دراسة تطبيقية فى الإصحاح الأول من سفر نشيد الأناشيد

كيف تستفيد من هذه الدراسة التطبيقية ؟

مقدمــــة

1) قبــــلات المحــــــبة

2) ســــوداء وجمـــــيلة

3) حــبيــب النــــــفس

4) إجـــــابة مشـــــبعة

5) فـــــرس فــرعـــون

6) المــــلك فــى مجــلسه

7) صُــــــرة المُــــــر

8) جــــــمال العروســين

9) مراجـــــعة عامـــــة

10) خــاتــمـــــــــة

 

عودة للصفحة الرئيسية

فـــرس فرعـــون


" لقد شبهتك يا حبيبتى بفرس في مركبات فرعون ..
ما أجمل خديك بسموط [ أى سلاسل الزينة ] ..
وعنقك بقلائد [ أى سلاسل ملوكية ] ..
نصنعُ لكِ سلاسل من ذهب مع جمان [ أى حبات ] من فضة .. " 
(نش 1 : 9 ـ 11)

موضوعنا اليوم هو إستكمال لأحاديثنا عن حديث العريس السماوى الرب يسوع المسيح لعروسه المحبوبة النفس البشرية أو الكنيسة التى فداها واشتراها لنفسه عروسة مجيدة بلا عيب مقدسة وطاهرة ..

وهنا نراه يشبه عروسه بفرس فرعون .. يا لروعة هذا التشبيه .. ثم يزينها بسلاسل الزينة والسلاسل الملوكية .. ويجمِّلها بالذهب وحبات الفضة .. 

لاحظ القول : شبهتك .. فهى ليست فرس فرعون ، بل هو شبَّهها بفرس فرعون .. فهذا الجمال ليس نابعاً من ذاتها ، بل نابع من جماله الذى يسبغه ويعكسه عليها .. فهى جميلة كالقمر .

كما يناديها كعادته يا حبيبتى .. كما قال لها قبلاً : أيتها الجميلة بين النساء .. 

إلا أننـا قد نسـتعجب من أن الحبيب يشـبّهها بفرس فرعون !! والمعروف أن فرعون فى كلمة الله هو رمز للشيطان الذى يستعبد أولاد الله .. إلا أننا نرى أوجه شبه عديدة بين فرس فرعون ، وبين العروس .. هى :

1) روعــة الجمال .
2) بسالـة القتـال .
3) إذلال واحتمال .

أولاً : روعـة الجـمال
هو جمال الروح الباقى لا جمال الجسد الفانى .. فحين تنعكس على النفس جمال المحبوب .. تتمتع ببهاء جماله الذى يصبغه عليها .. وفرس فرعون هنا بالتأكيد هو فرس متناهى الجمال ، فهو رمز إلى :

1) القوة الروحية :
إلى اليوم فى عالم القدرة الكهربية والموتورات ، نجد أن القدرة تُقاس بالحصان .. فيقال هذا موتور قدرة 20 حصان .. وهنا المسيح يشبِّه العروس بفرس فى قدرتها الروحية على الجهاد الروحى .. لذا قال معلمنا بولس الرسول : " لكي يعطيكم بحسب غنى مجده أن تتأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن " (أف 3 : 16) .. لذا فهذه القوة التى يهبها الله للمؤمن تهبه القدرة أن يقول مع الرسول بولس : " لست أحتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندى حتى أتمم بفرح سعيى والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمة الله " (أع 20 : 24) ..

2) السرعة والجدية :

كذلك يتميز الفرس بالسرعة .. فنحن نراه فى سباقات الخيل يطوى الأرض طياً .. فلقد كان الفرس وسيلة الانتقال السريع حتى وقت قريب .. لذا فالعريس شبَّه العروس بفرس فى سرعته وفى جديته .. فهو لا يعرف التكاسل ، بل يجرى فى سرعة وإنطلاق .. كذلك المؤمن يجب أن يسلك بلا تكاسل ، كما قال الكتاب : " غير متكاسلين في الإجتهاد حارين في الروح عابدين الرب " (رو 12 : 11) .

والكتاب يذكر عن ابراهيم الرجل المسن أنه : " ركض لاستقبالهم [ الثلاثة رجال ] من باب الخيمة .. فأسرع إبراهيم إلى الخيمة إلى سارة وقال اسرعى بثلاث كيلات دقيقا سميذا اعجني ثم ركض ابراهيم إلى البقر وأخذ عجلاً رخصاً وجيداً وأعطاه للغلام فاسرع ليعمله .. " (تك 18 : 2 ـ 7)

يقول العلامة اوريجانوس :

[ ابراهيم يجرى ، وزوجته تتعجل ، والغلام يسرع .. إذاً لا يوجد كسل فى بيت الحكيم .. ]


3) المحبة الوفية :

صفة اخرى فى الخيل ، هى الوفاء .. ويذكر التاريخ فى الحروب أن الخيول إذا رأت فرسانها قد جُرِحوا فى الحرب ، فإنها تمسك بهم بأفواهها وتأتى بهم إلى المعسكرات حتى يتم علاجهم .. إنه الوفاء فى العلاقات التى نحتاجه فى بيوتنا وبين أسرنا وفى كنائسنا بين الخدام .. لعل الوفاء قد أصبح عملة نادرة هذه الأيام التى فيها تجسمت الذات والأنا حتى بين الخادم وزوجته ، وبين الأخ وأخيه، وبين الأب وإبنه ، وبين الحمة وكنتها ، والعكس ..

