدينية وخدمة الاسرار الالهية فى اية

كنيسة ترغبونها من كنائس الكرازة المرقسية .

وقد سرنا جدا شعوركم الذى اظهرتموه نحو دير البرموس بما ذكرتموه من ان كل ما تمتلكونه من مال وعقار

يؤول الى هذا الدير بعد نياحتكم ونسأل الفادى ان يبارك عليكم ويهدى خطواتكم الى كل عمل صالح ، ونعمة

الرب تشمل جميعنا ولعظمته الشكر دائما .

يؤانس بابا وبطريرك الكرازة المرقسية ١٩ ابريل ١٩٤١

وقد فرحت الكنائس بالقاهرة والاسكندرية بهذا الحل وقامت بدعوة نيافته لاقامة القداسات الالهية حيث اقيمت

له الاحتفالات والقيت كلمات الترحيب والثناء على احتماله وصبره .

† فى ١٩ يناير ١٩٤٢ تنيح الانبا ايسوذورس وله من العمر ٧٥ عام ، ولما علم البابا يؤانس ال ١٩ بالخبر

كتب نعيا بجريدة الاهرام يوم ٢٠ يناير ١٩٤٢ قال فيه

حياة الانبا ايسوذورس ومؤلفاته

" قداسة الانبا يؤانس البابا بطريرك الكرازة المرقسية ينعى بمزيد الاسف سعيد الذكر المتنيح

الاسقف ايسوذورس وسيصلى على جثمانه بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بالدرب الواسع الساعة الثالثة مساء

ومنها لمدافن ابى سيفين بمصر القديمة "

وصلى البابا يؤانس ال ١٩ على جثمانه الطاهر فى الكنيسة المرقسية الكبرى بالازبكية حيث تقاطرت الجموع

من كل مكان واحتشدت الكنيسة بالمؤمنين للمشاركة فى صلاة الجناز ، وقد رثا البابا يؤانس ال ١٩ الانبا

ايسوذورس بكلمة عن احتماله وصبره ومحبته للكنيسة .

وقد كتبت العديد من المقالات وألقيت كلمات التأبين التى تعبر عن مكانة الانبا ايسوذورس كمؤرخ وعالم

لاهوتى واسقف مدافع عن كنيسته .

حياة الانبا ايسوذورس ومؤلفاته

مؤلفات الانبا ايسوذورس ( الراهب البرموسى قبل اسقفيته )

١- البينات الوافية والبراهين الثاقبة( ١٦٠٣ ش – ١٨٨٧ م)(عقيدة + تاريخ كنيسة)

٢- مرآة الحقائق الجلية فى حياة الكنيسة القبطية ( ١٨٨٧ م) ( طقس الكنيسة)

( ردا على كتاب احياء الكنيسة القبطية لفريد كامل )

٣- المرآة الجلية فى تاريخ التوراة السبعينية وحسابات الكنيسة القبطية الاصلية الارثوذكسية

١٨٨٧ م) )

٤- تعليم الدين باختصار ( ١٨٨٧ م)

٥- مرشد العابد ودليل القاصد الى وجوب العابد ( ١٨٩٠ م) ( عقيدة)

٦- الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة ( ١٨٩٢ م) ( تاريخ كنيسة)

٧- مقالات مار افرام ( ١٨٩٢ م)

٨- النذير فى الرد على البشير ( ١٨٩٢ م)

٩- المطالب الدينية فى الدروس الدينية ( ١٨٩٤ م)

١٠ - البرهان القاطع فى الرد على القبطى التابع ( ١٦١٠ ش – ١٨٩٤ م)( عقيدة)

١١ - نظم الياقوت فى سر الكهنوت ( ١٨٩٥ م) ( طقس + عقيدة)

١٢ - الروضة الزهية فى المسامرات الدينية ( ١٨٩٦ م)

١٣ - وسائل التيسير فى علم التفسير ( ١٨٩٧ م)

١٤ - حسن السلوك فى تاريخ البطاركة والملوك ( ١٦١٣ ش – ١٨٩٧ م)

( تاريخ كنيسة)

مؤلفات الانبا ايسوذورس ( بعد اسقفيته )

١٥ - الوضع الالهى فى تأسيس الكنيسة ( ترجمة عن الفرنسية لمؤلفه البطريرك كيرلس مقار)

١٦١٤ ش- ١٩٢٥ م) )

١٦ - بلوغ المرام فى ترجمة سمعان الخراز والانبا ابرام ، اعجوبة نقل جبل المقطم

١٩٢٦ م ) )

١٧ - مشكاة الطلاب فى حل مشكلات الكتاب ( كتاب مقدس)

