التالي

الفصل الثالث

إعجاز القرآن فى فصاحة لغته

 

"هو أفصح منى لساناً "

(القصص 34)

" وهذا لسان عربى مبين"

(النحل 103)

" بلسان عربى مبين"

(الشعراء 195)

" وهذا كتاب مصدق، لساناً عربياً"

(الأحقاف 12)

توطئة

هل القرآن معجزة لغوية؟

اعجاز القرآن فى النظم والبيان، قضية لا يكابر فيها انسان تحلى بالنزاهة والعرفان. ونشهد أن اعجاز القرآن، فى النظم والبيان، هو معجزة اللغة العربية على كل لسان.

لكن هل يصح اعتبار هذا الاعجاز اللغوى معجزة إلهية، حتى يصح وصف القرآن بأنه "معجزة لغوية"؟ سنرى عشر مجموعات من الشبهات على ذلك الاعتبار؛ وأن هذا الاعتبار لا أصل له فى القرآن.

يقولون: ان اعجاز القرآن فى لفظه ونظمه. وفاتهم أن الألفاظ أجساد، والمعانى أرواح لها: أتكون معجزة القرآن بحرفه أكثر من روحه؟ أيتحدى الله الإنسان بحرف القرآن، أم بهدى القرآن؟

جاء فى القرآن، على لسان محمد: " قل: ما كنت بدعاً من الرسل" (الأحقاف 9). واعتبار القرآن " معجزة لغوية " هو البدعة عينها فى تاريخ الرسالات السماوية، التى قامت على المعجزة الحسية، فكانت " سنة الأولين" (فاطر 43) و " السلطان المبين " لهم بين الناس (هود 96). فقولهم "بالمعجزة اللغوية" دليلاً على النبوة، يجعل محمداً "بدعاً من الرسل".

وبعد، فهل القرآن " معجزة لغوية" الهية؟

التالي