دراسة تطبيقية فى  الإصحــــاح الــرابــــع من سفر نشيد الأناشيد

كيف تستفيد من هذه الدراسة التطبيقية ؟

مقدمــــة

1) عــــيناك حمـــــامتان

2) حـــيــاة التـــكريــس

3) حـــيــاة التــأمــــل

4) حـــيــاة التســـبيــح

5) صــــفات ذات مـعنـــى

6) إنــهــزام الظــــــلال

7) دعـــــوة ملوكـــــية

8) ســبــيـت قـــلـــبى

9) مـا أحســــن حــــبك

10) جــنـــةٌ مغـــلـــقةٌ

11) مراجــــعة عامـــــة

12) خــاتــمـــــــــة

حمل هذا الكتاب

عودة للصفحة الرئيسية

سبـــيت قلـــبى



" قد سبيت قلبي يا أختي العروس .. قد سبيت قلبي ..

بإحدى عينيك بقلادة واحدة من عنقك .. " (نش 4 : 9)



يواصل العريس السماوى حديثه الممتع لعروسه المحبوبة ، ليشجعها ويعضدها لتواصل مسيرتها معه .. فيقول : " قد سبيت قلبى يا أختى العروس " ...

ولنا بنعمة الله فى هذا المقطع ثلاث كلمات ، هى :

1) ألقابٌ شــرفية .

2) عواطفٌ مسبيـة .

3) ســرُ الجـاذبية .



أولاً : ألقاب شرفية



ما أروع واسمى محبة هذا العريس لعروسه .. فهنا نراه يدعوها قائلاً : " يا أختى العروس .. " وهو هنا يجعل من النفس البشرية التى أحبها وأختارها لتكون عروساً له ، يجعل منها : أخت ، وعروس .. ولقد تكرر هذا اللقب أربعة مرات فى سفر النشيد ، حظى هذا الإصحاح الرابع وحده بثلاثة منها .. فنرى هذه العروس :

1) أخت مقبولة :

إنها عائلة الله المباركة التى صار الله أبـاً لها ، والكنيسة أماً فيها والمؤمنون عائلة عريقة .. فالمؤمنون فى القرن الحادى والعشرين ينتمون إلى هذه العائلة العريقة ...

فالذى يفتح حياته للمسيح ليدخل فيها ، ينطبق عليه قول الكتاب : " وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أى المؤمنون بإسمه .. " (يو 1 : 12) فيصير إبناً لله بالتبنى ، وينضم لهذه العائلة ويصير أخاً ضمن أبناء الله ...

لكننا هنا نرى بعداً آخر .. يخجل القلب تواضعاً أمام روعة هذا الإمتياز الفريد ... فبعد أن كنا أعداء لله بسبب الخطية ، كما قال الكتاب: " وأنتم الذين كنتم قبلاً أجنبيين وأعداء في الفكر في الأعمال الشريرة " (كو 1 : 21) .. بعد العداوة ، جاء المسيح وصالحنا مع الآب بدم نفسه إذ دفع حساب خطايانا .. فصرنا أولاداً لله ... ليس هذا فحسب ، بل تقول كلمة الله الصادقة : " الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة إبنه [ المسيح ] ليكون هو [ المسيح ] بكراً بين أخوة كثيرين " (رو 8 : 29)

ما أعظم هذا الحب .. أخوة .. أختى العروس !! إنها نعمة الله التى ترفع من المزبلة وتُجلّس على الكراسى .. فأنا الخاطئ الذى فعلت الشر .. الذى يندى جبينى خجلاً من ذكرى لخطاياى ، أصير على حساب دم المسيح ونعمته ، ليس فقط متمتعاً بغفران خطاياى ، ولا حتى إبناً لله ، بل أصير ضمن أخوة كثيرين للمسيح ..

إنها إمتيازات فريدة يمتع الرب بها أولاده التائبين ، إذ يقول : "أُخبر بإسمك أخوتي وفي وسط الكنيسة أسبحك " (عب 2 : 12)

كم من كثيرين ينظرون إلى علاقتهم بالله على أساس أنهم عبيد خلقهم الله ليعبدونه .. حتى يصير هو الإله الجبار المتكبر ويصيرون هم العبيد .. لا لا ليس هذا هو إلهنا الذى بذل ذاته عنا ليقتنينا له شعباً ويصير هو أباً لنا ، بل وليرفعنا من العبودية إلى البنوية ، بل يصير هو بنفسه أخاً بين أخوة كثيرين ..

