مقدمة العهد الجديد

ملخص تاريخ الشعب اليهودي الذي جاء منه المسيح

1.     أختار الله إبراهيم أبو الآباء ليكون أباً للشعب الذي سيولد منه المسيح بالجسد وبهذا "ففي إبراهيم ستتبارك كل الأمم" (تك18:18).

2.  طلب الله من إبراهيم أن يترك أرضه وعشيرته ويذهب لأرض كنعان وهناك ولد إسحق وإسحق ولد يعقوب. وكان وعد الله أن يولد المسيح من نسل إسحق ومن نسل يعقوب (تك4:26+ تك14:28).

3.     كان ليعقوب (12) ولداً منهم يهوذا وكان وعد الله أن المسيح يكون من نسل يهوذا (تك10:49).

4.     نزل يعقوب وأولاده إلى أرض مصر وعاشوا فيها أكثر من 200 سنة ذاقوا في نهايتها العبودية على يد فرعون إلى أن خلصهم موسى.

5.  خرج الشعب اليهودي من أرض مصر بقيادة موسى وتاهوا بسبب غضب الله عليهم لغلاظة قلوبهم في سيناء لمدة 40سنة، مات موسى في نهايتها وترك قيادة الشعب ليشوع الذي دخل بهم لأرض الميعاد.

6.  استمر اليهود في كنعان أرض الميعاد في حكم قبلي، كلٌ يتبع رئيس سبطه، وكانوا إذا أخطأوا يُرسل الله عليهم أحد الشعوب المحيطة بهم ليذلهم ويؤدبهم إلى أن يتوبوا فيرسل لهم الله قاضٍ يخلصهم من الغزاة، وتسمى هذه الفترة بحكم القضاة وانتهت بصموئيل النبي.

7.  طلب الشعب ملكاً وأعطاهم الله ملكاً بحسب إختيارهم وعلى حسب قلبهم وهو شاول، ولكنه لم يكن بحسب قلب الله، وأسس شاول مملكة صغيرة وسط الأسباط ثم رفضه الله بسبب أخطائه الكثيرة.

8.  اختار الله داود ليؤسس المملكة. وكان مملكة كبيرة ضمت الأسباط جميعاً. وكان بذلك داود هو المؤسس الحقيقي للمملكة اليهودية سنة 1050ق.م تقريباً. وملك داود لمدة 40سنة. وخلفه ابنه سليمان لمدة 40سنة. وكان وعد الله أن المسيح سيكون من نسل يسى وداود (إش1:11+ مز11:132+ مز3:89،27+ إش7:9+ أر5:23+ أر15:33)

9.     خلف سليمان إبنه رحبعام الذي لحماقته انقسمت المملكة في أيامه إلى مملكتين:

    المملكة الشمالية وإسمها إسرائيل وتتكون من 10 أسباط.

    المملكة الجنوبة وإسمها يهوذا وتتكون من سبطين هما يهوذا وبنيامين ومعهم سبط لاوي.

    وكانت عاصمة إسرائيل هي السامرة وعاصمة يهوذا هي أورشليم.

10. استمر كرسي داود يحكم يهوذا حتى سنة 586ق.م. أما مملكة إسرائيل فهي رفضت مشورة الله بأن تكون العبادة في أورشليم في هيكل الله. وأقام ملك إسرائيل المنشق هيكلين في إسرائيل وضع فيهم عجول ذهبية، وكان ذلك خوفاً من نزول شعبه للعبادة في هيكل أورشليم فيميلوا بقلوبهم لكرسي داود ويثوروا عليه. ولكن أدت هذه الهياكل لإنحراف شعب إسرائيل سريعاً إلى الوثنية وكثرت الاغتيالات السياسية والإنقلابات العسكرية في مملكة إسرائيل، وتوالت الأسر الحاكمة على عرش إسرائيل حتى انتهت دولة إسرائيل إلى سبي أشور سنة 727ق.م. وقام ملك أشور بنقل شعب إسرائيل إلى بلاد أشور المختلفة وأتى بشعوب وثنية لتسكن في أرض إسرائيل مع بقية من شعب إسرائيل الذين تركهم ملك أشور في أرض إسرائيل وتكون من هذا الخليط شعب السامرة الذي كانت ديانته مزيجاً من اليهودية والوثنية. لذلك كان اليهود يحتقرون السامريين.

11. أما كرسي داود فكان في أورشليم حيث الهيكل وعبادة الله بحسب قلب الله، أحسن حالاً، واستمر نسل داود على كرسي داود حتى سنة 606ق.م حين أتى نبوخذ نصر ملك بابل وأخذ بعض شعب يهوذا للسبي في بابل وأخضع ملك يهوذا له، وسمح الله بهذا لانتشار الوثنية في يهوذا.

12. استمر نبوخذ نصر في سياسته بأخذ سبايا إلى بابل وذلك حتى سنة 586ق.م حين حاصر نبوخذ نصر أورشليم وأسقطها وهدمها وهدم الهيكل وأخذ سبايا كثيرين حتى لم يبقى في يهوذا سوى فقراء ومساكين الأرض، ويسمى هذا بسبي بابل.

13. سقطت مملكة بابل بيد كورش الملك الفارسي سنة 538ق.م وهذا سمح بعودة اليهود لأرضهم سنة 536ق.م. فعاد عدد كبير من شعب يهوذا وقلة من شعب إسرائيل الذي تشتت بيد ملك أشور وسمح لهم كورش ببناء الهيكل لكن ظل اليهود تحت حكم فارس الذي كان يعين لهم والياً من قبله.

14. سقطت دولة فارس وقام مكانها دولة اليونان التي ظلت تحكم اليهود بدلاً من فارس. وتوالي حكم الملوك اليونان على أورشليم وكان أخرهم أنطيوخس إبيفانيوس الذي اضطهدهم بشدة.

15. قامت الثورة المكابية ضد أنطيوخس إبيفانيوس وهزموه، ثم حكم المكابيين اليهود فترة من الزمن حتى جاء الرومان وأخضعوا أورشليم لحكمهم. وبدأت الدولة المكابية سنة 167ق.م.

16.  استمر المكابيين حتى سنة 37ق.م. وبعدها قام هيرودس الكبير الأدومي ملكاً على اليهودية تحت يد الرومانيين من سنة 37ق.م حتى مات سنة 4ق.م.

17. ولد المسيح سنة 4ق.م . من اليهود في زمن هيرودس الكبير الخاضع للرومان

ملخص لتاريخ أباطرة الدولة الرومانية التي ظهر المسيح في أيامها

كانت روما في القرن الأول ق.م. هي القوة الوحيدة في عالم البحر المتوسط، والخليفة لإمبراطورية الإسكندر الأكبر المترامية الأطراف. وفي الفترة بين القرنين الأول ق.م. والأول ب.م. زادت رقعة الإمبراطورية وبلغت أقصاها أثناء حكم تراجان (68-117م) فامتدت من اسكتلندا في الشمال حتى السودان في الجنوب وشملت معظم أوروبا من البرتغال غرباً حتى جبال القوقاز شرقاً وضمت بريطانيا وألمانيا. وكانت أيام ولادة المسيح أيام سلام أغلقت فيها هياكل الحرب وفتحت هياكل السلام. واتجهت روما إلى مد الطرق الكثيرة التي كانت تربط أطراف العالم القديم. وقد كانت الأسفار عبر تلك الطرق في بدئها خطرة بسبب قطاع الطرق لكنها أصبحت آمنة بعد ذلك بفضل القائد الروماني بومبي سنة 64ق.م الذي نجح في القضاء على قطاع الطرق في الطرق البرية وعلى القراصنة في البحر المتوسط.

وبهذا صار الجو مناسباً لإنتشار المسيحية في العالم، فالعالم كله صار دولة واحدة، طرقها ممهدة، خاضعة للقيصر الروماني الذي صورته مسكوكة على العملة. واللغة السائدة هي اليونانية منذ نشرها الإسكندر والإنجيل كتب باليونانية التي يفهمها الغالبية وكان قد سبق ترجمة العهد القديم لليونانية منذ عدة عقود فيما يُعرف بالترجمة السبعينية.

وكان هناك ولاة تعينهم روما. وهناك ملوك وولاة وطنيون مثل هيرودس الكبير وهيرودس أغريباس وكانوا يمثلون أمام الإمبراطور أو مجلس الشيوخ SENATUS كلما دعت الضرورة.

