دراسة تطبيقية فى  الإصحاح الثانى والثالث  من سفر نشيد الأناشيد

كيف تستفيد من هذه الدراسة التطبيقية ؟

مقدمــــة

1) نرجــــس الـــــوادى

2) محــــبـة شــــديـدة

3) قمــــة الحـــب السماوى

4) تجـــــربة قــاســـية

5) حــبيــــى لــــــىَّ

6) الفتــــــور الروحـــى

7) الطالـــــعة من البــرية

8) تخــــــت ســــليمان

9) هــــــودج المـــــلك

10) المــــــلك المتـــوج

11) مراجــــعة عامـــــة

12) خــاتــمـــــــــة

حمل هذا الكتاب

عودة للصفحة الرئيسية

محــــبة شــديدة


" ادخلني إلى بيت الخمر وعلمه فوقى محبة ..
اسندوني بأقراص الزبيب انعشوني بالتفاح فإنى مريضةٌ حباً .. "
(نش 2 : 4 ، 5)
نأتى إلى الموضوع الثانى فى الإصـحاح الثـانى من سـفر النشيد وفيه نغوص معاً إلى عمق جديد لمحبة قدمها العريس السماوى لعروسه ، فشبعت بهذه المحبة ، وبادلت الحبيب السماوى صدى حبه حباً ، كما قال الرسول يوحنا الحبيب : " نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً " (يو 4 : 19) ..
وحين تشبع النفس بمحبة محبوبها السماوى ، نراها ترفع راية تعلن بها خضوعها لقوانين الحب السماوى ، فتصير المحبة علماً ، بل وتصير جذراً متوطناً فى قلبها ، لا تقبل عنه بديلاً ..
ولنا فى محبة العروسين ثلاث كلمات :
 دهــش وهــيام .
 رايــة الســلام .
 أعـذب الأســقام .


أولاً : دهـــــش وهــــيام

تقول عروس النشيد : " أدخلنى إلى بيت الخمر .. " ، والمعروف أن الخمر هى عصير الكرمة ، لذا فخمر المحبة الروحية لا تأتى إلا من الكـرمة التى هى الرب يسوع المسيح الذى قال عن نفسه : " أنا الكرمة وأنتم الأغصان " (يو 15 : 5)

1) خمر الجراح الشافية :
لقد تجلت محبة الحبيب ، حين أدخل محبوبته النفس البشرية إلى بيت الخمر .. وما بيت الخمر إلا صليب المسيح الذى فيه تجلت المحبة الإلهية ، كما قال الكتاب : " ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه " (يو15 : 13) إنه بيت الخمر الذى فيه سالت دماء قانية من جراح الحبيب ليدفع ثمن خطايانا ، ولم ينزل عن الصليب إلا بعد ان دفع الثمن كاملاً وقال : " قد أُكمل .. " (يو 19 : 30)
إنه بيت الخمر الذى دخل إليه اللص اليمين فدُهشَ وهامت روحه سابحة فى بحر حب من مات لأجله فصرخ قائلاً : " اذكرنى يا رب متى جئت فى ملكوتك .. " (لو 23 : 42) ..
وهو بيت الخمر الذى صبه السامرى الصالح على جراح الجريح الذى وقع بين اللصوص .. إذ صب على جراحه زيت وخمر حتى تتطهر جراحه وتُشفَى ..

2) دهش العقول الواعية :
نعم ، فالعقول التى تعى وتدرك بعضاً من محبة المحبوب فهى إذ تدخل بيت خمر محبته وترتوى من نبع محبته .. وقتها ستدهش ، بل وتهيم فى حب المحبوب .. وتستهين بالصعاب وتحتقر كل المعوقات لتقفز وتعانق محبوبها فترتبط به كل الأيام .. كما قال الرسول بولس : " فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا .. "(رو 8 : 38 ، 39)

3) رفض الملذات الواهية :
هنا نأتى إلى علامة المحبة الحقيقية للمسيح المحبوب .. فالمحبة ليست كلمات تُقال ، أو شعارات رنانة مدوية .. لكنها واقع حى عملى ملموس .. فالله حين أحب بيَّن محبته لنا .. إذ بذل أبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ..