بالطبع ليس فى اللاهوت ، حاشا ، فالمسيح هو إبن الله بالطبيعة كما نقول فى قانون الإيمان : [ نؤمن برب واحد يسوع المسيح إبن الله الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور .. نور من نور .. إله حق من إله حق .. ] لكننا أولاد بالتبنى كما يقول الرسول بولس : " إذ سبق [ الآب ] فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته " (أف 1 : 5) فالمسيح هو البكر ، ونحن أبناء لله بالتبنى ، وبالتالى أخوة .. لذا قال لها يا أختى العروس ..

فالمسيح من فرط محبته يدعونا أخوة .. لكن هل تمتعت بهذا الإمتياز الفريد ؟ أم لا زلت تحيا فى حياة العبودية للخطية ولإبليس عدو كل خير .. ؟

2) عروس محبوبة :

ليس أختى فحسب ، بل يدعوها أختى العروس .. يا للشرف .. فالزواج ليس علاقة جسدية فحسب ، بل هو بالأولى علاقة حُب وعشرة قوية وإتحاد يعمله الله بين إثنين ، فيصيرا بفعل سر الزيجة المقدسة جسداً واحداً ..

لذا فحين يدعو المسيح النفس البشرية بأنها عروسه ، فهو يركز على علاقة الوحدة والإتحاد الروحانى الذى يحدث بين النفس والله ، كما قال الكتاب : " وأما من إلتصق بالرب فهو روح واحد " (1كو 6 : 17)

إنها الخطبة المقدسة التى يخطـبنا بها الله لنـكون عروساً له .. وهذا هو ما تركز عليه كنيستنا القبطية فى قراءات الإكليل المقدس .. فبعد أن يتكلم الرسول بولس عن علاقة الرجل بإمرأته ، وعن روعة هذا الإرتباط السماوى ، نراه يختم فيقول : " هذا السر عظيم ولكنني أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة " (أف 5 : 32) فأرتبط بالمسيح إرتباطاً أبدياً لا ينفصل .. فما جمعه الله لا يفرقه الإنسان .. نعم ، ما جمعه الله كإبن لعائلته المباركة ، وكأخٍ لأخوة كثيرين ، لا يمكن لإبليس أن يفرقه مادام ثلبتاً ومرتبطاً وحريصاً على نمو واستمرار هذه العلاقة المجيدة كأخ وكعروس للمسيح ..

أخى الحبيب .. أين أنت من هذا الإكرام والجلال .. ؟ هل لا زلت عبداً لإبليس القتّال الذى لا يأتى إلا ليسرق ويذبح ويُهلك ؟ أم أنك فتحت حـياتك لهـذا العريس الذى جاء لتكون لك حياة وليكون لك أفضل .. ؟ ها هى الفرصة الآن لتبدأ من جديد فهل تغتنمها ؟



ثانياً : عواطف مسبية

يقول العريس : " قد سبيتِ قلبى .. قد سبيتِ قلبى .. " والتكرار هنا يفيد التأكيد .. إنها مشاعر الرب يسوع العريس السماوى الذى ينظر إلى عروسه ، فيُسبى قلبه حباً وعشقاً لعروسه .. فلا يرى ضعفات العروس ، بل يلقيها فى بحر النسيان ولا يعود يذكرها ..

وقد تُسبى مشاعر المسيح حباً لعروسه بما يلى :



1) دموع التوبة النقية :

ألم يقل لعروسه : " حولي عني عينيك فإنهما قد غلبتاني " (نش 6 : 5) .. لقد بكت المرأة الخاطئة عند قدميه ومسحتهما بشعر رأسها .. فحين تستجيب النفس لتبكيتات الروح القدس ، وتدمع العين حزناً لا على خسارة فانية ، أو لفقد حبيب ، بل على الماضى الأثيم فتكون هذه الدموع عبارة عن معمودية ثانية كما تعلمنا الكنيسة ..