لقب قيصر :

هو لقب رسمي للأباطرة اشتق من اسم يوليوس قيصر Julius Caesar الذي اغتيل سنة 44ق.م. وقد ذكر هذا اللقب في العهد الجديد نحو 30 مرة. ولقب به أربعة أباطرة هم أغسطس (لو1:2) وطيباريوس (لو1:3) وكلوديوس (أع28:11،2:18) ونيرون (أع8:25)

4ق.م ميلاد المسيح

أوغسطس 27ق.م
سنة 68 استشهاد بولس وبطرس

صلب المسيح

طيباريوس 14م
جايوس (كاليجولا) 37م
كلوديوس 41م
نيرون 54م
سنة 70 حريق أورشليم بيد تيطس

68م
فسباسيان 69م
تيطس 79م
دوميتيان 81م
96م

أوغسطس      27ق.م- 14م

هو جايوس أوكتافيوس ابن أخ يوليوس، واتخذه له إبناً بالتبني، وبعد مقتل يوليوس إشترك أوكتافيوس مع أنطونيوس ولبيدوس في الحكم فترة من الوقت، وبعد هذا حارب أوكتافيوس أنطونيوس وأنتصر عليه في معركة إكتيوم البحرية سنة 31ق.م. وعلى إثر هذه المعركة انتحر أنطونيوس وكليوباترا بعد حصار الإسكندرية. وبعد هذا إنفرد اوكتافيوس بالحكم وفي سنة 27ق.م منحه مجلس الشيوخ لقب أوغسطس وهو اسم لاتيني معناه (الجدير بالاحترام كإله) واللقب يلمح بالألوهية. وقد توارث هذا اللقب القياصرة من بعده (أع1:27). ومن (أع25:25،1:27) نفهم أن نيرون الإمبراطور في ذلك الوقت قد لقب بالأوغسطس. وأعلن أوغسطوس قيصر الإمبراطورية سنة 23ق.م. وفي مدة حكمه وُلِدَ المسيح.

طيباريوس      14م- 37م

كان إبناً بالتبني لأوغسطس. كان حاد الطباع، وقد طرد اليهود من روما لفترة ما. وقد بنى الوالي هيرودس أنتيباس مدينة طبرية على بحر الجليل إكراماً لاسمه. وبدأت خدمة المسيح في السنة الخامسة عشرة من حكمه (لو1:3). وكان عملة الجزية التى قدمها اليهود للمسيح تحمل صورته والكتابة التي كانت عليها ترجمتها "طيباريوس قيصر ابن أوغسطس الإلهي" (مت17:22) وصلب المسيح في أيامه حيث كان بيلاطس البنطي والياً على اليهودية. وقد مال في أواخر أيامه للقسوة والديكتاتورية وعجل كاليجولا خليفته باغتياله.

كاليجولا      37م- 41م

كان مضطرباً ذهنياً كمجنون. وكانت أيامه أسوأ أيام الإمبراطورية. أصر على إقامة تمثال هائل له في أورشليم جلب حقد اليهود عليه. واغتاله جنوده سنة 41م.

كلوديوس      41م- 45م

كان قديراً كإمبراطور، وسع الإمبراطورية، فضم موريتانيا وأعلن اليهودية كولاية رومانية وغزا بريطانيا. بدأ حكمه بالعطف على اليهود، ثم طردهم مع جماعة من المسيحيين من روما (أع2:18،3). حدثت في أيامه عدة مجاعات منها المجاعة العظيمة التي دامت ثلاث سنين وتنبأ بها أغابوس (أع28:11), وقد وقع كلوديوس ضحية تآمر نساء القصر فقتلته الإمبراطورة أجريبينا سنة 54م لتضمن خلافة العرش لابنها نيرون إذ كانت أمالها أن تتخذه أداة تحكم هي بها المملكة.

نيرون       54م- 68م

كان إبناً لكلوديوس بالتبني. بدأ حكمه بفترة من الحكم الصالح وذلك بتأثير معلمه الفيلسوف سينيكا. ولكن الشاب الصغير نيرون الذي صار سيداً للعالم وهو في سن السادسة عشرة سرعان ما انقلب إلى كابوس مخيف واشتهر بالفساد والفجور، تملكته الرغبة في أن يبرع كمغني ولاعب قيثارة وسائق عربة حربية، وإندفع للهو والفساد، وسادت أيامه الاغتيالات والمؤامرات، وكان من ضحيتها أمه أجريبينا التي ماتت وهي تلعن ابنها بل قتل معلمه سينيكا. واشهر جرائمه أنه أحرق روما سنة 64م. فلقد احترقت عشرة أحياء من جملة 14 حياً في المدينة. وكان في خياله أن يبني روما من جديد. وبينما كانت النيران تتصاعد بعنف وصراخ الضحايا يرتفع إلى أجواء المدينة كان نيرون جالساً في برج مرتفع يتسلى بمنظر الحريق وبيده آلة طرب يغني عليها أشعار هوميروس في وصف حريق طروادة. وقد هلك آلاف عديدة من البشر في هذا الحريق. وحينما إمتدت أصابع الاتهام له جعل من المسيحيين كبش فداء واتخذت الحادثة ذريعة لبداية اضطهاد دموي للكنيسة استمر أربع سنوات تجرع فيها المسيحيون كل صنوف التعذيب الوحشية التي لم تنته إلا بموته. وكان من ضحاياه الرسولان بطرس وبولس اللذان استشهدا سنة 68م. وبصفة عامة سادت في عهده الفوضى والجريمة فأعلنه مجلس الشيوخ عدواً للشعب. ولاقى حتفه منتحراً في عام 68م مخلفاً وراءه حالة من الإفلاس والفوضى نتيجة بذخه الشديد وكثرة الحروب الأهلية في مدة حكمه. ونيرون هو القيصر الذي أشار إليه سفر الأعمال (21:25+ 32:26).

فسباسيان      69م- 79م

أعلن فسباسيان إمبراطوراً على روما سنة 69م أثناء ثورة اليهود في فلسطين فأسند إلى ابنه الأكبر تيطس مهمة إخمادها، فحاصرها حصاراً رهيباً ثم سقطت في يده فخربها وخرب جنوده الهيكل، وحملت كنوزه، خاصة المنارة الذهبية ومائدة خبز الوجوه الذهبية وعرضوها في مواكب إنتصار تيطس وفسباسيان. وكان سقوط أورشليم سنة 70م وتم تأليه فسباسيان بأمر من مجلس الشيوخ بعد موته.

تيطس        79م- 81م

فاق أباه في شعبيته أثناء مدة حكمه القصير وغُرِف باسم حبيب الجنس البشري.

دوميتيان      81م- 96م

هو الابن الأصغر لفسباسيان، كان إداري قدير عظيم طوال فترة حكمه. ولكنه كان مستبداً. وكان يخاطب "بمولانا وإلهنا" واغتيل في مؤامرة سنة 96م. وقد أثار دوميتيان إضطهاداً عنيفاً ضد المسيحيين وهو الذي أمر بإلقاء يوحنا اللاهوتي الحبيب تلميذ المسيح في زيت مغلي ثم نفاه إلى بطمس.

 

ملوك وحكام اليهودية في أيام المسيح

1-  كان آخر ملوك اليونان الذين حكموا اليهودية هو أنطيوخس إبيفانوس أي الشهير ولكن لشدة اضطهاده لليهود أطلقوا عليه إبيمانيس أي المجنون. فهو أجبر اليهود على العبادة الوثنية باضطهاد دموي بل دنس الهيكل.

2-  قامت ضده ثورة المكابيين بقيادة متاثياس الكاهن وانتصروا على اليونان ولما مات متاثياس خلفه ابنه يهوذا الملقب بالمكابي الذي طرد اليونانيين ورمموا الهيكل وطهروه وأصلحوا خراب المدينة سنة 165ق.م ومات أنطيوخس أبيفانيوس شر ميتة. ومات يهوذا سنة 161ق.م في الحرب وخلفه أخوه يوناثان ولكن يوناثان هذا عقد ميثاقاً مع الرومانيين (كانت روما قد بدأت تظهر كقوة عالمية، وهذا التحالف كان سقطة للمكابيين) واغتيل يوناثان سنة 144ق.م. وخلفه أخوه سمعان وقتل سنة 135ق.م.

3-  بعد قتل سمعان خلفه ابنه يوحنا هركانوس في الولاية والكهنوت معاً واتسع ملكه لولايات عديدة بجانب اليهودية وهدم هيكل السامريين في جبل جرزيم سنة 130ق.م. بعد أن كان قائماً لمدة 200سنة وأجبر يوحنا هركانوس الأدوميين على التهود وختنهم. وجدد الميثاق مع الرومانيين وحصل منهم على منافع كثيرة ومات سنة 107ق.م.

4-  خلفه ابنه ارسطوبولوس وهذا أعاد اليهودية مملكة وكان أول من دُعِىَ ملكاً بعد سبي بابل. ولما توفى قام مكانه أخوه إسكندر جنيوس وهذا أجبر الفلسطينيين على التهود سنة 97ق.م.

5-    خلفه ابنه هركانوس الثاني سنة 69ق.م. ثم أتى عدة ملوك منهم أريسطوبولس.

