نسب السيد المسيح

للمتشدقين بتحريف الكتاب المقدس طرح البعض كدليل علي ذلك أختلاف نسب السيد المسيح له المجد بين انجيلي متي ولوقا. وهنا سنشرح حقيقة الأمر وقد أقتبس ما سيلي ذكره من كتاب " شبهات وهمية حول الكتاب المقدس".

أولا: كان اليهود مولعين بسلسلة أنسابهم ليثبتوا أنهم شعب الله المختار وليكون لهم الحق في الأرض بالميراث, وليتمكن الكاهن من ممارسة عمله الديني باعتباره من سبط لاوي. وكانوا يحتفظوا بسلسلة كاملة مكتوبة لأنسابهم عزرا 2: 62
" 62
هؤلاء فتشوا على كتابة انسابهم فلم توجد فرذلوا من الكهنوت" .
من هنا لو أن هناك خطأ في نسب السيد المسيح له المجد كما ذكر في أنجيلي متي ولوقا لهاجمها اليهود (وهم علي أي حال حريفة في الهجوم). لأن المسيحيين لم يكتفوا بأن ينسبوا للمسيح له المجد كهنوتا ولا منحوه أرضا , لكنهم قالوا إنه المسيح الآتي المنتظر مخلص العالم. ولو كان هناك أي خطأ لهب اليهود لكشفه فورا.

ُثانيا: كان لدي اليهود عرف وهو أن الشخص الواحد كان يمكن أن يحمل أسم أبوين وينتمي الي سبطين أحدهما
بالميلاد والآخر بالمصاهرة. فكان الرجل أحيانا ينسب الي والد زوجته. ففي عزرا 2: 61 " 61 ومن بني الكهنة بنو حبايا بنو هقوص بنو برزلاي الذي اخذ امرأة من بنات برزلاي الجلعادي وتسمى باسمهم." ونحميا 7: 63 " 63 ومن الكهنة بنو حبابا بنو هقوص بنو برزلاي الذي اخذ امرأة من بنات برزلاي الجلعادي وتسمى باسمهم."
وحدث الأمر نفسه مع يائير بن حصرون الذي تزوج من ابنة ماكير أحد رؤساء منسي فسموه يائير بن منسي ,أخبارأيام الأول 2 " 21 وبعد دخل حصرون على بنت ماكير ابي جلعاد واتخذها وهو ابن ستين سنة فولدت له سجوب. 22 وسجوب ولد يائير وكان له ثلاث وعشرون مدينة في ارض جلعاد." وبالمقارنة مع عدد 32: 40 " 0 فاعطى موسى جلعاد لماكير بن منسّى فسكن فيها."
فهذه هي عادات اليهود.

ثالثا: ارجع البشير متى نسب السيد المسيح له المجد الى يوسف بن يعقوب(النسب الرسمي المعروف لدي اليهود). وقسم سلسلة النسب الى ثلاثة اقسام كل قسم منها يحتوى على 14 اسما . والاقسام الثلاثة هى : الاباء ثم الملوك ثم نسل الملوك. واعتبر متى البشير ان داود واحد من الاباء كما اعتبره واحد من الملوك. ونسب متى المسيح له المجد الى ابراهيم لانه كتب انجيله لليهود.

اما البشير لوقا ققدا رجع نسب المسيح له المجد الى العذراء وقال ان يوسف هو ابن هالى( والد مريم). فاطلق علي يوسف اسم والد زوجتة. وقد قال لوقا ان المسيح له المجد(على ما يظن) كان ابن يوسف خطيب مريم العذراء.

من هنا يتضح ان متى البشير اسرد النسب المدون رسميا حيث ان المسيح له المجد كان يعتقد انه ابن يوسف بينما لوقا البشير كتب النسب الجسدى من خلال السيدة العذراء والدته . ومن هنا يتضح ان السيد المسيح له المجدهو ابن داود من سبط يهوذا سواء كان هذا بالنسبة للنسب الرسمى أوالنسب الجسدى الحقيقى .

رابعا: لم تكن هناك مشكلة بالمرة للمؤرخ اليهودى ان يسقط بعض الاسماء من سلسة النسب دون ان يمس تسلسل
النسب .وهكذا فعل عزرا فى سفره (عزرا 7: 1-5 ). ولو كان اسقاط بعض الاسماء من سلسلة النسب غير معتاد عند اليهود لكان من الاولى ان تهاجم هذة النقطة فى انجيل متى من قبل اليهود وهذا لم يحدث.