ولنا فى قصة راعوث المؤابية ونعمى حماتها أروع المثل فى الوفاء فى الأسرة الواحدة .. كذلك بين داود ويوناثان نلتقى بوفاء منقطع النظير .. ذابت عنده المصلحة والنفعية .. 

أين نحن من هذه الصفات التى شبهنا بها الرب كفرس فرعون فى قوته وسرعته وووفائه ؟؟

ثانياً : بسالة القتال 

يقول العريس : شبهتك بفرسٍ فى مركبات فرعون .. وهى مركبات الحرب ومركبات الجهاد والقتال .. 

وفى هذه الحرب المقدسة ضد الخطية نرى :

1) حرب ضارية :

إنها الحرب الروحية التى قال عنها الكتاب : " فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات " (أف 6 : 12) .

فالواقع أن المؤمن فى هذه الغربة يحارب أعداء ثلاثة ، هم : الجسد ، والعالم ، والشيطان .. الذى لم يتورع أن يحارب حتى رب المجد يسوع وهو على الجبل .. وحين فارقه ، فارقه إلى حين .. لذا قال الكتاب : " اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو " (1بط 5 : 8) .

2) روعة التضحية :

يقول معلمنا بولس الرسول فى إصحاح الإيمان ، وهو بصدد حديثه عن روعة تضحية آبائنا القديسين : " قهروا ممالك صنعوا برا نالوا مواعيد سدوا أفواه أسود اطفأوا قوة النار نجوا من حد السيف تقووا من ضعف صاروا أشداء في الحرب هزموا جيوش غرباء .. " (عب 11 : 33 ، 34) .

ويقول قداسة البابا الأنبا شنوده الثالث فى قصيدته الرائعة " إلى الأبطال " وهو بصدد حديثه عن روعة تضحية أبائنا القديسين بحياتهم :

نلتم الأمجاد فى دنيا وديـن وهـــزأتم بالطغاة الملحدين

لم تموتوا أيها الأبطال بـل قـد سكنتم فى سماء الخالدين

   

لم يمت من قاوم الكفر ومن بيسوع هز عرش الكافــرين

لم يمت من صار باستشهاده قدوة تبقى على مر الســنين

   

لم يمت من قدَّم الروح على مذبح الحــق جريـئاً لا يلين

لم يمت كل غريبٍ ها هنـا مـرَّ بالـدنيا مرور الزائـرين

   


3) إنتصارات مُدوية :

ما أروع جهاد المؤمن خلف قائد موكب نصرته الرب يسوع المسيح الذى غلب [ فى معركة الصليب ] وخرج لكى يغلب [ فى حياة كلٍ منا ] .. فيقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان " (2كو 2 : 14) .

ويلخص القديـس كيـرلس الأورشليمى الأمر فيقول : [ السيد المسيح السماوى نزل إلينا لكى يصير قائد نصرتنا الذى يعبر بنا إلى السماء .. إذ هو وحده قادر أن يحملنا فيه ويفتح أبواب السماء أمامنا .. ]


أخى الحبيب ، ونحن فى حربنا المقدسة ضد شهواتنا وتكاسلنا والخطية المحيطة بنا بسهولة .. هل نكتفى بأن نردد أننا أولاد الشهداء .. أم أننا ننظر إليهم كسحابة شهود غلبوا وانتصروا وتركوا لنا مثلاً لننظر إلى نهاية سيرتهم ونتمثل بإيمانهم ، فنكون كفرسٍ فى مركبات فرعون ؟؟ .



ثالثاً : إذلال واحتمال


هنا نرى العروس كفرس فرعون .. فى ذل نير فرعون السيد القاسى الذى لا يرحم .. فبرغم أنها عروس جميلة كفرس فرعون فى بهائه وجمال طلعته .. إلا انها أيضاً كفرس فى احتمال الضيق والآلام ..

وحين ننظر إلى عروس المسيح عبر الأجيال .. نراها تتلخص فى قول الرب يسوع : " وتكونون مبغضين من الجميع من أجل اسمي ولكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص " (مر 13 : 13) ، لكن فى الضيق نجد الكنيسة فرحة متهللة لأنها تُهان من أجل الحبيب الغالى .. فالضيقات تزيدها مجداً والآلام تزيدها جمالاً ، والدماء المراقة تزيدها نمواً وإنتشاراً .. فلا بد أن تاتى القيامة بعد الصليب .. فأحلك ساعة الليل ظلمة ، هى ساعة ما قبل بزوغ الفجر ..