6-    كان نتيجة الميثاق مع الرومان وإلتجائهم للرومان وصراعهم على المناصب أن روما بدأت تدخل نفسها في أمور أورشليم.

 

رؤساء يهوذا المكابيين

1) متاثياس                                                            167ق.م

2) يهوذا ابنه                                                          166ق.م

3) يوناثان أخو يهوذا                                                  160ق.م

4) سمعان أخو يهوذا أيضاً                                             143ق.م

5) هركانوس الأول ابن سمعان                                        134ق.م

ملوك المكابيين

6) اريستوبولس الأول ابن هركانوس                                  105ق.م

7) اسكندر يانيوس أخو اريستوبولس                                  104ق.م

8) الكسندرة امرأته                                                    77ق.م

9) هركانوس الثاني ابن يانيوس                                       69ق.م

10) اريسطوبولس الثاني ابن يانيوس                                  67ق.م

11) هركانوس الثاني أيضاً (بواسطة الرومان)                         63ق.م

12) أنيتجونوس ابن اريسطوبولس الثاني                               47ق.م

وكان هذا آخر ملوك المكابيين وجاء بعده أنتيباتر ثم هيرودس الكبير سنة 37ق.م

 

7-  استعان ارسطوبولس بالرومان ضد أخيه الأكبر هركانوس الثاني. فجاء بومبي (بومبيوس) وأبقى هركانوس على الكرسي غير أنه جعل اليهودية تؤدي الخراج (الجزية) للسلطة الرومانية سنة 63ق.م. بل إن بومبي دخل إلى قدس الأقداس مع بعض أمرائه.

8-  قام هركانوس الثاني وصديقه الأدومي أنتيباتر بالإنضمام لقيصر في حربه (هذه الحرب كانت بين يوليوس قيصر وبومبي وانتصر فيها يوليوس قيصر). وإزداد أنتيباتر تودداً لقيصر إلى أن عينه حاكماً على اليهودية (يوليوس قيصر هو الذي عينه) وتمسك هركانوس بمنصبه كرئيس للكهنة أي تقاسموا الملك والكهنوت بعد أن كان الملك والكهنوت في يد شخص واحد في أثناء حكم المكابيين. وكان ذلك سنة 47ق.م.

9-  عين أنتيباتر ولديه فازيل وهيرودس حكاماً على أورشليم والجليل وفي سنة 37ق.م. انتحر فازيل، فتقدم هيرودس الأدومي وحاصر أورشليم في نفس السنة واستولى عليها بمساعدة الرومان، وقد منحه مجلس الشيوخ لقب حاكم اليهودية ثم منحه بعد ذلك لقب ملك. وهو المعروف بهيرودس الكبير. وكان في سياسته خاضعاً للرومان. وحين انتصر أوكتافيوس (أغسطس قيصر فيما بعد) على أنطونيوس تحول هيرودس إلى ممالأة أوكتافيوس فنال رضاؤه وثبت ملكه. وهو ليرضي اليهود جدد الهيكل، لكنه في داخله لم يكن يحب اليهود لذلك لم يمانع في إقامة هياكل وثنية، وأقام هياكل لعبادة الإمبراطور. وكان مولعاً بالمشاريع والبناء وأقام مدينة سباسطة على أنقاض مدينة السامرة القديمة إكراماً للإمبراطور (أغسطس باللاتينية هي سيباستوس باليونانية) وأقام مدينة قيصرية تكريماً لقيصر على ساحل البحر المتوسط. وكان قاسياً غادراً، قتل بعض من زوجاته وبعض من أبنائه خوفاً على عرشه وقتل كثيراً من أقربائه، وأصدر أمراً بقتل وجهاء المدينة ساعة موته حتى يعم الحزن المدينة ولا يفرح أحد بموته، وهو الذي أمر بقتل أطفال بيت لحم. وفي أيامه وُلِدَ المسيح. ومات هيرودس سنة 4ق.م.

 

خلفاء هيرودس الكبير

إنقسمت مملكة هيرودس الكبير إلى أربعة أرباع بعد موته ملك عليها أربعة، كل منهم كان رئيس ربع وهم:

1-    أرخيلاوس

2-    فيلبس                  أولاد هيرودس الكبير الثلاثة

3-    انتيباس

4-    ليسانيوس        ليس من أسرة هيرودوس

عموماً بهيرودس هذا تحققت نبوة يعقوب (تك10:49) فلقد انتهي تماماً حكم المكابيين الذين كانوا ملوكاً مستقلين. أما هيرودس فكان خاضعاً لروما وليس من حقه التشريع ولا إصدار أحكام الإعدام مثلاً (يو31:18). وكان هذا بحسب النبوة إيذاناً بمجيء المسيح (شيلون).

 

1-   أرخيلاوس

كان رئيس ربع على اليهودية والسامرة وأدومية. حكم من سنة وفاة والده سنة 4ق.م. أي من السنة التي وُلِدَ فيها المسيح. كان أكثر أولاد هيرودس شراسة لذلك لم تستطع العائلة المقدسة أن تسكن في بيت لحم بعد عودتها من مصر وسكنوا في الجليل (مت22:2).

عينه أوغسطس قيصر رئيس ربع وأمره بإخماد الثورات فكان دموياً مع اليهود فأثار حقدهم. بل تدخل في أمور الكهنوت، فتآمر اليهود ضده وأرسلوا لقيصر يطلبون عزله. وطرده قيصر بعد 10 سنوات من حكمه لسوء إدارته. ومن بعده أصبحت اليهودية تحت حكم الرومان مباشرة، فضمت إلى سوريا وأرسل إليها والٍ روماني ليحكمها.

 

2-   فيلبس

حكم المناطق الشمالية وشمال بحر الجليل (مناطق بتانيا وتراخونيتس وإيطورية واورانيتس) وكان معظم سكانها من الأمم (لو1:3) وقد أعاد بناء مدينة بانياس بالقرب من منابع الأردن وأسماها قيصرية وهي التي عرفت فيما بعد بقيصرية فيلبس تمييزاً لها عن قيصرية الساحل التي أنشأها والده. وكان فيلبس أفضل أبناء هيرودس واستمر حكمه ما يقرب من ثلاثين عاماً تميزت بالهدوء والرخاء ومات بدون وريث فضمت مملكته إلى أغريباس.

 

3-   أنتيباس          "هيرودس أنتيباس"

هو الابن الأصغر لهيرودس من زوجته السامرية. حكم على الجليل وبيرية (لو19:3). أنشأ مدينة طبرية على الشاطئ الغربي لبحر الجليل وأطلق عليها الاسم تكريماً لطيباريوس. كان منحل الأخلاق ولذا تزوج من هيروديا زوجة فيلبس أخيه. وكانت هذه الحادثة سبباً في سجن ثم قتل المعمدان، بسبب توبيخه إياه. وقد وصفه السيد المسيح بالثعلب (لو32:13) وهو هيرودس أنتيباس الذي حوكم أمامه المسيح (لو7:23) وكان متزوجاً من ابنة اريتاس الرابع ملك النبطيين العرب، وقد جلب عليه زواجه من هيروديا المتاعب لأنه طلق ابنة اريتاس، مما جعل أريتاس الملك يحاربه ويهزمه سنة 36م وعزلته روما سنة 39 وتم نفيه في بلاد الغال ومات منفياً بعد أن حكم 43سنة. وضمت مملكته إلى أغريباس.

 

4-   ليسانيوس

لم يكن من أسرة هيرودس. وكانت منطقة نفوذه هي الإبلية وكانت خارج حدود مملكة هيرودس.

 

ولاة اليهودية الرومان

بعد عزل أرخيلاوس عين الرومان مكانه والياً رومانياً من طبقة الفرسان. وتوالي بعد الولاة الرومان وكان بيلاطس البنطي هو الخامس، وقد وجد الولاة أن الإقامة في أورشليم لا تناسبهم فجعلوا إقامتهم في قيصرية وتركوا أورشليم في حراسة رئيس قوات يقيم في قصر هيرودس وحصن أنطونيا. وكان الوالي يذهب لأورشليم في أيام الأعياد حيث تزدحم المدينة بالحجاج الوافدين من أنحاء البلاد لقضاء العيد، وذلك لحفظ النظام ومنعاً لحدوث اضطرابات أو ثورات. وكانت هذه مهمة الوالي بالإضافة لجمع الضرائب. وكانت له السلطة القضائية العليا، وله أن يعين رئيس الكهنة ويراقب الهيكل ويشرف على أمواله، بل أن ملابس رئيس الكهنة كانت تحفظ طوال السنة في عهدته ويسلمها له في فترة العيد ويستردها بعد إنتهاء العيد. وهذه الأمور زادت من ثورة اليهود على الرومان واستمرت فلسطين مستعمرة رومانية حتى إنقسام الإمبراطورية الرومانية فصارت جزءاً من الإمبراطورية الشرقية التي تحولت إلى المسيحية.

