دراسة تطبيقية فى الإصحاح الأول من سفر نشيد الأناشيد

كيف تستفيد من هذه الدراسة التطبيقية ؟

مقدمــــة

1) قبــــلات المحــــــبة

2) ســــوداء وجمـــــيلة

3) حــبيــب النــــــفس

4) إجـــــابة مشـــــبعة

5) فـــــرس فــرعـــون

6) المــــلك فــى مجــلسه

7) صُــــــرة المُــــــر

8) جــــــمال العروســين

9) مراجـــــعة عامـــــة

10) خــاتــمـــــــــة

 

عودة للصفحة الرئيسية

إجـــابة مُشــبعة



" إن لم تعرفى أيتها الجميلة بين النساء فاخرجي على آثار الغنم وارعى جداءك عند مساكن الرعاة .." 

(نش 1 : 8)

هذه هى المرة الأولى التى فيها يتكلم العريس مجاوباً عروسه ففى الآيات السبعة السابقة من هذا الإصحاح الأول تكلمت العروس لمن تحبه نفسها .. لكنه هنا يبدأ حديثه العذب بهذه الكلمات مشجعاً ومعاتباً وموضحاًً ..

أليس هو سامع الصلاة الذى إليه يأتى كل بشر .. ومن منا إذا سأله ابنه شيئاً ، ألا يجيبه !! نعم ، فحين نتكلم يُصغى الله ، وحين نئن تحت نير ضعفاتنا واحتياجاتنا ، فهو على الفور يأتى ويسمع ويسدد هذه الاحتياجات أكثر جداً مما نطلب أو نفتكر بحسب غناه فى المجد ..

وسنركز حديثنا فى هذا الأمر عن ثلاثة جوانب ، هى :

1) عـــــتاب رقيق .
2) معالم الطريق .
3) ارتــــباط وثيق .


أولاً : عتــاب رقيــق 

هنا يعز على العريس أن عروسه تجهل مكانه ، فينطبق القول : " قد هلك شعبي من عدم المعرفة " (هو 4 : 6) .. فبرغم أنها قالت أنه من تحبه نفسها ، إلا انها تجهل مكانه ومكان بيعته !! 

لذا فهو هنا يعاتبها .. لكنه كعادته وديع ومتواضع القلب .. لايعاتب بعنف ولا يعاملها بقسوة ، لكنه يمتدحها بقوله : " أيتها الجميلة بين النساء .. " 

أى جمال هذا ؟ إنه جمال العريس ذاته الذى أسبغه عليها ، فصارت جميلة كالقمر .. لذا نقول فى الترنيمة :

أم الشــهداء جميلة بين الشــــرفاء نبيلة

عبرت بحر الآلامات حفظت بدماها الحق جليل


ما أروع رقة مسيحنا .. فحين آتى إليه يهوذا ليسلِّمه ليُصلب ، لم يعنفه أو يجرحه ، بل قال له : " يا صاحب " !! أىُ صاحب هذا يا سيد .. إنه خائن أو محب للمال أو طماع .. كلا فالمسيح فى رقته لم يقل شيئاً من هذا ، بل قال يا صاحب ..

هل تذكر ما قاله عندما رأى الجموع جوعى ؟ .. قال : " إني أُشفق على الجمع لأن الآن لهم ثلاثة أيام يمكثون معي وليس لهم ما يأكلون " (مر 8 : 2) ..