فى ضوء ما سبق فلنبحث فى سلسلة النسب التى ذكرها متى وان يوشيا ولد يكنيا عند سبى بابل .فقد حذف متى البشير اسم يهوياقايم من سلسة نسب السيد المسيح له المجد لانه كان الة فى يد ملك مصر كما فى اخبار ايام الثانى 36: 4 " 4 وملك ملك مصر الياقيم اخاه على يهوذا واورشليم وغيّر اسمه الى يهوياقيم.واما يوآحاز اخوه فاخذه نخو وأتى به الى مصر."
ولانه مثل يواش لم يدفن فى قبور الملوك بل طرح على اسوار اورشاليم.ويجوز ان نقول ان يوشيا ولد لكنيا لانه جده(وهذا مقبول لدى اليهود)

اما بخصوص سبى بابل وان يوشيا مات قبل السبى فهذا صحيح. فقد تم سبى اليهود ثلاثة مرات فقد كان اول سبى فى حكم الملك يهوياقايم, وقد كان السبى الثانى فى عهد الملك يكينا بن يهوياقايم , والسبى الثالث فى حكم صدقيا. وهكذا يكون يكنيا ولد فى سبى بابل الاول.

ويكون نسب السيد المسيح له المجدالرسمى وليس حسب الجسد حيث انه مدون كابن ليوسف فى السجلات الرسمية كالاتى:
ابراهيم - اسحق- يعقوب - يهوذا - فارص - حصرون - ارام - عميناداب - نحشون - سلمون - بوعز - عبيد - يسى- داود .
سليمان - رحبعام - ابيا - اسا - يهوشافاط - يورام - عزيا - يوثام - احاز- حزقيا - منسى - امون - يوشيا - يهوياقايم.
يكينيا - شألتيئيل - زربابل - ابيهود- الياقيم- عزور - صادوق- اخييم - الود- اليعازر- متان - يعقوب - يوسف - يسوع المسيح.
وهكذا نرى ان عدد الاجيال هى 42 جيل مقسمة الى 14 جيل اباء و 14 جيل ملوك و 14 جيل نسل ملوك.

وهكذا أرجو أن أكون قد أوضحت هذه القضية و أريد أن أذكر ثانية أنه اذا كان هناك اي خطأ في النسل لكان اليهود أول المعترضين خاصة أن نسل السيد المسيح له المجد به ملوك دولة أسرائيل. وبالطبع اليهود ليسوا أحباء المسيحيين.

اريد ان ابدا حديثى بمعلومة اقرها المسلمون انفسهم وذكرت فى القرأن فى سورة ال عمران(م)3 :42-47 وهى ان السيد المسيح ولد بدون اب وجميع الانبياء قد ولدوا ولادة طبيعية من اب وام .
واذا كان الله يقصد من هذا الاعجاز اثباتا لصحة رسالة النبي الجديد فكيف للناس ان يتاكدوا من انه ولد بدون اب ,افليس من الممكن ان تكون مريم العذراء زانية وادعت هذا . وهل الناس بالسذاجة ان يصدقوا انه ولد بدون اب. فهذة المعجزة لاتصلح ابدا لاثبات صحة النبوة . فكل معجزات السيد المسيح التي أجريت لإظهار قوة الله كانت أمام الالاف من البشر لأن الله أعلم بطبائع البشر وكيف أنهم يششككون في ما هو غامض وغريب. إذا هذه المعجزة لاقيمة لها في مجال أثبات صحة النبوة. فولادة السيد المسيح ضرورة لأنة ليس مجرد نبي. فهل هناك سبب منطقي غير هذا وإلا فالله يصنع أمورا لا معني لها(حاشا لله).
.
وانى اعرف انه ينسب الي المسيح معجزة فى الدين الاسلامى وهى أنه خلق من الطين طائرا ونفخ فيه من روحه فطار( ال عمران (م)3:49).
فمن يستطيع غير الله ان يفعل ذلك واذا لم يكن المسيح هو الله فلماذا خصه الله بهذة المعجزة الغريبة من دون بقية الانبياء فمن هذا الانسان الذي يعطية الله القدرة على الخلق وهى احد خصائص الله عز وجل وحده.
وكنت قد سألت Kaddafi في موقع السلافيون عن هذا ولم يجيبني ووجدته يفتح الموصوع ثانية ولهذا أسال السؤال مرة أخري.

 

عودة