 

بيلاطس البنطي        26-36م

عين بيلاطس والياً رومانياً على اليهودية في السنة الثانية عشرة من حكم طيباريوس. وكان يبغض اليهود فأذلهم وأقام الشعارات الرومانية التي تحمل صورة الإمبراطور في المدينة المقدسة مما يتنافى مع عقائد اليهود وحملهم على الثورة. ذبح عدد من السامريين على جبل جرزيم، وذبح عدداً من الجليليين عند مذبح القربان (لو1:13،2). وقد تزامنت سنوات ولايته مع مدة خدمة السيد المسيح، ولخوفه من ثورة اليهود أمر بصلبه. ومع هذا توالت الشكاوي ضده من اليهود فصدرت الأوامر بعودته إلى روما وخلفه مارسيليوس والياً على اليهودية.  ويوسابيوس المؤرخ يقول أن بيلاطس ربما يكون قد انتحر في أيام حكم كاليجولا. ولكن المؤرخ المسيحي العلامة ترتليان يذكر أن بيلاطس كان مسيحياً في قلبه ويؤيد ذلك تقرير أرسله بيلاطس إلى طيباريوس قيصر. والكنائس الشرقية تعتقد أن بيلاطس وزوجته صارا مسيحيين وأن جسده نقل بالقرب من فرنسا.

هيرودس أغريباس الأول        41-44م

هو ابن أرسطوبولس وحفيد هيرودس الكبير، تربى في روما وصار ملكاً على اليهودية سنة 41م. وكان موضع عطف الإمبراطور كاليجولا فعينه على شمال شرق فلسطين ومنحه لقب ملك. وبعد نفى أنتيباس ضمت إلى مملكته الجليل وبيريه، وحين تولى كلوديوس الحكم أضاف إلى مملكته السامرة،  فصارت مملكته أوسع من مملكة أي ملك آخر بعد سليمان. ولأن جدته كانت يهودية إكتسب رضاء اليهود عليه. وقد اضطهد المسيحيين إرضاء لليهود، فقتل يعقوب أخا يوحنا بالسيف وألقى بطرس في السجن إنتظاراً لموت مماثل (أع2:12،3+ أع1:12) وقد مات ميتة شنيعة فضربه الدود وقت أن إدعى الألوهية (أع23:12) وخلفه ابنه أغريباس الثاني. وهو له ابنتين برنيكي (أع13:25) ودروسيللا الزوجة الثالثة لفيلكس الوالي (أع24:24)

هيرودس أغريباس الثاني        44-69م

أشركوا معه بعض الولاة الرومان. وهم حكم تراخونيتس وأجزاء من الجليل وبيرية. وكان فيلكس من الولاة الذين تزامنوا معه (53-60م) ثم فستوس (60-62م). وحوكم أمامه بولس الرسول واستمر حكمه حتى وقت سقوط أورشليم واشتركت جيوشه مع جيوش تيطس. وكان يعاشر أخته برنيكي كزوجة. وبعد ذلك ذهب ليعيش في روما ومات في مذلة سنة 100م وبموته انتهت أسرة هيرودس.

ملوك وولاة اليهودية في

فترة ما قبل وما بعد المسيح

 

 

1- هيرودس الكبير                         37ق.م

2- أرخيلاوس ابنه                         2ب.م

3- بوبليوس وهو روماني                  12

     عدة ولاة رومان

4- بيلاطس البنطي وهو روماني          26ب.م

5- أغريباس وهو ابن هيرودس الكبير     41ب.م

6- فاروس وهو روماني                    45

7- طيباريوس وهو روماني                46

8- كومانوس وهو روماني                 47

9- فيلكس وهو روماني                    53

10- فستوس وهو روماني                 60

 

الهيكل اليهودي

صاحب فكرة بناء هيكل هو داود النبي. ولكن الله قال له بل ابنك الخارج من صلبك يبني الهيكل، وهذا فيه رمز لأن المسيح ابن داود هو الذي سيبني الهيكل الحقيقي أي جسده الكنيسة (يو19:2-21)

لكن داود أعد كل شئ لبناء الهيكل ولكن سليمان هو الذي بناه. وتم بناء الهيكل فوق جبل موريا بأورشليم (2صم24) وكان عظيماً. وهدم البابليون هذا الهيكل سنة 586ق.م. أي أنه ظل موجوداً نحو أربعة قرون. ولقد خرب البابليون أورشليم تماماً.

بعد عودة اليهود بسماح من كورش الملك سنة 536 أعيد بناء الهيكل بيد زربابل الوالي المعين من قبل ملك فارس (وكان يهودياً وكان جداً للسيد المسيح مت12:1) ومعه يهوشع رئيساً للكهنة. وكان هذا الهيكل أضخم من الأول ولكنه أقل فخامة وتم البناء حوالي سنة 520ق.م.

تداعي البناء أيام هيرودس الكبير فبدأ هيرودس الكبير إعادة بنائه في السنة الثامنة لملكه. وانتهى بنائه سنة 64 على أيام أغريباس الثاني (يو20:2) وانتهت اللمسات الأخيرة فيه قبل خراب أورشليم مباشرة سنة 70م على يد تيطس. حيث خرب الجنود الرومان الهيكل تماماً، ويقال أن تيطس حاول منعهم إذ كان يقدر القيمة الفنية للبناء لكنه لم يستطع إذ كان الجنود الرومان لا يحبون اليهود وكان تخريب الهيكل علامة نهائية على نهاية الكهنوت اليهودي تماماً ورفض الله لهم نهائياً، وانقطاع الصلة تماماً بين اليهودية والمسيحية إذ كنا نلاحظ أن التلاميذ كانوا بعد صعود المسيح مازالوا يذهبون للهيكل ليصلوا (أع1:3).

 

الكهنوت اليهودي

كانت وظيفة رئيس الكهنة في ابتداء أمرها ومن أيام هرون تدوم مدة حياة متقلدها، إلاّ أن الدولة الرومانية في وقت المسيح كان لها السلطان في تنصيب وعزل رئيس الكهنة، لذلك توالى تنصيبهم وعزلهم حتى بلغ عدد رؤساء الكهنة في الفترة من أيام هيرودس الكبير حتى سقوط أورشليم 28. وأبرز رؤساء الكهنة في الإنجيل حنان وقيافا.

حنان

كان رئيساً للكهنة في الفترة بين 6-15م وذكر اسمه في العهد الجديد 3 مرات (لو2:3+ يو12:18-24 + أع6:4) وكان نفوذه قوياً. واستمر نفوذه حتى بعد نهاية خدمته، ويؤكد ذلك تولي خمسة من أبنائه لرئاسة الكهنوت.

قيافا

كان صهر حنان (يو13:18). وكان رئيساً للكهنة بمفرده من 18-36م وكان صدوقياً وتعاون مع السلطات الرومانية ومع بيلاطس البنطي. وكان مسئولاً عن الهيكل وأثرى ثراءً فاحشاً. وهو الذي أشار على رؤساء الكهنة والفريسيين أن يموت المسيح عن الشعب (يو49:11). وقد قدم المسيح أمام السنهدريم لمحاكمته برئاسته. وعليه تقع المسئولية العظمى عن صلب المسيح واضطهاد الكنيسة الأولى.

السنهدريم

هو المجلس الكهنوتي الأعلى لليهود، وكان يتكون من 71عضواً، ويطلق على العضو "مشير" وهو اللقب الذي أقترن بيوسف الرامي (مر43:15). وكان رئيس الكهنة هو الرئيس الأعلى للسنهدريم وكان غالباً من الصدوقيين. وكان السنهدريم يعد بمثابة محكمة للعدالة للحكم في مخالفات الناموس (مت22:5+ 59:26+ لو66:22+ أع15:4) وكان في سلطته إصدار الأحكام وتنفيذها، وله الحق في القبض على من يشاء بواسطة أعوانه (مت47:26+ مر43:14+ أع3:4+ 17:5) وكانت له السلطة في إصدار جميع الأحكام ما عدا حكم الإعدام الذي كان يستلزم التصديق عليه من السلطات الرومانية (يو31:18). ولقد قدم المسيح إلى السنهدريم بتهمة التجديف (مت65:26+ يو7:19). كما قدم إليه بطرس ويوحنا كمضلين للشعب (أع2:4-5). وحكم على إسطفانوس بتهمة التجديف (أع11:7) (ربما استغل السنهدريم فرصة غياب الوالي الروماني خارج أورشليم لإحداث ثورة وليقتلوا إسطفانوس) والسنهدريم أتهم بولس بالتعدي على شريعة موسى (أع30:22). وكان السنهدريم أكثر نفوذاً داخل حدود اليهودية. وكانت تصدر منه كافة التعليمات للمجامع الصغرى. وقد انقضت مهمة السنهدريم بعد خراب أورشليم.

