دراسة تطبيقية فى  الإصحــــاح الــرابــــع من سفر نشيد الأناشيد

كيف تستفيد من هذه الدراسة التطبيقية ؟

مقدمــــة

1) عــــيناك حمـــــامتان

2) حـــيــاة التـــكريــس

3) حـــيــاة التــأمــــل

4) حـــيــاة التســـبيــح

5) صــــفات ذات مـعنـــى

6) إنــهــزام الظــــــلال

7) دعـــــوة ملوكـــــية

8) ســبــيـت قـــلـــبى

9) مـا أحســــن حــــبك

10) جــنـــةٌ مغـــلـــقةٌ

11) مراجــــعة عامـــــة

12) خــاتــمـــــــــة

حمل هذا الكتاب

عودة للصفحة الرئيسية

ما أحســن حـــبك



" ما أحسن حبك يا أختي العروس كم محبتك أطيب من الخمر وكم رائحة أدهانك أطيب من كل الأطياب .. شفتاك يا عروس تقطران شهداً تحت لسانك عسل ولبن ورائحة ثيابك كرائحة لبنان .. "

(نش 4 : 10 ، 11)



رأينا فى الموضوع السابق قلب المسيح الذى إمتلأ حباً وسبياً للعروس الغالية المحبوبة التى هى النفس البشرية ... لقد قاده الحب هذا أن يحتمل الصليب مستهيناً بالخزى فأخلى ذاته آخذاً شكل العبد .. واحتمل اللطم والتفل والبصق .. ليس لأنه كان يقوم بواجب مضطراً لتأديته ، بل بدافع الحب الباذل الذى قال عنه : " محبة أبدية أحببتك من أجل ذلك أدمت لك الرحمة " (إر 31 : 3)

وهنا نريد أن نتأمل فى هذا النشيد الذى أنشده العريس لعروسه ، حتى نتعرف على بعضاً من هذا الحب الفائق المعرفة .. فيدور حديثنا حول ثلاث نقاط ، هى :

1) حبٌ وطـــيب أدهان .

2) شفـتان بالشهد تقطران .

3) ثـيـابٌ كرائـحة لبنان .



أولاً : حبٌ وطيب أدهان



يقول العريس : " ما أحسن حبك يا أختي العروس كم محبتك أطيب من الخمر وكم رائحة أدهانك أطيب من كل الأطياب " (نش 4 : 10) فبعد أن أعلنت العروس عن محبتها للعريس فى مستهل الإصحاح الأول فقالـت لـه : " حبك أطيب من الخمر .. اسمك دهن مهراق " .. نـرى العريس هنا وهو يبادل عروسه حباً بحب ..

والواقع أن الأصل فى الحب هو شخص المسيح وليس العروس .. إذ قد وضّح القديس يوحنا الأمر بقوله : " بهذا قد عرفنا المحبة أن ذاك وضـع نفسه لأجلنا فنحن ينبغي لنا أن نضع نفوسنا لأجل الإخوة " (1يو 3 : 16) فلقد عرفنا المحبة من خلال محبة المسيح لنا ..



ما أسمى هذه المحبة التى وصلت إليها العروس فى علاقتها بعريسها ، حتى انه يقول لها : حُبك أطيب من الخمر .. " فلقد فاقت محبتها للعريس أية محبة أخرى .. فأحبته أكثر من المال ومن الجمال ومن الشهوة والشهرة .. بل أكثر من نفسها ..

فالأمر لا يتعلق بأنها تركت الخطية فحسب أو أنها تركت شهواتها وملذاتها وعاداتها القديمة فحسب ، بل يتعلق بقلب إمتلأ بالحب للعريس السماوى فأعاد حساباته فوجد أن كل ما فى العالم نفاية يشتاق أن يتخلص منها ليقتنى اللؤلؤة الواحدة كثيرة الثمن .. فالمسيحية هى عشق قلبى للرب يقود إلى الإنحلال من الكل للإتحاد بالواحد ..



ولقد تجلت محبة آبائنا القديسين للرب بصورة واضحة إذ أحبوه من كل قلوبهم .. أكثر من الزوجة أو الأولاد أو المقتنيات أو الشهوات ، إذ زادت محبة الرب فى قلوبهم فأشرف من السماء وقال لهم : " ما أحسن حُبك يا أختى العروس .. " ففاحت رائحة محبتهم للمسيح لدى الجميع .. ليس فى جيلهم فحسب بل وصلت هذه الرائحة إلينا نحن الذين إنتهت إلينا أواخر الدهور ..