١٨ - المطالب النظرية فى المواضيع الالهية ( لاهوت)

١٩ - رواية التجسد ( ١٩٣١ م ) ( لاهوت + عقيدة)

٢٠ - بيان البهتان الموجود فى كتاب شرح اصول الايمان للبروتستانت

١٩٣٣ م ) (عقيدة) ( ردا على كتاب شرح اصول الايمان للدكتور القس أندرواس واطسون )

والدكتور القس إبراهيم سعيد )

٢١ - الجاسوس على البرهان المحسوس او الدليل الملموس فى ثبات الرهبنة ووجوب ترمل القسوس (عقيدة)

( ردا على كتاب يهاجم طغمة الاكليروس )

حياة الانبا ايسوذورس ومؤلفاته

٢٢ - تنوير الاذهان بالبرهان الى ما فى عقائد الكنيسة الغربية من زيغان ( ١٦٥٢ ش – ١٩٣٥ م)

٢٣ - رد افتراء ذوى المراء ( ١٩٣٦ م) ( عقيدة)

( ردا على كتاب العشاء الربانى )

٢٤ - الاخاء والسلم بين الدين والعلم ( ١٦٥٥ ش - ١٩٣٨ م) ( عقيدة)

( ردا على كتاب هل من تناقض بين الدين والعلم للأستاذ طمسون وتعريب الاستاذ حبيب سعيد )

كتب المقال الدينى فى مجلة الحق التى اسسها الاستاذ يوسف منقريوس ناظر المدرسة الاكليريكية سنة ١٨٩٣

وكانت تصدر اسبوعيا لمدة ٤ سنوات .

اسس مجلة مظلة داود بعد رسامته اسقف لمدة عامين ثم تغير اسم المجلة الى مجلة صهيون التى كانت تصدر

( شهريا لمدة ٤٢ سنة ( من ١٨٩٩ الى ١٩٤١

حياة الانبا ايسوذورس ومؤلفاته

عندما بدأنا فى كتابة كتب الانبا ايسوذورس على الكمبيوتر راعينا :

١- الا نذكر اى لوم او وصف من الانبا ايسوذورس لشخص الكاتب او العكس بل ذكرنا جملة " قال الكاتب"

ليكون التركيز كله حول موضوع الكتاب .

٢- الا يكون هناك تكرار للعبارات فى نفس الكتاب .

٣- ان نجمع ونرتب الفصول مرة اخرى اذا كانت تحتاج الى ذلك .

٤- وضع اسماء مواقع من على الانترنت تخدم مواضيع الكتاب .

شكر خاص للاستاذ امير نصر على كتابه " العلامة الارثوذكسى الاسقف ايسوذورس " الذى كان مرشدا لنا

فى معرفة اسماء الكتب التى كتبها الانبا ايسوذورس ونبذه عنها بالاضافة الى الظروف المحيطه به .

شكر خاص لامناء مكتبة مارمرقس الاستعارية بمصر الجديدة الذين امدونا بمعظم كتب الانبا ايسوذورس

بالاضافة الى مجلدات صهيون .

قائمة باسماء رؤساء دير البرموس من الاساقفة :

١٩٤٢ ) ( القمص افرام البرموسى) رسم بيد البابا كيرلس الخامس – ١- الانبا ايسوذورس ( ١٨٩٧

١٩٦٥ ) ( القمص ارمانيوس البرموسى) رسم بيد البابا يوساب الثانى – ٢- الانبا مكاريوس ( ١٩٤٨

١٩٩١ ) ( القمص دانيال البرموسى) رسم بيد البابا شنوده الثالث – ٣- الانبا ارسانيوس ( ١٩٧٥

٤- الانبا ايسوذورس ( ١٩٩٢ – ادام الله حياته ) ( القمص بيشوى البرموسى) رسم بيد البابا شنوده الثالث

الحمد له الذى انار بصائرنا بأنوار هدايته التى تضمنها الكتاب المقدس الذى هو عبارة

عن مجموع اسفار العهد القديم والعهد الجديد .

ذلك الكتاب الذى سخر لكتابته اناسا انقياء صالحين ملأهم من روح قدسه ، وعصمهم

من الخطأ والزلل اثناء تأدية رسالتهم ، والقيام بوظيفتهم ، وهى تبليغ اوامره ووصاياه

وشرائعه وسننه ، وقد خصهم فوق ذلك بما لم يخص به غيرهم من المزايا والهبات ،

وهى صنع العجائب والايات ، حتى حسبهم الناس الهة .

وبذلك رسخ فى الاذهان انهم وكلاء الاله ونوابه ، وان الطاعة لهم ولاقوالهم هى

الطاعة لله الذى ارسلهم ، وان المخالف لاوامرهم ونواهيهم يعد متمردا على الله مرسلهم

اما بعد ..