بنفس الطريقة ، فحين نود أن نبادل هذا الحب بالحب ، فالوسيلة الأكيدة هى ان نرفض كل حب جسدانى ، ونسير فى طريق الحب مخصصين ومكرسين القلب .. كل القلب له .. لذا قال العبد العبرانى الذى قرر أن يقبل العبودية للسيد كل الحياة مفضلاً إياها على الحرية الزائفة بعيداً عنه : " أحب سيدى وإمراتى وأولادى لا أخرج حراً " (خر 21 : 5) .. فيأخذه سيده إلى الباب الذى يرمز إلى الصليب الخشبى ، ويثقب أذنه علامة تكريس قلبه بالحب لخدمة سيده ، وبيت سيده إلى الأبد

أخى الحبيب ، هل دخلت إلى بيت خمر المحبوب ، الذى يقع على رابية الجلجثة ، خارج المحلة .. هناك ستجد دماء سالت على الصليب من أجلى ومن أجلك ، فتتسأل مع الأب الكاهن فى القسمة المقدسة وتقول :

[ ما هذا أيها الفادى .. ما الذى جعلك ترضى بذلك ؟ أيهان العظيم ؟ أيذل الممجد؟ أيوضع المرتفع ؟ يا لعظـم حـبك !! نعم هو حبك العظيم الذى جعلك تقبل احتمال كل ذلك العذاب من أجلى .. ]

هل أخذت قراراً بتبعية المحبوب كل الأيام رافضاً كرامة العالم ومجده وملذاته الفانية ، مقرراً أن تتبع المسيح حاملاً الصليب ؟؟


ثانياً : رايــــــة الســــلام

حين دخلت العروس إلى بيت خمر محبة الفادى ، أدركت محبته ، وقبلت أن تسلك وتعيش بهذه المحبة .. معه ومع الآخرين .. وقالت : " علمه فوقى محبة .. " فالنفس التى تتمتع بمحبة المسيح ، ولا تملك إلا أن تحبه ، وتحب الجميع .. فنحن نحب لأننا لا نستطيع إلا أن نحب .. ولنا فى حياة القديس يوحنا الحبيب أروع المثل .. فإذ كان مكانه المفضل هو أن يتكئ على صدر المسيح ويتمتع بحنانه ، لذا فلقد تعلم المحبة الحقيقية، وصار رسول المحبة .. وأكثر من تكلم عنها ..

ومن الرائع أن المحبة التى هى أول ثمرة من ثمار الروح القدس فى (غل 5 : 22 ، 23) ، هذه المحبة عادة ما تكون ولوداً .. أى انها حين تملك على قلب المؤمن ، فإنها تأتى بالثمار الأخرى الباقية .. أى بالفرح والسلام .. طول الأناة واللطف والصلاح .. بالإيمان والوداعة والتعفف ... هذه جميعها تجدها فى القلب الذى شبع بمحبة الله ، فأنجبت هذه المحبة حباً للآخرين كما قال أحد رجال الله القديسين :
[ إن لم تستطع ان ترى المسيح فى الناس ، يمكنك أن تراهم فى المسيح .. ]
أى تراهم بعين المسيح المملوءة محبة ، وقتها تستطيع أن تحبهم .. أذ ستظللك مظلة محبة المسيح ، فتحميك من سهام الكراهية والبغضة وعدم القبول التى يحاول إبليس أن يلقيها إلى قلبك ...
ولقد جاءت كلمة " محبة " 90 مرة فى العهد الجديد .. فمن خلال محبة المسيح لنا وبواسطة صليبه عرفنا المحبة ، بل وصارت المحبة هى اسلوب تعاملنا مع الأخرين ، مهما أبدوا لنا من البغضة .. لذا من المستحيل أن نحب الله الذى لم نراه ونبغض الناس الذين خلقهم الله على صورته .. فالمحبة هى :

1) وصية المسيح الجديدة المتجددة : (يو 13 : 34)
2) دليل الانتقال من الموت إلى الحياة : (1يو 3 : 14)
3) العلامة الأكيدة للتمتع بمحبة المسيح : (1يو 3 : 16)
4) علامة ثبات المؤمن فى المسيح : (1يو 4 : 16)
5) الشرط الأساسى لنوال الحياة الأبدية : (1يو 3 : 15)