لقد سجل العهد الجديد 10 مرات هذا الحنان بقوله : " تحنن عليهم .. " لقد كان : " لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يُطفئ " (مت 12 : 19 ، 20) 

يعاتب بالقول : " إن لم تعرفى " ثم يطيب خاطرها بقوله : "أيتها الجميلة بين النساء .. " يا لرقة أحشائك أيها المحبوب .. نعم ، إن رقتك منقطعة النظير .. لكن يا للأسف ، فنحن نقابل رقته بالنكران ، ومحبته بالبغضة ، وأحضانه المفتوحة بالبعد والجحود .. وبرغم ذلك يبقى أميناً ، ويتأنى علينا وهو " لا يشاء أن يُهلك أناس بل أن يُقبل الجميع إلى التوبة " (2بط 3 : 9) 

هل تذكر رقته فى تعامله مع الخطاة الأشرار الزناة كالمرأة الزانية التى أُمسكت وهى تزنى ، وأتوا بها إليه .. وهو صاحب كل سلطان فى السماء وعلى الأرض .. وكان فى يده أن يحكم عليها .. لكنه لم يفعل ، وفرق المشتكون عليها ، وقال للمرأة : "أين هم أولئك المشتكون عليك أما دانك أحد فقالت لا أحد يا سيد فقال لها يسوع ولا أنا أدينك اذهبي ولا تخطئي أيضاً .. " (يو 8 : 10 ، 11) يا لروعة ورقة عتابك أيها المحب يا من أتيت لا لتدين العالم بل ليخلص بك العالم

وفى أحلك ساعات ظلمة قساوة الإنسان على ابن الله ، لم يطلب النقمة من صالبيه أو محتقريه ، بل قال : " يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون " (لو 23 : 34) 

وحين جاء إلى الجنة ليطرد آدم منها بسبب خطيته ، يقول الكتاب أنه جاء : ماشياً (تك 3 : 8) .. لكن حين عاد الإبن الضال ، يقول : " وإذ كان لم يزل بعيداً رآه أبوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبله " (لو 15 : 20)


لذا قال عنه قداسة البابا الأنبا شنوده فى قصيدته الرائعة :

يا قوياً ممسكاً بالسيف فى كفه والحبُ يدمى مدمعه

أخى الحبيب ، هل قابلت رقة وعطف وحنان كمثل حنان هذا العريس المحب ؟ هل رأيت حباً أعظم من هذا ؟ 

هل تتخذه معى اليوم عريساً لنفسك وحبيباً لقلبك ، وقدوة لسلوكك ، وأحضاناً لبُعدك ، وغفراناً لذنبك ، وضماناً لمستقبلك.. ففيه الأمان كل الأمان .. فهو نعم الرفيق طول الطريق .. ؟؟

ثانياً : معالم الطريق 

بعد أن عاتب العريس عروسه عتاباً رقيقاً نراه يقدم لها إجابة لسؤالها فيقول : " اخرجي على آثار الغنم .. " فالله لا يترك نفسه بلا شاهد ، فحتى لو لم توجد غنم فهناك آثار الغنم .. ومن هم الغنم ؟ هم الآباء القديسين الذين أرضوا الرب بأعمالهم الصالحة منذ البدء .. فالعريس يقول لها أن الطريق إلىَّ هو نفس الطريق الذى سار فيه الآباء القديسون ، فانظرى إلى نهاية سيرتهم وتمثلى بإيمانهم ..

لذا اهتم معلمنا بولس الرسول فى عبرانيين 11 بسرد سير لآبائنا القديسين .. الذين بالإيمان عاشوا حتى نسلك كما سلكوا ونقتفى آثارهم ..

ولنا فى آباء كنيستنا القبطية الأرثوذكسية أروع القدوة والمثل، فالكنيسة تهتم بقراءة السنكسار[ سير الآباء القديسين ] بعد قراءة الابركسيس [ سفر أعمال الرسل ] كتواصل للأجيال حتى تسير كنيسة اليوم فى آثار الغنم الذين ساروا وجاهدوا ونالوا الأكاليل .. فليست سير القديسين للقراءة العابرة ، بل لنوال بركة حياتهم إذ نتمثل بإيمانهم ..