فان الذى بعث بى الرغبة الى تأليف هذا الكتاب ، وجمع شتات ومتفرقات ما وصلت

اليه القدرة فيه من ظاهر تباين واختلافات اقوال الله امران :

١- كثرة ورود الاسئلة من ابناء الامة ، لا سيما مشتركى مجلتنا صهيون فى ظروف

نجمع كل ذلك وغيره فى هذا المؤلف ليكون وافيا بغرض ابناء الامة .

ويغنى الذين يريدون الوقوف على حقائق الكتاب المقدس الدقيقة ، ومعرفة غوامض

اقواله عن سؤالنا وسؤال سوانا كل مرة ، بل عن مطالعة المجلدات الكثيرة التى لا

يتسنى لهم الحصول منها على الغرض المقصود بأيسر وسيلة واسهل طريقة ، بل

بالمشاق والتعب الجزيل والسهر الطويل ، الامر الذى لا تساعد ظروف الحياة على

التفرغ له ، وانما ذلك يختص بذوى لابسى شعار العلماء والقلنصوات وازياء الملائكة ،

المتفردين فى صوامعهم والبعيدين عن جلبة العالم ، المتمتعين بهدوء الحياة وراحة

الفكر ، وطمأنينة الضمير ، الذين ما عاركوا الدهر وذاقوا مره وشره ، وصادفوا

متاعبه ، فهنيئا لهم ان كان لهم وجود ، ومن الاحياء معدودين بعد .

٨ مجلة الحق ( السنين الاربعة ) ، مجلة صهيون

٢- الداعى الثانى هو التمدين الكاذب ، وانتشار المعارف والعلوم العصرية السطحية ،

التى راجت برواجها وانتشارها بضاعة الكفر ، فصفق لها ذوو الاخلاق الفاسدة ، لانه

يفتح لهم المجال للتمرغ بشهواتهم وملاذهم ، ولما كان الكتاب اكبر رادع لاعمالهم

النجسة ، وافكارهم الدنسة .

كان لهم الكفر حجة وسببا للتهجم على عدوهم هذا ، والطعن فى اقواله ، وتكذيب

مصادره الالهية ، وتزييف حقائقه وشرائعه ، لكى يرتاحوا لعمل الشر واضرار العباد ،

لان الكتاب يثير غيظ القلب وينعش الضمير ويسلطهما على الانسان الجاهل الكافر ،

ولا سلطة الملك على الرعايا العاصين ، او سلطة السيد على العبيد المتمردين ،

فيوبخانه ويعذبانه ولا عذاب النار البابلية .

اذ يرسمان امامه صورة الدينونة العامة وجلوس ابن البشر على كرسى الدينونة ،

ووقوف الخليقة باجمعها ، وخصوصا الاشرار منها بالخجل والوجل (الخوف ) ،

وخوف مناقشة الديان لهم على كل ما فعلته ايديهم ، بل على افكارهم الشريرة ايضا ،

وهواجسهم التى لا يعرفها الا الذى يرى فى الخفاء ويجازى علانية .

بل خوف افتضاح امرهم امام الملائكة والبشر ، بل خوف تلك المناظرالمروعة مناظر

الملائكة الاشرار ، بل خوف تلك الظلمة الخارجية التى تتأجج فيها النيران التى عذابها

يبتدئ ولا ينتهى ، له اول ولا اخر له .

والكتاب ينذر بالويل ومجازاة الاشرار غالبا فى هذا العالم ، لان الامراض الذى يقع

عليها نظرنا نعلم جيدا انها اجرة الخطية وثمرة المعصية ، وازهاق الارواح قبل اوانها

نتيجة ذلك ايضا .

فمن لا يحزن على اولئك الجهال المغشوشين العصاة الذين يسدون اذانهم عن سماع

اصوات الكتاب الرادعة ، ويهزأون بها دفعا لما يصيبهم من لذع ضمائرهم وتسكينا

لروعهم .

وشتان بين الكتاب والكفر ، فان الكتاب يشغل المرء خوفا من عواقب الامور والشرور

وافتضاح المستور ، اما الكفر فيطمئن الخاطر ويريح الفؤاد ، ويهون عليه ارتكاب

الخطية .

الكتاب يتوعده بالعقاب السريع قائلا

والكفر ينادى قائلا

ينادى على الدوام فى اعماق قلوب بنى البشر ، فيجاوبه الجهلة بالطاعة والامتثال ، لان

الجاهل وحده هو الذى قال فى قلبه منذ القديم ويقول دائما

قال جاهل الزمن الماضى ذلك القول سرا واعماله الشريرة ، وتركه للشريعة ، واحتقاره

الناموس برهنت على خفاء قوله وكشفته .

