حادثة حى الزاوية الحمراء بالقاهرة

فى 17 حزيران / يونيو 1981م

 

تعتبر هذه الحادثة هى الأولى من نوعها فى مصر فقد تحول شجار شخص فى مصر إلى معركة مسلحة - وكانت هذه المجزرة فى الحقيقة هى بدانية نهاية حكم الرئيس محمد أنور السادات الذى أتفق مع التنظيمات السرية الإسلامية التى تعمل من تحت الأرض فى إبادة الأقباط - فهو لم يرضى هذه التنظيمات التى أطلق سراحها من السجون لأنها تطمع فى كرسيه - ولم يرضى الشعب المصرى كله وأصبح جميع الأطراف فى حالة غضب وغليان - ولما شعر بقوتها وأن سلطته أصبحت تتقاذفها ريح العنصرية الدينية الإسلامية واهتز حكمه فى مهب ريح فقد تملكت العصابات الإسلامية الإجرامية أرض الشارع المصرى وأصبح القبطى عليه أن يواجهها بصدره إذا لزم الأمر وعرف القباط أن حكومة السادات هى المحرك الساسى لإبادتهم - وإضطر السادات نفسه لحماية كرسيه أن يحتمى بشعار أطلق عليه اسم " الوحدة الوطنية " ويقصد أن الدولة تحمى الأقلية القبطية , ولكنه كان شعار وهمى سياسى ليكسب رضاء العالم الذى بدأ يرى وجهه الإسلامى الصحيح , وعلى أى حال كان شعارة مصر إسلامية وإدخال المادة الثانية فى دستور مصر والإتفاقيات السرية بينه وبين العصابات الإسلامية السرية أدت فى النهاية أنه قتل بنفس السلاح الذى قتل به الأقباط فى الزاوية الحمراء وغيرها مما لم يعلن عنه ألا وهو دموية الإسلام فى التعامل مع المخالف حتى ولو كان من كان على دينه المسلم فقتل السادات فى 6 أكتوبر .

 

قصة حوادث الزاوية الحمراء كما يرويها قداسة  البابا شنودة الثالث بابا الأقباط

أعلن المسلمون حقهم فى قطعة أرض إعتزم بعض القباط على إقامة كنيسة عليها وتحول من شجار عادى بين الجيران إلى معركة مسلحة , واصيب سكان الزاوية الحمراء (الضاحية التى وقعت بها الأحداث) بالتوتر والهلع وبعد خمسة أيام , أى فى يوم 17/ 6/ 1981 م إشتبك المسلمون والمسيحيون فى الزاوية مرة أخرى وكان هناك مجموعة من الصبية فى سن الأحداث ( هذه الأعمال تخطيط من العصابات الإسلامية فإذا تم القبض عليهم لا يتهمون بشئ ويفرج عنهم ) تنتقل من حى إلى أخر فيمرون من منشية الصدر إلى الوايلى , إلى الزاوية يهتفون : إحرق .. دمر إلى آخر الكلام هذا , بل كانوا يضعون علامات على بعض البيوت لتظهر بأن بداخلها مسيحيون .

وبالتأكيد كان وراء مجموعة الصبية قيادات كبيرة تحركهم وبكل أسف تركتهم الدولة ثلاثة ايام , إلى أن إشتعل الموقف إلى ابعد الحدود , وبعد ذلك يقول السادات : إن وزير الداخلية السيد النبوى إسماعيل عالج الموقف بطريقة سياسية وليس بطريقة بوليسية أى أنه إذا كان قد لجأ إلى الطريقة البوليسية كان إنتهى الأمر , أما من جهة الطريقة السياسية لا أعرف - ربما السادات أراد أن يترك الموقف يشتعل لكى يجد سبباً يعتمد عليه فى إستخدام سلطاته الإستثنائية فى الدستور .

