أحداث الكشح فى المرحلة الأولى15/8/ 1998 م

.. مقتل أثنين من الأقباط وألقيت الجثتان على مشارف القرية وأمن الدولة والبوليس يرهب معظم أهالى القرية المسيحيين ويلفق لهم التهم .

فى يوم الجمعة مساءاً 14/8/1998 م أكتشف أهالى القرية على مشارف القرية وجود جثتين لرجلين قتلا لقبطيين مسيحيين من اهل القرية أحدهما لـ  سمير عويضة (25سنة) والأخرى لـ كرم تامر (27 سنة )

وتأكد أهل القرية أن القتيلين هما رد بالثأر على وفاة المدعو " حارس الدسوقى حسن " من عائلة الكراشوة , مع أن حارس الدسوقى حسن توفى فى منزلة حيث وجدوه صباحاً ميتاً فى فراشة , إلا أن عائلة الكراشوة ظنت أن سمير عويضة وكرم تامر القتيلين وراء وفاته بالسم نظراً لعلاقتهما السابقة , ومن الملاحظ أن هذه العائلة قتلت القبطيين بسبب الظن أو الشبهة بدون دليل مادى طبى .

وحتى تكون الصورة واضحة فالمعروف لأهل القرية جميعاً هو أن الثلاثة حارس وسمير وكرم من أصدقاء السوء يشتركون معاً فى لعب القمار وشرب الخمر وما إلى ذلك من طيش الشباب , أى أن حادثة قتل الشابين هى حادثة قتل عادية تدخل تحت القانون ولا دخل للدين لأنه يشوبها الظن والشك والخلافات

البوليس والأمن يقبض على الأبرياء المسيحيين الأقباط من أهل قرية الكشح:

وفى يوم السبت 15/8/1998 م حدث أن قام الأمن والبوليس بحملات مكثفة من رجال البوليس المدججين بالسلاح فى حراسة مدرعات ثقيلة , وأستمرت هذه الحملات بشكل يومى لمدة ثلاثة أسابيع وقاموا بالقبض العشوائى على المسيحيين فقط بقرية الكشح وبلغ عدد المسيحيين الذين قبض عليهم الأمن اكثر من الف قبطى وهؤلاء هم من المواطنين الذين يجب أن يعاملوا كبشر وكانت تتم عمليات القبض عليهم فى الفجر مثلما كانت تتم أيام حكم عبد الناصر وسمتهم الصحافة زوار الفجر , وواجه الأقباط معاملة وحشية فى قسم البوليس وأهدرت آدميتهم وسحلوا الأقباط الأبرياء , وقام بتعذيب أهل قرية الكشح من المسيحيين الأبرياء حفنة من ضباط المباحث الجنائية بمركز دار السلام من شعبة البحث الجنائى بالكوثر بسوهاج , ومارسوا أقصى أنواع العذاب وأذاقوا الضحايا الذل والهوان , وداسوا بجزمهم فوق رقاب المسيحيين , ولم يفرقوا بين فتاة وسيدة رجل أو طفل أو شيخ وزعوا الإهانات والتعذيب على الأقباط المسيحيين فى عصر حبيب العدلى وزير الداخلية أى أنهم مارسوا التعذيب مع سبق الإصرار والتعمد , ولم تردعهم القوانين ولا يخافون التعليمات لأنهم زبانية جهنم فهم فوق القانون بل أعتبروا أن كل شئ يفعلونه هو القانون , والإهانة والذل للأقباط رغبة دفينة فى صدور هؤلاء الأشاوس وكل همهم الحصول على إعترافات من الضحايا الأبرياء سواء بإرتكاب جريمة القتل أو جمع أدلة وشهادات لفبركة المحاضر بإتهام احد المسيحيين بجريمة قتل شابين مسيحيين ليبعدوا الشبهه عن عائلة الكراشوة !!!!!!!!!!!!!!! .

إرهاب وإجرام الأمن لتلفيق التهم لأحد الأقباط :

وقام أمن الدولة بتلفيق الإتهام بقتل المسيحيين القبطيين لبقطر أبو اليمين ميخائيل فتم القبض عليه يوم 15 أغسطس إضافة إلى القبض على كل أفراد أسرته وهم : زوجته آلين عزيز وأولاده أيمن والأمير وهنية وأمورة .

وقام الأمن بتلفيق تهمة أن هينة بقطر وتبلغ من لاسن 14 سنة وهى خطيبة زكريا بطرس كانت على علاقة سيئة بأحد القتيلين ولما أكتشفت هذه العلاقة قام والد الفتاة بقطر أبو اليمين ونجلية الشابين بعملية القتل السابقة , ولأثيات هذا الإدعاء الكاذب أذاقوا الأسرة كلها العذاب وهذه أقوالهم يصفون ما لاقوه من عذاب فى مركز الشرطة:

 

هنية بقطر أبو اليمين : كان والدى ووالدتى فى المركز وكذلك اخوتى , حضر إلى المنزل الضابط هانى والضابط إسلام , وإصطحبنى أحد الضباط إلى مركز شرطة دار السلام , وعلى مدى عدة ايام تعرضت للتعذيب بالكهرباء وأنا معلقة على فلكة بين كرسيين ومغمضة العينيين .