المجامع الإقليمية

كانت هذه المجامع منتشرة في كل مدن فلسطين وخارجها في زمن المسيح، وذلك لتيسر العبادة لليهود الساكنين بعيداً عن أورشليم، لكن لم تكن تقدم فيها ذبائح، بل كانت تمارس فيها الصلوات، ويتلى درس من الشريعة، وفي السبت يتلى درس من الأنبياء (لو16:4-20) وكانت في أغلب الأحيان تلقى عظة يقولها الواعظ وهو جالس وهذا ما يسمى بالتعليم (مت23:4+ مر21:1+ 2:6) وفي حضور زائر كان رئيس المجمع يدعوه ليخاطب الجمع إن كان يريد (أع15:13). وكانت تجمع فيه العطايا لصالح الفقراء (مت2:6) وكان اليهودي يوقر المجمع الذي تربى فيه وتعلم الناموس. وكانت لهذه المجامع بعض السلطة تستمدها من مجلس السنهدريم الأعلى في أورشليم، فكان لها حق إصدار الأحكام والعقوبات وفيها ما يصل إلى الجلد والطرد من المجمع (يو22:9). وانتشرت هذه المجامع في كل العالم حيث وُجِدَ يهود. وكان لهذه المجامع بالغ الأثر في إنتشار المسيحية. واستغل بولس الرسول هذه المجامع كثيراً ليبدأ كرازته منها. وغالباً بدأت هذه المجامع بعد خراب هيكل أورشليم على يد ملك بابل وذهابهم للسبي، وهناك أنشأوا هذه المجامع التي انتشرت بعد ذلك. إلاّ أنهم ما كانوا يستطيعون تقديم ذبائح فيها فبحكم الناموس لا يستطيعون تقديم ذبائح إلاّ في المكان الذي حدده الله في أورشليم، وكان الهدف من ذلك وحدتهم وعدم إنحرافهم وراء العبادات الوثنية (تث11:12،13،14)

طوائف اليهود

الكتبة

هم نساخ الشريعة ومفسروها، وهم خبراء الناموس، ويشار لهم أحياناً بالناموسيين (مت35:22) وكانوا مكرسين لتنفيذ الوصايا الناموسية، لذلك كان هناك إرتباط قوي بينهم وبين الفريسيين. وكان من ينال رتبة عالية من الكتبة يسمى ربي مثل غمالائيل (أع34:5) ونيقوديموس (يو1:3). قيل عنهم أن يجلسون على كرسي موسى كمفسرين للناموس. وكانوا مشيري الشعب في الأمور الدينية، وكان منهم أعضاء في السنهدريم، وكان لهم نفوذ قوي، وقد وبخهم السيد المسيح مرات كثيرة بسبب ريائهم (مت5:23-7). وعليهم تقع مسئولية صلب المسيح واضطهاد الكنيسة الأولى. وبعضهم آمن (مت19:8)

الفريسيون

فريسي أي مفرز، فهم كانوا يعتبرون أنفسهم مفروزين عن الشعب لقداستهم. وهم فئة تضم الكهنة والعلمانيين وكانوا يعلمون ويعظون ولكنهم تمسكوا بحرفية الناموس في التفسير والتشدد في حفظ عوائد تسلموها ممن سبقوهم (مت2:15+ مر3:7،5). وكانوا يؤمنون بالقيامة والخلود. ووبخهم المسيح بسبب ريائهم (مت20:5+ 6:16+ لو38:11-54). وكانت لهم يد قوية في صلب المسيح. ولكن كان منهم أفراد مخلصين كبولس الرسول وغمالائيل (أع34:5). وكان الفريسيين متكبرين يفتخرون بمعارفهم الدينية ويزدرون بالعامة. ولقد ظهر الفريسيون في القرن الثاني ق.م.

الصدوقيون

هم الطبقة الأرستقراطية بين اليهود، فمعظم رؤساء الكهنة منهم، كان عملهم المحافظة على نظم الهيكل والضرائب ومراقبة الخزائن، ومن ذلك أثروا ثراءً فاحشاً. وكان بينهم وبين الفريسيين خلافات كثيرة فهم لا يؤمنون بالقيامة ولا الأرواح ولا الملائكة، ومع هذا إتحدوا مع الفريسيين ضد المسيح إذ شعروا بأن المسيح يهدد مصالحهم معاً. لا يقبلون سوى أسفار موسى فقط، منسوبين لشخص اسمه صدوق.

الهيرودسيين

ليسوا طائفة دينية، بل هم في ولاء شديد لهيرودس وهذا منحهم نفوذا واسعاً، كانوا يقنعون الشعب بموالاة هيرودس والرومان ودفع الجزية لقيصر. كرهم اليهود لذلك، ولكنهم إتحدوا مع الفريسيين ضد المسيح (مر6:3+ 13:12). وكان من بين هذه الفئة صدوقيون وفريسيون.

أسماء أمة اليهود

يقول بولس الرسول في (أع3:22) أنا رجلٌ يهودي ولدت في طرسوس كيليكية. ويقول في (رو1:11) لأني أنا أيضاً إسرائيلي من نسل إبراهيم. ويقول في (5:3) أنه من جنس إسرائيل من سبط بنيامين عبراني من العبرانيين. فما معنى كل اسم من هذه الأسماء؟

عبراني

أول مرة نسمع فيها هذا الاسم كان في (تك13:14) "فأتى وأخبر ابرام العبراني" وهي بمعنى العبور= عبور نهر من شط إلى شط أو من مكان لآخر. وهو اسم يدل على غربة الشعب المختار. وهم اسم يرد في كلام الشعوب الذين كان هذا الشعب متغرباً بينهم (تك14:39+ 12:41+ خر16:1) وبمراجعة (1صم19:13)  "لم يوجد صانع في كل أرض إسرائيل لأن الفلسطينيين قالوا لئلا يعمل العبرانيون سيفاً" هنا نرى أن النبي كاتب السفر يسمى اليهود "أرض إسرائيل" أما الفلسطينيون فيسمونهم عبرانيين. وقد يرد لفظ العبرانيون على لسان اليهود ولكن يكون ذلك لتمييزهم عن الأجانب لأن المصريين لا يقدرون أن يأكلوا طعاماً مع العبرانيين (تك32:43+ تث12:15+ 1صم3:13).

ولكن بعد ضياع العشرة أسباط في سبي أشور، لم يبقى من الأسباط سوى سبطين، يهوذا وبنيامين فتسموا بالإسم يهود نسبة لسبط يهوذا السبط الأكبر والأقوى. وفي هذه الفترة كانوا لا يستخدمون لفظ عبرانيين.

وبعد العودة من السبي، عاد بعض اليهود ولكن عدداً كبيراً لم يعد إلى إسرائيل وفقدوا بالتالي لغتهم وعادات أبائهم وصار يطلق على الشتات لفظ يهود، أما الساكنين في أورشليم واليهودية والمحافظين على عادات الأباء فأسموهم عبرانيين. (راجع أع1:6) إذ تكاثر التلاميذ حدث تذمر من اليونانيين (اليهود الذين من الشتات) على العبرانيين (اليهود الذين من اليهودية) أن أراملهم .." + (في5:3+ 2كو22:11). فالعبرانيون المقصود بهم إذاً الغيورين في ديانتهم وجميع ما يختص بها، لذلك تسمى لغتهم العبرانية وليست اليهودية.

يهودي

منسوب لسبط يهوذا ابن يعقوب. وبعد سبي إسرائيل (العشرة أسباط) إلى أشور استخدم لفظ يهودي عوضاً عن عبراني للتعبير عن شعب الله. ذكر لأول مرة في (2مل6:16). وهم اسم لا يحمل أمجاداً كاسم إسرائيل بل هو يعبر عنهم في حالة هوان، وضياع عشرة أسباط منهم. حتى بعد عودة بعض من شتات الأسباط إلى أورشليم بعد سماح كورش بهذا صار العائدين يسمونهم أيضاً يهود.

إسرائيلي

هو الاسم الأعز والأمجد عند شعب الله، فهو الاسم الذي أعطاه الله ليعقوب. ففي هذا الاسم اجتمع كل ما كان سبب فرح ورجاء عند شعب الله القديم. هم اسم يحمل معنى الغلبة والمجاهدة مع الله للوصول إلى تتميم المواعيد ولاحظ أن بيلاطس يطلق على المسيح يسوع الناصري ملك اليهود (مت29:27،37) ولكن رؤساء الكهنة لما عيروه قالوا إن كان ملك إسرائيل فلينزل (مت42:27). إذاً اسم إسرائيل هو الاسم المفضل عند اليهود، يحمل عندهم معنى الخلاص من أعدائهم.

وللآن يستخدم لفظ يهود للشعب ولفظ عبراني على العوائد واللغة القديمة.

النقود والمعاملات العبرانية = (قبل المسيح)

كان البيع والشراء يتم بعملة تعتمد على الوزن وليس العدد.

