دراسة تطبيقية فى  الإصحاح الثانى والثالث  من سفر نشيد الأناشيد

كيف تستفيد من هذه الدراسة التطبيقية ؟

مقدمــــة

1) نرجــــس الـــــوادى

2) محــــبـة شــــديـدة

3) قمــــة الحـــب السماوى

4) تجـــــربة قــاســـية

5) حــبيــــى لــــــىَّ

6) الفتــــــور الروحـــى

7) الطالـــــعة من البــرية

8) تخــــــت ســــليمان

9) هــــــودج المـــــلك

10) المــــــلك المتـــوج

11) مراجــــعة عامـــــة

12) خــاتــمـــــــــة

حمل هذا الكتاب

عودة للصفحة الرئيسية

حبيــــبى لـــىَّ


" حبيبي ليَّ وأنا له الراعي بين السوسن ..
إلى أن يفيح النهار وتنهزم الظلال ..
ارجع واشبه يا حبيبي الظبي أو غُفر الأيائل [ ولد الغزال ]
على الجبال المشعبة [ جبال الأطياب ] .. "
(نش 2 : 16 ، 17)

بعد أن اجتازت العروس تجربة الفتور التى تعرفنا عليها فى الموضوع السابق ، وتجدد كالنسر شبابها ، وعاد من جديد ربيع علاقتها مع المسيح .. نراها هنا وقد عاد شبابها الروحى الى قمة السمو الروحى ، فتتغنى بهذه الكلمات التى تعبِّر عما تهيم بها روحها شوقاً وعشقاً للحبيب الغالى الذى افتداها واشتراها لنفسه كنيسة مجيدة ...
ولنا فى الحب المقدس ثلاث كلمات ، هى :
1) أبلــغ مـــا يُقال .
2) انهـــزام الظـلال .
3) عودة علــى الجبال .
أولاً : أبلغ ما يُقال


يقولون أن خير الكلام هو ما قل ودل .. ولقد لخصت العروس محبتها لعريسها بقولها : " حبيبى لىَّ , وأنا له .. الراعى بين السوسن.." ونجد فيها :

1) علاقة خصوصية :
لاحظ قول العروس : " حبيبى " ، حبيبٌ خاصٌ بها ، فهى لم تقل " حبيبنا .. " .. كما قال داود النبى : " الرب راعىَّ " فالواقع أن من يتبع هذا العريس السماوى ، يشعر بأنه صار حبيباً خاصاً به ، لا يشاركه فيه أحد .. إنها العلاقة التى كان يلذ للقديس يوحنا الحبيب أن يسمى نفسه بها ، ولقد ذكرها ست مرات وذلك بقوله : " وكان متكئاً في حضن يسوع واحد من تلاميذه كان يسوع يحبه .. " (يو 13 : 23) ، وكأن المسيح قد نسى بقية التلاميذ وصار يوحنا وحده موضوع حب الحبيب .. كما يقول القديس أغسطينوس : [ أراك ناظراً نحوى دائماً ، حتى كأنه لا يوجد فى السماء ولا على الأرض خليقة غيرى .. تسهر علىَّ وكأنك قد نسيت الخليقة كلها .. تهبنى عطاياك ، وكأنى وحدى موضوع حبك .. ]
لذا فالمسـيح يعرف خرافه الخاصة بأسـمائها .. كما يقول : " دعوتك باسمك انت لي .. " (إش 43 : 1)

أخى ، هل صار المسيح عريساً خاصاً لك ، تكلمه فى أى وقت وتشاركه فى كل ظرف ، وتقول له : لا أعرف آخر سواك ؟ أنت لى وأنا لك ..

2) معرفة أزلية :
هذا العريس لا تبدأ علاقته بعروسه منذ أن قبلته عريساً لها ، ولا منذ أن كانت طفلة يعرفها أبواها ، ولا حتى عرفها بعد أن خلقها ووضعها فى بطن أمها .. لا بل يقول الكتاب : " قبلما صورتك في البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك " (إر 1 : 5) ، ويؤكد نفس المعنى معلمنا بولس الرسول بقوله : " الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى أعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة التي أُعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الازمنة الأزلية " (2تي 1 : 9) ..