اما جاهل هذا الزمان فلا يخجل من ان يعلن بقوله ولسانه وعمله الكفر ، ويعد ذلك

فخرا له ومجدا ومدنية .

هذان هما الباعثان لتأليف هذا الكتاب ، وانى ارجو ان يكون رادعا لهذا الفريق بمقدار

ما يكون فيه كل الغنى والربح والفائدة لذلك الفريق .

وعليه الاتكال فى جميع الاحوال .

تمهيد – الفصل الاول الوحى والنبوة والالهام

الوحى كما عرفه اباء الكنيسة والراسخين فى العلوم الدينية هو :

تسخير الله لاناس وتكليفهم وتحريكهم وحملهم على اعلان ارادته للبشر ، وعصمتهم من الخطأ والزلل فى

تقرير الاعلانات التى امروا ان يبلغوها للناس ، مع ترك الاختيار لهم فى انتقاء اساليب التبليغ ، واختيار

الالفاظ والكلمات ، واستخدام الجمل لايراد المعانى كما توافق ارادة الله الامر بتبليغها .

ينقسم الوحى الى النبوة والالهام :

١- النبوة معناها اعلان الله للناس عن امور مجهولة

٢- الالهام فهو اقل من النبوة لانه تكليف بعض الناس باخبار بعضهم الاخر عن قضايا تاريخية او علمية

سبق ادراكها والعلم بها .

التى معناها الحفظ والمساعدة والتدبير فيليق جدا بالله كاب وخالق وشفوق ان يعلن ارادته لبنيه وخلقه

ويحثهم على طاعته وينذرهم باسوأ الحالات اذا خالفوه ويقرن انذراته بالفعل ردعا لهم او لمن جاء بعدهم

وبالعكس يعد الطائعين بالمصير الحسن والغاية الحميدة والعطايا الجزيلة الصالحة اذا اتموا مقاصده الالهية

، ويقرن هذه المواعيد المشوقة بالفعل جزاء حسنا لطاعتهم وترغيبا وتشويقا لسواهم .

الوجه الثانى : من جهة عبادة الناس

٩ المطالب النظرية فى المواضيع الالهية ( الانبا ايسوذورس )

تمهيد – الفصل الاول الوحى والنبوة والالهام

لانهم اختلفوا فى معرفة طبيعة الله وذاته القدوسة ، وهل هو واحد ام اكثر من واحد ، ولذلك اكثروا من

العبادات ونوعوا المعبودات فالهوا الشمس والقمر والنجوم والارض والبحار والنار ، والحيوانات

والحشرات المؤذية وبعض الاشجار وانواع النبات ، والحجارة والمعادن .

فكانت رافة محب البشر بالمخلوقين على صورته ومثاله تستلزم ان يعرفهم عن ذاته بحسبما يحتمل ادراكهم

وافهامهم ويكشف لهم طريق العبادة الواجبة .

الوجه الثالث : من جهة اداب الناس

اداب الناس التى فسدت فاستحلوا القتل والسرقة وانكشفت المرأة لاكثر من رجل والرجل لاكثر من امرأة

وبسبب مثل هذا الفساد عم الطوفان المعمورة واهلك الله كل الناس والبهائم وطهر الارض من الادناس ،

وبسببه امطر الرب النار والكبريت ودمر مدن سدوم وعمورة وبسبب الفواحش كاد ان يبيد سبط كامل من

اسباط بنى اسرائيل .

فكان يليق جدا بالحق والقدوس ان يعلم الناس طرق الاداب التى منها القناعة والزيجة الشرعية التى سنتها

حكمة الله منذ البدء ، ومدح الفضيلة ووعد فاعليها بالخير فى الدنيا والسعادة الدائمة فى الدار الاخرى

وتهديد الاشرار بالتعاسة والفقر والامراض وتنغيص الحياة فى هذه الحياة بل الموت العاجل وفوق ذلك

تعريفهم بما هو مدخر لهم من العذابات الصارمة بعد الموت .

الوجه الرابع : من جهة افتقار الناس

احتياج الناس لمعرفة العلوم التى يتوقف على معرفتها الخير والصلاح والنمو فى الفضيلة ومنها :

١- معرفة خلق العالم المحسوس اى الاجرام السموية المنبثقة فى الرقيع ، والنور والارض والهواء والماء

والحرارة .

٢- معرفة خلق العالم الروحانى اى الملائكة الذى كل واحد منهم قوة مفكرة مريدة منزهة عن المادة .