والواقع أن السر فى هذه المحبة هو فى الدهن المقدس الذى يناله المُعمد إذ يدهنه الأب الكاهن بزيت الميرون فينال عطية الروح القدس الذى يهبه عربون محبة الله فى القلب .. وإذ يكبر المؤمن وينمو فى علاقته مع الله ، فإن الروح القدس النارى يلهب الحب فى قلب المؤمن كما قال الكتاب : " لأن محبة الله قد إنسكبت في قلوبنا بالروح القدس المُعطى لنا " (رو 5 : 5)

أخى الحبيب .. هل وصلت محبتك للمسيح كمحبة هذه العروس التى إلتهب قلبها بحب من أحبها وأسلم نفسه لأجلها ؟ هل تسمح للروح القدس الذى أخذته فى سر الميرون أن يضرم نار الحب فى قلبك فتفيح منك رائحة طيب الحب المكسور على قدمى السيد فيقول لك : محبتك أطيب من الخمر ؟



ثانياً : شفتان بالشهد تقطران



يقول العريس : " شفتاك يا عروس تقطران شهداً .. " ولقد تعرضنا لهاتين الشفتين فى بداية هذا الكتاب ، لكن دعونا نرى هذا الشهد الذى يقطر من شفتى العروس من ثلاثة جوانب ، هى :



1) شهد الجهاد والمثابرة :

فالشهد ينتج من تعب وجد وجهاد الآلاف من النحل الذى لا يرقد فى خليته ليغط فى نوم عميق ويستيقظ فيجد الشهد قد تكون .. كلا ، بل يقول العلماء أن كل جرام من العسل يحتاج إلى عشرة آلاف وقفة تقفها النحلة على الزهور والورود لتاخذ من رحيقها .. ثم تعطيك من فيها كل ما كان فيها ..

هكذا لكى تقطر شفتا المؤمن شهداً يجب عليه أن يحاضر بالصبر فى الجهاد الموضوع أمامه ، مقتدياً برئيس الإيمان ومكمله الذى كان يجول يصنع خيراً ويشفى جميع المتسلط عليهم إبليس .. فيكتفِ المؤمن عن الأعذار التى يعتذر بها لعدم حضور الكنيسة ، وبأنه لا يفهم اللغة القبطية .. وعن عدم المواظبة على الخلوة اليومية أو عن حضور الإجتماعات نظراً لضيق الوقت .. أو عن تكرار السقوط فى الخطية بسبب البيئة الشريرة المحيطة به .. إلى آخر هذه الأعذار الواهية التى يريدنا الرب أن نقلع عنها فيكون لنا شهد الجهاد والمثابرة ..

لذا يا أخى جاهد وثابر واقرأ فى الكتاب وفى سير القديسين واجلس مع أب اعترافك ومع المرشدين الروحيين حتى تخزن رحيق النعمة فى قلبك فيخرج فى صورة شهد من شفتيك ..



2) شهد التأمل والعبادة :

بعد أن تجمع النحلة الرحيق ، لا تضعه فى الخلية مباشرة ، بل تأخذه وتفرز عليه افرازات وانزيمات من جوفها وتهضمه ، ثم تُخرجه شهداً حلو المذاق .. هكذا أنت يا أخى ، حين تقرأ الكتاب المقدس ، اقرأه قراءة مختلفة عن كل الكتب والمجلات والجرائد التى تقرأها .. اشبع بكلماته فهى غذاء .. اهضمها .. واجتر ما فيها من حلاوة .. لتسكن فيك بغنى .. لتأخذ مكانها فى حياتك وكأساس لتعاملاتك ومبادئك .. حتى إن اختلفت مع مبادئ العالم الذى وُضِعَ فى الشرير .. اجعل لها الأولويات ، واخضع لها .. رددها أنت وأهل بيتك .. فيقطر لسانك شهداً من كلمة الله التى قيل عنها : " أشهى من الذهب والإبريز الكثير وأحلى من العسل وقطر الشهاد " (مز 19 : 10)



3) شهد الخدمة والشهادة :

فحين يمتلئ القلب بشهد كلمة الله ، فلا يستطيع أن يسكت أو أن يتدنس فمه بأحاديث العالم مرة أخرى ، بل يُخرج من كنز قلبه الصالح جدداً وعتقاً .. فلا تجد صعوبة أن تكرز للآخرين وأن تشهد لهم عن حلاوة المسيح الذى جعل حياتك حلوة ، بل تفيض كلماتك كالشهد على الآخرين فيأكلون ويشبعون من كلمات النعمة التى يضعها الرب على فمك فتتحول جلساتك إلى جلسات روحية مشبعة بدلاً من أحاديث العالم الخاوية غير المثمرة ..



أخى الحبيب ، هل تشبع كل يوم فى الصباح من شهد كلمة الله ، فتأخذ منها وتتأمل فيها وتخرج من فمك شهداً مشبعاً للأخرين..؟؟



ثالثاً : ثيابٌ كرائحة لبنان

يقول العريس لعروسه : " ثيابك كرائحة لبنان .. " وهذا يعطى معانى عميقة :



1) مظهر النعمة :

الثياب ترمز إلى المظهر الخارجى للمؤمن الذى يجب أن يشهد عن الجوهر الداخلى .. هل تذكر ملكة سبأ حين أتت إلى سليمان وقدمت تقريراً رائعاً عن : " طعام مائدته ومجلس عبيده وموقف خدامه وملابسهم وسقاته ومحرقاته التي كان يصعدها في بيت الرب لم يبق فيها روح بعد " (1مل 10 : 5) .. فكثيراً ما يختلف المظهر عن الجوهر فى حياة بعض المؤمنين .. فيكون الصوت صوت يعقوب .. أما الجسم فجسم عيسو [ خشن ] .. نعم ، لقد " صرنا منظراً للعالم للملائكة والنـاس " (1كو 4 : 9) .. فالناس لا يمكن أن ترى المسيح فى قلبى ، لكنها تراه فى أعمالى وأقوالى واستقامتى .. وحتى فى مظهرى الخارجى من لبس وشعر وكيفية السير وكيفية إنتقاء الأصدقاء .. إلخ ..