فإن كنا نقيس العلاقة بطولها ، فعلاقتنا مع الحبيب السماوى أزلية .. وإن كنا نقيسها بعمقها ، فهى أعمق من المحيطات نابعة من قلب به محبة فائقة المعرفة .. وإن كنا نقيس المحبة بقيمتها وتكلفتها ، فلقد كلفت المسيح دمه الذى سفكه على الصليب مهراً مقدساً طاهراً ذكياً .. لكـي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب .. (أف 5 : 27)

3) محبة تبادلية :
إن سر الحب الموجود فى قلب العروس يكمن فى إدراكها أن حبيبها لها ، فما كان منها إلا أن بادلته الحب بالحب ، كما قال معلمنا يوحنا الحبيب : " نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً " (1يو 4 : 19) ، فبالتالى لم تستطع أن تسكت أمام هذا الحب الجارف .. فالنفس التى انفتحت عيناها على هذا الحب السامى لا تملك إلا أن تبادل حب المسيح بحب أخر من الأعماق يعكس هذا الحب .. فيقول القلب : حبيبى لىَّ وأنا له ..

4) قرارات تكريسية :
ما أروع هذا القرار الذى اتخذته العروس أمام حب العريس إذ قالت : " أنا له .. الراعى بين السـوسن .. " وهو نفس القرار الذى كان يتخذه العبد العبرانى أمام محبة سيده إذ يقول : " أحب سيدي وإمراتي وأولادي لا أخرج حراً " (خر 21 : 5) ، فهو يفضل العبودية لسيده عن الحرية بعيداً عن سيده .. وهنا ترى العروس عريسها راعياً صالحاً بين السوسن الذى هو نبات ينمو فى المراعى له رائحة عطرة تعطر الجو المحيط به حتى أن الله قال : " أكون لإسرائيل كالندى يزهر كالسوسن ويضرب أصوله كلبنان .. " (هو 14 : 5) .. والسوسن هو جماعة القديسين فى الكنيسة المقدسة الذين يرعى المسيح حياتى بينهم .. فهو الراعى بين السوسن ، وليس بين الشوك ..
أخى الحبيب ، إن كان المسيح قد خصص نفسه لأجلك ، ألا ينبغى انت ان تخصص نفسك وذاتك .. كل ما تملك وما يدك تمسك به .. فتقول له :
لك أنا بجملتى .. لك أنا ولغيرك لن أكون ..


ثانياً : انهزام الظلال

تقول العروس : " إلى أن يفيح النهار وتنهزم الظلال .." فما أكثر الظلال التى تاتى على المؤمن لتعيقه من الرؤية الواضحة .. لذا فالعروس تريد أن شمس المسيح المشرقة تشع فى حياتها فتبدد الظلال فترى جمال الحبيب بوضوح ..
هل تذكر أن موسى كان يرفع البرقع وهو فى حضرة الله ففى حضرته تنكشف الظلال (خر 34 : 34) .. لذا قال معلمنا بولس الرسول : " و نحن جميعا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة [ فى ترجمة أخرى : بوجوه كالمرأة لا حجاب عليها ] " (2كو 3 : 18)
أما الظلال التى تعيق رؤية المحبوب ، فقد تكون ظلال الذات والكبرياء ، ظلال النجاسة والشهوات ، أو ظلال المادة والملذات .. نريد أن يهزمها المسيح فى حياتنا ، كما هزم قوى الظلمة على الصليب ، وأمات الموت الذى أمات الجميع .. فنصلى مع الأب الكاهن فى القداس الغريغورى ونقول : [ الحاجز المتوسط نقضته ، والعداوة القديمة هدمتها .. ]
أيها القارئ الحبيب ، انزع البرقع فى حضرة العريس الغالى فكل شئ مكشوف وعريان أمامه .. اطلب منه أن يشرق بنوره فى ظلمة حياتك ، فالنور أضاء فى الظلمة ، والظلمة لم تدركه .. أى لن تستطيع أن تقوى عليه .. ليكن تركيزك أن يشع نور الحب المقدس فى قلبك ، وقتها ستهرب الخطية كالحشرات التى تهرب بمجرد أن يضئ النور ..



تختم العروس حديثها فى هذا الإصحاح الثانى بقولها : ارجع واشبه يا حبيبي الظبي أو غفر الايائل على الجبال المشعبة وهى تعنى جانبين :

ثالثاً : عودة على الجبال
1) عودة للشركة الحُبية :
فهى تطلب منه أن يعود إليها فى شركة حُبية مقدسة ، فبعد أن أخرج من قلبها الثعالب التى أفسدت كرومها ، تحتاج إليه أن يعود ظافراً منتصراً على الجبال المشعبة ، أى التى تمتلئ بالطرق والمسالك ، وفيها يجد الإنسان نفسه فى مفترق طرق حائراً اى الطرق يسلك .. وهنا ياتى الحبيب مرشداً ويقول : " أعلمك وأرشدك الطريق التي تسلكها أنصحك عيني عليك " (مز 32 : 8)
لذا فإن كانت شركتك مع المسيح قد قطعتها المشغوليات أو نزعتها ملذات العالم ومباهجه .. اسرع واطلب منه أن يأتى على جبال التكاسل والتراخى ، ليعود إليك كالظبى فى سرعته فيطأ مرتفعاتك ويسحق الشيطان تحت قدميك سريعاً ..