٣- معرفة اصل البشر وبداية وجودهم وتناسلهم من علة واحدة مخلوقة من تراب وماء ونفخة الله الحى .

والوقوف على هذه المعلولات يقودنا الى معرفة العلة الاولى وانها واجبة الوجود لذاتها وانها قادرة وذات

حكمة وذات حياة لا تنتهى عند حد .

٤- معرفة سبب شقاء الناس ومصدره وهو الخطية وكيفية دخولها فى العالم وسلبها حرية البشر وبرارتهم

واجرتها وهى الموت الطبيعى والمعنوى .

٥- معرفة طريق النجاة من تلك الخطية ، والخلاص من الويل الذى جرته ولا تزال تجره على العدد

الاكثر بنى آدم وهذا الطريق هو طريق الفداء المجانى بيسوع المسيح حكمة الله او كلمته الذى تجسد فى

اخر الازمان واحتمل فى جسمه كل ما يجب على البشر ان يحتملوه وهو الموت .

تمهيد – الفصل الاول الوحى والنبوة والالهام

الوجه الخامس : احتياج الانسان الى :

١- معرفة تركيب ذاته فان الوحى هو الذى ارشدنا الى العلم بان فينا جوهرا معقولا يخالف من كل الوجوه

بالذات والماهية والخواص جوهرنا المحسوس الذى يحده المكان والطول والاتساع ، وان هذا الجوهر

المعقول المنزه عن المادة لا يمكن ان يموت بموت جوهرنا المادى بل ينفصل عنه انفصالا ويقوم بذاته

ويحيا بدونه ، وحياته تقوم فى فعل التعقل والارادة .

٢- احتياجه الى معرفة القيامة ( قيامة الاجساد ) وعودة الاجسام الى حالها التى كانت عليه قبل الموت

بعودة النفوس الخالدة اليها ( عودة كل نفس الى جسمها التى كانت له وقيامها به ) وحضورها امام الديان

للمناقشة والحساب لكى تنال السعادة ان كانت صالحة وبارة ، والشقاء ان كانت بالعكس وتدوم باحدى

الحالين الى الابد .

الوجه السادس : ضرورة معرفة تفرع الجنس البشرى وانتشاره

تفرع البشر فى القارات واحوال اغلب ممالكهم وسياستهم وشرائعهم وديانتهم وقوتهم وضعفهم وارتفاعهم

وانحطاطهم .

كل ذلك تقدمه نصوص الوحى واسفاره بقصص خالية من التصنع والكذب ، واذا قابلنا هذه الاسفار الاليهة

السموية مع اقدم واعظم كتاب الفه الناس نجد بينها الفرق العظيم لسببين مهمين :

١- اقدم كتب ألفها الناس هى :

الياذة هوميرس شاعر اليونان سنة ٧٠٠ قبل الميلاد

اشعار هسيودس سنة ٩٠٠ قبل الميلاد

هيرودوتس المؤرخ اليونانى كتب تاريخه سنة ٤٠٠ قبل الميلاد

فاروز الكلدانى كتب تاريخ امته بلغة اليونان

مانيتون الكاهن المصرى كتب تاريخ مصر

ثيودور الصقلى واسترابون كتبا تاريخ اليونان سنة ٨ قبل الميلاد .

اما اقدم سفر من اسفار الوحى هى اسفار موسى الكليم فانها كتبت سنة ١٥٠٠ قبل الميلاد .

٢- كتب الناس ملؤها من الروايات الكاذبة والخرافات مثل كتاب الف ليلة وليلة وحرب الالهة وعشق

بعضها لبعض وهيام بعضها بالسكر وغيرها بسفك الدماء وغيرها بالفجور وتناسخ الارواح ، والحكم على

الاشرار منها بتقمص الحشرات الحقيرة الاف من السنين جزاء لها واجتيازها بعد ذلك بالنار المطهرة

لتطهيرها من الادناس التى علقت بها منذ كانت فى جسمها البشرى ما عدا النزر الذى وافق الوحى فى

رواياته عن بعض الممالك .

تمهيد – الفصل الاول الوحى والنبوة والالهام

فمثل هذه الاكاذيب منزهة عنه اسفار الوحى التى اذا ذكرت الله وحدته ونسبت اليه كمالا وقداسة ، واذا

خاطبت البشر حثتهم على التمسك بالاداب الصحيحة وحب الفضيلة واخاقتهم من عواقف الاثم ، فكيف لا

يكون الله بعد هذا الايضاح هو مصدر هذه الاسفار المملؤة من كل حكمة وتقوى ، ومصدر تلك الكتب

المشوشة هو طبيعة الانسان الفاسدة وعقله الذى خيم عليه ظلمات كثيفة لانه بعيد عن نور وحكمة الآب

السماوى .