ونرى فى إجابة العريس ثلاثة جوانب ، هى :


1) خروج من الذات :

فيقول لها : " اخرجى .." فلا يكفى أن نقرأ سير القديسين ونحن باقون فى خطايانا ، بل يجب أن نخرج .. من ذواتنا وماضينا ونجاسات قلوبنا ، حتى نقتفى آثار الذين سبقونا على الدرب ..

لذا قال الكتاب للوط : " اهرب لحياتك لاتنظر إلى ورائك ولا تقف في كل الدائرة اهرب إلى الجبل لئلا تهلك "(تك 19 : 17) ولما عادت إمرأة لوط ونظرت إلى وراء فقدت حياتها ، وصارت عمود ملح .. لذا اخرج يا أخى من دائرة أصدقاء الشر واهرب من محبة المال ومن عبودية الشهوات ، وتعال إلى العريس الغالى متبعاً آثار الغنم الذين جاهدوا ونالوا أكاليل المجد ، وهم فى المجد يؤازرونا بصلواتهم ..

2) آثار ونغمات :

اعتاد رعاة الغنم فى بلاد فلسطين أن يأتوا إلى مكان تجمع الغنم كل صباح ويحمل كل منهم مزماره ، فتخرج كل غنمة خلف راعيها لأنها تعرف صوته وتميزه عن صوت الغريب فتتبعه ويأخذها إلى مراعٍ خضر ليربضها ، وإلى مياه الراحة لتشرب وترتوى .. لذا قال الراعى الصالح : " خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني وأنا أعطيها حياة ابدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها أحد من يدي .. " (يو 10 : 27 ، 28) .

3) احتمال الضيقات :

فبرغم الضيقات والآلام التى تواجه المؤمن فى طريقه إلى السماء ، إلا أن قائد موكب نصرتنا يقودنا ويرفعنا وسط الأحزان والضيقات قائلاً : ثقوا أنا قد غلبت العالم .. 

والغنم التى يريدنا الرب أن تقتفى آثارها .. هم الآباء القديسون الذين قال عنهم الكتاب : " تجربوا في هزءٍ وجلد ثم في قيود أيضاً وحبس رجموا نشروا جربوا ماتوا قتلاً بالسيف طافوا في جلود غنم وجلود معزى معتازين مكروبين مذلين وهم لم يكن العالم مستحقاً لهم تائهين في براري وجبال ومغاير وشقوق الأرض .. " (عب 11 : 36 ـ 38) .

لكن شكراً لله ، ففى الضيق هو معوتنا ، وفى الآلام هو بهجتنا ، وفى الحزن هو فرحتنا ، وفى الصليب هو قيامتنا ، وفى الغربة هو وطننا ، وفى التجربة هو نصرتنا ، وفى الوحدة هو فى رفقتنا .. فيعظم انتصارنا بالذى أحبنا ... 

لذا يقول القديس أغسطينوس :

[ من يقتفى آثارك لن يضل قط .. 

من يصل إليك لا يلحقه يأس ..

من يمتلكك تشبع كل رغباته .. ]


ثالثاً : ارتبـــاط وثيـــق 

أخيراً ، يكتب لها الرب عنوانه الذى تجده فيه ، وهو مساكن الرعاة .. وهم آباء الكنيسة ورعاتها الذين يقطنون فى البيعة المقدسة .. كنيسة المسيح التى افتداها بدمه الكريم ..

لكن ، لماذا يقول جداءك ؟ .. الجداء ترمز إلى الحواس التى تنجست بأفكار العالم وشروره .. وإلى القلب الذى هو أخدع من كل شئ وهو نجيس ، من يعرفه (إر 17 : 9) .. بل هى التى قال عنها الكتاب : " من أسفل القدم إلى الرأس ليس فيه صحة بل جرح واحباط وضربة طرية لم تعصر ولم تعصب ولم تلين بالزيت " (إش 1 : 6) .. هذه الحواس تحتاج أن ترتبط بالكنيسة ، حيث الرعاة وآباء الاعتراف وأسرار الكنيسة التى هى قنوات تسرى من خلالها نعمة الله لأولاده ..