2) عودة للأمجاد الأبدية :
وهى تعنى عودته لإختطافها إلى المجد فى الأبدية الهنية .. هذا هو مشتهى كل عروس أن يأتى زمان الزفاف إلى بيت عريسها السماوى حتى حيث يكون هو تكون معه أيضاً .. وقتها تنقشع غيوم الغربة ، حيث يشرق شمس البر بنوره الذى يضئ الأبدية .. فكما صعد يوم صعوده بالجسد إلى السماء من على جبل الزيتون ، سيأتى هكذا أيضاً فى مجد وبهاء ليخطف عروسه إلى بيت الآب .. لذا فالكنيسة تعلمنا أن نختم قانون الإيمان بقولنا : [ وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتى .. آمين .. ]
نعم إنها الكنيسة المنتظرة مجئ عريسها على جبال المجد والبهاء ، لذا فالعهد الجديد ينتهى بالقول : " نعم أنا آتي سريعاً .. آمين تعـال أيها الرب يسوع .. نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم .. آمين ..


سيدى الرب يسوع المسيح عريس نفسى الغالى .. اشكرك لأنك الراعى بين السوسن وليس بين الأشواك .. يا من وهبتنى ذاتك أنا لك ولن أكون لغيرك ، ففيك وجدت راحتى وفرحتى وسعادتى ..
اسرع إلىَّ فوق جبال الشك موقناً، وفوق جبال الخوف مطمئناً ، وفوق جبال الخطية مقدساً ومطهراً .. إلى أن تأتى وتأخذنى ، انعم لى بسلامك إلى التمام .. بشفاعة كل قديسيك .. آمين
** ترنيمة :

1) يا سـيدى إمـلأ قلبى بالحـبِ لشخصك
حقق لى ذا المطــلبَ واسكبه بروحـك
دعنى أرنمُ ترنيمة الحبِ يشدو بها قــلبى
هبنى أقولها أحـــبك
2) سلمـــــتك سيدى قلــبى والكـيان
لك روحــى جسـدى لك طـول الزمان
فكرى كذا والقلب أحفظهما لك لمجــد اسمك
افعل بى ما تشاء أنـــا لك
3) وإلى أن تعــــود هبنى أن أســهر
بـــدُفِ وبعــود بإســـمك أخبر
آمين تعال يا يسـوع طالت غربتنا زادت أشواقنا
تاقت قلوبنا لذا اللـــقاء
دراسة تطبيقية :
حبيـــبى لــــــىَّ


** أولاً : ما هى ملامح محبة العروسين كما جاء فى أولاً ؟
1) -----------------------------------------
2) -----------------------------------------
3) -----------------------------------------
4) -----------------------------------------
** ثانياً : ما هو المعنى الروحى لقول العروس : " تنهزم الظلال " ؟
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
** ثالثاً : ما هى الجبال التى تريد العروس عريسها ان يأتى عليها كما جاء فى الآيات السابقة ؟
1) -----------------------------------------
2) -----------------------------------------
3) -----------------------------------------
** رابعاً : ما هى الخطوة العملية التى تريد أن تتخذها حتى يتحول هذا الموضوع إلى واقع عملى تحياه ؟
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
** التدريب الروحى للأسبوع :
1) حفظ آية :
2 كو 3 : 18
" ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف .
كما في مرآة .. نتغير إلى تلك الصورة عينها
من مجد إلى مجد كما من الرب الروح "
2 كو 3 : 18
2) المواظبة على الخلوة اليومية .
3) الذهاب للكنيسة ، وممارسة الاعتراف والتناول .
 

___________ التتميم الروحى الأسبوعى __________

الكنيسة

محاسبة النفس

ممارسة التدريب

الصوم

مراجعة آيات

صلاة ارتجالية

الأجبية

الكتاب المقدس

التاريخ

م

خ

ج

ت

ع

ق

 

 

 

 

م

ص

م

ص

م

ص

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

1

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

2

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

3

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

4

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

5

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

6

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

7

ق = حضور القداس ، ع = اعتراف ، ت = تناول ،  ج = حضور اجتماعات ، خ = خدمة