أخى الحبيب .. هل شبع قلبك بمحبة المسيح التى سكبها داخلك الروح القدس إذ دخلت مع المحبوب إلى بيت خمر محبته، ففاحت رائحة محبته داخلك ، وأنتجت حباً فى قلبك له وللأخرين ؟


ثالثاً : أعــذب الأســـقام

هنا أعلنت العروس عن أنها مريضة حباً .. وما أعذب هذا النوع من الأمراض، التى فيها يستعذب المريض مرضه ، ولا يقبل منه شفاء .. ودعنا هنا نفحص هذا النوع من الأمراض ، ولنطلق عليه مرض العشق الروحانى :
1) العوامل المساعدة على الإصابة بمرض العشق الروحانى :
 الدخول فى مجال الحب السماوى المقدس .. وذلك من خلال التعمق فى النظر لصلـيب الحـب والتفـرس فى جراح المحبوب ..
 التواجد فى جو روحى ملئ بالقديسين والمؤمنين الذين نالوا بركة الاصابة بهذا المرض المبارك .. فتحدث العدوى المباركة.

2) أعراض مرض العشق الروحانى :
 رغبة عارمة متأججة للجلوس أكبر وقت ممكن فى أحضان الحب السماوى الرب يسوع فى خلوة يومية أو أسبوعية مطولة بل وتزداد الرغبة فى زيادة هذه الخلوة ...
 تمتلئ العيون بدموع منهمرة أو قد ينالها نوع من الدهش السـماوى ، فتطيل النظر فى المحبوب الرب يسوع .. كداود .. " لكى أنظر إلى جمال الرب وأتفرس فى هيكله " (مز 27 : 4)
 يحدث بعدها نوع من إعادة تقييم الأشياء العالمية ، فتحسبها نفاية لكى تربح الحبيب الغالى كمعلمنا بولس الرسول الذى وجد المسيح كلؤلؤة واحدة كثيرة الثمن ، فمضى وباع كل ما كان لـه ليشـتريها .. (فى 3 : 8 ، مت 13 : 46)
 تحدث فى القلب رغبة عارمة لأن يصاب الجميع بهذا المرض المبارك ، نظراً لما تتمتع به النفس من بركات روحية وسمو فائق ، تريد عندها أن يتمتع الجميع بهذه البركات مثلك ..

3) الفحوصات المطلوبة للتأكد من الإصابة بمرض العشق الروحانى:
 الجلوس مع أب الإعتراف والمرشد الروحى ، حتى يساعدك على التعمق والسمو فى هذا العشق المبارك ..
 محاولة فحص النفس بصفة مستمرة ، وذلك من خلال مقاييس ثابتة ومعايير محددة تساعد على الاستمرار فى تأصل هذا الحب فى القلب ولتنقيته من أى شوائب تصيبه

4) وسائل العلاج من مرض العشق الروحانى :
غير مطلوبة على الإطلاق .. فهو أعذب الأسقام التى تصيب المؤمن ، والتى يجب عليه أن يطلب بالليل والنهار أن يديم الرب عليه هذه النعمة ويعمقها فى قلبه .. وذلك من خلال ما قالته عروس النشيد فى هذا الصدد :
 السندة بأقراص الزبيب : وهو العنب المتأصل على الكرمة .. الذى يرمز إلى تعاليم الكنيسة المقدسة التى فيها تتأصل حياة المؤمن فى الكرمة الحقيقية الرب يسوع فيزداد فرحاً به وعشقاً له ... كذلك مواصلة قراءة سير الآباء القديسين ، وهو ما تهتم به الكنيسة فى قداساتها إذ بعد قراءة الابركسيس الذى هو سفر أعمال الرسل ، تقرأ الكنيسة السنكسار الذى هو سير أبائنا القديسين حتى من خلالهما تشتعل قلوب المؤمنين حباً وعشقاً للمسيح .
 الإنعاش بالتفاح : وهو الذى يرمز إلى الجسد المقدس ، فهو سر انتعاش المؤمن الروحى ، فيشبع القلب حباً إذ يتناول من جسد المسيح ودمه ..