فإبراهيم اشترى المقبرة وَوَزَنَ ثمنها 400شاقل فضة (تك16:23) والظاهر أن الشواقل والوزنات لم تكن مضروبة ضرب عملة بل كانت أوزاناً. لذلك نُهِىَ عن أن يكون في كيس الإنسان أوزان مختلفة كبيرة وصغيرة (تث13:25) وكانت عادة اليهود أن يعلقوا موازينهم في أوساطهم لأجل وزن الفضة التي كانوا يقبضونها وعادة الكنعانيين أن يحملوها في أياديهم (هو7:12)

1- الجيرة أي القمحة وهي = (1/20) شاقل (خر13:30) = 15 حبة قمح وزناً

2- البقع = (1/2) شاقل = 10 جيرات

3- الشاقل وهو مشتق من الفعل العبراني شَقَلَ أي وَزَنَ وهو أنواع:

‌أ-                شاقل القدس (نظراً لحفظه كمعيار قياسي في الهيكل)

‌ب-           شاقل الملك (نظراً لحفظه كمعيار قياسي في القصر الملكي)

‌ج-            الشاقل الدارج لوزن الأشياء الثمينة كالذهب والفضة.

‌د-              شاقل النقود وهذا تحوَّل لعملة في أيام المكابيين نقش عليها اسم شاقل إسرائيل

وهذه الشواقل غالباً كانت غير متساوية، فوزن شعر إبشالوم كان 200 شاقل بوزن الملك. فلابد أن وزن شاقل الملك كان أقل من غيره.

4- المن= المنا = 100شاقل قارن (1مل17:10 مع (2أي16:9)

5- الوزنة = 3000 شاقل = 30 مناً

أما في أيام المسيح فكانت اليهودية تحت حكم الرومان الذين كانوا يستعملون عملة مضروبة دون الأوزان القديمة.

6- القسيطة (تك19:33+ يش3:24+ أي11:42) هي عملة قديمة غير معروفة الآن.

العملات أيام المسيح

1-    الفَلْس = نصف الربع= ثمن الأساريون (مر42:12)

2-    الربع أو المترجم في (مت26:5) بالفَلْس. وهو نوع من النقود الرومانية النحاسية يساوي مضاعف الفلس أو ربع الأساريون.

3-    الأساريون وهو المترجم أيضاً بالفلس (مت29:10)

4-    الدينار (مت2:20) وهو من نقود الفضة عند الرومانيين ويشمل عشرة أساريون.

5-    الدرهم (لو8:15) وهو عملة يونانية يعدل الدينار عند الرومانيين.

6-  الأستار عملة يونانية = 4 دراهم= شاقل فضة عند العبرانيين وهذا نفهمه من مقارنة (مت24:17 مع مت27:17 مع خر13:30+ 26:38).

7-    المنا (لو16:19) وهو عملة يونانية أصغر من المنا عند العبرانيين المذكور في العهد القديم. وهو= 100درهم أو = 100دينار.

8-    الليترا وهو المترجم إلى العربية بالمنا (يو3:12+ 39:19) وهو وزن يوناني وروماني يعادل نحو 100درهم.

تطبيق

راجع (مت21:18-35). فالسيد سامح عبده في 10.000وزنة أما العبد فلم يسامح العبد رفيقه في 100دينار. وبالمقارنة فالوزنة 30مناً والمن 100 دينار.

فالسيد سامح عبده في 10000×30×100= 30.000.000دينار والعبد لا يريد أن يسامح رفيقه في 100دينار وهذا يعبر عن مدى ما سامحنا الله به ونحن لا نريد أن نغفر لأخوتنا هفواتهم تجاهنا.

مكاييل الحبوب والسوائل

1-    الحفنة= ملء الكف (أم4:30+ إش12:40)

2-    اللج= (1/12) من الهين أو  (1/4) القاب (لا10:14) (يسع 6 بيضات)

3-    القاب=  مكيال للحبوب =  (1/4) الصاع = (1/12) من الإيفة (يسع 24 بيضة) (2مل25:6)

4-    العُمُر= مكيال للحبوب=  (1/10) الإيفة (خر36:16)

5-    العُشر هو نفسه العُمُر (خر40:29)

6-    الهين مكيال للسوائل (خر40:29)

7-    الصاع مكيال للحبوب = (1/3) الإيفة (2مل25:6)

8-    الثُلث مترجم في (إش12:40) بالكيل = (1/3) الإيفة = الصاع

9-    الإيفة مكيال للحبوب= 3 صاعات = 10 أعمار = البث (مكيال سوائل)

10-           البث مكيال للسوائل يسع بقدر الإيفة مكيال الحبوب = (1/10) الحومر أو الكر

11-           اللثك مكيال للحبوب قيل أنه نصف الحومر = 15 صاعاً (هو2:3)

12-           الحومر مكيال للحبوب يسع بقدر الكر= 10 إيفة أو إبثاث (لا16:27)

13-           الكر مكيال للسوائل والحبوب يسع بقدر الحومر = 10 إيفة أو بث (لو6:16،7)

14-           الفورة (حج16:2) مكيال للسوائل = ما تعطيه معصرة العنب في المرة الواحدة.

15-           الإبريق (مر4:7) هو مكيال روماني للسوائل.

16-           المطر (يو6:2) هو مكيال يوناني للسوائل = بث عبراني

17-           الثمنية (رؤ6:6) هي كيلة يونانية للحبوب.

قياسات الطول

1-    قياسات الطول القصيرة عند العبرانيين مأخوذة من أعضاء الجسد كالإصبع والقبضة والشبر والقدم والذراع.

2-    الإصبع (أر21:52)

3-    القبضة (أر21:52) = مسافة عرض أربع أصابع

4-    الفتر (حز13:43) = المسافة الممتدة من السبابة إلى رأس الإبهام وهما منفرجتان بقدر ما يمكن.

5-    الشبر (خر16:28) = المسافة الممتدة من رأس الإبهام إلى رأس الخنصر إذا إنفرجا وامتدا بقدر ما يمكن = 3قبضة عبرانية.

6-  الذراع (تث11:3)= المسافة الممتدة من طرف الإصبع الوسطى إلى رأس المرفق إذا مُدَّ الساعد ووضعت اليد ناحية الجسم = (1/4) قامة الإنسان تقريباً = شبرين= 1.5 قدم وهذه تسمى الذراع الدارجة

7-    الذراع المقدسة= 4 أشبار أو ذراعين من الدارجة (1مل15:7+ 2أي15:3).

8-  ذراع ثالثة استعملها حزقيال= ذراع دارجة وشبراً أو فتراً (خر5:40، 13:43). وهذه الذراع ليست للاستخدام العادى لعامة الناس، بل هى ذراع نبوية رآها وإستخدمها حزقيال فى الرؤيا التى رآها بخصوص الهيكل الذى يرمز للكنيسة. وهى ذراع (وهذا يرمز لعمل المسيح فى بناء الكنيسة) وشبر أو فتر (وهذا يرمز لعمل المؤمنين الذين يعمل فيهم الروح القدس). فالذراع يرمز لعمل المسيح والأصابع ترمز لعمل الروح القدس (راجع التفاصيل فى ارمياء اصحاحى 18و19).

9-    القامة (أع28:27) = تقريباً متوسط طول الإنسان = 4 أذرع دارجة.

10-           قصبة حزقيال= قصبة القياس= 6 أذرع بذراعه المذكورة في (8)

11-           الغلوة (لو13:24) = 400ذراع دارجة.

12-           سفر السبت (أع12:1) = 5 غلوات.

13-           الكُبَرة = وتترجم مسافة (تك16:35+ 7:48+ 2مل19:5) وهي مسافة مقدارها غير معلوم الآن.

ملخص سريع للأعياد اليهودية

(لمزيد من التفاصيل يراجع لا23)

تنقسم الأعياد اليهودية إلى مجموعتين (أنظر الخريطة في الصفحة القادمة)

المجموعة الأولى:

1-    عيد الفصح

2-    عيد الفطير ويستمر 7 أيام

3-    عيد الباكورة

4-    عيد الخمسين (أو عيد الأسابيع أو البنطقستي)

14 نيسان

15-21 نيسان

16 نيسان

6سيوان (بعد 7 أسابيع من الفصح أو اليوم الخمسون منه)

المجموعة الثانية:

1-    عيد رأس السنة (أول الشهر السابع)

2-    يوم الكفارة

3-    عيد المظال (7أيام ثم ثامن يوم العيد)

1 تسرى

10 تسرى

15-21،22 تسري

وبهذا يكون عدد الأعياد الرئيسية 7 أعياد ورقم 7 هو رقم كامل فالله يريد أن تكون حياتنا كلها أفراح وأعياد. الحياة مع الله هي فرح وليست ضيق وحزن.