وفى صباح اليوم التالى أحضرنى هانى بيك إلى مكتبه من الحجز وقال لى أعترفى أبوكى هو القاتل , ولما رفضت ضربنى بالقلم ثم بالكرباج الذى كان موضوع أمامه على المكتب .

وفى اثناء ذلك قال المخبر الذى كان موجوداً بالمكتب ... قولى الحقيقة لـ " هانى بيك " وهو موش هايعمل لك حاجة , فقام هانى بيك من على مكتبه وضرب المخبر بالقلم وقال له : " لا تقل أسمى أمام أحد !! " وطرده خارج المكتب , ثم قال لى : " يالله يا بنت الجزمة على السلخانة " وأستمرت عمليات التعذيب يومين حتى تركونى وبعدها عادوا مرة أخرى وأحتجزونى يوماً .

أيمن بقطــر (29سنة ) : تم الإفراج عنى يوم الخميس 17 سبتمبر 1998 م بعد إحتجاز دائم لمدة 33 يوماً , وكانوا يعلقوننى على الشبابيك لمدة ثلاثة أيام متواصلة بدون أكل ولا ماء , وبعد إنتهاء عمليات الصعق بالكهرباء كنت أترمى على الأرض مثل " الهدمة " فيقوموا بإلقاء المياة على حتى أفيق .

زكـــريا بطرس (27 سنة ) : قاسيت من التعذيب بالكهرباء ولم استطع المقاومة وتمنيت الموت فقلت لـ هانى بيك : " أنا القاتل " , كان يجلسنى على الأرض ويظل يضربنى على وجهى بالقلم ولما تتعب يداه يخلع الجزمة ويضربنى بها على وجهى , وتم تعذيب الأمير بقطر (19سنة ) والطفل رومانى بقطر (11سنة ) بنفس الأساليب السابقة.

 

الإعترافات الباطلة للضحايا الأبرياء وهم تحت التعذيب النفسى والبدنى :      

أيوب حنــــا شنودة (45 سنة ) : عذبونى حتى أعترف أن شيبوب وليم هو القاتل مرة بالكهرباء , ومرة تعليق على الشبابيك , كذلك ناجى سمير ( 20 سنة ) وعلاء سمير (19 سنة ) ورفعت الديب .

موريس شكر الله : فتشوا البيت فى غيابى وأستولوا (سرقوا ) على مبلغ 750 جنيهاً وأخذوا زوجتى سميرة غطاس وأبنى جمال عمره 17 شهراً ونلت ضرباً بالكرباج على ظهرى .

نصرى عوض عبد النور (39سنة) : ويعمل خفيراً فى نقطة الكشح تعرض أيضاً للتعذيب لمدة 7 ايام وعندما ذهبوا إلى منزلة للقبض عليه كانت والدته العجوز (70 سنة ) تقف على عكاز فى مدخل المنزل فأزاحوها من طرقهم بدون رحمة ففقدت توازنها وسقطت على الأرض وهى تتألم .

ميخائيل ملك ميخائيل (53 سنة ) :  قبضوا على ابنى عبده المجند بقوات الأمن المركزى بالمنيا وعذبوه ليعترف أن بقطر أبو اليمين هو القاتل وأشتد التعذيب وعادوا وقالوا لأبنى : أعترف أن شيبوب وليم هو القاتل , وليتخلص أبنى من العذاب أعترف ظلماً أن شيبوب وليم هو القاتل !!!

وليجبروا عبده ميخائيل على الإعتراف الباطل أحضروا اخته مرزوقة إلى مركز السلام مباشرة وكشفوا الغمامة من فوق عينية ليرى اخته , ثم قالوا له : " لو لم تعترف سنحضر عسكرى يمارس معها الجنس مع أختك امامك !! وأحضروا أخته نصرة وعذبوها بالكهرباء والضرب ..

حتى والدة القتيل كرم تامر وتدعى دميانة لم تسلم من التعذيب وتقول : " فتشوا منزلى وأستولوا (سرقوا ) 15 جنيهاً وشتمونى وخنقونى لأعترف أن شيبوب وليم هو قاتل أبنى .

وعندما ذكر شوقى شنودة حبيب أسمه أمام الضابط فى نقطة الكشح فوجئ بالكمات والضربات تنهال عليه من حيث لا يدرى , ويقول أنه تعرض هو وممدوح كمال مساك (29سنة) للتعذيب والضرب بالكرباج والكهرباء - والغريب أن احداً لم يطلب منهما أى إعتراف , أو معلومات , تعذيب فقط وبدون سبب ويظن أنه لأذلال القبط حسب قوانين الشريعة الإسلامية السارية فى البلاد .

جلال رسمى حبشى (27 سنة) : أنقلبت عربة الشرطة أثناء نقلة مقبوضاً عليه إلى المركز وكسرت رجله ووضعت فى الجبس ولكنه لم يطلقوا سبيله ولكن وضعوه فى الحجز بهذه الصورة .