يقول العلامة أوريجانوس :
[ النفس التى تلتهب بالشوق نحو حكمة الله ، تقول بنفس الطريقة : إنى مجروحة بالحكمة ... والنفس التى تتأمل سمو قدرته ، وتدهش بقوة كلمته يمكنها أن تقول : إنى مجروحة بالقدرة ... والنفس التى تلتهب بحب عدالة الله وتتأمل عدل تدابير عنايته تقول بحق : إنى مجروحة بالعدل ... والنفس التى تتطلع إلى عظمة صلاحه وحنو محبته تنطق أيضاً بنفس الطريقة .. أما الجرح الذى يشمل هذه الأمور جميعها فهو جرح المحب الذى به تعلن العروس إنى مريضة حباً ... ]

أخى الحبيب .. ما أروع وأعذب هذا الحب المقدس الذى فيه تدرك النفس أنها صارت غير قادرة على مفارقة المحبوب لتبحث وترعى فى كرم غيره .. فبينما يتساءل الأخرون قائلين : كيف لا أفعل الشر ؟ يتساءل يوسف قائلاً : كيف أفعل الشر ؟ إنها المحبة الروحانية التى تأججت واشتعلت فى القلب فرفض العالم وملذاته وسعى فى طلب الحبيب بدموع .. فهل تأتى معى للحبيب الغالى لنقول له :

سيدى الرب يسوع المسيح عريس نفسى الغالى .. اشكرك لأجل بيت خمر محبتك الذى هو الكنيسة المقدسة التى فيها يرتفع علم محبتك فوقى فيصب الحب فى حياتى .. احبك وأحب من خلالك الآخرين .. بل أصير عاجزاً عن أن لا أحب ، مهما أبغضنى الناس ، ستظل أنت نبع محبتى الذى لا ينضب ..
تنازل ومتعنى بعشق أكثر لجلالك فأفضل الجلوس عند قدميك وتمضى الساعات وأنا لا ادرى عشقاً فيك .. واخدمك حباً لك فيصير حبك علماً فوقى
بشفاعة كل قديسيك الذين جملتهم بمحبتك وعشقك .. آمين
** ترنيمة :
1) القلب كان قـــاسى وفضلت أنا قاســى
ولما فـــاض كاسى بديت أعــيش وياك
قرار : وحدك يا يسـوع وليــس ســواك
أحــبك يا يســوع ولا حــدش ويـاك
2) مسحت لى دموعـى ضمدت لى جروحى
حــياتى وروحــى سابحة فىأعلى سماك
3) أنـــت اللى فديتنى فى همومى وعزيتنى
وبلمسة واحـدة شفيتنى وبنظرة سرت معاك
4) م الكســرة للنصـرة وزالت الحســـرة
وسعدت أنا بالحضـرة لما أتقــابلت معاك
5) دى نعــــمة غنية أعــددتـها لــىَّ
أعطيـــتها لى هدية لما مشــيت وياك

دراسة تطبيقية :

محـــبة شــديدة

** أولاً : ما هى الأعراض التى يتمتع بها من أصيب بمرض العشق الروحانى ؟
1) -----------------------------------------
2) -----------------------------------------
3) -----------------------------------------
4) -----------------------------------------

** ثانياً : ما هو المعنى الروحى لقول العروس :" علمه فوقى محبة " ؟

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


** ثالثاً : ما هى أوجه الشبه بين أقراص الزبيب ، وبين تعاليم الكنيسة المقدسة ؟
1) -----------------------------------------
2) -----------------------------------------
3) -----------------------------------------
4) -----------------------------------------


** رابعاً : ما هى الخطوة العملية التى تريد أن تتخذها حتى يتحول هذا الموضوع إلى واقع عملى تحياه ؟
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

** التدريب الروحى للأسبوع :

1) حفظ آية :
مزمور 27 : 4
" واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس ..
أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتى ..
لكى أنظر إلى جمال الرب وأتفرس في هيكله .. "
مزمور 27 : 4
2) المواظبة على الخلوة اليومية .
الذهاب للكنيسة ، وممارسة الاعتراف والتناول

___________ التتميم الروحى الأسبوعى __________

الكنيسة

محاسبة النفس

ممارسة التدريب

الصوم

مراجعة آيات

صلاة ارتجالية

الأجبية

الكتاب المقدس

التاريخ

م

خ

ج

ت

ع

ق

 

 

 

 

م

ص

م

ص

م

ص

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

1

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

2

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

3

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

4

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

5

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

6

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

7

ق = حضور القداس ، ع = اعتراف ، ت = تناول ،  ج = حضور اجتماعات ، خ = خدمة