كتبة هذه الاسفار كانوا اجدر من غيرهم لانه اجتمعت فيهم امتيازات وشروط لم تتوافر فى سواهم وهى :

انهم اطهارا للغاية وعادلين وامناء وصادقين ، لان العقل يحكم بانه يلزم ان تكون

نسبة بين الرسول ومرسله والتابع ومتبوعه والمبلغ والامر بالتبليغ .

وقد كانت هذه النسبة متوفرة بين الرسل والانبياء وهو ظاهر من اقلامهم الروحية وانفاسهم السامية التى

بها يصفون الله بالصفات المجيدة التى تليق به وحده وهى الوحدانية والقدرة والحكمة التامة والطهارة التى

صارت السماء والملائكة بالقياس اليها غير نقية بل من حثهم للانام على التحلى بالاداب الصحيحة والتمسك

باذيال الفضيلة والبعد عن الرذيلة وكل ما يشين النفس والجسد .

وتواريخهم تنبئ بانهم كانوا اسمى من ان يراعوا وجه كبير لا يستحق المراعاة او يرحموا فقير لا يستأهل

الرحمة بل وبخوا كليهما وعاملوهم معاملة واحدة بشأن مرسلهم الذى لا يرى الوجوه بل القلوب والسرائر

ويقضى بحسب استحقاق كل واحد .

واذا شخصنا بعين الروح الى كتاباتهم واقوالهم تجلت لنا البساطة وعدم التصنع وايراد الحوادث والمسائل

بطريقة ترينا انهم كانوا الآت فى يد غيرهم واقلاما فى انامل تخط عبارات لا تليق بحواس البشر

ومقاصدهم بل بالله وحده .

فلم نر منها الغيظ يتدفق من صدور اولئك الكتبة الملهمين عند ايلامهم ولا هزة الطرب ونشوة الفرح عند

ادراك مقاصدهم بل دونوا كل هذا بدون ان يبدوا عليهم اقل انفعال ، وقد خالفوا الكتبة العالميين فى اسلوب

التعبيير والانذار بالحوادث التى كانت وقت التنبؤ بها لا قرينة تدل على احتمال وقوعها البتة ، اذ لم يجعلوا

لنبواتهم كالكهان والعرافين معنى مزدوجا ومحتملا ان يكون وان لا يكون بل استعملوا الجلاء والوضوح

فى ذلك .

تمهيد – الفصل الاول الوحى والنبوة والالهام

وهذا من عمل الامانة التى يندر وجودها بل لا يوجد نظيرها فى غير رجال الله الذين لا يعرفون للغش

والخداع على عقول الناس من طريق .

دعم الله ارساليتهم وايد اقوالهم واوضح للناس انهم مرسلون من لدنه بامرين :

١- منحهم القدرة على صنع العجائب الخارقة فاخرجوا الارواح النجسة وشفوا المرضى ومنحوا البصر

للعميان وشفوا المقعدين واقاموا الموتى وذلك بمجرد الدعوة باسم الله والصلاة ووضع اليد على اولئك

المذكورين ، بل بظلهم وخرق جراحاتهم ورفات عظامهم احيانا .

٢- النبوات التى انذروا بها والتى فى ظروف اعلانها ما كانت محتملة الحدوث البتة لعدم وجود النسبة

حينئذ بينها وبين موضوعها قد اتمها الله واوضح بذلك صدق كلام المنذرين بها .

واذا اضفنا اصداء خرائب بابل ونينوى وصور واورشليم ومواب وبنى عمون ومصر توافرت لدينا الادلة

على صحة كتابة اولئك الكتبة المجيدين .

الكتب المنسوبة الى كل منهم وصلت الينا سالمة من التحريف والنقص والزيادة فى

جوهر معانيها ومبادئها الحقة فهذا لا ريب فيه للاسباب الاتية :

١- الحفظ والنسخ :

الامة التى تلقت تلك الكتب كانت ولا تزال حريصة وامينة على حفظها وسلامتها من الضياع حتى بلغ من

حرصها عليها انها صارت تعرف عدد كل حرف من الابجدية العبرية ( ٢٢ حرف ) فيها.

وكانت مدرسة طبرية اليهودية التى انشئت فى القرن الثانى الفضل فى ذلك لانها وضعت قانونا للنسخ وهو

انها :

فى سنة ٥٤٣ قبل الميلاد جمع عزرا الكاهن بمساعدة حجى وملاخى النبيين اجزاء الكتاب الى مجموعة

واحدة .