2) السيرة الحلوة :

فلكل ثوب رائحته التى تفيح منه .. فسيرة المؤمن تفيح إينما ذهب ، بل كما قلنا قبلاً فإن رائحته قد تفيح حتى بعد إنتقاله بسنين .. لذا قال الكتاب : " فإن سيرتنا نحن هي في السماوات .. " (في 3 : 20) فأنت كمؤمن وكعروس للمسيح صورة المسيح المقروءة والمعروفة من جميع الناس .. لذا كأولاد لله يجب أن " تكون سيرتكم خالية من محبة المال كونوا مكتفين بما عندكم لانه قال لا اهملك و لا اتركك " (عب 13 : 5)

أخى ، ما هى سيرتك التى يتناقلها الناس فى الأرض والملائكة فى السماء .. فى السر والعلن .. هل سيرتك فى السماويات تفيح منها رائحة المسيح ذكية أم أن هناك أشياء ذكرها أيضاً قبيح ؟؟



3) الحياة المرتفعة :

أمر ثالث فى ثياب العروس أنها كلبنان فى رفعته وكسوته بالأشجار ذات الرائحة الطيبة .. فكأن المؤمن بسيرته وحياته المقدسة وكلماته التى كالشهد يعلن أن الحياة مع المسيح تقود إلى السمو الروحى ، فترفع الإنسان من حضيض الخطية إلى سمو العشرة مع الرب .. لذا قال الكتاب : " يجعلك الرب رأساً لا ذنباً وتكون في الإرتفاع فقط ولا تكون في الإنحطاط إذا سمعت لوصايا الرب إلهك التي أنا أوصيك بها اليوم لتحفظ وتعمل " (تث 28 : 13)



أخى الحبيب ، أين أنت اليوم من هذا السمو الروحى ؟؟ اطلب بإيمان فستأخذ .. قل له معى :

حبيب قلبى الرب يسوع .. اشكرك لأجل نعمتك التى جعلت منى عروس لك .. اسمح اطبع رائحتك المقدسة على حياتى فتفيح منى هذه الرائحة الذكية ..

أضع بين يديك شفتاى لتقدسهما بفعل كلمتك المحيية وبجسدك ودمك الأقدسين فيقطران شهداً ..

انزع رائحة العالم من حياتى وهبنى سمو العشرة معك كلبنان ..

احفظنى من المظهرية الشكلية وهبنى قداسة الداخل الذى ينضح بقداسة المظهر .. آمين



** ترنيمة :

قلـــباً نقياً طاهراً ... اخلق فىَّ يا الله

فيض بروحك داخلى ... جدد سبل الحياة

طهرنى من خطاياى ... وقُد أنت خطاى

وليكن فـكر قلبى .. مرضى أمامك يا الله





دراسة تطبيقية :

ما أحسن حُبك





** أولاً : ما هى أنواع الشهد التى تقطر من شفتا العروس حسبما جاء فى ثانياً ؟

1) -----------------------------------------

2) -----------------------------------------

3) -----------------------------------------

4) -----------------------------------------

** ثانياً : ما هو المعنى الروحى لقول العريس : " ثيابك كرائحة لبنان " ؟

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

** ثالثاً : ما هى العلاقة بين مظهر المؤمن وبين جوهره الداخلى بحسب رايك ؟

1) -----------------------------------------

2) -----------------------------------------

1) -----------------------------------------

2) -----------------------------------------



** رابعاً : ما هى الخطوة العملية التى تريد أن تأخذها حتى تقطر شفتاك شهداً ؟

----------------------------------------------------------------------------------------------------------



** التدريب الروحى للأسبوع :

1) حفظ آية :

أمثال 10 : 21

" شفتا الصديق تهديان كثيرين ..

أما الأغبياء فيموتون من نقص الفهم "

أمثال 10 : 21

2) المواظبة على الخلوة اليومية .

3) الذهاب للكنيسة ، وممارسة الاعتراف والتناول .

___________ التتميم الروحى الأسبوعى __________

الكنيسة

محاسبة النفس

ممارسة التدريب

الصوم

مراجعة آيات

صلاة ارتجالية

الأجبية

الكتاب المقدس

التاريخ

م

خ

ج

ت

ع

ق

 

 

 

 

م

ص

م

ص

م

ص

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

1

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

2

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

3

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

4

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

5

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

6

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

7

ق = حضور القداس ، ع = اعتراف ، ت = تناول ،  ج = حضور اجتماعات ، خ = خدمة