فقط علينا أن نرتبط بالكنيسة الأم وبتعاليمها النافعة ، وبكلمة الله الموجودة بها .. 


لذا قال أحد الآباء القديسين : [ لا يكون الله أباً لأحد حتى تكون الكنيسة أماً له .. ]


طلبتى إلى الله أن يعطينا أن نتمتع ببركاته المذخرة فى الكنيسة بيت القديسين ، وفيها سنجد آثار المسيح التى تقطر دسماً .. له المجد فى كنيسته إلى الأبد .. آمين .


سيدى الرب يسوع المسيح عريس نفسى الغالى .. اشكرك لأنك برغم كل ما فىَّ من قبح الضعف ، ترانى فى برك جميلٌ .. 

أشكرك لأجل كنيستك عمود الحق وقاعدته التى فيها أشبع وانعم بقنوات نعمتك ..

اشكرك لأجل تاريخ أمى الكنيسة المجيدة العريقة التى زينتها بجمالك الذى تعكسه عليها..

لا تسمح أن أرعى بعيداً عن مساكن آبائى الرعاة الذين أجد فيهم كلمات إرشادك لحياتى..

بشفاعة كل من ساروا على دربك المقدس .. آمين

** ترنيمة :

قرار

 

زى العصفور ما وجد بيتـه زى اليمامة الفرحانة

بيتـــك يارب أنا حبيتـه بيتك حبيــته بأمانة

   

1) بيتك صلاة وتهليل وشموع بيتك محبة ونور وسلام

زى ما حبيت بيتك يا يسوع حبيتك أنت مدى الأيام

   

2) بيتك مليان من البــركات أمنته من كل الشياطين

يوماتى فيه القداســــات تقام علشان القديسين

   

3) بيتك بنقرأ فيـــه أناجيل ونحفظ فيه أجمل ألحان

ونسبح فيه أقدس تراتــيل ونسبحك طول الأزمان

   

4) طوباهم اللى فى ديــارك اللى بلا عيب فيه سالكين

ثبتنى فى طريق أنــوارك إلى إنقضاء الدهر امين

   


دراسة تطبيقية :

جــواب العريــس


** أولاً : ما هى الجوانب التى تضمنها جواب العريس على سؤال عروسه له : أين تربض ؟

1) -----------------------------------------

2) -----------------------------------------

3) -----------------------------------------


** ثانياً : ما هو المعنى الروحى لقول العريس لعروسه :" الجميلة بين النساء" ؟

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------



** ثالثاً : ما هى أوجه الشبه بين مساكن الرعاة ، وبين الكنيسة الواحدة الوحيدة المقدسة ؟

1) -----------------------------------------

2) -----------------------------------------

3) -----------------------------------------

4) -----------------------------------------


** رابعاً : ما هى الخطوة العملية التى تريد أن تتخذها حتى يتحول هذا الموضوع إلى واقع عملى تحياه ؟


----------------------------------------------------------------------------------------------


** التدريب الروحى للأسبوع :

1) حفظ آية :

عبرانيين 13 : 7

" اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله ..

انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم .. "

عبرانيين 13 : 7

2) المواظبة على الخلوة اليومية .

3) الذهاب للكنيسة ، وممارسة الاعتراف والتناول .

___________ التتميم الروحى الأسبوعى __________

الكنيسة

محاسبة النفس

ممارسة التدريب

الصوم

مراجعة آيات

صلاة ارتجالية

الأجبية

الكتاب المقدس

التاريخ

م

خ

ج

ت

ع

ق

 

 

 

 

م

ص

م

ص

م

ص

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

1

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

2

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

3

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

4

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

5

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

6

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

7

ق = حضور القداس ، ع = اعتراف ، ت = تناول ،  ج = حضور اجتماعات ، خ = خدمة