تمهيد – الفصل الاول الوحى والنبوة والالهام

٢- الترجمات :

اليهود بامر احد الملوك البطالمة واقر على صحتها علماء يهود مصر ونقلوا منها عدة نسخ .

الترجمة الاولى :

اكويلا دى سينوب من مملكة البنط ، ظهرت فى اواخر القرن الاول واوائل القرن الثانى

الترجمة الثانية :

سماك هو مسيحى المتهود من فرقة ابيون ترجمها فى اواخر القرن الثانى .

الترجمة الثالثة :

تاودوسيون من فرقة ابيون ترجمها سنة ١٥٠ ميلادية .

وحفظ بالاعتناء الزائد .

كل ذلك من الشواهد الدالة على ان لله عناية بحفظ كتابه سالما وصحيحا الى يومنا هذا ولابد لهذه العناية

من غاية وان لم تكن الهداية الى الخلاص الذى بالمسيح فماذا تكون ؟

تنقسم الاسفار الى كتابين يختلف موضوعهما :

العهد القديم :

الذى يقود كدليل بطرق مختلفة الى المسيح .

يحتوى على :

٢٣ سفرا حسب رأى اليهود الذى قاله يوسيفوس اليهودى مؤرخ حوادثهم لانهم جعلوا اسفاره كعدد -١

حروف هجائهم ، ولذلك اعتبروا :

تمهيد – الفصل الاول الوحى والنبوة والالهام

٢- غير ان بعض اليهود فصل هذين السفرين جاعلا عدد الاسفار ٢٤ سفر على حسب حروف الهجاء عند

اليونان .

٣- اما عندنا نحن الكنيسة المسيحية ( الارثوذكس والكاثوليك ) فعدد اسفار العهد القديم هى ٤٦ سفرا .

ينقسم الى ٤ معانى :

عهد قديم : اسفار موسى الخمسة

عهد جديد : الاناجيل الاربعة

عهد قديم : اسفار يشوع ، القضاة ، راعوث ، صموئيل الاول ، صموئيل الثانى ، الملوك الاول ، الملوك

الثانى ، اخبار الايام الاول ، اخبار الايام الثانى ، عزرا ، نحميا .

عهد جديد : اعمال الرسل

عهد قديم : اسفار المزامير ، الامثال ، الجامعة ، نشيد الانشاد ، الحكمة ، يشوع بن سيراخ .

عهد جديد : رسائل مار بولس ، الرسائل الجامعة .

عهد قديم : من اشعياء الى ملاخى .

عهد جديد : سفر الرؤيا .

تمهيد – الفصل الاول الوحى والنبوة والالهام

على ان هذه المعانى الاربعة لا يخلو سفر من بعضها او كلها ، فالتقسيم السابق يشتمل المعانى العامة

الشائعة فى كل سفر فقط بقطع النظر عن المعانى الخاصة التى يشترك بها مع سواه .

تمتد اسفار العهد القديم من بداية الخليقة الى ميلاد السيد المسيح ومقدار هذه المدة :

أ- حسب التوراة العبرية ٥٤٠٠ سنة .

ب- حسب التوراة السبعينية ٥٥٠١ سنة .

وسبب الاختلاف هو زيادة فى عمر الاباء الاولين من آدم الى ابراهيم فى الواحدة عن الاخرى

وقد حدث ذلك :

يقسم المؤرخون هذه المدة الى ٦ ازمنة غير متساوية وهى :

الزمن الاول :

من بدء الخليقة الى الطوفان .

حسب التوراة العبرية ١٦٥٦ سنة .

حسب التوراة السبعينية ٢٢٦٢ او ٢٢٤٢ سنة .

الزمن الثانى :

من نهاية الطوفان الى دعوة ابراهيم .

حسب التوراة العبرية ٣٦٥ سنة .

حسب التوراة السبعينية ١١٤٥ سنة .

الزمن الثالث :

من دعوة ابراهيم الى خروج بنى اسرائيل من مصر .

تمهيد – الفصل الاول الوحى والنبوة والالهام

حسب التوراة العبرية والسبعينية ٤٣٠ سنة .

الزمن الرابع :

من الخروج الى بناء هيكل سليمان فى اورشليم .

حسب التوراة العبرية والسبعينية ٤٨٠ سنة .

الزمن الخامس :

من بناء الهيكل الى رجوع بنى اسرائيل من السبى بأمر كورش الفارسى .

حسب التوراة العبرية والسبعينية ٤٥٢ سنة .

الزمن السادس :

من عودة اليهود الى وطنهم الى ولادة المسيح .

حسب التوراة العبرية والسبعينية ٥٢٥ سنة .

وهذه المدة تعرف من الكتاب المقدس والتواريخ المدنية .

