السابق

بحث أول

التنزيل فى لفة القرآن

إن تعبير " التنزيل " فى القرآن متشابه ، لا عليه عقيدة .

فلفظ " أنزل " و مشتقاته يطلقه القرآن على الخالق و على المخلوق ، على سائر المخلوقات كما على الوحى نفسه . فالله " ينزل الملائكة ، بالروح من أمره ، على من يشاء من عباده " ( النحل 2 ) . و الله " أنزل من السماء ماء " ( 2 : 22 ، 13 : 17 ، 14 : 32 ، 16 : 65 ، 20 : 53 ، 22 : 63 ، 35 : 27 ، 39 : 21 ) . و الله " أنزل جنودا لم تروها " ( التوبة 26 ) من الملائكة أو من عناصر الطبيعة و يخاطب الناس بقوله : " و أنزلنا عليكم المن " ( البقرة 57 ) . و يقول : " قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم " ( الاعراف 26 ) " و أنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج " ( الزمر 6 ) .

و يأتى لفظ التنزيل على المجاز ، فى شتى المجازات : " ثم أنزل الله سكينته على رسوله على المؤمنين " ( التوبة 26 ، كذلك 40 ) " بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده " ( البقرة 90 ) " ما لم ينزل به سلطانا " ( 3 : 151 ، 7 : 33 ، 22 : 71 ) " ما أنزل الله بها من سلطان " ( 12 : 40 ، 53 : 23 ) .

و هكذا فتعبير التنزيل يطلق على الله ، و على المخلوق ، على الأشخاص و على الاشياء ، يستعمل حقيقة و مجازا .

و فى لغة القرآن تنزيل الكتاب مثل تنزيل الحديد و الميزان : " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات ، و أنزلنا معهم الكتاب و الميزان ليقوم الناس بالقسط . و أنزلنا الحديد فيه بأس شديد و منافع للناس " ( الحديد 25 ) .

و هكذا فإن تعبير " التنزيل " فى لغة القرآن متشابه لا يبنى عليه عقيدة . لذلك فإن تنزيل القرآن ، فى لغته ، لا يوجب حكما الوحى المباشر من الله ، ووحيه بالوسائط المخلوقة ينسب ، بحسب لغته ، الى الله نفسه ، فقد أنزل الله الكتاب و الميزان و الحديد معا ( الحديد 25 ) .
ففى لغة القرآن نفسه ، على تنزيله ، شبهة فى إعجازه طريقته .

السابق