وكان شهر تسرى هو أول شهور السنة. وأول يوم في هذا الشهر هو عيد رأس السنة وبعد أن أسس الله عيد الفصح وهو يأتي في شهر نيسان، طلب الرب أن يكون شهر نيسان، شهر عيد الفصح هو أول شهور السنة. وبالتالي صار هناك لليهود تقويمين. الأول هو التقويم أو السنة المدنية وأول شهورها تسري/ مول.. .. والثاني هو التقويم أو السنة الدينية وأول شهورها نيسان/ زيو/ سيوان.. .. والرب طلب هذا لكي يذكر اليهود دائماً خروجهم من أرض العبودية. وأن حريتهم التي حصلوا عليها هي بداية جديدة لحياتهم مع الله. وتستخدم السنة المدنية في الأمور السياسية والمدنية والزراعية، ولكن كل ما يخص الأمور الدينية كانوا يستخدمون فيه السنة الدينية.

المجموعة الأولى: من الأعياد تمثل عمل المسيح على الأرض حتى تأسيس الكنيسة يوم الخمسين فالفصح يمثل الصلب والباكورة تمثل القيامة، فقيامة المسيح كانت باكورة الراقدين. والخمسين (وتعني باليونانية البنطقسي) تمثل حلول الروح القدس على الكنيسة يوم الخمسين وتأسيس الكنيسة كان يوم حلول الروح القدس. وكون أن عيد الفطير يستمر 7أيام فهذا إشارة لأن كنيسة المسيح التي أسسها هي كنيسة طاهرة فالخمير يشير للشر ويشرح هذا تماماً الآيات التالية (1كو6:5-8+ 1كو20:15-23).

المجموعة الثانية: من الأعياد تمثل حياة الكنيسة على الأرض وجهادها وغربتها حتى تنعم بالراحة في السماء. وهي تبدأ بعيد الهتاف وهو إنذار لكل فرد في الكنيسة أن يقدم توبة ويجاهد في حياته ويوم الكفارة هو يوم الصوم والتذلل، اليوم الذي يشير للصليب وهكذا ينبغي أن نحيا في جهاد ونصلب أهوائنا مع شهواتنا (غل20:2+ 24:5). أما عيد المظال الذي يقضون فيه 7أيام في مظال فهو يشير لغربتنا في رحلة هذه الحياة على الأرض. ثم في اليوم الثامن أفراح عظيمة إشارة لأبديتنا.

1-    عيد الفصح

كلمة فصح= بيسح بالعبرية أو بسخة وتعني عبور فهو تذكار عبور الملاك المهلك في أرض مصر ونجاة أبكار اليهود ثم عبورهم من أرض العبودية إلى الحرية. وكانوا يأخذون الخروف يوم 10نيسان ويوجد تحت الحفظ حتى 14نيسان ويذبحونه في اليوم الرابع عشر بين العشاءين (بين الساعة 3 والساعة 5 ظهراً.. أو بين الساعة 3 ووقت حلول الظلمة). وكان كثيرون من اليهود يأتون من الشتات وينصبون خيامهم على جبل الزيتون، ومن هنا ندرك إحتفال الناس الهائل عند دخول المسيح إلى أورشليم. وصار شهر نيسان أول شهور السنة لأن آدم الثاني أي المسيح بصليبه قد بدأ كل شئ جديداً (2كو17:5). (وواضح أن الفصح يشير للصليب).

2-    عيد الفطير:

المسيح بصليبه أسس كنيسته لتكون طاهرة لا عيب فيها ولا غضن (أف25:5،27) وعلينا كمؤمنين مات المسيح عنا أن نقضي أيام غربتنا وقد إعتزلنا الشر (1كو13:5+ خر15:12). وكان رمزاً لهذا يأتي كل رجل يهودي ليلة الفصح ويفتش في منزله ويبحث عن أي قطعة خبز مختمر ليعزلها بعيداً عن منزله. ومعنى هذا أنه بعد أن ذُبِحَ المسيح لأجلي فكيف أرضى وأسمح بوجود خطية في حياتي. وهذا لمدة العمر كله (7أيام رمز للكمال، كل الحياة) واليهود كانوا يفهمونها أنهم خرجوا من مصر وحملوا عجينهم الذي لم يختمر (خر34:12). وهكذا نحن إذا أردنا أن نعبر من العبودية للحرية علينا أن لا نضع أي شر في قلوبنا أو أن نعزله لو وُجِدَ ونتخلى عنه.

3-    عيد الباكورة

راجع خريطة الأعياد لتجد أن هذا العيد يوافق حصاد الشعير. وقد إرتبط عيد الباكورة مع عيدي الفصح والفطير وعيد الخمسين. فعيد الباكورة يحتفل به خلال أيام عيد الفطير ويأتي عيد الخمسين بعده بخمسين يوماً. ويعتبر أول الأعياد الزراعية. وطقس العيد كان لتقديم الشكر لله واهب الخيرات. وكان ثلاث شيوخ من مجمع السنهدريم يخرجون للحقول المجاورة ليأتوا بأول حزمة من المحصول ويقدمونها للهيكل، وبتقديمها للهيكل يتقدس كل الحصاد. فبتقديم الباكورة يكون الله أولاً. وهذه الحزمة تمثل شخص السيد المسيح الذي قدَّم حياته تقدمة سرور للآب لكي يبارك كل الحصاد أي الكنيسة. كان هو حبة الحنطة التي سقطت في الأرض لتأتي بثمار كثيرة (يو24:12). ونلاحظ أن الباكورة كانت تقدم من الشعير أكل الفقراء والمساكين فالمسيح جاء ليرفع المسكين.

وكما سنرى فإن المسيح صُلِبَ فعلاً يوم الجمعة وتوافق هذا مع تقديم خروف الفصح بل هو صلبوه وتركوه في حراسة الجنود الرومان، وذهبوا ليأكلوا الفصح (14 نيسان) وفي اليوم الثالث (16 نيسان) بينما كان اليهود يتبادلون التهنئة بعيد الباكورة. كان التلاميذ يتبادلون التهنئة بقيامة المسيح باكورة الراقدين أو باكورة القائمين من الموت. فالمسيح بقيامته أظهر أنه هو الباكورة الحقيقية فهو قام يوم عيد الباكورة. ونلاحظ أن الشعب إحتفل بعيدي الفصح والفطير في البرية ولكن عيد الباكورة إحتفلوا به لأول مرة بعد أن دخلوا الأرض. فعيد الباكورة أي القيامة لابد وأن تكون في الأرض الجديدة والسماء الجديدة.

موت الموت كان رمزه الفصح فهو فصحنا الذي مات ليخلصنا من إنساننا العتيق أو من خميرة الفساد التي تسللت إلينا ويحولنا إلى فطير، وقام من الأموات ليهبنا نحن أيضاً فيه القيامة (كو15:1+ 1كو20:15) ورفعنا لحضن أبيه لنحيا في السماويات (أف6:2) ونلاحظ أن هذا العيد أيضاً هو الثالث في الأعياد. وهو ثالث يوم الفصح فرقم 3 يشير للقيامة.

4-    عيد الخمسين:

هذه المجموعة من الأعياد هي وحدة واحدة (فصح/ فطير/ باكورة/ خمسين) رمزاً لوحدة أخرى هي (الصلب/ القيامة/ تقديس الكنيسة/ حلول الروح القدس) وقد سمى هذا العيد بعيد الأسابيع لأنه يأتي بعد 7أسابيع من الباكورة (خر22:34+ تث10:16). كما دُعِىَ عيد الخمسين وباليونانية البنطقسي (أع1:2) وقد حلّ الروح القدس على التلاميذ يوم الخمسين فعلاً (راجع أيضاً أع16:20). وهذا العيد هو أيضاً عيد زراعي كالباكورة ويسمى عيد الحصاد (خر16:23) إذ يأتي في ختام موسم الحصاد بعد نضج القمح. ونسميه عيد تأسيس الكنيسة ففي هذا اليوم حلّ الروح القدس على الكنيسة ليؤسسها وبعظة بطرس آمن 3000نفس وبدأ الحصاد. لقد ماتت حبة الحنطة وقامت وبدأت تأتي بالثمر الكثير (يو24:12) وكان بالنسبة لليهود غاية هذا العيد هو تقديم الشكر لله بمناسبة حصاد القمح.

5-    عيد الهتاف:

هو عيد بداية السنة المدنية، وبداية الشهر السابع من السنة الدينية وكانوا يحتفلون به بالهتاف في الأبواق من الصباح للغروب. والبوق يستعمل في الإنذار أو الدعوة للحرب. والكنيسة تستخدم كلمة الله في الإنذار وللدعوة للجهاد ضد الخطية. ومن يسمع ويتوب يبدأ حياة جديدة (رمزها السنة الجديدة) فالتوبة معمودية ثانية.