العهد الجديد :

يبشر بالمسيح ولذلك دعى بشارة مفرحة ( انجيل )

عدد اسفاره ٢٧ سفرا باجماع كل المسيحيين .

تمهيد – الفصل الثانى قواعد لفهم معانى الكتاب

١- علم التاريخ المدنى .

٢- تاريخ الكنيسة .

٣- علم المنطق .

٤- علم البلاغة .

٥- علم الجيولوجيا .

٦- علم الفلك .

تمهيد – الفصل الثانى قواعد لفهم معانى الكتاب

معرفة تاريخ الامم :

التى عاصرت شعب الله ( اهل الكتاب ) مثل شعوب مصر وفينيقة واشور وبابل وفارس واليونان

والرومان .

والكتب التى تضمنت تواريخ هذه الامم :

أ- هيرودوتس

ب- مانتيون الكاهن المصرى

ج- فاروز العالم الكلدانى : الذى اقام له اهل اثينا تمثالا تذكارا لاتعابه فى نقل علوم الكلدان الى لغتهم .

د- ثيودور الصقلى

ه- بلوتركس

و- يوسيفوس اليهودى

والفائدة من مطالعة هذه التواريخ هى معرفة حوادث كثيرة جاءت مصدقة لما روته ونقلته لنا اسفار اليهود

المقدسة وخصوصا النصوص النبوية ، التى فصلت تلك التواريخ وقائع حدوثها ، فكان ذلك اعظم دليل

واكبر برهان على قداسة الانبياء وصدق رسالتهم من قبل الله لهداية الناس وارشادهم .

معرفة اخلاق الامم :

معرفة اذواقهم فى المعيشة ، وتعاملهم مع بعض ، والامر المهم والجوهرى معرفة عوائدهم الدينية التى

تمس كثير من عبارات الكتاب المقدس مثل :

اننا لم نكن نفهم غرض الله من امره لبنى هرون ان يحرقوا كل اجزاء الذبيحة ، ولا يتركوا منها بقية

يأكلون من ذبائحهم اللحم نيئا

تمهيد – الفصل الثانى قواعد لفهم معانى الكتاب

ويتركون بعضا منها فى الشمس

ويسلقون بعضا منها ويفرزونه لاعمالهم السحرية

ويميزون الامعاء للعرافة .

فلكى لا توجد شركة بين عبادة يهوه ( اله اسرائيل ) وعبادة الشياطين امر الله بنى هرون ان يبتعدوا عن

عوائد الفينيقيين وعوائد كثيرين مثلهم .

معرفة عقائد الامم :

هذا مفيد ومساعد لفهم عبارات غامضة علينا فى الكتاب مثل :

فالذى يتبادر لذهن القارئ من هذا الكلام هو ان الله مصدر الخير والشر معا ، وعلة النور والظلام ، وفى

هذا الفهم اهانة واحتقار للذات الالهية التى هى خير بحت ، وسلام ونور لا يتخلله ظلام .

اما الذى يعلم محتويات التاريخ وخصوصا عقائد الامم لا يفهم هذا الفهم ، ولا يوجب الاحتقار لله بفهمه ،

اذ يعرف من قرائن الاية ان الله كان يخاطب رجلا امميا ، وكلام الله له كان يمس اعتقاده وهو كورش

الفارسى الذى كان يعتقد مع قومه بوجود الهين هما :

فيعرف ان الله قصد بهذه الاية ان ينفى وجود علتين ، او اصلين ، او الهين لخلق العالم ، ويثبت ان لا علة

اخرى غيره ، ولا مصدر سواه .

ودفعا لاعتقاد كورش وقومه ، ونفيا لتعدد الالهة اعتاد الانبياء ان ينسبوا لله الواحد كل حادث فى العالم :

فان الغاية ان يقرر الله فى الاذهان ، ويرسخ فى الافهام ان القوة مهما تناهت لا تمنع بلاء بدون معونة الله

، وان الحيطة من الاذى كاذبة بدون عناية الله .

تمهيد – الفصل الثانى قواعد لفهم معانى الكتاب

اما نسبة صنع البلايا لله فهى نسبة مجازية معناها ان الله فى بعض الاحيان يترك التجارب تجرى ،

والحوادث تحدث لسببين :

١- بدون ان يعتنى بمنعها عن ناس يكونون مستحقين لها .

٢- يتركها تحدث لغرض سامى من اغراضه الالهية .

فنسبة الشرور لفاعليها ( البشر ) نسبة حقيقية ، واما نسبة الشرور لله فمجازية .

من الامور المجازية ايضا تخطئة الناس وتضليلهم واغرائهم على صنع المعاصى الى الله ، وفى ذلك

نصوص كثيرة مثل :