... عندما وقعت أحداث الزاوية الحمراء - نفذت أجهزة الشرطة تعليمات وزير الداخلية السيد النبوى إسماعيل - آنذاك - بأن حاصرت الناس وتركتهم (العصابات الإسلامية) يقتلون ويضربون بعضهم البعض مسيحيين ومسلمين , وقام مثيرى الفتنة والخارجون على القانون من اللصوص ومحترفى الإجرام بأعمال السلب والنهب دون أى تدخل يفض هذه المعارك , وأستنتج أنت ماذا يحدث للأقباط فى ظل الكثرة والغالبية المسلمة , وماذا يفعل الغوغاء والمجرمين فى ظل غياب الأمن هذا , ولمصلحة من إذن هذا الذى يحدث ( راجع كتاب الفتنة الطائفية - مدحت فؤاد - ص 41 )

تصريح من السيد اللواء أبو باشا وزير الداخلية الأسبق فى حوار له ( فتح ملفات الكبار) بجريدة الأهرام الدولى أن : عدد القتلى فى حادثة الزاوية الحمراء من القباط بلغ اكثر من 81 قتيلاً يمكن توضيحهم كالآتى : -

أولا : الشهيد القمص مكسيموس جرجس , حيث وضعوا السكاكين فى رقبته , وطلبوا منه أن ينطق الشهادتين , فرفض فذبحوه ونال إكليل الشهادة وقد قرر البابا شنودة الثالث دفنه بالقاهرة وعدم سفر جسدة إلى طهطا (بلد اسرته وعائلته) منعاً للأثارة وإشعال الفتنة .

ثانيـــا : 20 عائلة ماتت حرقاً تفاصيلها كالآتى : -

1 - حرق وتدمير منزل كامل مرزوق سمعان , ولما لم يجدوه بالمنزل أقاموا إحتفالاً خاصاً بحرق زوجته وأولاده أمام المنزل .

2 - حرق منزل زخارى لوندى بمن فيه .

3 - حرق منزل حزقيال حنا ومؤسسته لبيع المفروشات .

4 - حرق صيدلية الدكتور مجدى قلدس بمن فيها من العمال فى داخلها .

5 - حرق صيدلية بورسعيد وبداخلها الدكتور جرجس  .

6 - حرق صيدلية الدكتور سليمان شرقاوى وهو بداخلها .

7 - حرق محل مملوك بشرى بمن فيه من ألقباط المسيحيين .

8 - حرق بوتيك زكى جرجس وحرق بداخله .

9 - حرق محل صبحى لافيل وحرق بداخله .

10 - حرق محل مجوهرات جورج عزيز صليب ومات حرقا بداخله .

11 - حرق محل مفروشات كامل السيوطى ومات حرقا وهو بداخله .

12 - حرق منزل رياض غالى وماتت  عائلته بكاملها حرقاً

13 - حرق منزل ملاك عريان ومات بداخلة حرقا .

14 - حرق منزل ملك فايز ومات بداخله ايضا من أثر الحريق .

15 - حرق منزل حبيب صليب ومات حرقاً بداخله .

16 - حرق منزل ناشد كيرلس ومات بداخلة حرقاً .

17 - حرق منزل فايز عوض ومات بسبب الحريق وهو بداخلة .

18 - حرق منزل شنودة جرجس ومات حرقاً وهو بداخله .

19 - حرق منزل عياد عوض ومات حرقاً بداخله .

20 - حرق منزل عزيز صليب بمن فيه من الأقباط المسيحيين .

 

لماذا تسلك وزارة الداخلية هذا المسلك ؟

لم يكن إشعال روح الحقد مؤثراً على كل المسلمين فى منطقة الزاوية الحمراء فى غياب البوليس والأمن لمدة ثلاثة ايام - فقد كان بعض المسلمين يستضيفون الأسر المسيحية فى شققهم لحمايتهم من القتل حرقاً فى داخل منازلهم أو متارجرهم حيث كانت العصابات افسلامية تطوف وتغلق المنازل أو المتاجر بمن فيها وتشعل فيها النار , ووصل المر ببعض المسلمين انهم كانوا يقفون امام الكنائس ويحمونها من الدمار وآخرون كانوا يساعدون عربات إطفاء الحريق , وكان البعض من المسلمين يقفون ويقولوا لعصابات افسلام لا تحرقوا هذا المصنع الذى صاحبه مسيحى حتى لا تحرقوا بيوتنا .. ألخ

أما الأستاذ عبد العزيز الشوربجى عندما كان بنقابة الصحفيين , ووقعت أحداث الزاوية الحمراء فى يونيو 1981 م .. أرتجل كلمة اخيرة ووجه فيها الإتهامات إلى وزير الداخلية السيد النبوى إسماعيل بأنه المئول عن هذه الأحداث وكشف مخطط الحكومة لإثارة الفتنة الطائفية فى البلاد ااتغطية عن فشل سياسة الحكومة فى المسألة الوطنية . ( راجع كتاب السادات والبابا - انور محمد - ص 221)

الفهرس