لذا قال قداسة البابا الأنبا شنوده الثالث فى قصيدته الرائعة " كم قسى الظلم عليك " وهو يناجى الكنيسة قائلاً :
 

كم قســا الظلم علـيك كم سعى الموت إليك

كم صُدمـتِ بإضطهادات وتعـــذيب وضنك

   

كم جُـرحت كيســـوع بمســـامير وشوك

عذبـــوك وبنيـــك طردوك ونفـــوك

   

ورُمِــــيت بأكاذيـب وبهــتان وإفــك

عجباً كيـف صــمـدت ضد كفران وشـرك

   

هو صوت ظل يـــدوى دائـــماً فى أذنيك

يُشـــعل القــوة فيك حين قــال الله عنك

   

إن أبــــواب الجحيـم سوف لا تقوى عليك

 


ثم يجئ مسك الختام فى البرية ، فبعد هذا الجهاد الحافل لمن يصبر إلى المنتهى .. تأتى الأكاليل وقلائد العنق وسلاسل الذهب وجمان الفضة .. لذا قال الرسول بولس : " قد جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي حفظت الايمان وأخيرا قد وضع لي أكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضاً .. " (2تى 4 : 7 ، 8)


إخى الحبيب ، يا من تئن تحت حمل صليبك .. ثق أن الشمس خلف الغيمة ، فمهما بدت السماء مظلمة ، وطالت سطوة الليل ، وبدا الفجر بعيداً .. تمسك بالرجاء وبمصدر الرجاء ربنا يسوع المسيح هلب النجاة .. لا ترخه فإن نجاتنا تقترب .. تعلق بخطواته فلن تزل قدماك .. فيقودك فى موكب نصرته كل حين ... له المجد فى كنيسته إلى الأبد .. آمين ..


سيدى الرب يسوع المسيح عريس نفسى الغالى .. اشكرك لأنك ترانى جميلاً كفرس فرعون.. 

أشكرك لأنى لست وحدى فى المعركة ، فأنت معى مقوياً ومعضداً ، ففيك كفايتى ، فمادمت معى ، فمن علىّ ..

هبنى احتمالاً فى الآلام وصبراً فى الضيقات واثقاُ أن كل من يجاهد يضبط نفسه فى كل شئ فيأخذ إكليلاً منك لا يفنى ..

بشفاعة كل قديسيك من جاهدوا وانتصروا .. آمين

** ترنيمة :
 

 

 

1) يا ســائح للقاء يسـوع لا يهـمك عطش ولا جوع

طــعامك خبز الحــياة ويرويـك ماء الينــبوع

   

2) يا سائح اتــرك ما فات واسلك فى الطريـق بثبات

وإن كان فى الطريق آلامات اذكــر من فى حبك مات

   

3) البوق يضرب بعد قليـل بالفـرح وصـوت التهليل

حفلة عظيمة على السحاب والسـهران يلـبس إكـليل

   

4) راح يعـد لـك مـكـان مشــغول بيك بقاله زمان

قلـبه متشـــوق إليـك سـعدك لو لقـاك سهران

   

5) يا وديــعة المســـيح يا ساكنة وسـط الصخور

لا تخــافى من خطــر حاميكى صــخر الدهور

   


دراسة تطبيقية :

فـــرس فـــرعون


** أولاً : ما هى أوجه الشبه بين فرس فرعون ، وبين النفس البشرية ؟

1) -----------------------------------------

2) -----------------------------------------

3) -----------------------------------------

4) -----------------------------------------

5) -----------------------------------------

6) -----------------------------------------

** ثانياً : ما هو المعنى الروحى لقول العريس :" يا حبيبتى " ؟

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

** ثالثاً : ما هى المكافأت التى يكافأ بها المؤمن الذى جاهد وانتصر بحسب نش 1 : 9 ـ 11 ؟

1) -----------------------------------------

2) -----------------------------------------

3) -----------------------------------------

** رابعاً : ما هى الخطوة العملية التى تريد أن تتخذها حتى يتحول هذا الموضوع إلى واقع عملى تحياه ؟

----------------------------------------------------------------------------------------------


** التدريب الروحى للأسبوع :

1) حفظ آية :

تيموثاوس الأولى 6 : 12

" جاهد جهاد الايمان الحسن ..

وامسك بالحياة الأبدية التى إليها دُعيت أيضاً .. "

تيموثاوس الأولى 6 : 12

2) المواظبة على الخلوة اليومية .

3) الذهاب للكنيسة ، وممارسة الاعتراف والتناول .

___________ التتميم الروحى الأسبوعى __________

الكنيسة

محاسبة النفس

ممارسة التدريب

الصوم

مراجعة آيات

صلاة ارتجالية

الأجبية

الكتاب المقدس

التاريخ

م

خ

ج

ت

ع

ق

 

 

 

 

م

ص

م

ص

م

ص

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

1

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

2

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

3

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

4

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

5

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

6

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

7

ق = حضور القداس ، ع = اعتراف ، ت = تناول ،  ج = حضور اجتماعات ، خ = خدمة