إسحق بولس نوح (32 سنة) يقول : وضعونى فى نقطة شرطة الخيام , وأشتغلت الكهرباء فى جسمى من الساعة 3 عصراً حتى السابعة مساءاً ووضعوا عصى فى مؤخرتى وأحتجزنى بالمركز أيام .

وصرحت سمنة عزمى يوسف (50 سنة) : أنهم عذبوا إبنها صفوت سليم (17سنة) بالكهرباء وسقط مريضاً وذهبت به إلى المستشفى فقال لها الدكتور إيهاب : أن الكهرباء نشفت صدر أبنك وأعطاه 12 حقنة جولوكوز , وقبضوا على التوأم هناء وسناء (12سنة) وكسرت ذراع سناء من الضرب .

عماد شيبوب وليم (10سنوات ) : عذبوه بالكهرباء لإجباره على الإعتراف بأن والده شيبوب هو القاتل , ويبكى عماد ويقول : " أخذنى الذغبى بيه ومعه أربعة مخبرين إلى الجبل وهناك ليلاً سحبوا عليه السلاح وهددونى بالقتل بالطبنجة .

جرجس عادل تامر (12سنة ) تعرض للتعذيب والضرب .

نعمات غبريال كانت تحمل طفلها الصغير أمجد حربى (3شهور) طلبوا منها إلقاءه على الأرض ولما رفضت انتزعوه من أحضانها وألقوه أمامها على الأرض .

عمليات تعذيب بلا سبب منطقى إلا الذل والإهانة التى نصت عليه قوانين الشريعة الإسلامية :

ومع تزاحم العشرات من الضحايا طلبنا منهم تسجيل أسمائهم , فعمليات التعذيب والإهانة لم تختلف إلا فى قسوتها , وقد أجمع الضحايا على حرص ضباط مركز السلام على تقديم الدوية والمضادات الحيوية والمراهم لهم قبل مغادرتهم السلخانة لإزالة آثار الإعتداءات , كما قدموا لهم الطعام والشراب والسجائر , واوصوهم ان يقولوا بأنهم لم يأتوا إلى المركز ولا شاهدوا أو تعرضوا لأى شئ ( راجع جريدة الأهالى 23 سبتمبر 1998 م )

 

يوضح بيان البابا شنودة التالى عدة أشياء  هامة هى :-

أولاً : تصريح البابا بتجاوزات الشرطة

ثانياً :  أنه يوجد تحقيقات ومجازاة لضباط الشرطة الذين فعلوا هذه التجاوزات مع الأقباط ولكن حقيقة الأمر أنهم كوفئوا بترقيتهم إلى رتب أعلى فى وزارة الداخلية بالقاهرة , والذى يدخل الوزارة يكافئ فى العاصمة بدلا من وظائف الأقاليم ( وقد ذكرت جريدة القدس أن وزير الداخلية حبيب العدلى قد أصدر قراراً بنقل أربعة من ضباط الشرطة من مراكزهم فى إطار التحقيق فى إتهامات وجهت إليهم خصوصاً وغلى الشرطة عموماً بتعذيب أقباط من قرية الكشح وهذا يؤكد إعترافات القباط بوحشية رجال الأمن ( راجع جريدة الأهرام بتاريخ 13/4/1998 م - وأيضاً جريدة القدس فى 6/11/1998 م )

ثالثا : ســـــــلامة نية البابا شنودة الثالث وتصديقه لوعود الذئاب بحل الأزمات التى يفعلها أمن الدولة مع الأقباط 

بيــــان البابا شنودة حول أحداث الكشح الأولى

 

1 - قرية الكشح قرية هادئة جداً فى أقاصى الصعيد , غالبية سكانها من الأقباط , ولم تحدث فيها اى فتنة طائفية , ولا اى خلاف طائفى بين المسلمين والمسيحيين , بل العلاقة بينهم طيبة جداً .

2 - الجريمة التى حدثت فى هذه القرية فى 14 أغسطس 1998 م , وقتل فيها إثنان من المسيحيين , هى جريمة قتل عادية , لا علاقة لها إطلاقاً بالوحدة الوطنية .

3 - كل ما فى الأمر , أن بعض رجال الشرطة حدثت منهم تجاوزات وإعتداءات أثناء التحقيق فى الجريمة , وقد أخذ وزير الداخلية إجراء حاسماً ضد المتجاوزين فى هذا الموضوع والنيابة تتولى التحقيق .

4 - إن ما نشر فى وسائل الإعلام الأجنبية , كان مبالغاً فيه جداً ويسئ إلى سمعة مصر , الأمر الذى لا نقبله .

5 - أرى من الحكمة أن ينتهى الموضوع عند هذا الحد , ولا نوافق على تصعيد الأمور , فإستمرار هذا التصعيد ليس من الصالح فى شئ .

6 - ونحن لا نقبل التدخل الأجنبى فى أمورنا الداخلية التى نقوم بحلها فى هدوء مع المسئولين فى بلادنا , وقد صرحت بهذا مراراً .

7 - وختاماً .. ندعوا الجميع إلى تهدئة الأمور , لا إلى إثارتها ولتكن مصر وجميعكم بخير وفى سلام .  

الفهرس