6-    عيد الكفارة (يوم الكفارة):

رمز ليوم الصليب. وتأتي تفاصليه في (لا16) هو يوم تذلل ودموع.

7-    عيد المظال:

هو عيد مفرح بهيج. فمن يزرع بالدموع (يوم الكفارة) يحصد بالإبتهاج. ومن يتذلل أمام الله ويحيا في غربة في هذا العالم (7 أيام المظال). يحيا في فرح هو عربون أفراح الأبدية (اليوم الثامن ورقم 8 يشير للأبدية).

 

مساء اليوم

صباح اليوم

 

التوقيت بحسب ما اعتدنا عليه الآن

فاليوم يبدأ بالصباح وينتهي بالمساء

 

 

 

 

 

يوم الفصح

اول ايام الفطير

يوم الباكورة

 

 

 

الأحد

الاثنين

الثلاثاء

الأربعاء

الخميس

الجمعة

السبت

الأحد

 

 

9

10

11

12

13

14

15

16

 

 

9/10

10/11

11/12

12/13

13/14

14/15

15/16

16/17

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأحد

الاثنين

الثلاثاء

الأربعاء

الخميس

الجمعة

السبت

الأحد

 

10

11

12

13

14

15

16

17

 التوقيت بالطريقة اليهودية. وفيها اليوم يبدأ من مساء اليوم الذي يسبقه (نفس طريقة كنيستنا فاليوم يبدأ من عشية اليوم السابق)

 تحديد يوم الفصح في أسبوع آلام السيد المسيح (كتاب الأسرار السبعة. حبيب جرجس)

هناك رأيين في تحديد يوم الفصح في أسبوع آلام السيد المسيح:-

الأول: أنه كان يوم الخميس. وأن يوم الخميس في ذلك الأسبوع كان يوم 14 نيسان في تلك السنة. وأصحاب هذا الرأي هم الكنيسة الكاثوليكية وبحسب هذا الرأي يقولون أن السيد المسيح إحتفل بالفصح مع تلاميذه يوم الخميس مساءً ثم أسس سر الإفخارستيا. ولما كان بحسب الطقس اليهودي أنه يمنع إستخدام الفطير إبتداء من هذه الليلة ولمدة أسبوع، فهم يستخدمون الفطير في سر الإفخارستيا إستناداً على أن المسيح استخدم الفطير. وهم يستندون في ذلك على ما جاء في أناجيل متى ومرقس ولوقا. "وفي أول أيام الفطير" تقدم التلاميذ إلى يسوع قائلين له أين تريد أن نعد لك لتأكل الفصح (مت17:26-19+ مر12:14+ لو7:22،8). ويستندون على قول متى ومرقس وفي أول أيام الفطير. وعلى قول لوقا وجاء يوم الفطير.

الثاني: أن يوم الفصح كان يوم الجمعة 14 نيسان أي أن اليهود صلبوا المسيح وذهبوا ليأكلوا الفصح. وبالتالي كان يوم الخميس هو 13 نيسان قبل الفصح، ويكون ما قدّمه المسيح في سر الإفخارستيا هو خبز مختمر وليس فطيراً. وهذا الرأي هو رأي كنيستنا الأرثوذكسية والدليل على ذلك.

1-  (يو1:13-27) أما يسوع قبل عيد الفصح.. ثم يذكر حادثة غسل الأرجل فهنا يصرح يوحنا بأن العشاء الرباني وغسل الأرجل كانا قبل الفصح.

2-  (يو1:12-13) ثم قبل الفصح بستة أيام أتى يسوع.. عشاء بيت عنيا فهذا العشاء كان قبل الفصح بستة أيام. وهذا العشاء كان يوم السبت لأن في آية (12) يقول وفي الغد (أي الأحد) دخل يسوع أورشليم يوم أحد الشعانين. وبالتالي يكون الفصح قد تحدد أنه يوم الجمعة.

3-  (يو28:18) ثم جاءوا بيسوع من عند قيافا إلى دار الولاية.. ولم يدخلوا هم لئلا يتنجسوا فيأكلون الفصح. إذاً اليهود لم يدخلوا دار الولاية صباح الجمعة لئلا يتنجسوا لأن الذي يأكل الفصح يجب أن يكون طاهراً (عد6:9-11). وهذا يدل أن فصح اليهود لم يكن قد بدأ في يوم الجمعة صباحاً وكانوا سيأكلونه مساءً.

4-    (مت62:27-64) وفي الغد الذي بعد الاستعداد..

 (مر42:15،43) ولما كان المساء إذ كان الاستعداد

 (لو54:23) وكان يوم الاستعداد والسبت يلوح.

 فما هو هذا الاستعداد؟ هو الاستعداد للفصح كما أوضحه (يو13:19،14،42).

5-  أحداث شراء اليهود ورؤساء الكهنة لحقل الفخاري (مت2:27-7). وشراء يوسف الكتان لتكفين المسيح (مر46:15+ لو53:23) وتسخير سمعان القيرواني ليحمل صليب المسيح (مر21:15+ لو26:23) لا يمكن أن تتم ويكون الفصح قد دخل ففي الفصح يمتنع البيع والشراء والتسخير. وكذلك نسمع أن سمعان القيرواني كان آتياً من الحقل وهذا لا يجوز في الفصح.

6-  (يو31:19).. لأن يوم ذلك السبت كان عظيماً.. فالسبت كان عظيماً بسبب وقوع الفصح فيه. وفي هذه الآية أيضاً نرى أن عصر الجمعة حين موت المسيح على الصليب كان الاستعداد الفصح لا يوم الفصح.

7-  (مت15:27-26+ مر6:15،15+ لو17:23) نرى فيها أن بيلاطس كان يطلق لليهود أسيراً في العيد وأنه أطلق باراباس لهم يوم الجمعة ومن هذا نفهم أن الفصح لم يكن قد حل بعد. فالعادة أن يطلق الأسير قبل أن يحل يوم الفصح.

8-  (يو27:13-29). بعد اللقمة دخله الشيطان.. يسوع قال له اشتر ما نحتاج إليه للعيد. فواضح أن وقت تأسيس سر العشاء الرباني لم يكن الفصح قد حل بعد.

9-  (مت3:26-5+ مر1:14،2) نرى هنا أن رؤساء الكهنة اهتموا بأن يتم صلب المسيح قبل العيد لئلا يقع شغب في الشعب المجتمع من كل ناحية.

10-           الكلمة المستخدمة في الأناجيل عن الخبز هي آراطوس وتشير للخبز المختمر (مر22:14).

11-           إن سر الإفخارستيا لم يتمم منذ الأزمنة الرسولية إلاّ بخبز مختمر.

 الرد على الرأي الأول:

من يقول أن الفصح كان يوم الخميس يستند على قول متى ومرقس "وفي أول أيام الفطير. وقول لوقا وجاء يوم الفطير. وقول لوقا يسهل الرد عليه فهو لا يعني سوى ولما إقترب يوم الفطير فالأمور المقرر وقوعها في وقت معين يقال عنها جاءت أو بلغت إذا كان الوقت قريباً جداً. ويكون ما قصده لوقا أن الفصح صار قريباً على الأبواب.

أما قول متى ومرقس وفي أول أيام الفطير. نجد أن كلمة أول باليونانية هي "بروتي" وتعريبها أول ولكنها تعني أيضاً قبل. ويحدث هذا في لغتنا العربية أن كلمة أول تعني قبل (مثال أول من أمس= قبل أمس) وبهذا يصبح قول متى ومرقس بحسب هذا المفهوم "وقبل الفطير.. " والفصح الذي أراده مخلصنا هو ليس الفصح اليهودي بل هو الفصح الجديد. الذي قال عنه شهوة إشتهيت أن آكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم (لو15:22) والذي قال عنه "هذا هو دمي الذي للعهد الجديد" (مت28:26). فهل كان السيد يشتهي أن يأكل الفصح اليهودي، وهو قد أكله معهم مرات من قبل؟! بل هو كان يشتهي أن يعطيهم جسده ودمه فصحاً جديداً بعهد جديد ليوحدهم به ويكون لهم حياة. بالقطع فالمسيح كان لا يشتهي أن يذكر الخروج من مصر أو يأكل لحم خراف، بل هو يريد أن يعطي تلاميذه سر الحياة جسده ودمه مأكل حق ومشرب حق (يو55:6). هو إشتهى أن يكشف لتلاميذه سر الفصح الكبير الحقيقي.

·        مما سبق نرى تطابق رائع بين الأعياد اليهودية وما حدث في هذا الأسبوع:-

فالمسيح دخل أورشليم مع إختيارهم لخروف الفصح وصُلِبَ مع ذبحهم لخروف الفصح وقام يوم الباكورة فهو باكورتنا. والروح القدس حلّ يوم الخمسين يوم عيد الحصاد، يوم تأسست الكنيسة وآمن 3000 بعظة واحدة لبطرس.

الصفحة الرئيسية