وما أغلى دموع التائب عند المسيح .. إنها تأسر قلبه حباً .. لذا يقول داود النبى : " تيهاني راقبت اجعل أنت دموعي في زقك .. أما هي في سفرك " (مز 56 : 8)



2) أشواق القلب التكريسية :

وهى الأشواق التى فيها تنكسر قارورة الحب على رأس المخلص وهو متكئ (مت 26 : 7) .. فحين تأخذ خطوة أن تخصص أشواقك للعريس السـماوى ، وأن تـكون له وحـده ولغيره لا تكون .. فإن هذا التكريس والتخصيص للعريس السماوى يعطى للعشق الإلهى بُعداً جديداً ويزيده عمقاً ، فيرخص العالم ومباهجه فى نظرك ، ويكتفى بحب من مات لأجلك الذى يجعل للحب مذاقاً جديداً فى قلبك إذ تتمتع بمشاعر العريس المسبية نحوك ..



3) حياة الإتضاع الحقيقة :

فكما تسبب الكبرياء فى فقد طغمة ملائكة لرتبتهم ، وصاروا رؤساء شياطين .. كذلك حياة الإتضاع القلبى تعلن عن عدم إستحقاق العروس لمحبة العريس .. الذى يقابل هذا الإتضاع بمزيد من الحب النابع من قلبه المفعم بالعشق لعروسه والمسبى أمام إتضاعها القلبى الحقيقى .. إنه الحب الذى قيل عنه : " المقيم المسكين من التراب الرافع البائس من المزبلة " (مز 113 : 7)



4) جهاد الخدمة والتضحية :

فالخدمة والبحث عن الضالين والبعيدين هما التعبير العملى للحب القلبى الحقيقى للرب يسوع ، كما سأل الرب بطرس قبيل صعوده للسماء : " يا سمعان بن يونا .. أتحبني قال له نعم يا رب أنت تعلم إني أحبك قال له ارع غنمي " (يو 21 : 16) ، لقد كرر السؤال ثلاث مرات ، وفى كل مرة كان تعليق الرب على إجابة بطرس واحدة .. ارع غنمى .. فالمحبة التى بلا بذل هى محبة مع إبقاف التنفيذ ..

أخى الحبيب .. هل لك أن تقدم اليوم شيئاً للحبيب الغالى فيُسبى به حباً لك .. فيقول لك : قد سبيت قلبى .. قد سبيت قلبى ..





ثالثاً : سر الجاذبية



تُرى ما هو سر هذه الجاذبية التى جذبت العريس السماوى برغم سموه وعلوه إلى هذه العروس التى كثيراً ما تلوثت بالضعف والخطية فى برية الشقاء والعناء ؟؟ نرى السر فى قوله : " لقد سبيت قلبى بإحدى عينيك .. بقلادة من عنقك .. "



1) نظرة للحبيب :

يقول : بإحدى عينيك .. أى بإحدى نظرات عينيك .. إنها نظرة التوبة التى قال عنها الرب : " إلتفتوا إليَّ واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأني أنا الله وليس آخر " (إش 45 : 22) .. إنها النظرة التى نظرها اللص اليمين إلى الرب يسوع وهو معلق على الصليب .. فأقر بخطاياه ، وقال : " اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك " (لو 23 : 42) تلك النظرة التى سبت قلب الحبيب وهو مكسور على الصليب من أجل اللص ومن أجلى ومن أجلك .. فأجابه على الفور : اليوم تكون معى فى الفردوس .. لذا قال الكتاب : " نظروا إليه واستناروا ووجوههم لم تخجل " (مز 34 : 5) .. لقد آتت المرأة الخاطئة باكية عند قدمى السيد .. فنظر إليها وكأنه أراد أن يقول : لقد سبيت قلبى بدموعك يا أختى العروس .. اذهبى ولا تعودى تخطئى ..



2) قلادة الوصية :

إن الأمر لا يتعلق بنظرة للرب فقط .. بل يضيف العريس ويقول : سبيت قلبى بقلادة واحدة من عنقك ..

