التالي

بحث ثامن

في الإيمان

1 – "في حجج القائلين بأن الايمان قول وعمل وعقد، وذلك في خمس وسبعين آية:

(في الانفال) انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم، واذا تليت عليهم آياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون، الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون؛ أولئك هم المؤمنون حقًا . (وفي البقرة) أم حسبتم ان تدخلوا الجنة... (وفي آل عمران) أم حسبتم ان تدخلوا الجنة... (وفي التوبة) أم حسبتم أن تتركوا... (وفي العنكبوت) آلم. أحسب الناس ان يُتركوا أن يقولوا: أمنّا وهم لا يُفتنون! (وفي الحجرات) انما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله، ثم لم يرتابوا، وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، أولئك هم الصادقون. (وفي الطور) الذين آمنوا وأتبعتهم ذريتهم بإيمان، ألحقنا بهم ذريتهم، وما

ألتناهم من عملهم من شيء. (وفي الانعام) لا ينفع نفسًا ايمانها، لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في أيمانها خيرًا – (سوى ببين الكافر وغير العامل).

"وقد شرط العمل مع الايمان في ثمانية وستين موضعًا: من ذلك اثنا عشر" آمن وعمل صالحًا"، وستة "يؤمن ويعمل صالحًا"، وخمسون "آمنوا وعملوا الصالحات".

2 – "في حجج القئلين بأن الايمان قول بلا عمل ولا نية، وذلك في خمس آيات: (في النساء) ولا تقولوا لمن ألقى اليكم السلام: لست مؤمنًا. (وفي المائدة) فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار. (وفيها) واذا سمعوا ما أُنزل الى الرسول... (وفي التوبة) لا تعتذروا، قد كفرتم بعد أيمانكم – (سُمي قول المنافق ايمانًا) – (وفي حم السجدة): إن الذين قالوا: ربنا الله، ثم استقاموا تتنزّل عليهم الملائكة الاّ تخافوا ولا تحزنوا. (وفي الاحقاف) ان الذين قالوا: ربنا الله، ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

3 – "في حجج القائلين بأن الايمان هو التصديق بالقلب، وذلك في خمس آيات: (في يوسف) وما أنت بمؤمن لنا، ولو كنّا صادقين. (اي بمصدق لنا) – (وفي الحجرات) ولمّا يدخل الايمان في قلوبكم. (وفيها) ولكن الله حبّب لكم الايمان وزينه في قلوبكم. (وفي المجادلة) أولئك كتب في قلوبكم الايمان . (وفي المنافقون) اذا جاءك المنافقون قالوا: نشهد انك لرسول الله، والله يعلم انك لرسوله، والله يشهد إن المنافقين لكاذبون – (نفي الايمان مع وجود القول).

هذا هو الواقع القرآني في مسألة الايمان وقوامه. والمشاهد انه متعارض ف ى تحديد عناصر الايمان: هل التصديق بالقلب وحده؟ أم القول وحده؟ أم بالعقد بالنية مع القول ومع العمل؟ والايمان اساس قبول التنزيل والاسلام، والتشابه في عناصر ه شبهة على التحديد في تعليمه في مسألة من امهات مسائل الدين والاسلام، وشبهة قائمة على الاعجاز في البلاغة والبيان، ف ى مثل هذا التعارض الماثل للعيان.

التالي