وما أكثر القلائد التى تلبسها السيدات ولا سيما فى المناسبات .. وهى تتغير حسب الموضة .. وهى التى يقول عنها الكتاب : " الحسن غش والجمال باطل .. أما المرأة المتقية الرب فهي تُمدح " (أم 31 : 30) لكن هناك قلادة يمكن أن تزينين بها عنقك ، كما يمكن أن تصلح للرجال .. للصغار والكبار .. وهى التى قال عنها الكتاب : " اسمع يا إبني تأديب أبيك ولا ترفض شريعة أمك .. لأنهما إكليل نعمة لرأسك وقلائد لعنقك " (أم 1 : 8 ، 9) إنها قلادة الوصية والشريعة التى حين يخضع لها المؤمن ويسلك بمقتضاها فإن تزين عنقه وتضمن سلامه فى الحاضر والمستقبل .. لذا أوصى الرب : " لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك بل تلهج فيه نهاراً وليلاً لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح .. " (يش 1 : 8)



أخى الحبيب ، هل تأتى معى بنظرةٍ إلى الحبيب ؟ نظرة التوبة بعيون ملئية بالدموع .. ؟ وهل نزين أعناقنا بزينة كلمة الله التى نحفظها ونعيش بمقتضاها .. فيأتى العريس ويقول لنا : قد سبيت قلبى يا أختى العروس .. قد سبيت قلبى .. فتجيبه وتقول :

حبيب قلبى الرب يسوع .. يا من سبيت قلبى بمحبتك الفائقة المعرفة ..

أشكرك لأنه برغم ضعفى وعدم استحقاقى ، إلا أنك تدعونى : اختى العروس .. ما أسمى هذا الشرف التى تمتعنى به ..

هبنى أن أبادلك الحب بالحب بنظرة التوبة ودموع الندم على خطاياى التى سببت لك كل الآلام .. اسمح هبنى أن تسكن فىَّ كلمتك بغنى فتتزين عنقى بشريعتك إلى أن تأتى فأكون معك كل حين .. آمين

** ترنيمة :

1) حبٌ سما فوق كل حب حــــبٌ دنا منى يُصـب

هل يا ترى أيوجد حب أعظــم مــن إله أحـب

قرار : أحبنى وأنا خاطى أحــــبنى وأنــا عاتى

أحـــبنى فى مماتى أحــــبنى لــــذاتى

2) حبُ علا فوق العُـلا راسم طريق الخلاص للمـلا

معلن طريق الحياة والسما متغاضـياً عن كل ما مضى

3) حبٌ يبرر أشر الخطاة حبٌ يطهر أفجر القســـاة

حبٌ يقدس أحط العصاة حبٌ يغير قلب العتــــاة

4) بحبٍ يساق الرب الحبيب لجلدٍ ولطمٍ وهزءٍ عجــيب

حبٌ أطاح بشخص الحبيب لحمل الخطية وعار الصليب

5) فى نهر المحبة يغمرنى بعمق المحبة يحصـــرنى

شماله تحتى تســـندنى يمين رحــــيمة تعانقنى



دراسة تطبيقية :

سبيت قلبى





** أولاً : ما هى المشاعر التى تُسبى العريس السماوى حسبما جاء فى ثانياً ؟

1) -----------------------------------------

2) -----------------------------------------

3) -----------------------------------------



** ثانياً : ما هو المعنى الروحى لقول العريس : " أختى العروس " ؟

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------



** ثالثاً : ما هى أوجه الشبه بين قلادة العنق وبين الوصية ؟

1) -----------------------------------------

2) -----------------------------------------

3) -----------------------------------------

4) -----------------------------------------



** رابعاً : ما هى الخطوة العملية التى تريد أن تتخذها لتزداد مشاعر المسيح سبياً فيك؟

----------------------------------------------------------------------------------------------------------



** التدريب الروحى للأسبوع :

1) حفظ آية :

إش 45 : 22

" التفتوا إليَّ واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض ..

لاني أنا الله و ليس آخر .. "

إش 45 : 22

2) المواظبة على الخلوة اليومية .

3) الذهاب للكنيسة ، وممارسة الاعتراف والتناول .

___________ التتميم الروحى الأسبوعى __________

الكنيسة

محاسبة النفس

ممارسة التدريب

الصوم

مراجعة آيات

صلاة ارتجالية

الأجبية

الكتاب المقدس

التاريخ

م

خ

ج

ت

ع

ق

 

 

 

 

م

ص

م

ص

م

ص

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

1

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

2

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

3

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

4

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

5

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

6

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

7

ق = حضور القداس ، ع = اعتراف ، ت = تناول ،  ج = حضور اجتماعات ، خ = خدمة